خاص| المسيرة نت: أكد الناشط السياسي اللبناني علي حمية أن ما يجري في قطاع غزة وجنوب لبنان يكشف مجددًا زيف الادعاءات الأمريكية بالوساطة والسلام، مشددًا على أن الولايات المتحدة لم تكن يومًا ضامنًا حقيقيًا لأي اتفاق، بل كانت على الدوام شريكًا في الاعتداءات وداعمًا استراتيجيًا للمشروع الصهيوني.

وفي حديثه لقناة المسيرة أوضح حمية أن الإدارة الأمريكية أثبتت خلال الأشهر الأخيرة أنها طرف معادٍ للشعب الفلسطيني، وليست وسيطًا نزيهًا. فكلما اقتربت بوادر الحل، كانت واشنطن تُطلق يد الاحتلال وتوفر له الغطاء السياسي لارتكاب المجازر والانتهاكات."

وأشار إلى أن ما حصل سابقًا بين الهند وباكستان، وهما قوتان نوويتان، تم احتواؤه بتدخل مباشر وسريع من طرف ثالث، في حين أن واشنطن – ورغم نفوذها الهائل – لم تتخذ خطوة حقيقية واحدة لوقف العدوان على غزة، بل إنها تماهي الاحتلال في جرائمه.

واعتبر أن العدوان على غزة لا يمكن فصله عن الانهيار المتسارع لمسار التهدئة. فحين تُقابل مطالب وقف إطلاق النار بالتصعيد العسكري، فإننا أمام مؤامرة مكشوفة لفرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني، وتدمير أي فرصة للسلام العادل."

وشدد على أن ما يجري في جنوب لبنان يعيد التأكيد على أن الاحتلال لا يحترم أي تفاهمات، وأن الرهان على الإدارة الأمريكية لحماية لبنان أو ضمان وقف العدوان هو رهان خاسر، قائلًا: "من يزوّد إسرائيل بالقنابل الذكية، لا يمكن أن يكون راعيًا للحلول ولا ضامنًا للأمن."

ولفت إلى أنه حينما يأتي وزير الخارجية الأمريكي لمناقشة انسحاب الاحتلال، يكون هدفه الحقيقي منح العدو مزيدًا من الوقت، وإقناع الفلسطينيين أو اللبنانيين بالتخلي عن حقوقهم، لافتا إلى أن وزير الخارجية الأمريكية مجرد رسول لفرض الإملاءات، وليس لبناء سلام."

وكشف حمية أن بعض الأطراف الإقليمية – ومنها أطراف محسوبة على الإمارات – متورطة في دعم مجموعات مشبوهة داخل غزة، بعضها متّصل بالموساد أو أذرعه، في محاولة لتقويض المقاومة من الداخل.

وذكر أن الاحتلال لا يسيطر حاليًا سوى على أقل من 10% من الضفة الغربية سيطرة فعلية، لكنه يسعى لفرض سيادة مطلقة، وجعل السلطة الفلسطينية كيانًا منزوع القرار والسيادة، تمهيدًا لتهجير جديد وضمّ شامل.

وختم حمية حديثه بالتأكيد على أن "العدو لا يريد دولة فلسطينية ولا حلولاً، بل يسعى لإبقاء الفلسطينيين تحت الاحتلال أو تحت حكم إداري تابع له. وهذا المشروع لن يمر، ما دامت هناك مقاومة، وما دامت الشعوب ترفض الهيمنة والخضوع."