-
العنوان:خيبرية حيدرية.. قدوم الفارس المقدام
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:
-
التصنيفات:مقالات
-
كلمات مفتاحية:
على غير ما أَلِفَه الزمن، وفي غفلة الأعين
الغارِقة في الصمت، يلوح في الأفق إيذانٌ بقدومِ ما لم يكن في الحُسبان. ها هنا،
في لحظة تظن فيها قوى البغي أن لا صوت يعلو فوق صرير سيوفها، وأن لا روح تستعصي
على جبروتها... ينبعث صوت كالصاعقة! هنا تتلاشى أوهام الخذلان، وتنهار جدران
اليأس. فما تراه قادمًا ليس مُجَـرّد حدث، بل هو فصل جديد يكتب بدماء العزة، إنه
قدوم فارس مقدام، وقد فار تنور الغضب ليحرق كُـلّ مظلمة. هذه ليست خيبر قديمة
فحسب، بل هي خيبرية حيدرية ثانية، تتجلى فيها حكمةُ الأولين، ويزهر فيها صبر أيوب
في أبهى صوره.
من هذا المنطلق الإيماني الراسخ، وفي
قلب معركة الحق ضد الباطل، تعلن إيران موقفها الصريح الذي لا يتزعزع: من أحب
عليًّا -عليه السلام-، سيد الفرسان وميزان الحق، لا يمكنه أن يساوم الصهاينة
أبدًا. فـالتولي للإمام عليٍّ -عليه السلام- يعني الإخلاص المطلق لله وحدَه،
ومن ارتبط بهذه الولاية المباركة لا يمكن أن ينحني أَو يركع لأحد سوى خالقه. عقيدة
متجذرة في النفوس، لا تعرف التلوُّنَ ولا تقبل المساومة.
تأملوا جيِّدًا، يا من تتعامون عن
الحقائق أَو ظننتم واهمًا أنكم تدركون العمق الحقيقي لهذه المقاومة: إيران ليست
سوريا، وقائدها، السيد الخامنئي، ليس بشار الأسد. إن ما تشهدونه اليوم على أرض
الواقع ليس سوى ثمار يانعة لسنوات طويلة من الحب الخالص، والولاء العميق، والتفاني
المطلق في درب علي عليه السلام وأهل بيته الأطهار. لذا، فَــإنَّ دوي الضربات
الإيرانية التي تهز أركان تل أبيب وحيفا، ليست بغريبة عن هذا الفكر، بل هي تعبير
طبيعي وصادق عن غضب متقد في قلوب من تربوا على المبادئ العظيمة، وتشربوا قيم
النخوة والإباء.
ألا ترون كيف ترتعد فرائص [مَرْحَب]،
هذا الرمز القديم للعدوان، في ذاكرة التاريخ؟ إنها أصداء زمن خيبر الأُسطوري،
حَيثُ تجلت حيدرية علي عليه السلام وشجاعته التي لا تلين، فدوَّت في الآفاق صرختُه
الخالدة.
وحيدريةُ علي لم تكن مُجَـرّد قوة
جسدية وعنفوان، بل كانت جرأةً لا تعرف التردّد في وجه الباطل، وثباتًا لا يهزه
وعيد الظالمين، واندفاعًا نحو إحقاق الحق لا يوقفه أي زيف. هذه الروح الحيدرية هي
ذاتها التي تسري اليوم في عروق هذه المقاومة، وتتجسد في مواقف إيران. إنها تتجلى
في إقدامها على تحدّي الظلم دون وجل، وفي ثباتها على المبادئ رغم التهديدات
والتآمر، وفي بصيرتها التي لا يغشاها طغيان. بهذه الروح، تتجه أمطار الصواريخ
الإيرانية، تشن غضبًا عارمًا على يافا المحتلّة، وعلى حيفا المغتصبة، تدوسُ ذلك
العدوَّ الصهيوني المجرم المتغطرس. الذي طغى وتجبر حتى أصابه الغرور فبلغ به
حَــدّ الجنون، والوهم إلى أنه بإمْكَانه فعل ما يشاء، وأينما يشاء، دون رقيب أَو
حسيب.
ولكن، ليزمجر صوتُ الحق في كُـلّ
أرجاء المعمورة: هنا يتجدّد صدى قول زينب بيت علي عليهما السلام، تلك الحرة الأبية
التي أطلقت كلماتها في وجه الظلم بكل شموخ وعزة: "كلا والله، ما جعل لك ذلك"،
لقد قالتها من إيمان راسخ كالجبال، بثقة مطلقة بالله جل وعلا، وهي في أسر الظالم،
الناكث لعهود الدين. تلك الكلمات كانت وما زالت صرخة حق لم يرهبها الأسر، ولم
تخضعها سياط الطغاة ولا جبروتهم.
وها هي اليوم، إيران تستعيد هذا
التاريخ الأصيل للعزة والكرامة، وتحيي أمجاد الأجداد. تستلهم قوة إقبال علي عليه
السلام وشجاعته، وتستعير فصاحة زينب عليها السلام التي لا تليق إلا بالأبطال.
تقول إيران اليوم، وهي ليست تحت
الأسر بل شامخة بكامل حريتها وإرادتها: "كلا والله، لن يضرب بلدي أرذلُ البشر
وأذلهم" إن ما يحدث ليس مُجَـرّد رد فعل عابر، بل هو درسُ تأديب قاس لهذا
العدوّ المتغطرس، وإيذانٌ بتحرير شامل وقادم لا محالة.

تغطية إخبارية | عن آخر تطورات حرب الإبادة الجماعية في قطاع #غزة وآخر التطورات في لبنان | مع ثابت العمور و قدورة فارس و حسين مرتضى 17-01-1447هـ 12-07-2025م

تغطية إخبارية | حول اخر التطورات في غزة ولبنان وسوريا و عن عملية الإسناد اليمني | 17-01-1447هـ 12-07-2025م

تغطية إخبارية | حول اخر التطورات في غزة ولبنان وسوريا و عن عملية الإسناد اليمني | 17-01-1447هـ 12-07-2025م

تغطية إخبارية | حول الخروج المليوني في ميدان السبعين وبقية المحافظات وآخر التطورات في غزة | مع عمر معربوني و علي حيدر و نزار نزال و علي أبي رعد و صالح أبو عزة و مصطفى رستم 16-01-1447هـ 11-07-2025م