وفي حديثه لقناة "المسيرة"، اليوم الجمعة، قال فياض إن المشهد داخل البيت الأبيض يعكس تردداً متزايداً، إذ تتضارب الآراء بين فريق مؤيد لمشاركة عسكرية فورية إلى جانب كيان العدو الصهيوني، وفريق آخر يرفض الانخراط في مواجهة مفتوحة مع إيران انطلاقاً من أولوية "أمريكا أولاً".

وأشار إلى أن هذا التردد أدى إلى تأجيل أي قرار حاسم بشأن دعم كيان العدو عسكرياً، رغم الضغط المتزايد من قبل اللوبيات الصهيونية، خاصة في ظل نجاح الجمهورية الإسلامية في استهداف مواقع حساسة داخل الأراضي المحتلة، وتحديداً في الجبهة الداخلية التي أظهرت ضعفاً حقيقياً تحت وقع الضربات الإيرانية.

 وأضاف أن الأوضاع في الداخل الصهيوني تزداد هشاشة، مع تصاعد التوترات بين المستوطنين وقوات الاحتلال، واندلاع مشادات ومظاهرات في بعض المناطق، تطالب بوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب، نتيجة الفشل في حماية الجبهة الداخلية.

وأوضح أن حالة الضغط النفسي الذي يعيشه سكان الكيان تتفاقم، حيث بدأت بعض الأصوات ترتفع داخل الكيان مطالبة بوقف المواجهة، بالتزامن مع عجز منظومات الدفاع الجوي عن التصدي للضربات الإيرانية المتقنة.

وفي سياق متصل، أشار إلى أن أي ضربة أمريكية محتملة على منشأة "فوردو" النووية الإيرانية ستكون عديمة الجدوى، نظراً لتحصينها على عمق 800 متر داخل الجبال، وهو ما أكده مؤخراً القائد السابق للحرس الثوري الإيراني محسن رضائي، الذي أشار إلى نقل المواد النووية المخصبة إلى مواقع أكثر أماناً.

واعتبر أن إدارة ترامب السابقة، وكذلك الإدارة الحالية، تدرك جيداً أن الدخول في حرب مع إيران سيكلف الولايات المتحدة خسائر فادحة في مصالحها الاستراتيجية في الشرق الأوسط، أكثر بكثير من كلفة الهجوم على طهران.

وفي الجانب الفلسطيني، بين أن العدوان على الضفة الغربية ازداد حدة بالتزامن مع تصاعد الحرب مع إيران، حيث شهدت مناطق شمال الضفة، وخاصة مخيم جنين، حملة هدم شرسة طالت أكثر من 100 منزل، بهدف تغيير الطابع الجغرافي للمخيم وتعبيد شوارع واسعة على حساب ممتلكات المواطنين.

وأكد أن الاحتلال الصهيوني أمعن في تقطيع أوصال الضفة الغربية بقرارات عسكرية تمنع تنقل الفلسطينيين بين المحافظات، وتمنح غطاءً لمزيد من الاستهداف الممنهج للمدنيين.

ولفت فياض إلى أن الوقت يعمل لصالح محور المقاومة، خاصة في ظل التردد الأمريكي وانكشاف ضعف الجبهة الداخلية في كيان العدو الصهيوني.

وشدد على أن استمرار الصمود الإيراني، إلى جانب التصعيد الشعبي والميداني في الضفة الغربية وقطاع غزة، سيزيد من مأزق الاحتلال ويعمّق أزماته الأمنية والسياسية.