واعتبروا في حديثهم لقناة المسيرة أن الرد الإيراني الحاسم أحدث تحولًا جيوسياسيًا خطيرًا، كاشفًا عن حالة من التخبط والقلق الوجودي داخل كيان العدو الصهيوني.

الوجود الصهيوني الهجرة والأمن على المحك 

في هذا السياق، أشار الخبير السياسي أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الدكتور صادق النابلسي، إلى أن قرار ما سمي بـ "حكومة" كيان العدو الصهيوني بمنع مغادرة حاملي الجنسية المزدوجة يظهر حجم التحدي الوجودي الذي يواجهه هذا الكيان. 

وأوضح أن الهجرة تعد ركيزة أساسية لبقاء كيان العدو الصهيوني، وبدونها "لن يكون هناك العدد الكافي لاستمراره". 

وربط الدكتور النابلسي هذا الأمر بفشل الوعدين الأساسيين اللذين بُني عليهما الكيان: الأمن والرخاء. فوصول الصواريخ الإيرانية إلى قلب كيان العدو الصهيوني يهدد أمنه، وتدهور الأوضاع الاقتصادية ينسف فكرة الرخاء، ما يدفع المغتصبين إلى النزوح والبحث عن ملاذ آمن، مؤكداً أن كيان الاحتلال بُني على الرخاء المزعوم. 

وعن الإجماع الظاهري داخل كيان العدو الصهيوني حول قرار العدوان على إيران، أوضح الدكتور النابلسي أن هذا يندرج في سياق الحاجة القديمة جداً للكيان الصهيوني إلى الدعم الغربي، مؤكداً أنه من دون الحماية الغربية، لن يستطيع هذا الكيان الصمود أمام "الإيمان الفلسطيني والحق الفلسطيني".

وأشار إلى أن صواريخ يافا وحيفا ستزيد من وتيرة الدعم الأمريكي والغربي لكيان العدو الصهيوني، المرتبط بمشروع الهيمنة الغربية على المنطقة. 

[

الكيان الصهيوني يواجه تهديد الزوال من الداخل: لا أمن ولا رخاء والصهاينة يفرّون من أرض الميعاد..

🔹 الشيخ الدكتور صادق النابلسي - أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية pic.twitter.com/dlAWTKwJ2k

— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) June 18, 2025

]

الرد الإيراني يقلب موازين القوى ويفضح الضعف الصهيوني

من جهته، أكد الكاتب والباحث الدكتور عبد الصمد، من بيروت، أن الضربات الإيرانية كشفت عن عنصرية هذا الكيان وضعفه الداخلي، وظهور خلل في أنظمة الإنذار وغياب الخدمات الأساسية، ما يؤكد عدم قدرته على تحمل ما يجري لوقت طويل. 

وشدد على أن صواريخ إيران بأجيالها المختلفة أحدثت هزيمة غير مسبوقة لدى كيان العدو الصهيوني، وجعلته يولول كالفئران، ويستنجد بالأمريكي ومختلف الدول الغربية.

وأضاف أن كيان العدو الصهيوني كان يتفاخر بدعمه الغربي المطلق، لكن بعد الرد الإيراني انقلبت حياة المغتصبين رأسًا على عقب، مع توقف القطاعات العامة والمطارات والموانئ، بينما تستمر حياة الإيرانيين بثبات وصمود. 

ورأى أن هذه الضربات تكسر خاتم الأزلية عن العجز الإسلامي وتثبت أن كيان العدو الصهيوني دخل في الخط البياني للزوال. 

ومن موسكو، أشار الكاتب والصحفي سمير أيوب إلى أن كيان العدو الصهيوني وحلفاءه يستخدمون كل الوسائل المتاحة لمحاربة إيران ومحور المقاومة. 

وأكد أن إيران تواجه حربًا على عدة جبهات: عسكرية مباشرة، وإعلامية تستهدف مؤسساتها، وداخلية لمواجهة العملاء والإرهاب التخريبي.

ورغم هذه التحديات، شدد على أن قدرة الأجهزة الأمنية الإيرانية قادرة على التخفيف قدر الإمكان من نتائج هذه العمليات التخريبية، وأن إيران قادرة على المواجهة والدفاع عن أمنها القومي. 

الموقف الباكستاني وموازين الردع

وفي سياق متصل، انعقد مؤتمر في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، شارك فيه شخصيات سياسية وثقافية ودبلوماسية بارزة من باكستان وإيران ولبنان واليمن، مؤكدة على أهمية التضامن في مواجهة التحديات. 

وشدد بيان المؤتمر على أن العدوان الصهيوني ليس فحسب على إيران، بل هو "عدوان على الأمة الإسلامية بأسرها".

 وثمن المؤتمر الموقف الباكستاني "العظيم الرافض لأي عدوان يستهدف دول الجوار الإسلامي، معتبراً الوقوف إلى جانب طهران اليوم هو حماية للكرامة الإقليمية، وأمن المنطقة بأسرها.

تردد أمريكي 

وحول الموقف الأمريكي، أوضح سمير أيوب أن الولايات المتحدة مشاركة فعلياً في الحرب، لكن التخبط في اتخاذ قرار المشاركة المباشرة ينبع من مخافة تغيير الرأي العام الداخلي والخوف من خسائر كبيرة في القواعد العسكرية الأمريكية. 

 واعتبر أن الولايات المتحدة ستدخل في حرب شاملة إذا شعرت بأن كيان العدو الصهيوني لم يعد قادراً على المواجهة.   

[

إيران في مواجهة حرب متعددة الجبهات: عدو خارجي، وخونة من الداخل، وتخريب تديره أجهزة غربية..

🔹 سمير أيوب - كاتب وصحفي pic.twitter.com/5ec1K5Sr5h

— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) June 18, 2025

]