• العنوان:
    الوقوف مع إيران.. مسألة قيم وأخلاق
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

الشيخ عبدالمنان السنبلي..

لو كانت السعوديّة مثلًا أَو دولة الإمارات أَو المغرب أَو تركيا أَو أية دولة عربية أَو إسلامية منبطحة أَو مطبِّعة أُخرى هي من تطلقُ اليومَ الصواريخَ والمسيَّراتِ على مُدُنِ وحواضِرِ ومستوطناتِ الكَيـانِ الصهيوني، لما وسعني ذلك، والله، إلا أن أنحنيَ لها إجلالًا واحترامًا وتقديرًا..

وأن أقف صادقًا معها..

وأهتف بحياتها وحياة حكامها..

ولو كانت أَيٌّ من هذه الدول هي من تتعرَّضُ اليومَ لعدوان «صهيوني» أَو «أمريكي» أَو حتى «موزمبيقي» غاشم، لما حملني ذلك أَيْـضًا، والله، إلا على أن أقفَ متضامنًا معها، وداعمًا ومساندًا لها بكل ما أوتيت من قوة..

يعني: العملية ليست مسألة مزاج أَو كيف..!

المسألة مسألةُ مبادئ وقيم وأخلاق..

يخطئُ كُـلُّ مَن يظنُّ أَو يعتقدُ أن إعلانَ وقوفنا ومساندتنا وتضامنا مع إيران قد جاء من منطلقٍ عصبوي أَو طائفي أَو مذهبي أَو أي شيء من هذا القبيل..

وقوفُنا ودعمُنا وتضامننا الكامل مع إيران، إنما جاء من باب الإحساس والاستشعار التام بالمسؤولية الدينية والأخلاقية والإنسانية التي تحتم علينا جميعًا الارتقاء فوق الخلافات البينية، أَو على الأقل تأجيلها قليلًا، والوقوف صفًا واحدًا في وجه الباطل والظلم..

أكثر من ستٍّ وسبعين سنةً ونحن ننتظرُ مثل هذه اللحظة التاريخية، ونحلم برؤية مثل هذه المشاهد حتى لو كان مصدرها «كفار قريش» أنفسهم؛ فما بالكم بدولة عربية أَو مسلمة شقيقة وشعب عربي أَو مسلم شقيق..!

ولما جاءت هذه اللحظة، ورأينا هذه المشاهد، نقوم، يعني، نسخر ونستهزئ ونقلل من أهميتها بصورة تعكس مدى انزعاجنا وامتعاضنا من هذا الأمر؛ لا لشيء فقط سوى أن أبطال هذه الملحمة التاريخية وصناع هذه اللحظة وهذه المشاهد هم إخواننا وأشقاؤنا الإيرانيون..!

هل يعقل هذا..؟

هل يصح أن نرى منا اليوم من يتحَرّك أَو يتصرف كما لو أن الوجع النازل على الكيان جراء الصواريخ الإيرانية المباركة، لم ينزل إلا عليه نفسه..؟!

ما لكم كيف تحكمونَ؟!

آه.. لو تعلمون كيف تبدون وأنتم تحكمون وتدعمون هذا المنطق الشاذ والغريب..!

لذلك أدعو كُـلّ من تلطَّخَ لسانَه أَو قلمَه بقولٍ أَو كتابةٍ ما لا ينبغي قوله أَو كتابته، وهو مغرَّرٌ به، أن يراجعَ نفسه ومواقفه وسلوكياته قبل فوات الأوان..

وأنا لكم من الناصحين..

فالتاريخُ يكتُبُ..

والتاريخ لا يرحـم..