-
العنوان:الولاية.. الطريقُ إلى النجاة والقرار والسيادة
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:
-
التصنيفات:مقالات
-
كلمات مفتاحية:إحياء ذكرى يوم الولاية
بشير ربيع الصانع
حين يتأمل المرء في واقع الأُمَّــة
العربية والإسلامية، لا يحتاج إلى كثير عناء ليدرك حجم التبعية التي تئن تحتها
قرارات حكامها وزعمائها، ومدى الانصياع الذي بات واضحًا للعيان أمام قوى الاستكبار
العالمي وعلى رأسها أمريكا و(إسرائيل). فالأحداث الجارية كشفت زيف الشعارات
الرسمية، وأسقطت كُـلّ الأقنعة، حتى باتت الإرادَة السياسية مرهونة بإملاءات
الخارج، ومصالح الشعوب تُقدَّم قربانًا على مذبح الولاءات الزائفة.
إن هذا الواقع المؤلم لا يمكن فهمه
بمعزل عن غياب مبدأ الولاية، بل إن ما نشهده من خنوع وتنازل عن السيادة، هو نتيجة
طبيعية لانفصال الأُمَّــة عن هذا الأصل العظيم الذي جعله الله عز وجل معيار
النجاة وركيزة القيادة وميزان الولاء والبراء.
فالولاية في جوهرها ليست مُجَـرّد
علاقة عاطفية أَو انتماء مذهبي، بل هي بناء متكامل له أسسه وقواعده وأبعاده
السياسية والروحية والثقافية. هي مشروع نهضوي يرتكز على الانتماء لله، والالتزام
برسوله، والولاء للذين آمنوا حق الإيمان، وفي مقدمتهم الإمام علي بن أبي طالب، الذي
جسّد معاني الولاية في أبهى صورها، سلوكًا وعلمًا، سياسةً وجهادًا، حكمةً وعدلًا.
لقد أثبتت التجارب المتعاقبة أن
الأُمَّــة إذَا تخلت عن مبدأ الولاية، وقبلت بأن تُدار من خارج إرادتها، فَــإنَّ
مصيرها هو الضعف والانقسام والارتهان. وقد رأينا ذلك في مواقف الأنظمة العربية
التي هرولت نحو أعداء الأُمَّــة، وأعطتهم مفاتيح القرار، ووقّعت معهم الاتّفاقات
التي تمكّنهم من الثروات والمقدسات، وتمنحهم حق الوصاية على حاضر الأُمَّــة
ومستقبلها.
في المقابل، فَــإنَّ الشعوب
والكيانات التي تمسكت بالولاية، وارتبطت بمحور الحق، أثبتت صلابتها، وصمدت رغم
الحصار والمؤامرات. لقد ظهر الفرق جليًّا بين من يستمد قوته من الله ورسوله
والإمام علي، وبين من يستمد قراره من البيت الأبيض.
وها نحن نرى في الواقع المشهود كيف
يقف أهل المقاومة، ثابتين في وجه العواصف، لا تُرهِبهم الطائرات ولا تُرعبهم
الدبابات؛ لأَنَّهم آمنوا بأن النصر من عند الله، وأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين.
وما يحدث اليوم في فلسطين – وخَاصَّة
في غزة – ليس إلا برهانًا واضحًا على أن التمسك بالولاية يثمر كرامةً وعزة، ويكشف
الفرق بين من يسير على نهج علي بن أبي طالب، في شجاعته ووعيه وثباته، وبين من خان
الأمانة وتخلى عن شعبه، ورضي لنفسه أن يكون تابعًا لا متبوعًا، ذليلًا لا عزيزًا.
إن التولي لله ورسوله والذين آمنوا
هو القاعدة التي تبني الأُمَّــة الحقيقية، وهو الجدار الذي تتحطم عليه مشاريع
الهيمنة، وهو الميزان الذي يُفَرق به بين المخلصين والمتآمرين، بين من يقفون مع
شعوبهم، ومن يصطفون مع الجلاد.
وليس ثمة بديل عن ولاية الله إلا
ولاية الشيطان. فالقرآن حسم هذه الحقيقة بقوله تعالى:
{أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني
وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا}
فهذه الآية تصور الخيانة في أبشع
صورها، حين يترك الإنسان ولاية من خلقه وهداه، ليُسلّم نفسه لعدوّه اللدود، الذي
لا يريد له إلا الهلاك والضياع.
إن ولاية الله ورسوله والذين آمنوا
ليست فقط عبادة قلبية أَو شعورًا وجدانيًّا، بل هي التزام سلوكي، ووعي سياسي، ونقاء
فكري، وبصيرة نافذة، وإرادَة لا تنكسر. من تمسك بها، أعزّه الله، ومن أعرض عنها، أذله،
وأوقعه في حبائل الطغيان والاستعباد.
لقد أخبرنا الله في كتابه أن من تولى
الله ورسوله والذين آمنوا، فَــإنَّ العاقبة له، والغلبة حليفته، والنصر حتمي له، فقال
جل شأنه:
{ومن يتولّ الله ورسوله والذين آمنوا
فَــإنَّ حزب الله هم الغالبون}.
هذه الغلبة ليست وعدًا عابرًا، بل
قانون إلهي، قائم على سنن لا تتبدل، وحقائق لا تزول.
إن أمتنا اليوم على مفترق طرق:
إما أن تختار طريق العزة، فترجع إلى أصلها
الذي بُنيت عليه، وتُعيد الولاية إلى موقعها الطبيعي في القيادة والتوجيه،
وإما أن تستمر في الغفلة والتبعية، فتُسلم
قرارها لعدوها، وتكتب بنفسها شهادة زوالها وانحطاطها.
فما أحوجنا اليوم إلى وعي يعيد ترتيب
الأولويات، وقيادة تؤمن بالولاية لا بالعمالة، وشعوب تدرك أن الكرامة لا تأتي من
بوابات العواصم الغربية،
بل من الولاء لله ورسوله، وللإمام
علي وذريته الطاهرة، أولياء الله الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وساروا على
نهجه، وحملوا رايته، حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
إن الله لا يهدي القوم الكافرين.
🔵 تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة و لبنان | مع د.نزيه منصور و د. وسيم بزي و العميد علي ابي رعد و علي حيدر و صالح ابو عزة و د. عماد ابو الحسن 15-05-1447هـ 06-11-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة والمنطقة | مع عدنان الصباح، و خالد بركات، و د. علي بيضون، و محمد منصور، و زهير مخلوف 15-05-1447هـ 06-11-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة والمنطقة | مع وليد محمد علي و علي أبي رعد و علي حمية و محمد طاهر أنعم و مختار الرياشي و زياد الحموري 14-05-1447هـ 05-11-2025م
تغطية إخبارية | قراءة في كلمة السيد القائد بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد وآخر التطورات والمستجدات | مع د. طه المتوكل ود. نور الدين أبو لحية ود. محمد البحيصي 13-05-1447هـ 04-11-2025
لقاء خاص | مع السيد عبدالكريم نصرالله (والد شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصرالله) 06-04-1447هـ 28-09-2025م
لقاء خاص | مع عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب رامي أبوحمدان - قراءة في المشهد اللبناني وتطوراته 22-02-1447هـ 16-08-2025م