وأشار غملوش في تصريح خاص لقناة المسيرة اليوم الأربعاء ضمن برنامج تغطية التاسعة صباحًا، إلى أن الزيارة صنفت بالهامة جدًا من حيث الشكل والمضمون وفي توقيتها التي جاءت في أعقاب الحديث عن تراجع الموقف الإيراني، خاصة بعد العدوان الصهيوني الإجرامي على لبنان، وكذا تراجع طهران في لبنان بعد سقوط النظام السوري.

وأضاف أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي حمل معه رسائل للمسؤولين اللبنانيين، من هذه الرسائل ما يتعلق بملف إعادة الإعمار، وأن طهران ما زالت قادرة وحاضرة على تقديم المساعدة للبنان الذي يشكل عبئًا وضغطًا على أركان الدولة من قبل أولئك الذين هدمت بيوتهم وقطعت أرزاقهم بفعل العدوان الصهيوني.

وأكد الكاتب اللبناني أن الزيارة جاءت لحل بعض المواضيع الشائكة والمعقدة التي أثيرت مؤخرًا على لسان بعض المسؤولين في بيروت، وعلى رأسهم رئيس الحكومة نواف سلام، الذي أثار جدلًا كبيرًا بعد أن تحدث عن انتهاء عصر الثورة الإسلامية في إيران، وأن سلاح المقاومة الإسلامية "حزب الله" يجب أن يبقى حصريًا بيد الدولة، لافتًا إلى أن زيارة عراقجي جاءت لتؤكد أن إيران ما زالت حاضرة في الشأن اللبناني من خلال دعم المقاومة اللبنانية، خاصة وأن الاحتلال ما زال موجودًا في جنوب لبنان.

وقال إن بعض الأطراف السياسية المعارضة لمحور المقاومة في لبنان راهنت على تراجع الموقف الإيراني وانسحابها من لبنان، لكن طهران أثبتت عكس ذلك، حيث كانت الزيارة الرسمية لوزير الخارجية أمس نقلة نوعية كبيرة جداً ورسالة خطيرة لكل من راهن أو يراهن على إمكانية خروج أو إخراج سوريا من المعادلة في الصراع مع العدو الإسرائيلي، مشيراً إلى أنها تمثل رسالة للعرب بأن أحرار سوريا ما زالوا يملكون أوراقاً كثيرة ويرفضون أخذ سوريا إلى مكان بعيد عن تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، الذي كان لدمشق دور كبير وبارز جداً في هذا الإطار، وبالتالي ربما راهن البعض على إخراج سوريا من هذا الصراع.

ولفت غملوش إلى أن القصر الرئاسي في دمشق بات تحت مرمى العدو الإسرائيلي، مبيناً أن النظام الحالي في سوريا المكون من حركات تكفيرية متطرفة أصبح في موقف حرج جداً، كما أنه وضع المواطن السوري في موقف صعب جداً، مؤكداً أن التكفيري أحمد الشرع يواجه ضغوطاً غربية كبيرة من قبل الغرب رغم المساعدات المالية العربية التي تلقاها من قبل المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول، إلا أنه ورغم رفع العقوبات عن المجرم ترامب على النظام السوري الجديد، تبقى سوريا أو تبقى المشاكل الداخلية أكثر تعقيداً مما يظنه الكثيرون.