ودعا غروي في تصريح خاص لقناة المسيرة، اليوم الأحد، ضمن تغطية التاسعة صباحاً، الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تحسم أمرها في هذا الاتجاه، خاصة وأن رئيسها يُصرِّح دائماً بأنها حريصة على المفاوضات وحريصة على ألا يكون هناك نزاع في المنطقة، لافتاً إلى أنه في حال فشلت هذه المفاوضات، سيكون هناك حرب، حاثاً الوكالة على أن تكون دقيقة فيما تكتبه، لأن ربما جملة واحدة في التقرير من شأنها أن تفشل المفاوضات وتذهب بها إلى ما لا يُحمد عقباه. 

وأكد أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي لاعب أساسي في تعيين مصير المفاوضات القادمة بين أمريكا وإيران، وهي تستطيع من خلال تقاريرها وما تكتبه أن تفصل في تلك المفاوضات، وتستطيع أن تلعب دوراً إيجابياً أو سلبياً إذا ما وُجدت ضغوط إسرائيلية عليها. 

ولفت الإعلامي الإيراني إلى أن البيت الأبيض قدم مقترحاً بأن يكون هناك اتحاد لتخصيب اليورانيوم في المنطقة، أي بمعنى أن تتحد عدة دول من ضمنها السعودية والولايات المتحدة وإيران، ويكون هذا التخصيب خارج الأراضي الإيرانية، وهذا ما ترفضه طهران جملة وتفصيلاً، مبيناً أن إيران كانت قد وافقت على إنشاء اتحاد لتخصيب اليورانيوم على أن يكون هذا التخصيب لكل دولة داخلها، موضحاً أن هذا الموضوع هو خط أحمر إيراني لأنه يوقف التخصيب في الداخل الإيراني ويوصل الولايات المتحدة إلى هدفها النهائي.

وأفاد أن سلطنة عُمان حاولت كثيراً رأب الصدع بين الإيراني والأمريكي، لكن من الواضح أن المقترح الأمريكي الذي وصل يوم أمس عبر الموفد العماني إلى طهران يتضمن هذا المقترح، وأعتقد أنها سترفض أو ستقوم بإنشاء بعض التعديلات على هذا المقترح لكي يتم قبوله أمريكياً، مشيراً إلى أن طهران طلبت من واشنطن أن تكون هذه المقترحات مكتوبة كي يفكر فيها ملياً ويأخذ وقته في التفكير.

وكشف غروي عن الضغوط التي تتعرض لها إيران من قبل الولايات المتحدة والتلويح بالعقوبات، مبيناً أن هناك الآن تهديدات أوروبية جديدة على طهران، منوهاً إلى أن الحراك الأوروبي يؤثر على مسار المحادثات الإيرانية الأمريكية، مضيفاً: "بطبيعة الحال نحن أمام ثلاثية ضغط على إيران، ثلاثية، إحداها الولايات المتحدة، وثانياً الاتحاد الأوروبي الذي هو طرف مهم جداً في هذا الضغط لما تمتلكه من ورقة في إعادة العقوبات على إيران، بينما الطرف الثالث هو الوكالة الدولية للطاقة الذرية، هذا عدا عن الكيان الصهيوني الذي يغرد خارج السرب".

ونوه إلى أن هذه الأطراف الثلاثة متفقون تماماً فيما بينهم، ويلعبون الأوراق كل على حده، مؤكداً أن تقرير الوكالة الذرية مسيس وغير صحيح في كثير من بنوده، وبما تضمنه من التهم تجاه إيران والمواقع الحساسة التي لم تعلن عنها طهران، وعدم جواب إيران على بعض الأسئلة التي هي مقلقة بالنسبة للوكالة الدولية، والعديد من الأمور، وأن إيران لديها القدرة على صناعة عشر صواريخ نووية أو قنابل نووية.