وتؤكد السيول البشرية المتدفقة في مئات الساحات اليمنية تمسكها بالقضية الفلسطينية وإسنادها لغزة، مجددة التفويض للقيادة في اتخاذ القرارات المناسبة لردع كيان العدوّ الإسرائيلي.

في مسيرات أمس الجمعة، التي حملت عنوان "لا أمن للكيان وغزة والأقصى تحت العدوان"، أرسلت الحشود المليونية رسائل التحدي لكيان العدوّ الإسرائيلي، مفوضة القوات المسلحة اليمنية لتصعيد العمليات العسكرية بما هو أشد إيلاماً وتنكيلاً بالعدو الصهيوني.

وفي هذا السياق، يؤكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي الديلمي، أن التجمهر الواسع في ساحات التظاهرات له أهمية بالغة في إفادة الشرعية للقوات المسلحة اليمنية والقيادة في قراراتها العسكرية والسياسية والاقتصادية الخاصة بمناصرة القضية الفلسطينية.

ويُوضح في تصريح خاص لقناة "المسيرة" أن الزخم المليوني في ساحات التظاهرات أرسل رسائل التحدي والثبات لكيان العدوّ الإسرائيلي الذي يسعى من خلال استهدافه العدواني للمنشآت الخدمية والحيوية إلى الضغط على اليمنيين لثنيهم عن موقفهم المناصر لغزة، مبيناً أن تلك الرسائل تحبط كيان العدوّ وتصيبه في مقتل.

وتكتسب مسيرات "لا أمن للكيان وغزة والأقصى تحت العدوان" أهمية بالغة في كونها تزامنت مع إقدام المستوطنين الصهاينة على تدنيس الأقصى الشريف وترديدهم لعبارات مسيئة للرسول الأكرم محمد صلوات الله عليه وآله وسلم؛ الأمر الذي يجعل الخروج المليوني في الساحات انتصاراً للمقدسات الإسلامية، إضافة إلى انتصارها لمظلومية غزة.

ومن الدلالات الهامة للمسيرات الجماهيرية الأسبوعية أنها تعكس الاستجابة الشعبية المثالية لدعوة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، يحفظه الله، والذي أكّد في خطابه الأخير على ضرورة الخروج الجماهيري المشرف في مسيرة أمس الجمعة، معتبراً الخروج جهاداً في سبيل الله ووفاءً للمقدسات الإسلامية ووفاءً للرسول الأعظم محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم.

ووفقاً لعلي الديلمي، فإن الزخم الشعبي الكبير في الساحات يجسد الارتباط الوثيق بين القيادة القرآنية والشعب اليمني، وهو ما يجعل الموقف اليمني أكثر صلابة وتميزاً في مواجهة قوى الشر العالمي، أمريكا وإسرائيل وحلفائهما.

تذكير الأمة الإسلامية بمسؤولياتها

وتعتبر إقامة الحجة على شعوب الأمّة العربية والإسلامية وتذكيرها بواجباتها تجاه القضية الفلسطينية واحدة من الأهداف الأساسية التي ترسمها المسيرات الشعبية اليمنية الأسبوعية.

وحول هذه الجزئية، يقول الكاتب والباحث السياسي العراقي رياض الوحيلي: "الشعب اليمني بخروجه المليوني الأسبوعي يمثل حجة على شعوب الأمّة العربية والإسلامية ويذكرها بمسؤولياتها الدينية والأخلاقية تجاه مظلومية غزة".

وفي حديث خاص لقناة "المسيرة"، يؤكد الوحيلي أن الشعب اليمني المتجمهر في الساحات يعبر عن نبض الأمّة الإسلامية الحي، معتبراً اليمن رأس الحربة في إسناد غزة والانتصار لها.

ويرى الوحيلي أن ثبات اليمن شعبياً ورسمياً في مناصرة غزة يسهم بشكل فاعل في إحباط المؤامرات الصهيونية والأمريكية الرامية لتغذية الصراعات بين الطوائف الإسلامية بهدف إشغالها عن قضاياها المركزية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. 

ويشير إلى أن المسيرات الشعبية الأسبوعية مثلت حافزاً لأحرار العالم في التحرك الشعبي لإسناد غزة، لافتاً إلى أن الشعب اليمني رسم لوحة فنية جميلة في الانتصار لقضايا الأمة الإسلامية. 

وللمسيرات الجماهيرية الشعبية المتواصلة في ساحات النصرة لغزة دورٌ هامٌّ في رسم تكامل الموقف اليمني الخاص بغزة على المستوى الرسمي والشعبي. 

وحول هذا، يؤكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة، عبد المجيد شديد، أن الجماهير الشعبية في الساحات تعكس رسوخ وثبات الموقف اليمني المؤازر لغزة. 

ويُوضح في حديث خاص لقناة "المسيرة" أن اليمن أعاد للأمة العربية والإسلامية مكانته الحقيقية بانتصاره التاريخي للقضية الفلسطينية. 

ويُشبه شديد المسيرات الجماهيرية المساندة لغزة بالجرع المعنوية التي تغذي الفلسطينيين وتجعلهم يشعرون بوحدة المصير والموقف، لافتاً إلى أن جميع الفلسطينيين يدينون بالولاء والعرفان لليمن قيادةً وشعباً. 

ووفقاً لشديد، فإن ثبات الموقف اليمني المناصر لغزة وتحمله القصف والدمار من قبل كيان العدوّ الإسرائيلي ترجَم عملياً بالكلمة والموقف والبندقية والدم، وحدة الساحات ووحدة المصير؛ ليكون اليمن الأقرب إلى قطاع غزة بالرغم من بعده الجغرافي، وتصبح الدول المجاورة لغزة الأكثر بعداً عن قطاع غزة ومن أوجاع أهلها. 

وفي المجمل، تظل الساحات اليمنية المساندة لغزة لسان حال الشعب اليمني المعبر عن إرادته تجاه كلّ خطوة تقدم عليها القيادة.