• العنوان:
    اليمن يعيد بناءَ الذات من رماد الأزمات
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

يدخل اليمن اليوم مرحلة تاريخية هامة ومفصلية تعكس إصرار شعبه وصموده في مواجهة التحديات، بقيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظُه الله- الذي مثّل القيادةَ القادرة على تحويل الأزمات إلى فرص وتوظيف المؤامرات التي عصفت باليمن وسائل لتحفيز وحدة الشعب اليمني.

بدلًا عن الانهيار أمام الضغوط الخارجية والداخلية، استطاع أن يجعل من الأزمات حافزًا للبناء والتجديد وعاملًا مهمًّا لتحفيز العقل اليمني على الإبداع والابتكار؛ ما أدهش الأعداء قبل الأصدقاء؛ لأَنَّ القيادة والشعب لم يعتمدوا على الأجنبي فحسب بل لم ينبهروا بحداثته؛ إيمانًا منهم بأن الله -سبحانه- يعطي الحكمة من يشاء وتصديقًا منهم بما قاله الرسول الأعظم سيدنا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- بأن الإيمان يمان والحكمة يمانية؛ ما جعل من المستحيل ممكنًا ومن الضعف قوةً.

لم تقف حكمة القيادة اليمنية عند حدود تطوير الذات وتحسين القدرات بل تجاوزت ذلك لتحمل هَمَّ المستضعفين والمظلومين من أبناء أمتنا وفي المقدمة الشعب الفلسطيني في غزة؛ فبعد أن ترجمت الحكمة اليمانية على أرض الواقع وبعد تطوير القدرات العسكرية في شتى المجالات، برز الإيمان اليماني ليترجمَ إيمانه بشكله الفعلي ويؤدي واجبه الديني في نصرة الشعب الفلسطيني؛ فسخّرت القيادة اليمنية حكمتَها في القيام بواجبها الديني والأخلاقي، وفرضت حصارًا على الكيان الصهيوني بحرًا وجوًّا، معتبرة ذلك واجبًا دينيًّا بالدرجة الأولى ونصرة للشعب الفلسطيني المؤمن المجاهد.

بالمقابل، نجد أن العديد من القادة في المنطقة العربية، الذين يحظون بموارد وفيرة واستقرار نسبي، لم يستفيدوا من هذه الإمْكَانيات لتعزيز قواهم العسكرية والاقتصادية، بل أصبحوا الأدوات التي تحَرّكُها أمريكا و(إسرائيل)؛ مما يبرز الفجوةَ الكبيرةَ بين اليمن والدول العربية وخَاصَّة الخليجية منها.

بينما استطاعت القيادة اليمنية -رغم قلة الموارد- توحيد الصفوف وجمع الطاقات، استمرت تلك القيادات العربية في خدمة دول الاستكبار العالمي وتسخير مواردها لصالح أعداء الأُمَّــة في الوقت الذي تعاني شعوبها من قلة الخدمات وارتفاع معدلات البطالة تحرص هذه الدول إلى تقديم ثروات شعوبها لحل المشاكل الاقتصادية للدول المعادية للأُمَّـة، ليس هذا فحسب، بل إن العجيب أن دفعَ مئات المليارات من الدول الخليجية للعدو الأمريكي كان متزامنًا مع المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة؛ ما يدل أن تلك الدول قد ابتعدت عن الدين كبعدها عن الحكمة.

يدعم التاريخ الفكرة القائلة بأن الأزمات قد تحملُ في طياتها فُرَصًا للتغيير والانطلاق نحو مستقبل واعد. وفيما يتعلق باليمن، أصبح من الواضح أن الشعب، تحت قيادة الحكيمة، قد تمكّن من تحويل الأزمات إلى فرص للنمو والتطور، معترفًا بأن الوحدةَ والتضامن هما السبيل للخروج من المآزِق، وهذا ما تجلى في المواقف الشعبيّة والسياسية التي تعكسُ إرادَة الشعب.

كما تقدم القيادة اليمنية اليوم نموذجًا مثاليًّا لتحويل الأزمات إلى محركات للنهوض وتجاوز الأزمات والتغلّب على المؤامرات. فقد تمكّنت من توعيةِ مجتمع يحمل مشروعًا قرآنيًّا يعمل وفق ما أمره الله به. واستثمار العقول والقلوب؛ مما جعل من اليمن بلدًا قادرًا على مواجهة التحديات والتصدِّي للمؤامرات.

تحوُّلٌ ليس مُجَـرّد إنجاز عابر، بل هو رسالةٌ للعالم بأن اليمن لم يعد ساحة يسهل اختراقها، بل هو فاعل رئيسي في رسم معالم المستقبل.

أثبتت القيادة اليمنية أن الإصرار والعزيمة يمكن أن تُحدِثَ المعجزات، وأن اليمن رغم التحديات العديدة سيظل شامخًا مثل جباله، مستعدًّا لمواجهة أية عواصف مهما اشتدت.

ما يؤكّـد أن اليمنَ يشرعُ في كتابة فصل جديد في تاريخه، يقوده قائدٌ ربانيٌّ بخُطَىً ثابتة نحو تحقيق الاستقلال والكرامة، مدعومًا برؤية مستقبلية تسعى لبناءِ أمةٍ قوية ومستقل واعدٍ بالخير والرفاه.