وأوضح الحداد، في حديثه اليوم الأربعاء لقناة "المسيرة"، أن اليمن بات أشد تأثيرًا، وأن القوات المسلحة اليمنية قادرة على الوصول إلى أبعد نقطة في كيان العدو الصهيوني. 

ووصف استهداف الميناء البحري في حيفا بأنه "برميل بارود"، مشيرًا إلى أن الميناء يستقبل المواد الأولية الداخلة في صناعة الكيماويات والأسلحة، بالإضافة إلى وجود العديد من المصانع فيه، مشددًا على أن استهداف هذا الميناء سيشعل كيان العدو بأقل تكلفة، خاصة وأن معظمه مكشوف وغير محصن، ويعد الأهم استراتيجيًا مقارنة بميناء أسدود الذي لا يستقبل السفن الكبيرة. 

وأكد الحداد أن مجلس الشؤون الإنسانية اليمني قد وجه تحذيرًا لشركات النقل والسفن المتجهة إلى كيان العدو، ما أعاد المشهد إلى المرحلة الخامسة من التصعيد، وأثار حالة رعب كبيرة في إعلام كيان العدو الصهيوني، تسبب بوصول الملاحة في البحر الأحمر إلى "الصفر" بالنسبة للسفن المتجهة إلى كيان العدو. 

وتابع الحداد أن عمليات إغلاق ميناء أم الرشراش (إيلات)، ثبتت منع مرور السفن الملاحية التابعة لكيان العدو والمتجهة إليه، وهي معادلة اقتصادية وعسكرية تحدث لأول مرة، وإن كان كيان العدو أُغلق عليه سابقًا لمدة شهر في عام 1967 من قبل اليمن. 

وأشار إلى الأهمية الاستراتيجية لميناء حيفا من حيث عدد الأرصفة والمرافق، التي تعد من أهم المرافق عالميًا في استقبال الحاويات والسفن. 

وبين أن كيان العدو الصهيوني يتألم من إغلاق أم الرشراش (إيلات)، الذي ارتفعت معه الكلفة العسكرية والاقتصادية، مضيفًا أن الحظر اليمني امتد ليشمل مطار اللد (بن غوريون) ثم إلى حيفا، ما يجعل الحصار والقرار اليمني كبيرين، وتأثيراتهما ستكون بالغة على الأمن البحري لكيان العدو وعلى صادراته ووارداته. 

وأوضح أن اليمن استطاع تثبيت الحصار من خلال عزوف شركات الملاحة الدولية عن الإبحار إلى كيان العدو الصهيوني، أمام فشل الدفاعات الجوية للعدو، مشيرًا إلى أن فرض الحصار على ميناء حيفا جاء بعد أسبوعين من فرض الحظر الجوي على مطار اللد، الذي نجح في تجاوب الكثير من شركات النقل الجوي. 

وشدد على أن كيان العدو يدفع اليوم "ضريبة كبيرة جدًا" جراء جرائم الحرب في غزة، حيث أعلنت العديد من شركات الطيران تأجيل أو وقف رحلاتها، ونزحت بعضها للعمل في أوروبا، وأصبح تشغيل الرحلات مكلفًا وباهظًا، حيث تلتزم الشركات بدفع تعويضات للمسافرين أمام المخاطر، ما دفعها لوقف عملها. 

وتطرق إلى تأثير القرار اليمني على القطاع السياحي، مشيرًا إلى أن تزامن الحظر اليمني مع عطلة الصيف قد ألغى آلاف الحجوزات الوافدة لكيان العدو، مما يهدد السياحة التي تعد مصدرًا مهمًا لدعم السيولة النقدية، وتساهم بشكل كبير في الدخل المحلي وقطاع الفنادق والنقل البري والشاليهات والمطاعم، وقدر الحداد الخسائر الكبيرة التي يتكبدها كيان العدو بنحو 4.3 مليار دولار في أم الرشراش (إيلات) وحدها. 

وأشار إلى أنه عندما تم استهداف مطار اللد، ألغى الاتحاد الأوروبي عشرات الآلاف من الرحلات المتجهة إلى فلسطين المحتلة، وارتفع الأثر من 100% إلى 300% مع زيادة المخاطر، ما يهدد بإغلاق المزيد من الفنادق وعزوف المزيد من الشركات الدولية عن الطيران إلى كيان العدو الصهيوني. 

وَصَفَ الوضع الحالي بأنه "نقطة فارقة" و"مشهد كبير" سيُسجَّل في التاريخ، وذلك بفضل الله والقيادة والتقنيات المتطورة والقدرات الاستخباراتية التي أصبحت بيد اليمن.