• العنوان:
    اليمن يعجّل نبوءةَ الانهيار الصهيوني ويكتب السطرَ الأخير في زمن السقوط
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص| 19 مايو| عبد القوي السباعي| المسيرة نت: يعيشُ كَيانُ العدوّ الصهيوني حالة من الصراع الوجودي هي الأعنف منذ نكبة التأسيس عام 1948م؛ إذ تحولت حرب الإبادة على غزة إلى مرآةٍ مكشوفة لعجز الكيان داخليًّا، وانكشافه خارجيًّا.
  • كلمات مفتاحية:

ووسط تصدع سياسي عميق، وقلق وجودي يتعاظم مع تصاعد العمليات العسكرية اليمنية النوعية، وتحوّل المشهد للنظرة العالمية لبؤر الاستيطان المزروع على أرض فلسطين السليبة من "كيانٍ فوق القانون الدولي" إلى "كيانٍ مارقٍ تحت الحصار اليمني الخانق".

وبينما يدفع مجرم الحرب نتنياهو وأركان ائتلافه الصهيوني المتطرف بسرديةٍ دينيةٍ تبريريةٍ للحرب، تُدار آلة الدعاية والحرب النفسية، ويتأرجح الكيان بين خيارين متناقضين -"النصر أَو التآكل والانهيار والسقوط"- تزداد أصوات الرفض والمعارضة داخل المؤسّسات السياسية والعسكرية والأمنية التي باتت ترى في استمرار الحرب عبئًا استراتيجيًّا لا طائل منه.

صورة الكيان الصهيونيّ كـ"قوةٍ لا تُهزم" بدأت تتلاشى؛ والعالم لم يعد يشتري أكذوبة "الدفاع عن النفس"، والكلفة لم تعد محسوبة فقط بدماء الفلسطينيين الأبرياء، بل بمستقبل المشروع الصهيوني نفسه، في ظل خسارة غير مسبوقة لمكانته في النظام العالمي.

وفقًا لتقارير عبرية، يلجأ نتنياهو -في محاولةٍ بائسة للنجاة- إلى خطابٍ تعبوي زائف، يصوّر المعركة على أنها "حرب بين الخير والشر"، ويتوسل ذاكرة التاريخ الديني اليهودي المحرَّف؛ لإقناع المغتصبين الصهاينة بالبقاء، في حين يحزم الآلافُ حقائبَهم ويغادرون.

حتى شركاؤه في اليمين المتطرف بدأوا يشعرون بأن الخطاب الديني –(لا تغادروا.. لا تخذلوا المشروع الصهيوني)- لم يعد يكفي لطمأنة الشارع المحتل، ولا لإقناع شركات الطيران التي تفرّ واحدةً تلوَ أُخرى من أجواء الكيان المشتعلة.

وفي مشهدٍ غير مسبوق في تاريخ الصراع، ينتقل زمام المبادرة من المركز الصهيوني إلى الطرف العربي، حَيثُ يقود اليمن -من موقعه الإيماني الجهادي الثوري- خطة تصعيد متكاملة لفرض حصار جوي خانق على كيان العدوّ، بعد أن نجحَ الجيشُ اليمني في تطويقه بحريًّا.

استهداف مطار اللُّد -بن غوريون- بالصواريخ والطائرات المسيّرة أصبح جزءًا من معادلة ردعٍ جديدة، رسمت حدودها القوات المسلحة اليمنية بدقةٍ فائقة، وبلغت عمليتها التاسعة في ظرف أسبوعين فقط، في إشارة للمستوطنين "مسموح لكم أن تغادروا".

عمليات اليمن النوعية، التي شملت استخدام صواريخ باليستية وفرط صوتية وطائرات مسيَّرة انقضاضية، كشفت عمق الهشاشة الأمنية الصهيونية، وأرغمت العدوّ على إطلاق صافرات الإنذار في 90 % من الأراضي المحتلّة، وبدا مع كُـلّ صاروخ يُطلق، تتراجُعُ شركة الطيران العالمية، وتُعلِنُ أُخرى تعليق رحلاتها، حتى بات المطار الاستراتيجي الوحيد للكيان مترنحًا، ومهدَّدًا بالإغلاق التام.

وفيما العمليات العسكرية اليمنية، والجرائم الصهيونية المتواصلة، تزامنتا مع تحوُّلاتٍ في المزاج الدولي، بدأت دولٌ ومؤسّسات أممية كبرى بالتعامل مع "إسرائيل" كدولةٍ منبوذة، ترتكب جرائمَ حرب ممنهجة ضد الإنسانية، ضد البشر والشجر والحجر.

وبوضوحٍ استراتيجي عميق، بعث اليمن العظيم -بقيادته وشعبه وجيشه- برسائله إلى الأنظمة العربية، تؤكّـد أن "الخيانة جرم، التطبيع وَهْمٌ وارتداد، والقمم التي لا توقف المجازر تشجيع لها"، وأن المواجهة وحدها هي من تُحقّق الانتصار.

خطابٌ يقومُ على نتائج ملموسة في الميدان، فالاستثمارات متوقفة وأكثر من 20 شركة طيران علّقت نشاطها، والمستوطنون يغادرون، ومشروع الحصار الجوي بلغ 50 % من أهدافه، مع توقعات بإتمام العزل الكامل والإطباق الشامل للكيان الصهيوني خلال الأيّام القادمة.

في المقابل، بات كيان العدوّ الإسرائيلي موضع ازدراء كُـلّ شعوب العالم، وموضوع إدانة لبعض الأنظمة على غير المعتاد منها؛ إذ لا تعاطف ولا حتى مجاملة، ومعها تزداد التقديرات السياسية والأمنية الصهيونية التي تتحدث عن تفككٍ داخلي وشيك.

في زمن "اليمن وغزة" و"طوفان الأقصى" و"الفتح الموعود"، تسقط الأساطير الصهيونية واحدةً تلو أُخرى؛ إذ لم تعد "إسرائيل" كيانًا خارقًا فوق المحاسبة، بل مشروع عنصري مؤقت آيل للسقوط، لذلك تعطي القوات المسلحة اليمنية فسحةً للمستوطنين بمغادرة الأرض المحتلّة قبل ساعاتٍ لا خروجَ آمنًا منها.

ووفقًا للمعطيات الميدانية، فَــإنَّ كُـلّ يوم تأخير في وقف حرب الإبادة على غزة، تقربنا من ساعة الحقيقة، ساعة السقوط الحتمي، وزمن تحقّق نبوءة الانهيار، ويقينًا أن المشهد القادم، لن تكون فيه "إسرائيل" كما كانت، ولن يكون الأعراب كما كانوا.


خطابات القائد