• العنوان:
    صفعة نفسية مدوية تهز كيان العدو: هل أصبح تصفية الأسرى الصهاينة هدفًا لنتنياهو؟
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص| 10 مايو| عبد القوي السباعي| المسيرة نت: في تطورٍ نفسي مزلزل أعاد خَلْطَ الأوراق في معركة الوعي، بثّ الإعلامُ العسكري لكتائب القسام رسالةً مصوّرةً لأحد الأسرى الصهاينة في غزة، حملت في طياتها صرخات وجع ونداء استغاثة واتّهامات صريحة لحكومته بالتخلي المتعمد عن مصير أسراها.

الأسيرُ المسمّى بالرقم الـ "21"، ظهر ليعلن للعالم أن "الأسير رقم الـ 22" ينهارُ نفسيًّا ويحتضر فعليًّا، ويحمّل الحرب المُستمرّة مسؤوليةَ الانهيار الجسدي والنفسي الذي يعانيه الأسرى الصهاينة في قبضة المقاومة.

رسالةٌ تُعدّ صفعةً معنوية لجيش الاحتلال ومؤسّساته الأمنية والاستخبارية؛ إذ لم يكتفِ الأسير الـ 21 بتصوير حالة زميله الحرجة، بل وجّه اتّهامات مباشرة إلى لمجرم الحرب نتنياهو وزوجته سارة، قائلًا: "إذا أردتم معرفة عدد الأسرى الأحياء فاسألوا سارة نتنياهو؛ لأَنَّها تعرف ما لا تعرفونه".

هذه العبارة المدوية لم تمر على المراقبين؛ لأَنَّ فيها تلميحًا فاضحًا من الأسير الـ 21 بوجود تواطؤ وتستُّر على الحقائق داخل منظومة القرار الصهيوني؛ ما عزّز حالة الغضب والتمرد المتصاعدة في أوساط أهالي الأسرى.

الفيديو فجر موجة جديدة للغضب الشعبي داخل الكيان المحتلّ، حَيثُ سارع والد أحد الأسرى إلى وصف المشهد بـ"الصدمة"، بينما وصف منتدى العائلات خطة الحكومة الجديدة لتوسعة الحرب بأنها "خطة للتضحية بالأسرى".

هذه التصريحاتُ الصادرة من قلب المجتمع الصهيوني تعكس حجم الانقسام والانهيار الأخلاقي والسياسي الذي يعيشه كيان العدوّ، حَيثُ بات واضحًا أن القيادةَ السياسية تعتبر الأسرى عبئًا ثقيلًا يجب التخلص منه، "لا رهائنَ يجب استعادتهم".

وفي الوقت الذي تدّعي فيه حكومة الاحتلال أنها تخوض حربًا لـ"تحرير الأسرى"، تؤكّـد صحيفة "معاريف" أن العملية فشلت في تحقيق أيٍّ من أهدافها، وأن موقف حركة حماس لم يتغير في المفاوضات، ما يدل على إخفاق سياسي وعسكري مزدوج.

أما الميدان، فله كلمتُه الفاصلة، فأنفاق المقاومة لا تزال تعمل، وقدراتها أعيد ترميمها، والمجاهدون يزدادون صلابة.

في المقابل، لم ينجح العدوّ في القضاء على لواء رفح، ولا على البنى التحتية القتالية، بل كشفت التقييمات العسكرية أن نسبة تدمير الأنفاق قد لا تتجاوز 10 %.

وفيما تتصاعد الانتقادات بحق رئيس أركان جيش الكيان، "إيال زمير"، الذي وصفه خبراء ومحللون بـ"الدمية بيد نتنياهو"، مشيرين إلى أنه تخلى عن رؤيته الواقعية السابقة، واختار الوهم العسكري المسماة "عملية تحرير الأسرى بالقوة"، رغم إدراكه المسبق بعدم جدواها.

يشير المراقبون إلى أن استمرارَ القتال لن يؤديَ فقط إلى قتل الأسرى الصهاينة، بل سيُدخِلُ جيش الكَيان في متاهة استنزاف غير مسبوقة تهدّد جاهزيته لأية مواجهة مقبلة، وسطَ تزايد الجبهات المشتعلة.

هُنا يجد الكيان نفسه عاريًا أمام معركة مفتوحة على الوعي، والإرادَة، والبقاء، وفيديو الأسير "21" ليس سوى رأس جبل الجليد الذي يكشف مدى تآكل "الكيان الإسرائيلي" من الداخل، أخلاقيًّا وسياسيًّا وعسكريًّا.

وبات من المسلَّمِ به أن الرسائلَ التي تبُثُّها القسام، هي سلاحٌ جديدٌ في معركة الوعي، وفضيحة أخلاقية لحكومة الاحتلال، وهزيمة صريحة لروايته الإعلامية والعسكرية.

ونجحت المقاومة، من عُمْقِ الأرض المحاصرة المنكوبة، في توجيه طعنات قاسية في قلب الكيان، عبر صوت أسير يتحدث لا عن معاناته فقط، بل عن خيانة ما يُفترَضُ أنها دولةٌ له، وعن انتصار الخصم في ميدان الحقيقة.

 

تغطيات