وأوضح عيسى، في مداخلة مع قناة المسيرة، أن الفشل الأمريكي في العدوان على الشعب اليمني منذ أكثر من سنة وستة أشهر أدى إلى حالة من الإرباك الكبير جدًا في الإدارة الأمريكية، وفي مركز القرار الأمريكي، والتي كان آخرها إقالة مستشار الأمن القومي ونائبه. 

وأشار إلى أن هذه الإقالة تنم عن عدم مقدرة حقيقية لإدارة الصراع، كما يسميه الأمريكيون "صراع محدود" مع اليمن، متسائلًا: ماذا لو كان هذا الصراع، كما يدعون في وسائل إعلامهم، مع إيران أو مع الصين أو مع أي دولة كبرى؟ 

ولفت إلى أن من مهام مستشار الأمن القومي إدارة الجوانب السياسية والعسكرية والأمنية، وهو من يصدر الأوامر بتنفيذ الضربات سواء إلى اليمن أو غير اليمن. 

وأوضح أن الإرباك والفشل الذريع الذي منيت به الإدارة الأمريكية انعكس على وسائل الإعلام الأمريكية، التي بدأت مناقشة التداعيات الكبيرة على موضوع العدوان على الشعب اليمني. 

وأكد أن هذه التداعيات ستكون لها آثار خطيرة جدًا، باعتبار أن الإدارة الأمريكية فقدت الهيبة وفقدت أهم نقاط قوتها وهي نقطتان أساسيتان اشتهرت بهما الولايات المتحدة طوال عقود من الزمن، تتمثلان في القوات البحرية وقوات المارينز وحاملات الطائرات التي كانت ترسلها الإدارة الأمريكية لتخويف أي دولة من الدول، مضيفًا: اليوم حاملات الطائرات عانت من فشل ذريع في الجمهورية اليمنية.

وشدد عيسى على أن الزعم الأمريكي بتمديد مهلة حاملة الطائرات "ترومان" لمدة أسبوع ليس إلا لمخاطبة الداخل الأمريكي والرأي العام الأمريكي والرأي العام العالمي بأن القوات الأمريكية لا زالت مقتدرة ولا زالت قوية، في حين الواقع يثبت غير ذلك. 

هزيمة استراتيجية الصدمة

وفي السياق، رأى، عيسى، أن التدخل الذي قامت به بريطانيا ضد اليمن فضح المزاعم الأمريكية، مستدلاً بخطاب وزير الدفاع البريطاني بأن القوات الأمريكية تتعرض لهجوم شبه يومي من قبل القوات اليمنية فتدخل البريطانيون لإنقاذ الأمريكيين. 

وأرجع الكاتب الأكاديمي عبدالملك عيسى، فشل الولايات المتحدة إلى أن القوات المسلحة اليمنية تتبع استراتيجية الضغط المتدرج المستمر في مواجهة الاستراتيجية الأمريكية التي تعتمد على الصدمة والترويع. 

وأكد أن الاستراتيجية اليمنية أجبرت الإدارة الأمريكية على التراجع عن السقوف العالية التي أعلنتها في بدايات استئناف العدوان على الشعب اليمني، والتي توعدت "بالجحيم" والقضاء على التهديد القادم من اليمن وفكر الحصار عن الموانئ الصهيونية. 

وبعد قرابة 50 يوماً من العدوان على اليمن تراجع الأمريكي عن تهديداته، ووصل إلى مرحلة أن يطالب من صنعاء "أوقفوا عملياتكم وسنوقف العدوان"، مؤكداً أن الاستراتيجية اليمنية المتصاعدة ستجبر الأمريكي على إيقاف العدوان عن غزة. 

وبشأن عمليات اليمن ضد كيان العدو الصهيوني، بيّن عيسى أن اليمن يفرض ضغطاً متدرجاً ومتصاعداً على الكيان، وصل إلى حيفا شمالي فلسطين المحتلة، وأن الأمريكي فشل في حماية الكيان العدو، ولذلك تدخل البريطاني لحمايته بضغط من اللوبي الصهيوني.