وتناول الشيخ الزعبي، خلال مشاركته في تغطية خبرية على قناة المسيرة مساء الخميس، جملة من القضايا المحورية المتعلقة بالصراع مع الكيان الصهيوني، حيث استهل حديثه بالتركيز على الطبيعة التاريخية لليهود كناقضين للعهود، مستشهداً بالآية الكريمة "وَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ" ليؤكد على أن خيانة العهود تمثل سمة أساسية في سلوك هذا العدو الذي لا يعرف للعهود والمبادئ معنى.

وأوضح أن الكيان الصهيوني لا يقتصر في عدوانه على تحقيق أهداف سياسية أو عسكرية فحسب، بل يتعدى ذلك إلى القتل لمجرد القتل، مستذكراً ما أشار إليه السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي من أن هذا العدو يسعى بشكل منهجي إلى إبادة الشعب الفلسطيني إن لم يتمكن من تهجيره.

وأضاف أن المجازر الوحشية التي يرتكبها الصهاينة في غزة تأتي في سياق هذا المخطط التدميري الذي يحاول من خلاله كسر إرادة الشعب الفلسطيني.

وفي معرض حديثه عن الصمود الفلسطيني البطولي، أشار الشيخ الزعبي إلى أن هذا الصمود ليس بالأمر الهين، فتحمل القصف اليومي والعيش تحت رحمة آلة حرب لا تعرف الرحمة يتطلب إرادة فولاذية وإيماناً راسخاً.

وتطرق إلى أن هذا الصمود لا يقتصر على فلسطين فحسب، بل يمتد ليشمل محور المقاومة بكامله من اليمن إلى لبنان، مع استثناء واضح لأولئك الذين اختاروا طريق الخيانة والتبعية للعدو.

ولفت عضو المجلس المركزي إلى المعادلة الخطيرة التي يحاول الكيان الصهيوني فرضها على المنطقة، وهي معادلة "الاستباحة" التي يسعى من خلالها إلى تطبيع وجوده وجرائمه، معرباً عن أسفه لانجراف بعض الأطراف العربية خلف هذه المعادلة الخبيثة.

وأكد أن هناك أصواتاً في لبنان وبعض الدول العربية تحاول تبرير هذا المسار وتصويره على أنه الخيار الواقعي الوحيد.

وأشار الشيخ الزعبي إلى المفارقة المؤلمة في حاجة المسلمين اليوم إلى إثبات "جدوى الموقف الجهادي" رغم وضوحه في القرآن الكريم، مستذكراً الآيات التي تؤكد على أن الجهاد هو الطريق الوحيد لتحقيق العزة والنصر.

واستشهد بقوله تعالى "أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَ يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ" ليؤكد أن طريق الجنة يمر حتماً عبر اختبارات الصبر والثبات.

وفي ختام تصريحه، أكد الشيخ الزعبي أن القرآن الكريم سيظل ينتج نماذج المقاومة والمجاهدين الذين يشكلون الشعلة المضيئة للأمة، رغم كل محاولات العدو لطمس هذه الحقيقة.

وحذر أولئك الذين راهنوا على الاستسلام والتعاون مع العدو من أنهم سيكتشفون عاجلاً أم آجلاً أن العزة الحقيقية لا تتحقق إلا بالتمسك بالمنهج الجهادي والثبات على المبادئ.