-
العنوان:اليمن قِمة .. خارج القُمة
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:اليمن قِمة .. خارج القُمة
-
التصنيفات:مقالات
-
كلمات مفتاحية:
لم يعول أحد على القمة العربية الطارئة في القاهرة لاتخاذ قرار تاريخي حاسم بالنسبة للقضية الفلسطينية بشكل عام، ولا لقضية تهجير سكان غزة بشكل خاص، نظرا لتوالي خيبات الامل في الزعماء العرب الذين لطالما اجتمعوا في قمم مشابهة، وابرزها طوال عام ونصف، بأربع قمم اثنتان منهما بشكل مشترك مع منظمة التعاون الاسلامي، لم تستطع تلك القمم ادخال قارورة ماء لغزة، ولا وقف نزيف الدم الذي تعدى المائة شهيد يوميا تقريبا.
في قمة القاهرة التي أكد فيها الزعماء في خطاباتهم وكذلك في بيانها الختامي على رفض تهجير الشعب الفلسطيني من غزة، لم تقدم خطة والية تنفيذية ملزمة لكل العرب، ولا رافعة عسكرية لتقديم الخطة، ولم تشهر اي اوراق ضغط على الكيان ومن خلفه على الولايات المتحدة الامريكية، على سبيل المثال، قطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان من قبل الدول التي تقيم علاقات تطبيع معه، كذلك لم تقم الدول التي تصنف المقاومة الفلسطينية على قوائم الإرهاب بإلغاء التصنيف الظالم، ولم تصنف الكيان المجرم على ذات القائمة.
عندما لا تجد الخطة المصرية العربية، ألية تنفيذية خاصة، دون اي تدخل إسرائيلي وامريكي، فيمكن ان تكون ذات جدوى، أما عندما تكون أي خطوة فيها بحاجة إلى موافقة إسرائيلية، فهي مجرد حبر على ورق، بغض النظر عن ايجابياتها أو سلبياتها، وفي هذا السياق فقد اعلن الكيان عبر خارجيته، رفضه للقمة وبيانها الختامي، ودعى الدول العربية الى الكف عن استخدام الفلسطينيين، "بيادق" ضد الكيان، وعبر بوضوح عن التمسك بخطة ترامب لتهجير الى مصر والاردن.
وهو ذات الموقف الذي صدر عن البيت الابيض، حيث قال إن "خطة إعادة إعمار غزة التي تبنتها الدول العربية لا تعالج حقيقة أن القطاع غير صالح للسكن في الوقت الحالي". وأضاف أن "ترامب، متمسك بمقترحه لإعادة بناء غزة خالية من حماس".
بينما في المقابل يقدم الكيان الصهيوني مواقفه مشفوعة بتحركات عسكرية، والتلويح بعودة الحرب الى القطاع، وفتح الجحيم، كذلك واشنطن تنشط بأرسال الاسلحة الى الكيان، وترفع القيود الانسانية لاستخدام الاسلحة، وتحث الكيان على تطبيق ما يريد باستخدام كل السبل.
في الحقيقة لم تظهر المواقف الرافضة للتهجير، على انها تضامن مع أهل غزة، أو مع القضية الفلسطينية، بل ظهرت على انها مواقف تضامن مع الاردن ومصر، التي ينوي ترامب بأوهامه وتخيلاته، تهجير اهل غزة اليها، وكذلك مع السعودية التي لوح نتنياهو بإقامة دولة فلسطينية على اراضيها التي وصفها بالواسعة.
وقد كان واضحا احتكار البحث عن الحل ضمن هذه الدول، في القمة الغير رسمية المصغرة التي انعقدت في الرياض، يوم الجمعة 21 فبراير الماضي، الامر الذي دفع رئيس الجزائر الى الغياب عن قمة القاهرة وعدم المشاركة فيها، وتبعه الرئيس التونسي لذات الأسباب.
ببساطة، لان البعض ذهب الى شكر ترامب، الذي يفترض ان هذه القمة انعقدت للتنديد بخطته الخبيثة لغزة وللقضية الفلسطينية، ولأن ايا من خطابات الزعماء في هذه القمة، لم تشر الى دور المقاومة واهمية وجودها، بل على العكس، سمعنا رئيس لبنان الجديد، وهو يصف اسناد غزة، بانها حروب الاخرين في لبنان، متناقضا مع نفسه، حين يصف القضية الفلسطينية بالحق الذي يحتاج الى القوة.
وفي أسفل القائمة جاءت كلمة رئيس مرتزقة اليمن عنصر المخابرات الامريكية المدعو رشاد العليمي، الذي اعتبر ان اسناد اليمن لغزة هو انتهازية ومحاولة للتربح، وهي شكاة ظاهر عنك عارها.
في هذه الاجواء العربية المثيرة للشفقة والاستياء في آن معا، تأتي مواقف اليمن لتضع الامور في نصابها، وتسمي الاشياء بمسمياتها، وبتعبير واضح جاءت رسالة الرئيس مهدي المشاط للقمة العربية، فترامب هو شريك الإسرائيلي، وليس وسيطا، والمخطط هو توسيع الكيان على حساب دول المنطقة، وما تهجير اهل غزة إلا حلقة من حلقات هذه المخططات الخبيثة، والتي لا توجد اي وسيلة اكثر نجاعة لمواجهتها، الا الجهاد والمقاومة وعدم التعويل على الامم المتحدة والوسيط الامريكي الشريك في جرائم هذا العدو.
هذه الرسالة الصادقة، وضعت اليد على الجرح، وشخصت الداء، ووصفت الدواء، لا من موقع الخطابة والشعارات الجوفاء، بل من موقع العمل، والميدان يشهد لليمن طوال اكثر من 15 شهرا، لم يدخل جهدا عسكريا ولا سياسيا ولاثقافيا ولا اجتماعيا ولا شعبيا، الا وكان السباق له.
فالداء هو التخاذل، و" ما كان لهذه المقترحات أن تٌعلن ولا تلك التصريحات الحمقاء أن تقال لولا الموقف العربي المتخاذل الذي شجع الغزاة أكثر واكثر".
والدواء هو الجهاد والمقاومة، و "تفعيل مبدأ الدفاع العربي المشترك في الجامعة العربية، والتضامن والاسناد لكل الدول المستهدفة بكل الوسائل وإيقاف التطبيع مع الكيان الصهيوني المجرم، وسحب الاعتراف به وطرد سفرائه وممثلية وتفعيل المقاطعة الاقتصادية، وقطع البترول".
ختاما .. ان ما يجري اليوم من مؤتمرات عربية او اسلامية مشتركة، لم يعد يصدق عليها وصف القمة، بسكر القاف، بمعنى رأس كل شيء وأعلاه، بل هي قُمم، واحدتها قُمة، بضم القاف، وهي ما يلف من الارض من سقط المتاع، ولن اقول قاذورات وبقايا اوساخ.
🔵 تغطية إخبارية | حول المؤتمر القومي العربي المنعقد في بيروت | مع د.وسيم بزي و يونس عودة و علي فيصل 16-05-1447هـ 07-11-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة والضفة الغربية ولبنان | مع العميد عمر معربوني، و حسان عليان، و حمزة الشتاوي، و د . علي حمية، و د. جمال زهران 16-05-1447هـ 07-11-2025م
🔵 تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة و لبنان | مع د.نزيه منصور و د. وسيم بزي و العميد علي ابي رعد و علي حيدر و صالح ابو عزة و د. عماد ابو الحسن 15-05-1447هـ 06-11-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة والمنطقة | مع عدنان الصباح، و خالد بركات، و د. علي بيضون، و محمد منصور، و زهير مخلوف 15-05-1447هـ 06-11-2025م
لقاء خاص | مع السيد عبدالكريم نصرالله (والد شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصرالله) 06-04-1447هـ 28-09-2025م
لقاء خاص | مع عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب رامي أبوحمدان - قراءة في المشهد اللبناني وتطوراته 22-02-1447هـ 16-08-2025م