-
العنوان:القائد الذي لا يموت
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:للَحظةٍ تشعر أنّه مخلوقٌ أعلى مرتبة من البشر، إذ ترى فيه نورَ الملائكة، ورحمة الأنبياء، ومحبة الأولياء، إذا تكلم تجمُد الأبصار، وتخشع القلوب، وتصغي الأذان، شوقًا وحذرًا، وتهابُ الأفواهُ النطقَ في حضرته، كان حاضرًا بيننا لزمن موقوت،
-
التصنيفات:مقالات
-
كلمات مفتاحية:
لأنّ مكانَهُ السماءَ وقد اشتاقت له، والأرضُ شقّ عليها استضافتُه أطولَ، فمثلُه لا يليق به إلا أعلى عليّين، غاب عنّا وهو حاضرٌ إلى يوم الدين، {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةُۢ بَعۡدَ ٱلرُّسُلِ}، تجده ينتصر ولا يُستنَصر فانتصر للبوسنة والهرسك وانتصر للعراق واليمن ولغزة حين لا ناصر لهم ، لا ينتظر من يقول له {مَنۡ أَنصَارِيَ إِلَى ٱللَّهِ}، فتفوّق على الحواريين، فكان مَن {وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلسَّٰبِقُونَ ¯ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلۡمُقَرَّبُونَ}، مَنّ الله به على عباده، {يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ}، في زمنٍ ارتدّ فيه المسلمون عن دينهم، فأتى اللهُ به وبقومه، {يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖ}، فكان يبكي لكل ما ألمّ في الأرض بالمستضعفين، ويصرخ في وجه الطغاة والمستكبرين، لا يهاب أحدًا منهم! وفتح هو وقومُهُ قلوبَهم قبلَ بلدِهم لكل المستضعفين، {يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمۡ حَاجَةٗ مِّمَّا أُوتُواْ وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ}، وأصبحوا قِبلةً للمستضعفين، ومقصدا للمهاجرين في سبيل الله، على الرغم من ظروفهم الصبعة، ليكونوا {هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ}.
به أظهر الله الكافرين الذين {وَيَقُولُونَ نُؤۡمِنُ بِبَعۡضٖ وَنَكۡفُرُ بِبَعۡضٖ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيۡنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا}، فاتخذوا سبيلَ {أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَٰوَةٗ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۖ}، فلم يترددْ أهلُ الباطل من الكفار والمنافقين في إظهار عداوتهم له ولقومه، فكان علامةً لسبيل أهل الحق، وبه عرفنا أعداء الله، وبه اهتدينا إلى الذين ءآمنوا، فوجدنا {أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} فاتفق على حبِّه المؤمنون من المسلمين والنصارى.
فكان كلمة الله التي بها {يَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ¯ لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ}، فسبقت كلمة الله لعباده المرسلين، {إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ ¯ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} نعم، {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}.
يبدو أن موعد رحيله كان قد حان! فقد أتى موعده للقاء ربه، ووجب أن تكون مراسيم انتقاله عظيمة بقدر عظمته، وبما يناسب منزلته عند ربه، فكان لازمًا أن تكون هذه المعركةُ بينَ أسيادِ الحقِّ و أرباب الباطل، ومن غباء العدوِّ أنه ظنّ أن بمقتل السيد الشهيد قد انتصر وأنهى المقاومة، ولا يعرف أنّ أتباع السيد الشهيد متصلين به اتصال الفرع بالجذع، والجذع بالجذور، والجذور ممتدة إلى السماء، لا يطالها أحد منهم، وإن اقتطع العدو بعض الأغصان فهذا لا يعني تفوقَهُ وانتصارَه وإنما ذلك يكون موعد ارتقائهم، فهم لا يسقطون، بل يرتقون إلى حبيبهم، وبذلك ينالون ما تمنوه، فهم أهل الوفاء لما بايعوه، {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}، وما بايعوا إلا الله، والله باقٍ لا يموت، {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}، فيكونون لو قُتِلُوا قدِ انتصروا، أو يمكّنُهم الله على عدوه وفي أرضه فينتصرون أيضًا، مصداقًا لقول سيد الشهداء: "نحن لا نُهزَم، عندمَا ننتصِر ننتصِر، وعندمَا نُستَشهَدُ ننتصِر".
🔵 تغطية إخبارية | حول المؤتمر القومي العربي المنعقد في بيروت | مع محمد البشير و د.جهاد سعد و د.حسن موسى و خالد السعدي 16-05-1447هـ 07-11-2025م
🔵 تغطية إخبارية | حول المؤتمر القومي العربي المنعقد في بيروت | مع د.وسيم بزي و يونس عودة و علي فيصل 16-05-1447هـ 07-11-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة والضفة الغربية ولبنان | مع العميد عمر معربوني، و حسان عليان، و حمزة الشتاوي، و د . علي حمية، و د. جمال زهران 16-05-1447هـ 07-11-2025م
🔵 تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة و لبنان | مع د.نزيه منصور و د. وسيم بزي و العميد علي ابي رعد و علي حيدر و صالح ابو عزة و د. عماد ابو الحسن 15-05-1447هـ 06-11-2025م
لقاء خاص | مع السيد عبدالكريم نصرالله (والد شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصرالله) 06-04-1447هـ 28-09-2025م
لقاء خاص | مع عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب رامي أبوحمدان - قراءة في المشهد اللبناني وتطوراته 22-02-1447هـ 16-08-2025م