والقوات المسلحة لا تقبل النقاش أو المساومة في قرارها لدعم غزة، وهي عازمةٌ على المضي في معركة الفتح المبين والجهاد المقدس، ومصرةٌ على تذليل كل العقبات لتطوير قدراتها، وقد أصبحت رقما يستحيل تجاوزه، والحق ما شهدت به الأعداء، وقد اعترف قائد الأسطول الخامس الأمريكي بأن الصواريخ اليمنية لا تحتاج إلا لخمس وسبعين ثانية حتى تضرب أهدافها، وأن القوات الأمريكية لا تملك إلا بين 10 أو 15 ثانية لاتخاذ قرار التصدي، واليمن في صدارة المعركة البحرية مسجلا نفسه كأول بلد يضرب البحرية الأمريكية بالصواريخ الباليستية.  
رغم هذا الإقرار، لم تصل واشنطن إلى نتيجة كاملة عن القدرات اليمنية، فالمعركة لم تستهلك كل المفاجآت، وما ظهر يعطي تصورا عن أي تصعيد جديد، فقانون الحرب يفرض ألا ترمي بأوراقك دفعة واحدة، واليمن خير من يجيد العمل بهذا القانون، بل يبدع في توظيف قدراته، واختيار الأهداف وتوقيت ضربها.
يلبس اليمن لابة حربه لأجل غزة، ولا تنفصل عملياته عن جرائم الإبادة الصهيونية، وأمام الحديث عن مقترح جديد لوقف إطلاق النار، تبدو الخيارات محدودة أمام واشنطن وتل أبيب، وهما أمام مسار إجباري يفرض عليهما النزول من الشجرة أو السقوط لاحقا.

تغطيات