لا سلام دون وقف العدوان ورفع الحصار، ولا يمكن لأمريكا باعتبارها القائد الأعلى للعدوان على اليمن أن تتعاطى هنا إلا كما هي تتعاطى مع الحالة الأوكرانية، فهناك تتحدث واشنطن بلسان حليفتها كييف ألا سلام إلا بانسحاب القوات الروسية من جميع الأراضي الأوكرانية، ولما يأتي موضوع اليمن تصر أمريكا على فرض منطقها الاستعلائي العدواني بدون رفع الحصار ودون معالجة لآثار العدوان ودون سحب القوات الأجنبية من الأراضي اليمنية المحتلة، كما أنه في الحالة اليمنية فالأمر يتعدى مسألة المرتبات إلى قصة شعب يتطلع إلى نيل كامل السيادة، فلا مطارات ولا موانئ مغلقة، ولا سفن عرض البحر تظل عرضة للتفتيش، وليس بالأمر اليسير بقاء الحال على ما هو عليه، وستجد دول العدوان نفسها أمام تحد كبير إذا واصلت التعنت والمماطلة والتسويف، وعليها أن تختار بين أن تخضع للمنطق الأمريكي وذلك ما سوف يكلفها الكثير من أمنها واستقرارها الهش أصلا، وبين أن تنصت إلى منطق اليمن، منطق التاريخ والجغرافيا وهو المنطق الغالب في نهاية المطاف.