• العنوان:
    القرآن الكريم وقرناؤه...للدكتور يوسف الحاضري
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    دعونا في البداية نستوضح معنى كلمة (قرين)، قرين بمعنى الشيء الملازم للشيء فيقال اقترن الشيء بشيء أي التقيا وارتبطا والتزما قال تعالى (فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين) أي ملازمين له.
  • التصنيفات:
    ثقافة
  • كلمات مفتاحية:

دعونا في البداية نستوضح معنى كلمة (قرين)، قرين بمعنى الشيء الملازم للشيء فيقال اقترن الشيء بشيء أي التقيا وارتبطا والتزما قال تعالى (فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين) أي ملازمين له.

والقرين هنا لا يعني المساواة في المكانة والمنزلة والقيمة والعظمة بين القرين والمقترن فقد يقترن الشمس بالقمر أي يكونان في مدار واحد ويقترن نجم كبير بنجم صغير أي يلتزمان مسارا واحدا أو يقترن جني بإنسي أو شيطان بإنسان (ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا) وقد يكون أكثر من قرين لشيء واحد (فقضينا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم).

 

قرينك هو صديقك المقرب أكثر من الأخ وهو الذي تتأثر منه وتؤثر عليه .... قرينك هو الذي تقضي معه وقتا أكثر من أي شيء آخر، قرينك هو الذي يفهمك أكثر من أي شخص آخر، هناك أناس أصبحوا قرناء للتلفاز وللفيس بوك وللواتس وللشياطين .... وهناك أناس أصبحوا قرناء للمال فيقضون أوقاتهم بين المال وجمع المال وهكذا .... وهناك بالمقابل أناس اقترنوا بالقرآن الكريم فلازموا القرآن وفهموه حق فهمه واستوعبوه حق استيعابه وعملوا به حق العمل وحركوا الأمة به بعد أن دثره الجميع خاصة من يدعون أنهم حفاظ للقرآن.

 

تعالوا الآن نتكلم عن السيد حسين الحوثي كمرتبط بالقرآن ونضع بعض النماذج الأخرى الذي من ظاهرها مرتبطة بالقرآن وننظر من هو أحق الناس أن نطلق عليه قرينا للقرآن...ومن هذه النماذج (إمام الحرم السديس مثلا) ....

 

السديس حافظ للقرآن حفظا لا مثيل به تقريبا واماما للحرم وصوته أصبح مقترنا بالقرآن كتلاوة خلال أكثر من 30 عاما تقريبا ... ولكن ما الذي غيره السديس معتمدا على القرآن على مستوى المجتمع الإسلامي والذي حوله!!

بل ما الذي يمكن أن نستشف من حركته وفكره ونصحه وتوجيهاته يمكن أن نشير له بالبنان أن هذا بالفعل يحفظ القرآن ويؤمن بما يحفظه من خلال عمله وحركته!!! لا شيء تقريبا، ولعل أكبر كارثة أن هذا الحافظ للقرآن قال في كثير من المناسبات أن الصهيوني ترامب رئيس أمريكا أنه أمل الأمة الإسلامية والعالم في تحقيق الأمن والسلام وأنه يدعو له أن يوفقه الله تعالى في ذلك عوضا عن أنه بارك العدوان على اليمن ودعا لأن تكون حربا مذهبية طائفية لا تبقي ولا تذر ... فهل يا ترى القرآن يأمر بالفحشاء والمنكر والبغي (قل أن الله لا يأمر بالفحشاء) وهل القران ذو منهجية ضعيفة مذلة حتى يجعل من أتباعه يبحثون عن جهة أخرى خارجه عن القران ليركنوا إليها ويعتمدوا عليها حارج دائرة الاسلام والقرآن كما فعل هذا الشيخ (فترى كثيرا منهم يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة) هؤلاء منافقون كما وصفهم الله تعالى بشر المنافقين بأن لهم عذاب أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا) ... وبعد كل هذه الدلائل والشواهد هل يمكن ان تطلقوا على هذا (قرين القران؟؟) هل اقترن به عمليا وحركيا وفكريا ونفسيا أو فقط اقترن به ماديا ومصدر رزق وسلطة وهنجمة وغير ذلك!!!!

 

تعالوا الآن إلى السيد حسين الحوثي ، وتعالوا انظروا إلى ملازمه التي أطلق عليها (من هدي القرآن) والتي ارتبط بالقرآن وشرح آيات منه وربطها ربطا حقيقيا نفسيا وحركيا بنا فلم نسمع أنه تطرق إلى قضية مجتمعية أو سياسية أو اقتصادية أو فكرية أو ثقافية أو أي قضية دون أن يربطها بالقرآن الكريم بل هو صاحب الجملة العظيمة (عين على القرآن وعين على الحدث) وهو الذي وضع لنا منهجية عظيمة نستطيع من خلالها النظر للأحداث من حولنا بالقران الكريم ونفهم نفسية العدو ونفهم تحركاته ونعمل لأجل مواجهة كل ذلك وفق القرآن الكريم لذا أطلق شعاره الشهير (الصرخة) مرتبطا بالقرآن الكريم (الله أكبر) وكبره تكبيرا، (الموت لأمريكا الموت لإسرائيل) قل موتوا بغيظكم ، فقاتلوا أئمة الكفر، (اللعنة على اليهود) لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، (النصر للإسلام) ... ثم بعد ذلك أستثار أعداء الأمة من الأمريكان والصهاينة فقاتلوه في 6حروب سقط شهيدا في أول حرب في 2004م واستمرت حركته ومنهجيته القرآنية تتوسع وتنتشر حتى عمت الجمهورية اليمنية كاملة قبل أن تقام عليها الحرب العالمية الكبرى (عاصفة الحزم) ومازالت مستمرة في عامها الرابع ولكن لم ينتصروا لأن اتباع السيد حسين يتصدون للعدوان مستخدمين دروس السيد ومفاهيمها العسكرية الاقتصادية الفكرية الدينية السياسية المقتبسة من القران فتحرك القران بفكر السيد حسين واصبح دروسا للعيان وآيات بينات واضحة يتساقط العالم أجمع تحت اقدام من يحمل هذه المشاعر وهذه المنهجية والجميع يشاهد ذلك ... فهل يمكن أن نطلق على السيد حسين الحوثي ب(قرين القرآن) !!!

بطبيعة الحال نعم هو قرين القران وكل آل البيت (عترة النبي) من التزموا نور الله هم قرناء للقرآن (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإن العليم الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) "لن يفترقا" اي قرناء مرتبطان ملتزمان ...

 

هذا باختصار شديد وتوضيح مبسط معنى مفهوم (قرين القرآن) ولماذا نطلق عليه قرين القرآن في وقت أن أمثال السديس لا يمكن أن يطلق عليهم بأكثر من منافقين دجالين كهنة المعبد وغير ذلك من مسميات حتى ولو كان صوته يتغنى بالقرآن أمام الحجر الأسود في الحرم المكي كل يوم خمس مرات ما دام أنه لم يتحرك بآية واحدة ولم تحركه آية واحدة.

 

كل من بنى في نفسيته صورة سلبية مسبقة عن السيد حسين الحوثي سلام الله عليه دون أن يسمعه أو يقرأ له فهؤلاء قد لا تؤثر فيهم أي أطروحات وتوضيحات معينة كهذا التوضيح بل يرى في كلمة (قرين) إنها تعني (شريك أو القدوس أو أو أو ) فيرى أن استخدمنا لها في وصف السيد شيئا خطيرا وأننا نضخمه اعظم من النبي محمد وغير ذلك من تلك الإطروحات التي رمى الشيطان في قلوبهم بها مسبقا فأصبحوا في غيهم يعمهون وسواء عليهم أوضحت لهم أم لم توضح لهم لن يفهموا .

 

فسلام الله على قرين القرآن الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي من أوجدنا بعد الإيجاد ومن أحيانا بالقرآن الكريم ومن وضح لنا مسارنا السليم وهدانا للصراط المستقيم بالقران بعد ان كنا في ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرجنا أيدينا لم نكد نراها وكنا نظن أن لدينا أعمال صالحة حتى إذا جئناها وجدناها سرابا بقيعة تتلاشى ونبقى عطشى ....

 

ملاحظة قبل الختام:- أدرك تماما أنني كنت مخطئا عندما قارنت قرين القرآن السيد حسين بقرين الشيطان السديس في ضربي للأمثال ولكن ليستوضح الكثير ممن ما زال يعتقد في أولئك الشياطين أنهم أناس طاهرون)).

تغطيات