انتهى زمن اللعب على المكشوف أمريكيا، فبايدن يعيد إلى الواجهة "استراتيجية القيادة من الخلف" من بوابة تعليقه صفقات السلاح للسعودية والامارات، على أن ذلك لا يعفي واشنطن من تبعات آلاف الجرائم في اليمن، وآخرها استشهاد مواطن في صعدة وجرح امرأة في الحديدة، وسلاح الجريمة الأمريكي مكدس في مخازن الأدوات الأدوات الإقليمية والمحلية كما أن واشنطن بشهادة أهلها شريكة أساسية في قتل اليمنيين وحصارهم، وعلى خط مواز ألغت روما عقودها مع الرياض وأبو ظبي، وهي خطوة رغم أنها متأخرة إلا أنها حظيت بترحيب  صنعاء، على أمل ألا تتهاون روما بالتزامها احتراماً لحقوق الإنسان، الذي يذبح يومياً بسلاح أمريكي، وحصار أمريكي، وبمخالب عربية، وأن تكون خطوة مشجعة لبقية الدول التي تمد المجرمين بالسلاح.             

في سياق آخر، وفيما لا يبدو أن انفراجة قريبة ستلامس الاتفاق النووي مع إيران، إلا أن تهديدات رئيس أركان العدو الإسرائيلي ضد إيران قد لاقت سخرية من قبل الإعلام العبري نفسه، الذي قال إنها محاولة للضغط على الإدارة الأمريكية الجديدة، فيما اعتبرها آخرون قفزة في الهواء قد تكون نتائجها عكسية، فالمسؤولون الصهاينة لا يثقون بقدرة بايدن على اتخاذ خطوات جريئة في مواجهة إيران، فالرئيس الديمقراطي غارق في تعقيدات كبيرة أبرزها العامل الداخلي، إذ لا تزال إدارته محاصرة بالمخاوف الأمنية مع اتساع فجوة الانقسام الشعبي.