واستمرت كوبا في دعم مواطنيها بالأرز والحليب والفاصوليا والسكر والدجاج والطاقة الكهربائية وحتى السجائر بشكل مجاني تقريباً، بغضّ النظر عما إذا كانوا يعملون، ما سمح للكثيرين بالعيش بدون عمل أو الاعتماد على التحويلات المالية أي غالباً من قبل المهاجرين.

واعتبر الخبير الاقتصادي الكوبي ريكاردو توريس أنه "تحول كبير بالنسبة لمجتمع عاش وعمل بطريقة واحدة لمدة 62 عاماً".

وأرسلت الحكومة الكوبية رسالة تقول: "إذا كنت تريد أن تعيش في وضع مريح إلى حد ما، فعليك الحصول على وظيفة".

وقدّرت كوبا خساراتها المالية بنحو 5.6 مليار دولار نتيجة العقوبات الاقتصادية التي فرضها الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب في سبتمبر 2020، بحسب ما نقلته صحيفة "إندبندنت" البريطانية.

وقبل 9 أيام من انتهاء ولاية إدارة الرئيس ترامب أعلنت الأخيرة أنها أعادت إدراج كوبا على القائمة الأميركية السوداء لـ"الدول الداعمة للإرهاب" بعدما قامت إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما بسحبها من اللائحة.

وردّ وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز على القرار الأميركي، وقال إن بلاده تندد بـ"الانتهازية السياسية" للعقوبات الأميركية الجديدة، معتبراً أنها "تركز على معاقبة الناس وإيذائهم".

ووفقاً لوزير التجارة الداخلية، كان الكوبيون يدفعون 75 سنتاً مقابل سلة شهرية مليئة بـ 19 منتجاً أساسياً، بما في ذلك اللحم والقهوة والبيض والصابون. أما الآن سيكلفهم ذلك 7 دولارات. مع بقاء التعليم والرعاية الصحية مجانياً.

أما بالنسبة للعملة، فقال الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل، إن كوبا ستنهي نظام العملة المزدوجة، وسيكون لدى البيزو الكوبي سعر صرف موحد يبلغ 24 بيزو لكل دولار اعتباراً من أول يناير الجاري.

وكاندياز كانيل قال في ديسمبر2020، برفقة الرئيس السابق راؤول كاسترو، "إن تبسيط نظام العملة سيمنح البلاد فرصة للمضي قدماً في التحولات التي نحتاجها لتحديث نموذجنا الاقتصادي والاجتماعي".

وستبلغ قيمة الراتب الأعلى 9510 بيزو كوبي (396 دولاراً)، والراتب الأدنى سيرتفع 5 أضعاف بمقدار 2100 بيزو كوبي (87 دولاراً).

وعلى الرغم من مخاوف العديد من المواطنين جراء الإصلاحات، وعد الرئيس الكوبي بأن الحكومة لن تتخلى عن أحد، قائلاً: "إن الهدف من الإصلاحات هو ضمان المزيد من المساواة لجميع الكوبيين من حيث الفرص والحقوق والعدالة الاجتماعية، وتعزيز الاهتمام والدافع للعمل.