• العنوان:
    حتى المذلة أعيت من يداويها
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    الكرامة مجد يأتي نتيجة عقل سليم ونفس سوية تطاول السحاب ارتفاعاً وتسامق الجبال علواً وشموخاً، وفي المقابل فمن لم يكن لديه كرامة فإنه نفسه حبيسة الانحطاط والتردي والدنو، عديم الأخلاق مختل عقلياً لا ينفع معه حوار ولا نقاش يظن كل حق باطلاً وكل باطل حقاً، يقدم نفسه وأهله وشعبه لقمة سائغة بيد عدوه، لا يهمه من أمر عزته وكرامته له ولمن حوله شيئاً.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

ولعمري أي دناءة وضَعة ما فعلته الإمارات من تطبيع للعلاقات مع العدو التاريخي للعرب والمسلمين المتمثل بالكيان الصهيوني الغاصب للأرض والعرض، وأي انحطاط يتصف به أولئك الأعراب الذين ما زلوا يقفون في طابور التطبيع يتسابقون بتسارع الخطى ولهاث الأنفاس علّهم يحصلون على موافقة أمريكية إسرائيلية بالتطبيع معهم وكأن هذين الكائنين ربهم الأعلى الذي يطلبون رضاه.

لكن من يتأمل حقيقة الأمر يجد أن الصهاينة ومِن خلفهم أمريكا وبقية دول الاستكبار هم الذين بأمس الحاجة إلى تطبيع العرب معهم بما يملكه العرب من ثروات هائلة.

إلا أن أهل العقالات الخاوية الحمقاء ذوي النفوس الدنيئة وإن أدركوا ذلك لكنهم لا يستطيعون فعل شيء إلا الاستسلام التام وتنفيذ كل ما يريده منهم عدوهم وعدو شعوبهم، بل يتبنون قضاياه كما لو كانوا هم الصهاينة أنفسهم ملكيّون أكثر من الملك!! فيقدمون العدو للرأي العام العربي والإسلامي على أنه حمامة سلام وديعة لا يصدر منها أذى لأحد، ولعلهم نسوا أو تناسوا قضية العرب والمسلمين المركزية التي ناضلوا لأجلها عقوداً من الزمن ولا زالوا يناضلون في تحرير أرض فلسطين والقدس الشريف من براثن الصهاينة المحتلين والمعتدين، وأن هذا التزاوج الأعرابي الصهيوني نكسة أخرى في مسلسل النكسات العربية المتتالية أمام العدو الغاصب.

إن هؤلاء الأعراب بحماقتهم المعهودة وارتمائهم في أحضان العدو الأمريكي والإسرائيلي لم يدركوا أنهم قد أصبحوا بلا انتماء بلا وزن بلا قيمة وبلا أية قضية، وسيصبحون في المستقبل بلا وطن ولا شعب يُكنّ لهم احتراماً ويعطيهم الصلاحية في إدارته والبلوغ به إلى مصافّ الأمم الراقية التي تعرف قدر نفسها وقدر شعوبها.

وليت شعري هل يدركون أيضاً أن العدوّ عندما ينتهي من حلبهم مادياً ومعنوياً يرميهم رمية لا يمكنهم بعدها اللجوء حتى إلى شعوبهم الذين خذلوهم، ويكون حالهم حال من عبد الشيطان وأطاعه حتى إذا ما جاء وعد الله الصادق ومعاده الحتميّ قال له: إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين!!.

وفي الضفة الأخرى نجد عظماء هذه الأمة وشعوبهم رافعين راية العزة والشموخ والعظمة برفضهم هذا الذلّ والصَغار تحت أقدام الأعداء يصرخون بأعلى أصواتهم مرفوعي الرأس شامخي الأنوف قائلين لأولئك الأعراب فاقدي العزة والكرامة وللعدو الصهيوني البغيض، في مخططاتهم ضد الأمة العربية والإسلامية: لا وألف لا، سوف نقف صفاً واحداً مستعينين بالله العلي الجبّار ضدّ كل ما يمكن أن يهدّد تاريخنا وأرضنا ومقدساتنا وعزتنا وكرامتنا فنتوكل على الله والله المستعان.

تغطيات