• العنوان:
    لبنان.. ما الذى يجرى ؟ (١)
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    حتى نفهم ما جرى في لبنان، علينا أن نتخيل أولا مستقبله لو لم تحدث هذه الكارثة، بمعنى أنه قبل تفجير ميناء بيروت بدقيقة واحدة لا يصح أن نتجاهل ما الذى كان عليه الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي ... إلخ.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:
    انفجار مرفأ بيروت

وبعد التفجير بدقائق ما الذى أصبحت عليه هذه الأوضاع جميعا ؟ وما الذى قاله الرئيس الفرنسي ماكرون  لنواب حزب الله الذين التقاهم لعدة دقائق على انفراد حول ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل ؟

أما بعد التفجير بساعات - وهو ما يلفت النظر - فقد تدفقت المساعدات على لبنان وأنشئت لذلك جسور جوية لها أول ولا يبدو أن لها آخر، وبعدها بأيام أصبحت المساعدات تأتى على ظهور حاملات الطائرات وحاصرت لبنان أساطيل فرنسا وروسيا وأمريكا، ثم سحبت الإمارات البساط من تحت أقدام اللبنانيين بالإعلان عن التطبيع مع إسرائيل في حركة مفاجئة ربما للإماراتيين أنفسهم، الذين اضطروا لحشر القضية الفلسطينية في اتفاقهم رغم نفى نتنياهو، ثم اضطروا للإعلان عن أول صفقة بين البلدين لإنتاج عقار لعلاج كورونا، ربما قد تم إنتاجه فعلا بأيدي صهيونية ليعلن عنه من أبو ظبى، أسوة بالإعلان عن تطبيع العلاقات من واشنطن.

لنعد إلى بيروت التي ما زالت قادرة على الحياة والصمود بوجه نخبتها السياسية الفاسدة المرتزقة العميلة، ونظامها الطائفي الآسن الذى لا يليق بدولة الحريات والإبداع والفنون والصمود (كل ذلك معا ).

هل نتصور مثلا أن مرتكب جريمة تفجير الميناء  هو شخص أو جماعة من الوطنية بحيث أنه أراد بهذا العمل أن يعيد ترتيب البيت اللبناني المنهك بالديون والمنعدم الخدمات، وذلك بجمع زعماء الطوائف حول كارثة كبيرة بهذا المستوى للخروج بلبنان من مستنقع التبعية أو على الأقل تعديل شروطها ومساراتها؟

أم نتصور أنه عميل يريد حربا على حزب الله في لبنان ويمهد لتدخل عسكري أجنبي لن يكون إسرائيليا مباشرا هذه المرة بالطبع، ولكن تحت غطاء دولي أسوة بالأشقاء في العراق وسوريا وليبيا واليمن، وهى تجارب كلها لم تترك إلا قتلى وجرحى وخراب سيمتد لعشرات السنين.

الخلاف حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بات معلوما للجميع ومعلوم أيضا حكاية الحوض رقم ٩، والضغوط الأمريكية على حكومات لبنان  لضمه لإسرائيل ووقوف حزب الله حجر عثرة  أمام انتهاك سيادة لبنان البحرية وحقوقه الاقتصادية فيها، ومن هنا تبدا قصة الارتزاق والعمالة من أطراف لها وزنها داخل مجتمع النخبة السياسية التي لا تمانع في التفريط في الحق اللبناني الطبيعي.

البعض يردد أن حزب الله يهيمن على السياسة والأمن في لبنان، وهذا ليس صحيحا بالمرة، والبعض يريده أن يفعل ذلك فعلا وهذا أيضا لن يكون حلا رغم أنه ممكن، ولكن الكثيرين من لبنان وجوار لبنان العربي وقوى إقليمية ودولية تريد محو حزب الله من الوجود نهائيا وهذا لن يكون.

ويبدو أن كل هذه الأطراف ساهمت بشكل  أو بآخر في السعي نحو تفجير كل لبنان وليس  ميناء بيروت فقط، وعلى الأقل ارتاح بعضهم لحدوث الانفجار ويسعى جاهدا لاستثماره.

تغطيات