• العنوان:
    قراءة في خطاب السيد القائد وما تضمنه من أبعاد دينية وقومية وأخلاقية
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    لقد كان خطاب السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في مناسبة الذكرى السنوية للصرخة خطاباً قوياً في المضمون وصريحاً في الموقف، ويعكس حقيقة المشروع القرآني وتجسيده على
  • التصنيفات:
    مقالات

لقد كان خطاب السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في مناسبة الذكرى السنوية للصرخة خطاباً قوياً في المضمون وصريحاً في الموقف، ويعكس حقيقة المشروع القرآني وتجسيده على أرض الواقع لمواجهة مخطط عدائي أمريكي إسرائيلي يستهدف الأمة بكاملها ويضع قوى الاستكبار العالمي أمام معادلة جديدة ستغير قواعد اللعبة في المنطقة.

وليس بغريب أن تتناول بعض الصحف الصهيونية خطاب السيد وتخصص له مساحات كبيرة باعتباره تهديدا جديا للكيان الصهيوني، لاسيّما وأن من يقف خلف العدوان على اليمن هي أمريكا وإسرائيل، والذي يأتي خوفاً على مصالحهما في المنطقة من القوة الصاعدة في اليمن "أنصار الله" الذين أصبحوا بمشروعهم القرآني قوة ضاربه في وجه قوى الاستكبار العالمي.

لذا فإن الموقف الصريح الذي اتخذه السيد القائد يحمل أبعادا دينية وقومية وأخلاقية تؤسس لصحوة عربية وإسلامية حقيقية وجاّدة تشق طريقها صوب فلسطين المحتلة وتحريرها بعون من الله تعالى، فعندما يُعلن السيد عبدالملك موقفه الواضح تجاه فلسطين المحتلة والمقاومة الفلسطينية واللبنانية ويقول: "إننا حاضرون للمشاركة العسكرية إلى جانب المقاومة الفلسطينية واللبنانية في أي مواجهة مع العدو الإسرائيلي، وعلى العدو الإسرائيلي أن يحسب حساب شعبنا اليمني في أي مواجهة مقبلة مع حزب الله أو مع الشعب الفلسطيني، وإننا نؤكد للسيد حسن نصر الله أنه رهانه على الشعب اليمني رهان في محله" ، فإن ذلك الموقف الصريح يؤكد جّدية الموقف ويحمل أبعادا منها :

*البُعد الديني والذي يجسد الاستجابة للأوامر الإلهية للتحرك لمواجهة أعداء الله من اليهود والنصارى ووجوب معاداتهم، ما يعني التأكيد على مواجهة الوجود الإسرائيلي ومشروعة في المنطقة، والسعي نحو تحرير فلسطين المحتلة وتطهير المسجد الأقصى من دنس اليهود.

*البُعد القومي والعربي الذي يتعلق بالهوية والانتماء، والذي يجسد موقف الشعب اليمني وكافة الشعوب العربية والإسلامية تجاه القضية الفلسطينية، لاسيّما وأن هذا يأتي متوافقاً مع الموقف الذي أعلنه السيد حسن نصر الله في خطابه بمناسبة يوم القدس العالمي في إن أي حرب قادمة مع العدو الإسرائيلي لن تكون محصورة في ساحة واحدة، كما يعكس المسؤولية الجماعية للشعوب العربية والإسلامية للمواجهة الشاملة مع كيان العدو الإسرائيلي الغاصب، والتحرك لمواجهة المخططات الأمريكية للفوضى الخلاقة ومشاريع التجزئة والتقسيم للدول العربية، بعد أن وصل تعاطي الأنظمة العربية تجاه القضية الفلسطينية إلى منعطف خطير يتمثل في التطبيع العلني مع كيان العدو الإسرائيلي بعد إن ارتمت أكثر الأنظمة في أحضان المشروع الأمريكي الإسرائيلي ،كما يؤسس هذا الموقف الصريح لتحالف حر لمقاومة الهيمنة الصهيوأمريكية ومخططاتها ومنها ما برز مؤخرا بما يعُرف بالتحالف السني الذي أعلنه الرئيس الأمريكي ترامب بزعم مواجهة إيران، ليكمل اليوم السيد عبد الملك صورة المشهد ويصدم الأعداء بتأكيده على شمولية المعركة القادمة التي ستتجاوز الحدود الجغرافية لمواجهة المشروع الأمريكي الإسرائيلي.

*البُعد الأخلاقي ويعكس قيّم تتعلق بمبادلة الوفاء بالوفاء لقائد المقاومة السيد حسن نصر الله الذي كان له مواقف مشرفة من العدوان الأمريكي الصهيوخليجي على اليمن، وأن اليمنيين يبادلونه الوفاء بالوفاء مهما كانت قساوة الظروف والعدوان الوحشي المفروض عليهم، وأنهم رهان في محلة وحليف يُعتمد عليه في الشدائد، من منطلق التحرك الجاد بجانب المقاومة اللبنانية (حزب الله) في أي مواجهة قادمة مع العدو الإسرائيلي والاستعداد التام لقديم كافة أنواع الدعم بما في ذلك إرسال المقاتلين اليمنيين.

واللافت في ذلك أن السيد القائد قد أطلق هذا العهد وفي هذه المرحلة، رغم إدراكه أن اليمن على أعتاب مرحلة تصعيد عسكري جديد ضد الشعب اليمني وأن ذلك يأتي بإيعاز من وزير الحرب الأمريكي عندما قدم إلى المنطقة الأسبوع الماضي حيث شدد على ضرورة التصعيد حتى نهاية العام.

تغطيات