• العنوان:
    صديقُ الأمريكيين!
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في الوقت الذي كان الشعبُ اليمني من أقصى البلاد إلى أقصاها يستقبلُ خبرَ مجزرة العدوان الأمريكي السعوديّ على منزل مواطن في منطقة يختل بالمخاء تعز أدّت إلى استشهاد 15 شخصاً من النساء والأطفال، كان هشام شرف وزيرُ الخارجية في حكومة الإنقاذ المناهِضة للعدوان انتهى من تهنئته للحكومة الأمريكية الصديقة بمناسبة عيد الاستقلال، تزامناً مع تحليق مكثّف للطيران الأمريكي فوق مكتبه بالعاصمة صنعاء ليقصفَ أَهْدَافاً مدنية كعادتها.
  • التصنيفات:
    مقالات



في الوقت الذي كان الشعبُ اليمني من أقصى البلاد إلى أقصاها يستقبلُ خبرَ مجزرة العدوان الأمريكي السعوديّ على منزل مواطن في منطقة يختل بالمخاء تعز أدّت إلى استشهاد 15 شخصاً من النساء والأطفال، كان هشام شرف وزيرُ الخارجية في حكومة الإنقاذ المناهِضة للعدوان انتهى من تهنئته للحكومة الأمريكية الصديقة بمناسبة عيد الاستقلال، تزامناً مع تحليق مكثّف للطيران الأمريكي فوق مكتبه بالعاصمة صنعاء ليقصفَ أَهْدَافاً مدنية كعادتها.
لم يكن إعْلَانُ شرف صداقتَه للأمريكيين بتهنئته لهم موقفاً مشرّفاً كاسمه بقدر ما كانت مخجلةً وعبّرت عن انبطاح مُــدَوٍ وغير لائقة بوزير يدّعي مناهضتَه للعدوان ويمثِّلُ شعباً قدَّم أغلبُ أَبْنَائه أرواحَهم شهداءَ في جبهات العزة والكرامة ذوداً عن هذا الوطن الذي يُقصَفُ ليلاً نهاراً بطائرات أمريكية سعوديّة، فمَن ضحّى بروحه ودمه أمام عدوٍّ كأمريكا لا يمكن أن يمُــدَّ لها يدَ السلام والأُمنيات بالعيش الرغيد ولا زالت طائراتُه حتى اللحظة تدمِّرُ ما تبقى من مقومات الحياة داخل هذا البلد.
ترى هل كان يعي الوزيرُ شرف وهو يبعَثُ برقية تهنئة وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية تيلرسون بأن بلادَه تعيشُ منذ ما يقارب العامَين ونصف عام بعيداً عن الأمن والاستقرار والازدهار؛ بفضل من حرص على تهنئتهم، وأن دماءَ الشهداء التي لم تجف بعدُ كانت تحتم عليه أن يمتلكَ ذرةً من الحياء والخجل وهو يتودد بكل وقاحة لعدو لا يفرق بين وزير ومواطن في اليمن، وما شهداءُ القاعة الكبرى عنك ببعيدٍ يا وزير خارجية عصر؟!. 
هل يعي (هشام) أن الشعبَ اليمني لديه الوعي الكبير بأن أمريكا ليست صديقاً، وإنما هي عدو لكل شعوب العالم وخَاصَّــةً اليمن وهي تقتل أبناءه ليلاً ونهاراً؟!.
على الضفة الأُخْرَى أجرت كوريا الشمالية الثلاثاء، تجربةَ إطلاق صاروخ باليستي من الساحل الغربي لبحر اليابان عابراً للقارات من نوع "هواسونغ-14"، وأعتبر كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية خلالها بأن هذه التجربة الصاروخية "هديةً للأوغاد الأميركيين" في عيد استقلال بلادهم.
وأثناءَ إشرافه الشخصي على عملية إطلاق الصاروخ قال الزعيم الكوري الشمالي، بأن الأميركيين لن يكونوا مسرورين كثيرا بهذه الهدية التي أرسلت في ذكرى الرابع من يوليو، وقبل أن ينفجر ضاحكاً قال بأنه يجب علينا أن نرسل إليهم هدايا بين الفينة والأُخْرَى كي نساعدهم على التغلب على مللهم.
ما لم يكن يعلمه "كيم جونغ" قبل أن ينفجرَ ضاحكاً هو أن هديته الثمينة تلك قد سبقتها تهنئةُ هشام شرف عبر مغلف بداخلها تهنئة حارة وتبريكات وأُمنيات بطوال البقاء للحكومة الأمريكية في عيد استقلالهم، من داخل بلد يعيشُ 99% من سكانه تحتَ خط الفقر بعد أن تفاقمت الأَوْضَــاعُ الاقتصاديةُ؛ بسبب العدوان عليه منذ ما يقارب الـ3 سنوات بإشراف أمريكي مباشر.
فشتَّانَ ما بين مَن يصنع لبلده وشعبه مجداً وعزةً وكرامةً ومَن يرضى لنفسه حياةَ الذل والمهانة والانبطاح والخزي.
وليس مستبعَداً من هشام أن يقدِّمَ في الأيام القادمة تهنئةً لنظيرة "الإسرائيلي" بعيد الفصح المجيد ودعوته رسمياً لزيارة اليمن.
فهل يدرك هشام بأن دماءَ الشهداء الزكية الطاهرة هي مَن منحته حقيبةَ الخارجية في حكومة الإنقاذ وهي الدماءُ نفسُها التي يتهاوَنُ ويستخفُّ بها بتهنئته لمَن سفك تلك الدماء، وأن هذه التصرفات غير اللائقة لا تُعبِّرُ بأي شكل من الأشكال عن أَبْنَاء الشعب اليمني الصامد المواجِهة للعدوان الأمريكي السعوديّ للعام الثالث على التوالي.
وما النصرُ إلّا من عند الله.

تغطيات