الرؤية الحكيمة والمهمة في التربية والبناء
آخر تحديث 10-06-2019 19:41

لقمان بنى على هذا الأساس الكبير العظيم المهم السليم، فكان هو العنوان الأول في حكمة لقمان في حكمته، ثم كان يمتلك رؤية، لقمان الحكيم كان يمتلك رؤية صحيحة سليمة مفيدة حكيمة في بناء الإنسان وتربية الأبناء، وهذه الرؤية المهمة والصحيحة والحكيمة قدَّمها الله لنا في هذه السورة المباركة.

لقمان بنى على هذا الأساس الكبير العظيم المهم السليم، فكان هو العنوان الأول في حكمة لقمان في حكمته، ثم كان يمتلك رؤية، لقمان الحكيم كان يمتلك رؤية صحيحة سليمة مفيدة حكيمة في بناء الإنسان وتربية الأبناء، وهذه الرؤية المهمة والصحيحة والحكيمة قدَّمها الله لنا في هذه السورة المباركة.
{وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ}؛ لأنها رؤية مهمة لتربية الأبناء، ولبناء الإنسان بشكلٍ عام، {وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}[لقمان: الآية13]، في رؤية لقمان الحكيم "عليه السلام" نجد أنَّ أول ما في هذه الرؤية المهمة جداً هو: الاهتمام بالسلامة العقائدية، والاهتمام بسلامة العقيدة، أن يكون الابن، وأن يكون الإنسان - بشكلٍ عام- يحمل عقيدةً سليمةً تجاه الله "سبحانه وتعالى"، وطبعاً قبل كل ذلك نلحظ أهمية العناية بتربية الأبناء تربيةً صحيحة، وتربيةً سليمة، وأنَّ الأبناء هم المستقبل الواعد للأمة، وهم الجيل القادم، وإذا حظوا بتربية صحيحة واهتمام على المستوى التربوي؛ فسيكون لهم دور مهم وبنَّاء في هذه الحياة، فكان لديه هذا الاهتمام لقمان الحكيم، وأول ما في ذلك هو سلامة العقيدة، وهذا درس مهم للآباء، أن يحرصوا في تربية أبنائهم وفي تعليم أبنائهم على سلامة العقيدة، أول خلل، وأكبر خلل، وأسوأ خلل: أن يحمل ابنك عقائد سيئة نحو الله "سبحانه وتعالى" فيما يتعلق بمعرفة الله "سبحانه وتعالى"، وفيما يتعلق بالأساسيات الإيمانية، والأسس الإيمانية التي نبني عليها إيماننا بالله "سبحانه وتعالى"، والأبناء معرَّضون في هذا الزمن لهذه المشكلة بشكلٍ كبير؛ لما في المناهج الدراسية - عادةً- من عقائد سيئة وأخطاء كبيرة في هذا الجانب، ولما قد يرونه ويشاهدونه، أو يطّلعون عليه ويسمعون به مما يستهدفهم به أعداء الأمة من قوى الضلال والكفر والإلحاد التي تتحرك بشكلٍ واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، في الشبكة العنكبوتية، في القنوات الفضائية، وأحياناً تنشط حتى في الساحة وتتحرك في الميدان، فالسلامة العقائدية مسألة مهمة جداً، أول مبدأ ركَّز عليه لقمان الحكيم "عليه السلام" هو مبدأ التوحيد لله "سبحانه وتعالى": {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ}، مبدأ التوحيد هو المبدأ الأول والأساس في العقيدة الذي ينبغي ترسيخه، وهو مبدأٌ مهم ثمرته أن يضبط مسيرة الإنسان نحو الله "سبحانه وتعالى" في الخضوع لله، والطاعة المطلقة لله "سبحانه وتعالى"؛ وبالتالي التحرر من كل أشكال العبودية لغير الله "جلَّ شأنه". 
{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ}، مثلما وصَّى الله الآباء بأبنائهم، وأن يحرصوا على العناية بهم وبتربيتهم التربية الصالحة، وعادةً في واقع الآباء هم يتجهون أصلاً للعناية بتربية أبنائهم والاهتمام بهم فيما يتعلق بالجانب المادي، ترى الكل بيشقى على عياله على قولتنا في التعبير المحلي، فطرياً وتلقائياً الكثير من الناس يحرص على تربية أبنائه فيما يتعلق بالتربية المادية، وتوفير احتياجات حياتهم الضرورية من: غذاء، وكساء... ومتطلبات الحياة الضرورية، وبحسب ظروف الإنسان وما يستطيعه، هذا يحصل تلقائياً في واقع البشر، ولكن هنا يلفت القرآن الكريم نظرنا من خلال لقمان الحكيم كيف أنه حرص على الاهتمام بالجوانب الأخرى التي يهملها الكثير من الآباء، الكثير من الآباء إذا هو وفَّر لابنه التغذية، الملابس، الاحتياجات الضرورية، العلاج عند المرض، هذه المتطلبات والاحتياجات الاعتيادية في الحياة والضرورية والروتينية في الحياة، يتجاهل الجوانب الأخرى: الجانب العقائدي، الثقافي، السلوكي، الأخلاقي لابنه، يتجاهل كل هذه الجوانب ولا يبالي بها، ولا يُركِّز عليها، ولا يحرص عليها، ولا يتنبه لها، ولا يتنبه أن يبني حياتهم على أساس كيف تكون علاقتهم مع الله "سبحانه وتعالى"؛ لأن ذلك هو الأساس لصلاحهم حتى تجاه الآباء، أنت عندما تشدّهم إلى الله "سبحانه وتعالى" وتربيهم تربيةً إيمانية، الله يوصِّيهم تجاهك، لن تخسر كأب، يعني: لاحظوا بعض الآباء يهمه كيف يكون ابنه جيداً تجاهه، إذا نجحت في أن يكون ابنك جيداً نحو الله سيكون جيداً نحوك؛ لأن الله يوصيه بك، الأم كذلك إذا نجحت في أن تربي أبناءها تربيةً إيمانية سيكونون أبناءً صالحين وجيدين تجاهها؛ لأن الله يوصِّي الأبناء تجاه الوالدين. 
{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ}، وصية من الله مباشرةً، ويؤكد على أهمية هذا الموضوع، وسيأتي ما المطلوب في هذه الوصية، سيأتي التوضيح ما هي هذه الوصية {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ} الأب والأم {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ}، والأم هذه توصية أيضاً خاصة بالأم، يعني: الله وصّىُ بالأب والأم، وإضافةً إلى ذلك عزز هذه الوصية تجاه الأم، ولفت الانتباه إلى معاناتها يوم حملت بك فكانت كلما مضى الوقت في حملها وعظم حملها، كلما زادها ذلك وهناً، وأضعف صلابتها، وأتعبها، وحمَّلها المشقة حتى وصلت إلى الولادة كرهاً: بمشقة بالغة، ثم في فترة الرضاعة وما فيها من معاناة ومتاعب حتى في نومها وفي كل أحوالها، {وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ}، فما هي هذه الوصية؟ {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ}، هنا أتى بالشكر للوالدين مع الشكر لله "سبحانه وتعالى"، وبعد الشكر لله؛ لنعرف أولاً عظيم حقهما علينا، ليعرف كل إنسان عظيم حق الوالدين عليه، وفي ذلك أيضاً حق الأم، وفي نفس الوقت أنه بعد حق الله، بعد حق الله "سبحانه وتعالى"، فالمطلوب هو الشكر {وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}، إلى الله "سبحانه وتعالى" المصير، إذا الإنسان خالف هذه التوصية، لم يلتزم بها، فهو سيحاسب على ذلك، التوصيات من الله هي إلزامية، الإنسان إذا فرّط بها وتنكر لها ورمى بها عرض الحائط سيحاسب على ذلك وسيجازى.
{وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا}[لقمان: الآية15]؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، حتى الأب لا طاعة له في معصية الله، حتى الأم لا طاعة لها في معصية الله "سبحانه وتعالى"، حتى لو حاولا وبذلا جهدهما في الانحراف بك فيما هو معصية لله "سبحانه وتعالى" فلا تطعهما في ذلك أبداً؛ لأن حقهما دون حق الله وتحت حق الله، ولا يرقى إلى مستوى المعصية لله من أجلهما أبداً.
{فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}، يعني: قابل احسانهما إليك بالصحبة بالمعروف، صحبة بالمعروف من خلال الإحسان والاحترام، لكن من دون طاعة في معصية الله، وهذا يضبط العلاقة مع الآباء والأمهات، علاقة قائمة على الصحبة بالمعروف، إحسان، احترام، تقدير، بذل للمعروف ما تستطيعه، لكن من دون طاعة في معصية الله أبداً، (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا): عاملهما باللين والرفق والاحترام، ولا تطعهما فيما هو معصية لربك الله "سبحانه وتعالى". 
{وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ} القدوة في الدين هو الذي يسير بك في طريق الله "سبحانه وتعالى"، المنيب إلى الله الذي يسير بك في طريق الله "سبحانه وتعالى"، فإذا كان الأب منحرفاً بذلك، لا يقتدي بلقمان الحكيم، إذا كان الأب لا يقتدي بلقمان الحكيم، فلا تجعل منه قدوةً لك في الانحراف، ولا فيما هو معصية لله، ولا في المواقف الخاطئة، ولا فيما هو يسبب سخطاً لله "سبحانه وتعالى"، قدوتك في الدين المنيب إلى الله الذي يسير بك في طريق الله "سبحانه وتعالى".
{وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ}؛ لأن هناك أحياناً اختلاط في المفهوم بين الإحسان والطاعة، مثلاً الكثير من الوعَّاظ والخطباء وبعض الشخصيات العلمائية قاصرة الوعي والفهم، البعيدة عن الاهتداء بالقرآن الكريم يجعلون العنوان الرئيسي للعلاقة بالوالدين هو الطاعة (طاعة الوالدين)، القرآن جعل العنوان الأساس هو الإحسان (الإحسان إلى الوالدين)، أما الطاعة فما كان في إطار طاعة الله "سبحانه وتعالى" ويمثِّل إحساناً فلا بأس، أما فيما هو معصية فلا، فيما هو معصية سواءً من خلال التجاوز لحدٍ من حدود الله "سبحانه وتعالى" وفعل المحرم، أو الإخلال بالواجب، أو التفريط فيما أمرنا الله به؛ لأن المعصية تكون في حالة من حالتين: معصية بفعل المحرم، ومعصية بترك الواجب، وبترك ما هو من أوامر الله "سبحانه وتعالى"، بترك ما أمرنا الله به، هذا أيضاً معصية، ومعصية خطيرة، وهي أكثر ما تكون في واقع الإنسان من المعاصي، المعصية تجاه ما أمرنا الله به؛ لأن البعض من الناس مثلاً يقول: [أنا أترك المحرمات، أنا- بحمد الله- لا أسرق، ولا أزني، ولا أشرب الخمر، ولا أقتل النفس المحرمة، ولا ولا ولا...]، ولكن لو نأتي إلى المعاصي الأخرى في واقعه وهي التفريط فيما أمر الله به، ستجد أنه ترك كثيراً من الأشياء التي أمره الله بها ولم يفعلها، وهذه معاصٍ خطيرة جداً، وتعتبر من المعصية لله، عصيت الله في أمره كما فعل إبليس، إبليس ما الذي فعل؟ أمره الله، ولكنه خالف الأمر، أما آدم فخالف النهي، وكانت كلاهما معصية، طبعاً آدم تاب وتاب الله عليه.

 المحاضرة الرمضانية السابعة والعشرون للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي 1440هـ

صنعاء تخرج في طوفان بشري متجدد نصرة لغزة تحت شعار (ثباتًا مع غزة.. سنصعد في مواجهة جريمة الإبادة والتجويع)
صنعاء | 23 مايو | المسيرة نت: شهد ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، اليوم الجمعة، طوفانا بشريا مليونيا متجددا نصرًا وإسنادًا لغزة وتأكيدا على ثبات الموقف اليمني مع القضية الفلسطينية تحت شعار (ثباتًا مع غزة.. سنصعد في مواجهة جريمة الإبادة والتجويع).
للمرة الثالثة في يوم واحد.. صافرات الإنذار تدوي في فلسطين المحتلة وتعليق الملاحة في مطار اللد
متابعات | 23 مايو | المسيرة نت: دوت صافرات الإنذار فجر اليوم الجمعة في يافا المحتلة ومناطق واسعة في فلسطين المحتلة إثر إطلاق صاروخ من اليمن، وذلك للمرة الثالثة خلال 24 ساعة.
قرار ترمب يضرب هارفارد ويؤثر على إيرادات الجامعات الأمريكية
متابعات| المسيرة نت: كشفت وكالة رويترز عن تأثير قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بمنع جامعة هارفارد من قبول طلاب أجانب، مشيرة إلى أن هذا القرار يهدد مصدرًا رئيسيًا لإيرادات الجامعات الأمريكية بشكل عام.
الأخبار العاجلة
  • 16:59
    إعلام العدو: الخطوط الجوية الفرنسية تمدد وقف رحلاتها حتى 26 مايو
  • 16:52
    إعلام العدو: الخطوط الجوية البريطانية تمدد وقف رحلاتها إلى "إسرائيل" حتى نهاية يوليو المقبل
  • 16:08
    بيان المسيرات: غزة اليوم وهي في أصعب الظروف ترفض الاستسلام وتفشل وتحبط العدو من تحقيق أي هدف، فما هو مبرر من يتخاذل ولديه من الإمكانات بما لا يقارن مع غزة
  • 16:08
    بيان المسيرات: ندعو الأمة لاستلهام دروس الثبات والصبر والعطاء من أبناء غزة
  • 16:08
    بيان المسيرات: نشيد ونعتز بالصمود التاريخي والصبر العظيم والملاحم البطولية التي يسطرها أبناء غزة مقاومة وشعباً
  • 16:07
    بيان المسيرات: نجدد تأييدنا المطلق واعتزازنا بالعمليات العسكرية لقواتنا المسلحة ضد كيان العدو والتي ألحقت به الضرر الكبير
  • 16:07
    بيان المسيرات: ندعو شعوب أمتنا إلى التحرك والخروج من هذا العار وتسجيل موقف عملي تجاه جرائم العدو في غزة
  • 16:05
    بيان المسيرات: نسجل موقفنا أمام الله وأمام خلقه أننا لن نقبل ولن نسكت، ولن نتراجع، بل سنواصل بكل ثبات حتى يكتب الله النصر والفرج لغزة
  • 16:05
    بيان مسيرة "ثباتا مع غزة.. سنصعد في مواجهة جريمة الإبادة والتجويع": أمام أبشع جرائم الإبادة الجماعية في العصر الحديث نؤكد أننا لن نقبل أن نكون جزءا من هذا العار
  • 16:05
    وزارة الصحة في غزة: ارتفاع عدد الشهداء إلى 53 في غارات العدو المتواصلة على القطاع منذ فجر اليوم
الأكثر متابعة