صناعة الرأي العام سياسة أساسية يعتمد عليها أعداء الأمة
آخر تحديث 28-05-2019 21:35

{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} (لَا تَقْفُ): لا تتبع ولا تتبن ولا تعتمد على (مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ): هذا يشمل أشياء متعددة، ويحصِّن المجتمع المسلم من كل حالات التأثير المعتمد على الإعلام: من الدعاية، ومن الشائعات، ومن الحرب التضليلية بكل أشكالها، ومجتمعنا اليوم في هذا العصر وفي هذه المرحلة بالتحديد أكثر حاجة إلى أن يتحصن من تأثير الإعلام، ومن تأثير الشائعات والدعايات؛ لأنها حاضرة اليوم بشكل كبير في واقع الحياة، وسائلها متعددة، وهي حاضرة أيضاً لأنها بحد ذاتها أيضاً سلاح يعتمد عليه الآخرون اعتماداً رئيسياً في التأثير علينا كمجتمعٍ مسلم، في التأثير على أفكارنا؛ وبالتالي التأثير على اهتماماتنا وأعمالنا ومواقفنا.

{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} (لَا تَقْفُ): لا تتبع ولا تتبن ولا تعتمد على (مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ): هذا يشمل أشياء متعددة، ويحصِّن المجتمع المسلم من كل حالات التأثير المعتمد على الإعلام: من الدعاية، ومن الشائعات، ومن الحرب التضليلية بكل أشكالها، ومجتمعنا اليوم في هذا العصر وفي هذه المرحلة بالتحديد أكثر حاجة إلى أن يتحصن من تأثير الإعلام، ومن تأثير الشائعات والدعايات؛ لأنها حاضرة اليوم بشكل كبير في واقع الحياة، وسائلها متعددة، وهي حاضرة أيضاً لأنها بحد ذاتها أيضاً سلاح يعتمد عليه الآخرون اعتماداً رئيسياً في التأثير علينا كمجتمعٍ مسلم، في التأثير على أفكارنا؛ وبالتالي التأثير على اهتماماتنا وأعمالنا ومواقفنا. 

صناعة الرأي العام- اليوم- سياسة أساسية يعتمد عليها أعداء الامة؛ وبالتالي يصنعون بها المواقف والتوجهات، وهذا من أخطر الأمور علينا كأمةٍ مسلمة، وعلى شعوبنا الإسلامية، هي أحوج ما تكون إلى أن تتحصن بالوعي، والفهم الصحيح، والإدراك لطبيعة هذه الحرب، ولوسائلها، وأساليبها، المسألة في غاية الأهمية، الإنسان قد يتأثر بما يتلقها، بما يصل إليه، بما يسمعه، ويعتمد عليه، يثق بما وصل إليه، أو يتبناه ويتأثر به، وقد يكون ما وصل إليه من دعاية أو شائعة أو فكرة قد يكون غير صحيح، غير صحيح، لا يستند فيه إلى علم، وإلى حقيقة، وهذا يترتب عليه أن يتبنى الإنسان بالتالي المواقف السيئة، الإنسان إذا تأثر بدعاية، أو تأثر بشائعة، أو تأثر بفكرة، فتأثيرها ينعكس عليه في مواقفه، في توجهاته، في ولاءاته، في عداواته، في نظرته، في عمله، فلذلك المسألة في غاية الخطورة، وفي أكبر مستوى من الأهمية. 

والله -سبحانه وتعالى- يحذر تحذيراً مهماً هنا، فلذلك الإنسان لا بدَّ أن يبني على التثبت والتحقق والتأكد، وأن يحمل الوعي مسبقاً تجاه تلك الفئات وتلك الفئات التي تطلق مثل هذه الشائعات والدعايات أو تقدمها، هذا جانب فيما يتعلق بالشائعات والدعاية التي تسخر لها اليوم والأفكار: الأفكار غير الصحيحة، الأفكار الباطلة والضالة التي تقدِّم فهماً خاطئاً تجاه الأحداث، تجاه القضايا، تجاه أسبابها، تجاه المواقف... تجاه كثيرٍ من الأمور التي يجب أن ننظر إليها بمسؤولية، وأن نتعامل معها بمسؤولية، وأن نقف تجاهها بمسؤولية، لا نكون عرضة للتأثير بكل بساطة؛ وبالتالي نتبنى أي موقف، ونتحرك في أي اتجاه. 

اليوم عندما نأتي إلى الجانب الإعلامي، ما يتعلق بالقنوات الفضائية وما تقدمه وتبثه، ما يتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي، والإنترنت والشبكة العنكبوتية وما يقدَّم عبرها، ربما المليارات في عصرنا هذا وفي زمننا هذا يتأثرون بشكلٍ كبير بهذه الوسائل: القنوات الفضائية، مواقع التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية بشكلٍ عام، ويتأثرون بها في معظم أفكارهم، وفي أكثر أفكارهم، ويبنون على ذلك مواقفهم، قبل الموقف الانطباع: من محبة، أو كراهية، أو بغض، أو ولاء، أو عداء، ثم الموقف، وهذه المسألة مهمة جدًّا وخطيرة للغاية، نحن أمةٌ مسلمة نؤمن بالله، ونؤمن باليوم الآخر، ونؤمن بتوجيهات الله -سبحانه وتعالى- التي تعلِّمنا أن نكون مبدئيين في مواقفنا، أن ننطلق على أساسٍ من المبادئ والقيم والأخلاق والتعليمات والتوجيهات التي أتتنا من الله -سبحانه وتعالى- وأن نعي أن أعداءنا يجعلون من الإعلام وسيلةً رئيسيةً للتأثير، وسلاحاً رئيسياً وفعَّالاً في إخضاع الشعوب والسيطرة عليها، وأخطر شكلٍ من أشكال السيطرة هو: السيطرة الفكرية، هو السيطرة النفسية، عندما يسيطر العدو على أفكارنا، على مشاعرنا، على ميولنا وتوجهاتنا، فهذا هو أخطر احتلال، وهذه أكبر سيطرة يسيطر بها العدو علينا، وهذه الوسائل يعتمد عليها أعداء الأمة: الامريكيون، الإسرائيليون، الحركة الصهيونية واليهودية في العالم، كل فئات الضلال التي تستهدفنا كأمةٍ مسلمة، وتسعى إلى التأثير علينا، وإلى تغيير أفكارنا وتوجهاتنا ومواقفنا والسيطرة علينا، هي تشتغل بشكلٍ رئيسي عبر هذه الوسائل {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ}[الصف: من الآية8]، وفي آيةٍ أخرى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ}[التوبة: من الآية32]، ودائماً كانت الوسيلة الرئيسية للتضليل هي بالتخاطب مع الإنسان، والتأثير عليه فكرياً وثقافياً، هذه وسيلة كانت قائمة منذ التاريخ، الشيطان يعتمد الوسوسة، وأولياؤه من الجن والإنس يشتغلون في التأثير في نفوس الناس وفي مشاعرهم، وأتت في القرآن الكريم سورة مهمة تعلِّمنا خطورة هذا التلقي العشوائي، وما يحرص عليه الآخرون من تأثيرٍ علينا، عندما أتت السورة المباركة: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)}[الناس: 1-6]، الناس مشتركون في عملية الوسوسة، في عملية التأثير النفسي والفكري على الإنسان في مواقفه، وفي توجهاته... وتجاه أشياء كثيرة، البعض منها يستهدف الإنسان لإفساده، اللعب على غرائزه، السعي لإثارة ميوله في شهوته نحو الفساد الأخلاقي بكل أشكاله، الفساد الأخلاقي بمختلف الجرائم، ويحصل هذا عبر هذه الوسائل: عبر مواقع التواصل الاجتماعي... وغيرها، لكن الكثير أيضاً يتجه إلى التأثير على الإنسان في تفكيره، في أفكاره، في قناعاته، في مواقفه، في مواقفه، والمواقف من أهم الأمور في الدين، الدين مواقف، الإنسان إما أن يقف موقف الحق، وإما أن يقف موقف الباطل، والمسألة مهمة جدًّا، من أهم ما نسأل عنه يوم القيامة ونحاسب عليه يوم القيامة هو هذا: مواقفنا في هذه الحياة، المواقف التي يترتب عليها أشياء كثيرة جدًّا، التزامات مبدئية وأخلاقية وتوجيهات وتشريعات وفرائض من الله -سبحانه وتعالى-. 

فنحن معنيون أن نتمتع بالتماسك والحصانة الفكرية والثقافية المسبقة تجاه هذه الوسائل التي يعتمد عليها الأعداء، وأن نحمل مسبقاً وعياً يحصننا من التأثر بالدعايات والشائعات، ألا يكون الإنسان مفتوحاً يتلقى أي شيء، ويتأثر بأي شيء بكل بساطة، مجرد أن يجد في مواقع التواصل الاجتماعي دعاية معينة، وعادةً ما تأتي دعايات تستهدف الناس الذين هم على الحق في موقفهم، تستهدفهم بشكل تشويه، فيأتي البعض يتأثر بها فوراً، وقبل أي تأكد وتبين يتبنى موقفاً سلبياً، ويتفاعل مع تلك الدعاية أو تلك الشائعة، فإذا به يطلق أيضاً موقفاً سلبياً، أو يتأثر وينعكس ذلك حتى في مدى تفاعله مع الحق، ومع موقف الحق، وهذه النتيجة التي يسعى إليها الآخرون. 

عندما نأتي إلى ما يتعلق بالعدوان على بلدنا، وهو عدوان واضح وإجرامي وحشي، وجرائمه واضحة ومعروفة في كل مدينة وفي كل محافظة، وابتداؤه بالعدوان أمر واضح، يعني: الموقف من أصله واضح، عدوان غاشم وإجرامي علينا كشعبٍ يمني، تحرك البعض للتصدي لهذا العدوان ونهضوا بمسؤوليتهم، وكلٌ بقدر ما يمتلك من دافع إيماني وإنساني وقيمي وأخلاقي، كان تفاعله بهذا المقدار: بمقدار إيمانه أو بمقدار إنسانيته في الحد الأدنى، البعض كان موقفهم مختلفاً، موقف الخيانة، والميل إلى العدو، والوقوف في صف العدو، والتأييد للعدو في كل جرائمه وفي عدوانه بشكلٍ عام، البعض كان موقفهم موقفاً متردداً ومتذبذباً، والبعض جمدوا، وتنصلوا عن المسؤولية، وتجاهلوا ما يحدث، وكأنهم غير معنيين، وهذا هو يحدث في كل زمن، وفي كل عصر، وفي كل بلد يواجه مثل هذا الاعتداء، وحصل مثل هذا في عصر الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- البعض تحركوا مع رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- ونهضوا بالمسؤولية، وتوكلوا على الله، وجاهدوا، وقدموا التضحيات من الشهداء والجرحى، وبذلوا المال والنفس، وأثنى عليهم القرآن بهذا عظيم الثناء، البعض الآخر وقفوا موقفاً آخر، وشككوا في موقف الرسول والذين معه من المؤمنين، وانتقدوهم، وجمدوا، وثبطوا، وخذلوا، وكانت مواقفهم سلبية ومتخاذلة، البعض كانوا كعدو واضحين في عدائهم، وتحركوا بكل ما يستطيعون بعدوانية شديدة، وبكل ما يستطيعونه من موقف وعمل ضد الإسلام وأهله.
المحاضرة الرمضانية الثانية والعشرون للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 1440هـ

إصدار العملة المعدنية من فئة 50 ريالاً في صنعاء.. خطوة اقتصادية مدروسة لمواجهة التحديات النقدية
خاص| المسيرة نت: أعلن البنك المركزي اليمني في العاصمة صنعاء عن بدء تداول العملة المعدنية الجديدة من فئة 50 ريالاً، ابتداءً من يومنا الأحد، وذلك في خطوة تهدف إلى معالجة أزمة الأوراق النقدية التالفة، وتلبية احتياجات السوق المحلي دون التسبب في أي تضخم نقدي أو تأثير على أسعار الصرف.
أستاذ قانون دولي: كيان العدو الصهيوني وأمريكا شركاء في جرائم الإبادة
متابعات | المسيرة نت: أوضح أستاذ القانون الدولي الدكتور عمر الحامد، أن ما يجري في غزة من مجازر وجرائم يتجاوز كل الأعراف والشرائع الإنسانية، مشيرًا إلى أن العدوّ الأمريكي وكيان العدوّ الصهيوني يشتركان في تنفيذ مذابح ممنهجة بحق الشعب الفلسطيني منذ عقود، وما نشهده اليوم هو امتداد لهذا النهج الإجرامي.
الأخبار العاجلة
  • 11:57
    عضو فريق السفينة حنظلة: لم تدن أي دولة أوربية استهداف"إسرائيل" سفينتنا "مادلين" قبل شهر
  • 11:57
    عضو فريق السفينة حنظلة : "إسرائيل" لا تحاصر الناس فقط في غزة بل تقوم بقتلهم وإبادتهم
  • 11:54
    عضو بفريق السفينة حنظلة: لن نتوقف حتى ينكسر الحصار وتحرر فلسطين وتحاكم " إسرائيل" بجرائم الإبادة
  • 11:54
    عضو فريق السفينة حنظلة ماريا إلينا في مؤتمر صحفي على متن السفينة بصقلية: نبحر من أجل كسر الحصار الإسرائيلي غير القانوني على غزة
  • 11:54
    مصادر طبية: 30 شهيدًا في غارات صهيونية على القطاع منذ فجر الآحد بينهم 20 في مخيم النصيرات
  • 11:27
    سرايا القدس تبث مشاهد من قصف جنود وآليات العدو الصهيوني بقذائف الهاون في مناطق التوغل بمدينة خانيونس
الأكثر متابعة