أسباب مشاكل البطالة والفقر في المدينة والريف

الجانبُ الآخرُ في أن نعيَ كيف نعمل بواقعنا، نحن كشعبٍ يمني، الأمة بشكلٍ عام، كيف نعالج مشاكلَنا التي هي بشكل تصرفاتٍ خاطئة، سياساتٍ خاطئة، إهمالٍ لأشياء مهمة، إغفالٍ لأشياء مهمةٍ تساعدُ على تحسينِ الاقتصاد وعلى معالجةِ مشكلة الفقر وعلى تقويةِ الإنتاجِ المحلي وعلى النمو الاقتصادي بوعي صحيح.
الجانبُ الآخرُ في أن نعيَ كيف نعمل بواقعنا، نحن كشعبٍ يمني، الأمة بشكلٍ عام، كيف نعالج مشاكلَنا التي هي بشكل تصرفاتٍ خاطئة، سياساتٍ خاطئة، إهمالٍ لأشياء مهمة، إغفالٍ لأشياء مهمةٍ تساعدُ على تحسينِ الاقتصاد وعلى معالجةِ مشكلة الفقر وعلى تقويةِ الإنتاجِ المحلي وعلى النمو الاقتصادي بوعي صحيح.
لاحظوا، كثيرٌ من الأشياء التي يعملُها الناسُ ـ وسيعملونها على أي حال ـ إنّما هم يعملونها بشكلٍ غيرِ مخططٍ ولا منظمٍ ولا مدروسٍ ولا واعٍ وبشكلٍ عشوائي، هذه العشوائيةُ هي آفةٌ كبيرةٌ في واقعِنا العربي وفي واقعِنا اليمني.
المشكلةُ الرئيسيةُ لنا هي العشوائية، العملُ غيرُ المخططِ ولا المنظم ولا المدروس ولا المحسوب، كلٌّ يشتغلُ على ما في رأسِه، وهذه مشكلةٌ جداً، مشكلة كبيرة جداً.
لاحظوا، من المشاكلِ البارزةِ هي الهجرةُ العشوائيةُ والكثيفةُ من الأرياف إلى المدن، والتكدُسُ في داخل المدن، وهذا ينتجُ عنه مشاكلُ كبيرة جداً، ثم يصيح الناسُ في نهاية المطاف من الكثافة السكانية، عندما يتكدسون مثلاً في صنعاء ويهاجرون من الأرياف، الأرياف التي فيها الزراعة، فيها المزَارعُ وفيها المساكنُ وفيها إمكانيةٌ جيدةٌ لتربية الثروة الحيوانية، ويهاجرُ الناسُ إلى المدن.
لاحظوا، على مستوى الكثيرِ من الناس الذين يهاجرون من الأرياف إلى المدن ويستقرون في المدن، يذهبُ من الريف من منزلِه، كان في منزلٍ له ساكنٍ فيه، في منزلِه، يصلُ إلى المدينة يسكنُ بالإيجار، يحتاج إلى كُلفةٍ إضافية في حياتِه هي الإيجار، وكانت هذه الكُلفة مخففةً أو غيرَ موجودةٍ كعبءٍ عليه في الريف، في منزله أو في منزلِ والدِه في الريف، كان لا يواجهُ مشكلةَ الإيجار ودفع الإيجار، يسكنُ بكلِ راحة.
ثم كلفةُ المعيشةِ في المدينة، كلُها كلفةٌ كبيرةٌ جداً، كلُ شيئٍ بثمن، تكادُ حتى الشمس أن تكونَ بثمن، تكاد، يعني كلفة المعيشةِ كبيرة جداً، يعني أن تكون ساكناً في الريف أو تكون ساكناً في صنعاء تجدُ فارقاً كبيراً في كلفة المعيشة ومتطلبات الحياة، وهذه الكلفة تُمثل عبئاَ وهمَّاَ على الانسان، كيف يُوفر هذا الفارقَ في التكاليف، يوفر حقَ الايجار، حقَ الماء، حقَ الكهرباء، حقَ التنقل، التنقلُ كلُه بفلوس، متطلباتُ الحياة تكبُرْ، متطلباتُ التغذية تكثُر، أشياءُ كثيرة، فيجدُ نفسَه مرهقاً بالتزاماتٍ مالية في معيشتِه، ويسعى إلى توفيرِها بأي طريقة، في الريف كان بالإمكان أن يكونَ مُنتِجاً على المستوى الزراعي، لم يعُدْ منتِجاً على المستوى الزراعي في المدينة، وصلَ في شقةٍ يستأجر أو منزل، لم يعد بيدهِ مزرعة، مزرعتُه في الريف أموالُه في الريف خلاص تعطلتْ انتهتْ، يتركُها البعضُ حتى تُدمرَ وتنتهي، أضف إلى ذلك الثروة الحيوانية، الثروة الحيوانية في المدينةِ خلاص مُنتهية، في الريف كان يكون لدى البعض أبقارٌ وأغنامٌ وماعز، ثروةٌ حيوانية ذاتُ قيمةٍ مادية، البعضُ كان يذهبُ ليبيعَ "كبشاً" في آخرِ شهرِ رمضان من ثروتِه الحيوانية يوفر مصاريفَ أسرتِه بكلِ متطلباتِ العِيد بكبشٍ يبيعه.
الثروةُ الحيوانية في المدينة تتعطل، المشاكلُ من الكثافة السكانية في المدن تكثُر، مشاكل معيشية، مشاكل أخلاقية، مشاكل اجتماعية، الترابطُ الاجتماعي ضعيفٌ في المدينة، سلبياتٌ تكثُر نتيجةَ هذه الهجرةِ من الأرياف الى المدن.
لماذا يهاجرُ الكثيرُ من الناس من الريف إلى المدينة؟ طبعاً مشكلتُنا على مدى عقودٍ من الزمن أن الدولةَ كانت تُهملُ الأرياف، خدمةَ الطرق، يواجهون مشكلةً كبيرةً في الطرقات، الخدماتِ الصحية، حتى المسانَدة لهم في الأريافِ للعناية بالزراعة، مشاكل تتعلقُ بالتعليم، المشاكل الخدمية بشكلٍ عام تُمثل مشاكلَ أساسيةً في الهجرةِ نحو المدن.
تستطيعُ الدولةُ أن تغيّرَ هذه السياسة، وأن تهتمَ أكثرَ بالريف، وهذا واجبُها وبحسب ما تستطيع، ويستطيع الكثيرُ من التجار ـ لو عقلوا لو فهموا ـ أن يجعلوا جزءاً من استثماراتِهم لصالح مشاريع إنتاجية تدعمُ البقاءَ في الأرياف، وتدعم الحياةَ في الأرياف، وتدعم المعيشة في الأرياف، وأن يستفيدوا من ذلك، والمسألةُ في الوقتِ نفسِه تحتاج إلى وعي لدى الناس.
إذا كان هناك سببٌ وجيهٌ وضروري للذهاب أو للهجرة إلى المدينة أو الانتقال نحو المدينة، مثلاً البعضُ اُضطروا في ظلِ ظروف العدوان، اُضطروا بسببِ القصفِ في مناطقِهم أو أصبحوا في مناطقَ فيها معاركُ وجبهاتٌ أو شبيهاً من ذلك، لكن ليس الكلُ مضطرًين لذلك.
البعضُ أحلامٌ وآمالٌ وتخيُّلاتٌ أنَّ الحياةَ في المدينةِ حياةٌ مُريحة، لكن عندما يتحولُ الملايين من أبناءِ هذا الشعب إلى هذه الحياة التي ليس فيها إنتاجٌ، يُعطّلون النشاطَ الزراعي ويذهبون للاستقرارِ في بيئةٍ يريدون فيها وظائف، تنشأُ ظواهرُ سيئةٌ جداً كالسرقةِ والجرائمِ الأخلاقية والجرائمِ الأمنيةِ وأشياءٌ كثيرةٌ تحصلُ بسبب ذلك، أو يتحولُ البعضُ في حياتِهم بالاعتماد على التسولِ وهذا يحصلُ للبعض، يذهبُ إلى المدينةِ ثم يعتمدُ في المدينةِ على التسول، وهذه كارثة.
ففي واقعنا البشري إذا عالجنا كثيراً من التصرفاتِ الخاطئة، سنعالج مشكلةَ الفقر، ونحرص على الإنتاج، ونعرف قيمةَ الأريافِ وأهميةَ الأرياف، وخطورةَ التكدسِ البشري في المدن، كذلك مشكلةَ التخطيطِ الحضري، التخطيطُ الحضري مسألةٌ مهمةٌ جداً، الناسُ يبنون، يبنون بشكلٍ مستمر، والنشاطُ العُمراني يتزايد، وكلنا نعرفُ في البلد مناطقَ كانت فاضيةً في الماضي أصبحت مُغطاةً الآن بالعُمران، الناسُ يبنون مساكنَ وينتشرون ويتوسعون، وهذا النشاطُ العمراني هو جزءٌ من الحياة، جزءٌ من حياة الناس، وهو يتزايدُ باستمرار، لكن بدونِ تخطيطٍ ولا تنظيمٍ وبشكلٍ عشوائي يُمثلُ مشكلةً في المستقبل، مشكلة معيشية، مشكلة خدمية، مشكلة على تنظيم الحياة.
من المهم أن يحرصَ الناسُ على الحفاظ على المناطق الصالحة للزراعة، تبقى للزراعة، بعض المناطق مثل الحقل في عَمران حقل البَون، مثل مناطق أخرى، الحقل في ذمار، الحقل في صعدة، مناطق خصبة جداً للزراعة، يأتي الكثيرُ يغطونها بالمباني والسكن والبيوت، البعضُ من القِطع التي يستخدمونها للسكن يُمكن أن تكونَ ذاتَ إنتاجٍ وفيرٍ من المحاصيل الزراعية، أرضٌ خصبةٌ جداً لو بَقيتْ مزرعةً كانت ستُنتج إنتاجاً وفيرًا جداً من المحاصيل الزراعية، يذهب ليجعلَ فيها بيتًا، مسكنا، والمسكنُ يمكنُ أن تبنيَه في أي مكانٍ حتى لو لم يكنْ مكاناً خصباً للزراعة، واترُك تلك القطعةَ لتكونَ مزرعةً.
التنظيمُ للبناءِ والعُمرانِ يراعى فيه موضوعُ الزراعة، يُراعى فيه موضوعُ الخدمات، يراعى فيه موضوعُ الطرقات، تنشأُ مشاكلُ الآن في مسألةِ الطرقاتِ نتيجةَ البناءِ العشوائي، يجبُ أن يراعى كيف تكونُ عمليةُ العُمران مضبوطةً، لتنشأُ لك في المستقبلِ مدنٌ ومناطقُ مبنيةٌ بشكلٍ صحيح، في العالم يخططون اليومَ لما يُسمونه بالمدنِ الخضراء، وهي فكرةٌ ممتازة جداً، المدنُ التي تُبنى بشكلٍ مُنظم، فيها المزارعُ، فيها الثروةُ الحيوانية، يُحسب فيها حسابَ أن تبقى الزراعةُ جزءاً من النشاطِ البشري، وأصيلةً في النشاط البشري.
الثروةُ الحيوانية كذلك، في الماضي كانت الأسرةُ اليمنية لديها الدجاج، ويتوفر لها البيض بشكل مستمر من دون أن تشتري البيض، كثيرٌ من الأسرِ في الماضي لم تكن تحتاجُ إلى شراءِ البيض، ولديها أبقار، بقرةٌ أو أكثر، ويتوفرُ لها الحليبُ واللبن، ولديها أيضاً الغنمً أو الماعز، الكثيرُ في بعضِ المناطق يتوفرُ لديهم الإبلُ والماعزُ وهكذا.
الثروةُ الحيوانية مهمةٌ جداً، اليوم حتى البيض مِن الخارج، وأكثرُ الأسر تحتاجُ إلى شراءِ البيض بعكسِ الماضي، بعكس الماضي.
فجزءٌ كبيرٌ من مشكلةِ الفقرِ يعودُ إلى تصرفاتِ الناس ومعاملاتِهم وسياساتِهم الخاطئةِ ونشاطِهم العشوائي، العشوائي، كثيرٌ من الأمورِ لا تحتاجُ إلى تمويلٍ إضافي إنما إلى تنظيم، إلى وعي، إلى فَهمِ كيفَ يكونُ التصرفُ الصحيح، وإلا سيتجه الناسُ في الأخير إلى معالجاتٍ خاطئة، إجراءاتٍ خاطئة، توجهاتٍ خاطئة في سبيلِ معالجة مشكلةِ الفقر والحصولِ على المال، معالجاتٍ محرَّمَةِ تصرفات محرَّمَةِ أعمال محرَّمَةِ، أعمال أحياناً إجراميةً للحصول على المال.
على العموم أنا لستُ خبيراً اقتصادياً، الناسُ يعرفون، حتى الكثير من المزارعين ممن يعرفون بالتجربةِ من الناسِ ممن يعرفون بالتجربةِ وممن يعرفون بالمعرفةِ والتعليمِ الكثير من الحُلولِ من المعالجاتِ من الإجراءاتِ الصحيحةِ والسليمة.
مشكلةٌ أيضا في البطالةِ، في التوجه نحو الأعمال ذاتِ الطابعِ الإداري والمكتبي، والهروبِ من الأعمالِ ذاتِ المجهودِ البَدني، المهمةِ جداً، الكثيرُ من الناس يريدُ أن يتوظفَ في مكتبٍ، يجلسُ على كرسي خلفَ الطاولة، لا يريدُ أن يعملَ في الحياةِ هذه، كَسَل، انتشارُ ظاهرةِ الكَسَلِ في الشبابِ وفي النساءِ في البناتِ الناشئات ظاهرةٌ خطيرة جداً "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، هذا مما رُوي عن النبي صلواتُ الله عليه وعلى آلِه في دعائِه، يجب أن نحافظَ على الروحِ العمليةِ وأن نترَبى عليها، على النشاطِ، على العطاء، على الجهد، على الإنتاج، إذا فقدَ الناسُ الروحَ العمليةَ واتجهوا نحو الكسلِ والتربيةِ القائمةِ على الدِعَةِ والإهمالِ فهذه قضيةٌ أيضاً خطيرةٌ جداً جداً.
القيمُ المتصلةُ بالعملِ في النزاهةِ في الجِدِّ في الإنتاجِ الصحيحِ في العملِ المُتقَنِ "إنَّ اللهَ يحبُّ إذا عمِل أحدُكم عملًا أن يُتقِنَه"، هذه المفاهيمُ، هذه المعارفُ يجبُ أن تكونَ حاضرةً في التثقيفِ الديني، في التعليمِ، في التوعية، في النشاط العام.
المحاضرة الرمضانية الثانية عشرة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 1440هـ

إعلام عبري: توقف عمليات الهبوط في مطار اللد جراء صاروخ أُطلق من اليمن
متابعات | 22 مايو | المسيرة نت: أكدت وسائل إعلام عبرية رصد إطلاق صاروخ من اليمن، مؤكدة تعليق الرحلات الجوية من وإلى مطار اللد المسمى صهيونيًا بن غوريون.
إعلام عبري: توقف عمليات الهبوط في مطار اللد جراء صاروخ أُطلق من اليمن
متابعات | 22 مايو | المسيرة نت: أكدت وسائل إعلام عبرية رصد إطلاق صاروخ من اليمن، مؤكدة تعليق الرحلات الجوية من وإلى مطار اللد المسمى صهيونيًا بن غوريون.
مقتل موظفين اثنين بسفارة الكيان الصهيوني في واشنطن
وكالات | 22 مايو | المسيرة نت: أعلنت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكي، كريستي نويم، مقتل موظفين اثنين في سفارة كيان العدو الصهيوني قرب المتحف اليهودي في العاصمة واشنطن، اليوم الخميس.-
08:16مصادر فلسطينية: مدفعية العدو الإسرائيلي تقصف المناطق الغربية لشمال قطاع غزة
-
05:29مصادر فلسطينية: العدو الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على المناطق الجنوبية من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة
-
05:00مصادر فلسطينية: العدو الإسرائيلي يفجر "روبوت" مفخخ غرب بيت لاهيا شمال غزة
-
05:00مصادر فلسطينية: 14 شهيدًا في غارات العدو الإسرائيلي على مدينة غزة ووسط القطاع منذ فجر اليوم
-
04:18يديعوت احرنوت" الصهيونية: أكثر من مليون "من السكان" فروا إلى الملاجئ جراء صاروخ أطلق من اليمن
-
04:18مصادر فلسطينية: ارتفاع عدد الشهداء إلى 10 إثر قصف العدو الإسرائيلي "بركسًا" يؤوي نازحين قرب حاووز المياه في منطقة البركة بدير البلح وسط قطاع غزة
-
04:18"يديعوت احرنوت" الصهيونية : توقفت عمليات الهبوط في مطار "بن غوريون" وتأخرت الرحلات الجوية
-
04:17مصادر فلسطينية: 5 شهداء وإصابات ومفقودون إثر قصف العدو الإسرائيلي منزل عائلة "بخيت" في الصفطاوي شمال غرب غزة
-
04:17مدير عام جمعية العودة: ملتزمون بالعمل في أوقات الطوارئ ونطالب منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر بحماية 130 موظف ومتطوع
-
04:17مدير عام جمعية العودة: إصابات في موظفي ومتطوعي خيم العيادات الخارجية