الإنسان الخاسر والخائب من يؤتى كتابه بشماله يوم القيامة

لكنَّ الإنسانَ الخاسرَ والخائبَ عندما يُؤتى كتابَه من وراءِ ظَهرِه، عندما يُؤتى كتابَه من وراءِ ظَهرِه ليستلَمه بِشمالِه تكونُ علامةً خطيرةً جدًّا، علامةً للخسارةِ فهو يصيحُ، يصيح {يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ}، يقول اللهُ عمَّا يقولونه آنذاك {يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ}
لكنَّ الإنسانَ الخاسرَ والخائبَ عندما يُؤتى كتابَه من وراءِ ظَهرِه، عندما يُؤتى كتابَه من وراءِ ظَهرِه ليستلَمه بِشمالِه تكونُ علامةً خطيرةً جدًّا، علامةً للخسارةِ فهو يصيحُ، يصيح {يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ}، يقول اللهُ عمَّا يقولونه آنذاك {يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ} (الحاقة ـ 25-26)، يا ليتني لم أستلمْ هذا الكتاب، ويا ليتني لم أدرِ ما هو حسابي، وما هو جزائي، وأين هو مصيري، وحالة من التحسُرِ والعذابِ النفسي لا يُمكن أن نتخيلَها، الإنسانُ يرى أنه سيعيش للأبد في حالةِ خُسرانٍ وعذاب، كم هي حسرتُه، كم هي ندامتُه، كم هو عذابُه النفسي وتحسُرُه وهو يدركُ أنها قد أتته الفرصةُ التي كانَ بإمكانِه أن يفوزَ بها، وأن ينجوَ فيها، ولكنه أضاعها وأهملَها، وغَفل، وتجاهلَ، ولم يبالِ، ولم ينتبهْ، لم يسمعْ لنداءاتِ الله، ولا لتوجيهاتِه، ولا لآياتِه، تكبَّرَ، واغترَّ، وأعرضَ، وتجاهلَ، واستهترَ، وسَخِرَ، ولم يبالِ، حسرةً كبيرة جدًّا جدًّا.
{وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً} (الكهف ـ الآية 49)، يندهشون، يندهشُ الإنسانُ حينئذٍ، يندهشُ بشكلٍ كبير، لأنه يجدُ في صحيفةِ أعماله كلُ التفاصيل، كلُ التفاصيل، كيف سُجّلّتْ ووثقتْ عليه كلُ تلك التفاصيل، {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} (غافر ـ من الآية 19)، تفاصيل كثيرةٌ وجزئياتٌ كثيرة من أعمالِ لم يكن يتوقع أنها ستُحصَى عليه، وأنه لن يفوتَ منها شيء، وأنها قد وثِّقت بكلِها، وتوثيقاً مرئياً حتى، {وأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ} (النجم ـ 40،41)، توثيقٌ لكل أعمالِ الإنسانِ وكلِ تصرفاتِه السيئة، على مستوى خائنةِ الأعين، تلك النظرةُ الحرامُ والتي لم تدُمْ طويلاً ولكنها كانت متعمدةً وسُجِّلَتْ عليه، خفايا الصدورِ التي كانت مُخبأة، تطلع عَداوات، أحقادٌ بغير حق، سوءُ ظنٍ بغيرِ حق، معاصي كثيرة، كانت مخبأة في خفايا النفوس والصدور { يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} (الطارق ـ 9)، {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} (غافر ـ الآية 19)، حالة رهيبة جدًّا آنذاك، حالة الحسرة والندم، وحالة الخوف الشديد لكلِ الخاسرين وكلِ الخائبين، وحالةُ الرهبةِ الشديدةُ والكربِ الشديدِ جدًّا {إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِين} (غافر ـ من الآية 18)، تصل قلوبُهم إلى حناجرِهم من شدةِ الرُعبِ والفزعِ والخوفِ والرهبة، حالةٌ رهيبة جدًّا، وحالةٌ مَهيبة للغاية، والإنسانُ فيها يتحسر ويتندم.
وتبدأ في عمليةِ الحسابِ على المستوى الشخصي، وعلى المستوى الجماعي، على مستوى الإنسان كإنسان، ملفاتُ أعمالِه الشخصية، وتصرفاتُه الشخصية، مشاكلُه مع الآخرين والفصلُ فيما بينهم، مع ذلك الشخص، مع تلك المنطقة، وهكذا، ثم المُحاسباتُ العامةُ للأممِ والأقوام والتوجهات، كلُ أُمّةٍ جمعتَها فكرةٌ وعقيدةٌ وقضيةٌ وقيادةٌ ومنهجٌ تعتمدُ عليه، كذلك يُفصل ما بينَها وبينَ تلك الأمةِ الأخرى التي اختلفت معها وتعارضت معها وتنازعت معها، ويأتي الفصلُ الإلهيُ بين الجميع {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} (الزمر ـ الآية 69)، {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} (الإسراء ـ من الآية 71)، يأتي بعد الحسابِ الشخصي الحسابُ الجماعي، ويفصلُ اللهُ بين العباد، في تلك الساحة ساحةِ الحسابِ ساحةِ الجزاء، لا مجالَ للمغالطة، لا يمكنُ أن يَستندَ طرفٌ ما إلى ماكينةٍ إعلاميةٍ تُروجُ له طُغيانَه وظُلمَه، وتُبررُ له جرائمَه، لا، حينئذٍ لا ماكينة إعلامية، ولا إمكانيةَ للتزييفِ للحقائق ولا للخداعِ، الحقائقُ هي التي ستكون متجليةً وواضحةً وظاهرة، والحكمُ هو اللهُ الذي لم يَخْفَ عليهِ شيءٌ، {أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} (الطلاق ـ من الآية 12) ، والشهودُ هم الملائكة، والوثائقُ هي الصُحف التي تَوثقتْ فيها كلُ الأعمالِ والمواقف والتصرفات، لا مجالَ للمخادعةِ، ولا مجالَ لتضييعِ الحقائقِ أبداً، ويفصلُ اللهُ بين العبادِ، لا يستطيع الإنسانُ أن يأتيَ مستنداً إلى قُدراتٍ إعلامية، أو قدراتٍ فكريةٍ وثقافية، أو مواهب معينةٍ ليغطيَ على الحقائق، ذلك اليومُ هو يومُ تجلي الحقائق، وظهورِ الحقائقِ والخفايا والحسابِ بين البشر، هو يومُ الفصلِ الذي يفصل اللهُ فيه بين العباد، ولذلك من أهمِ ما في يومِ القيامةِ تجلي العدلِ الإلهي، الفصلُ هناك والفرزُ بين الحقِ والباطل، بين المُحقين والمُبطلين، بين الظالمين والمظلومين، ليس هناك أيُ اصطفافاتٍ وتموضعاتٍ من نوعٍ آخر، لا، أبداً، لم يعدْ من مجالٍ أبداً، الفرزُ سيأتي على هذا الأساس، المؤمن والفاجر، البار والفاجِر، المُطيع والعاصي، المظلوم والظالم، المُحق والمُبطِل، تبدأُ عمليةُ الفرز، من أهمِ مواطنِ الانتصار والانتصارِ الكبيرِ حينئذٍ هو للمظلومين والمؤمنين والمستجيبين لله سبحانه وتعالى، والذين وقفوا في هذه الدنيا متمسكين بنهجِ الله، ومتَّبعين لِرُسلِه وأنبيائِه، ومُطيعين له سبحانه وتعالى، الذين كانوا في هذه الحياةِ يخشون الله، يخشون ربَهم بالغيب، ويُؤثرون طاعتَه، وحَسبوا حسابَ ذلك اليوم وتلك الوقفةِ أمام الله سبحانه وتعالى وهم في هذه الدنيا، اللهُ جلَّ شأنُه قال {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ ۖ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} (غافر ـ 51،52)، الظالمون حينئذٍ، الظالمون يوم ذاك سيكونون في وضعيةٍ فظيعةٍ ورهيبة جدًّا، كلُ تبريراتِهم، وكلُ الأعذارِ التي سيحاولون أن يبرروا بها ما فعلوه في هذه الدنيا وقد ظلموا عبادَ الله، ظلموا من اتجهوا في هذه الحياةِ ليتمسكوا بنهجِ الله، ليؤمنوا باللهِ العزيزِ الحميد، ليتَّبعوا منهجَه، ليتمسكوا بآياتِه، فطغى عليهم الظالمون وحاربوهم وظلموهم في هذه الحياة، لماذا؟ لأنهم لم يخضعوا لهم، لم يَسيروا في صَفِهم، لم يطيعوهم في معصيةِ الله، لم ينهجوا منهجَهم في الباطل، فظلموهم، حينئذٍ يأتي الانتصارُ الكبير {يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ}، يلعنُهم اللهُ ويُقررُ مصيرَهم إلى جهنم والعياذ بالله.
المحاضرة الرمضانية الخامسة للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي 1440هـ

إصدار العملة المعدنية من فئة 50 ريالاً في صنعاء.. خطوة اقتصادية مدروسة لمواجهة التحديات النقدية
خاص| المسيرة نت: أعلن البنك المركزي اليمني في العاصمة صنعاء عن بدء تداول العملة المعدنية الجديدة من فئة 50 ريالاً، ابتداءً من يومنا الأحد، وذلك في خطوة تهدف إلى معالجة أزمة الأوراق النقدية التالفة، وتلبية احتياجات السوق المحلي دون التسبب في أي تضخم نقدي أو تأثير على أسعار الصرف.
أطباء بلا حدود: ارتفاع غير مسبوق في حالات سوء التغذية الحاد بغزة
متابعات | المسيرة نت: أكدت منظمة "أطباء بلا حدود" أن فرقها تشهد ارتفاعًا حادًا وغير مسبوق في حالات سوء التغذية الحاد بين السكان الفلسطينيين في قطاع غزة، وذلك بفعل الحصار المشدد الذي يفرضه الكيان الإسرائيلي على القطاع، مشددة على ضرورة إدخال الطعام والإمدادات الطبية إلى غزة بشكل فوري وبوتيرة مستمرة.-
11:27سرايا القدس تبث مشاهد من قصف جنود وآليات العدو الصهيوني بقذائف الهاون في مناطق التوغل بمدينة خانيونس
-
11:27الأونروا: 112 طفلاً يتم تشخيصهم يومياً بسوء التغذية في قطاع غزة منذ بداية العام.
-
11:27الصليب الأحمر: مستشفانا برفح استقبل أمس 132 مصابًا بالنار سقطوا قرب مواقع توزيع المساعدات جنوب قطاع غزّة
-
11:27مصادر فلسطينية: شهداء ومصابون في قصف مسيرة صهيونية خيامًا لنازحين بمواصي خان يونس جنوبي قطاع غزة
-
10:59وكالة فارس: الهجوم صمم على غرار عملية اغتيال الشهيد السيد حسن نصر الله حيث استهدفت 6 قنابل منافذ الدخول والخروج وتدفق الهواء
-
10:58وكالة فارس: المسئولين المجتمعين تمكنوا من الخروج باستخدام فتحة طوارئ أعدت مسبقا لهذا الغرض