اليمن يحتفي بمولد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام

خاص| المسيرة نت: احتفت المرأة اليمنية في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية الحرة، وعلى رأسها أمانة العاصمة، بذكرى ميلاد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، في فعاليات واسعة ومتنوعة نظمتها اللجنة الوطنية للمرأة والهيئات النسائية المختلفة، تحت شعار "الزهراء أم أبيها".

هذه الفعاليات الاحتفالية بالمناسبة الدينية، تعد محطة تربوية وثقافية لتأكيد الدور المحوري للمرأة اليمنية في المجتمع، وتعزيز وعيها بالهوية الوطنية والإيمانية، ورفع جاهزيتها في مواجهة التحديات المختلفة، بما فيها العدوان الأمريكي والصهيوني على الأمة العربية والإسلامية، والعدوان الإماراتي السعودي على اليمن.

[

🔵 الأسرة والمجتمع| الأنشطة النسائية المتنوعة في ذكرى ميلاد الزهراء

🔹 تقرير: سراء جمال لـ برنامج #نوافذ #الأسرة_والمجتمعpic.twitter.com/5JW4FkMPB0

— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) December 10, 2025

]

وافتتحت فعاليات الاحتفاء بذكرى ميلاد الزهراء "عليها السلام" في محافظة ذمار المؤتمر الوطني الثالث للمرأة اليمنية، الذي نظمته اللجنة الوطنية للمرأة تحت إشراف فرع المحافظة، وجاءت هذه النسخة من المؤتمر تتويجًا لسلسلة فعاليات سابقة ركزت على تعزيز الثقافة القرآنية، وترسيخ الهوية الإيمانية، وحماية المرأة اليمنية من التضليل الرقمي والفكري، وفق القيم المستمدة من سيرة الزهراء عليها السلام.

وفي هذا السياق أوضحت رئيسة فرع اللجنة الوطنية للمرأة بمحافظة ذمار الدكتورة أشواق المهدي، أن المؤتمر ركز على أربعة محاور رئيسية: تتمثل في "التضليل الرقمي وسبل مواجهته، وقدمت ورش للمشاركات لتعرف على أسس التمييز بين المعلومات الصحيحة والشائعات المضللة المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي، مع التركيز على كيفية حماية المرأة اليمنية من الانخراط في موجات التضليل الفكري التي تحاول النيل من الهوية الإيمانية والوطنية، إضافة إلى تسليط الضوء على كيفية الاستفادة من سيرة الزهراء في التربية الصالحة للأبناء، وصيانة الأسرة، وتحقيق الصمود في وجه المحن والضغوط المجتمعية، باعتبارها قدوة في الوعي والبصيرة:

وقالت أن الورشة قدمت نصائح عملية للحفاظ على سلامة المعلومات الشخصية، وتعزيز استخدام التكنولوجيا في التعليم والتربية، بما يخدم الأسرة والمجتمع، وعرض تجارب ناجحة للمرأة اليمنية في المجتمع، وسبل تعزيز مشاركتها في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والتعليمية، مع التأكيد على استمرار دعم المؤسسات النسائية لكل المبادرات التي تخدم الهوية اليمنية والإيمانية.

وأشارت الدكتورة أشواق إلى أن الورش حضرها أكثر من 200 مشاركة من مختلف الفئات، من كادر التدريس بجامعة ذمار، ومديرات ووكيلات المدارس، وناشطات المجتمع المدني، وأمهات الطالبات، مؤكدة أن الفعاليات كانت منصة لتبادل الخبرات وتعزيز العمل المشترك بين الجهات المختلفة.

رفع الوعي الإيماني والثقافي

بدورها أكدت رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة الدكتورة غادة أبو طالب، أن الاحتفال بذكرى ميلاد الزهراء محطة تربوية لتجديد العهد بالقيم الإيمانية والقدوة الحسنة التي تمثلها السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، معتبرةً أن المرأة اليمنية اللبنة الأساسية في بناء الأجيال المقبلة، وهي الحصن الأول للحفاظ على الهوية الوطنية والإيمانية في مواجهة المؤامرات الداخلية والخارجية.

وشددت الدكتورة غادة في حديثها للنافذة الآسرة والمجتمع على أن هذه الفعاليات تعكس مدى التفاعل الكبير للمرأة اليمنية مع المبادرات الثقافية والتوعوية، سواء على مستوى العاصمة أو المحافظات الأخرى، مشيرة إلى أن حضور النساء وتفاعلهن مع الأنشطة يعكس الوعي العميق بدورهن في المجتمع اليمني والإسلامي، وقدرتهن على مواجهة التحديات والمحن بمثابرة وإيمان.

ومع الاحتفالات والفعاليات المركزية الواسعة امتدت الفرحة العظمىإلى المدارس والمعاهد والمراكز المجتمعية في مختلف المديريات، حيث نظم فرع الهيئة النسائية بأمانة العاصمة العديد من الفعاليات المصغرة التي شملت: "ورش تثقيفية حول الهوية الإيمانية، لتعزيز وعي النساء والفتيات بكيفية الحفاظ على الهوية الدينية والثقافية في ظل التحديات الحديثة، ومسابقات قرآنية، شاركت فيها أكثر من 4000 طالبة في حوالي 100 مدرسة، لتكريس القيم القرآنية وتعزيز الالتزام الديني بين الأجيال الصاعدة، إضافة إلى حملات إحسان مجتمعية، لتقديم الدعم الغذائي للفقيرات والأسر المحتاجة، تحت شعار "يداً بيد مع الزهراء"، مؤكدة أن الاحتفال بالمناسبة يجمع بين التعليم الديني والخدمة المجتمعية، وندوات توعوية وحلقات نقاش حول دور المرأة اليمنية في مواجهة العدوان وحماية المجتمع من الإفساد الفكري والثقافي.

وفي هذا السياق قالت الناشطة الثقافية في الهيئة النسائية بأمانة العاصمة الأستاذة ابتسام أحمد قاسم، إن الاحتفال هذا العام شهد زخماً غير مسبوق مقارنة بالأعوام السابقة، نتيجة ارتباط المرأة اليمنية العميق بسيرة الزهراء عليها السلام، وما تمثله من نموذج للصمود والإيمان، سواء في التربية أو في الدفاع عن القيم والأخلاق.

وسعت الهيئة النسائية بأمانة العاصمة إلى تعزيز الدور الإعلامي للفعالية من خلال تغطية موسعة عبر القنوات الرسمية ووسائل التواصل الاجتماعي، بهدف الوصول إلى أوسع شريحة من النساء والفتيات في اليمن وخارجها، حيث قالت المسؤولة الإعلامية للهيئة النسائية بأمانة الأستاذة أمة الصبور المروني، إن التغطية الإعلامية شملت: "بث مباشر للفعاليات المركزية في جامع الشعب بالعاصمة، ونشر محتوى تعريفي بسيرة الزهراء عليها السلام عبر المواقع الرسمية ومواقع التواصل الاجتماعي، وإعداد تقارير مصورة عن الورش التعليمية والمسابقات القرآنية والأنشطة المجتمعية في المدارس والأحياء.

وأشارت المروني في حديثها "للمسيرة" إلى أن الهدف من هذه التغطية هو ترسيخ فكرة القدوة الصالحة للمرأة اليمنية والمساهمة في نشر الوعي بين جميع أفراد المجتمع حول أهمية الدور المحوري للمرأة في مواجهة التحديات المجتمعية والوطنية.

وعن الأنعكاسات المجتمعية أكدت المنسقة الميدانية للهيئة النسائية بأمانة العاصمة الأستاذة صفاء الشامي، أن هذه الفعاليات أسهمت في رفع مستوى الوعي الديني والثقافي لدى النساء والفتيات، وتعزيز المشاركة المجتمعية للمرأة اليمنية في مختلف المجالات، وإبراز قدرة المرأة اليمنية على الصمود والالتزام بالقيم الأصيلة في مواجهة التحديات والعدوان، وتقديم نموذج عملي للجيل الجديد عن أهمية التربية الصالحة والالتزام بالإيمان.

وأضافت الشامي في حديثها للمسيرة هذا الصباح أن الاحتفال بهذه المناسبة يرسخ فكرة أن المرأة اليمنية قوة فاعلة في المجتمع، وقادرة على المساهمة في بناء مستقبل الأجيال والحفاظ على الهوية الإيمانية والوطنية.

الزهراء عليها السلام نموذج للصمود والقدوة

في هذا الصدد أوضحت الأستاذة ابتسام أن هذه الفعاليات تأتي في إطار التثقيف والتوعية وتعزيز جاهزية المرأة اليمنية لمواجهة العدوان المستمر على الوطن والمقدسات الإسلامية، مشيرة إلى أن المرأة اليمنية خاضت خلال السنوات الماضية مواجهة واسعة ضد العدوان الأمريكي والصهيوني، ومدعومه من العدوان الإماراتي السعودي، وهي اليوم أكثر استعداداً وثباتاً في الدفاع عن وطنها وهويتها الدينية والوطنية، وتستمد هذا الصمود والثبات من سيدة نساء العالمين الزهراء "عليها السلام"، وتقتدي بها في كل شؤون حياتها.

وأكدت أن الاحتفال بمولد الزهراء عليه السلام يعد وسيلة لإبراز دور المرأة اليمنية في المجتمع، ولتجديد العهد بالقيم التي أرستها السيدة فاطمة الزهراء في الصبر، والجهاد، والتربية الصالحة، والالتزام بالإيمان والعمل الصالح.

واختتمت الفعاليات بتأكيد جميع المشاركات على أن الاحتفال بذكرى ميلاد الزهراء عليها السلام رسالة قوية تؤكد أن المرأة اليمنية هي الركيزة الأساسية لبناء المجتمع، وهي القدوة في الصمود والتمسك بالقيم الإيمانية والوطنية، ومثال حي على الالتزام بالتربية الصالحة للأجيال القادمة.

وأكدت جميع الناشطات المشاركات، أن استمرار مثل هذه الفعاليات يعزز من حضور المرأة اليمنية على الصعيدين الاجتماعي والثقافي، ويوفر منصة للتوعية والإعداد لمواجهة أي تحديات مستقبلية، مشيرات إلى أن الاحتفال بالسيدة فاطمة الزهراء عليه السلام يعكس الارتباط العميق للمرأة اليمنية بقيمها الدينية والوطنية، ويعيد تأكيد دورها المحوري في حماية الأسرة والمجتمع، ومواجهة مشاريع التغيير الموجهة ضد الهوية اليمنية والإسلامية.

وشددت جميع القيادات النسائية على أن الاحتفاء بالمناسبة يتجاوز البعد الاحتفالي، ليصبح تجديداً للعهد والقيم، واستعداداً للمعركة القادمة، وتجسيداً حيّاً لمبادئ الزهراء في الصمود، والجهاد، والحفاظ على الهوية الإيمانية والوطنية، ومواصلة مسيرة النضال والتربية الصالحة للأجيال القادمة.

هذا وسبق أن دعتاللجنة المنظمة للاحتفالات جميع الحرائر في المحافظات اليمنية إلى المشاركة في الفعاليات النسائية في الساحات المعتمدة، تعزيزًا لدور المرأة اليمنية في المجتمع واستعدادًا للفعاليات الوطنية والدينية.

وحددت اللجنة الساحات في مختلف المحافظات، حيث تشمل محافظة الحديدة ساحة ملعب العلفي الرياضي في مديرية الحوك، وفي محافظة ذمار ساحة جوار نايس وير بالجمارك، بينما في عمران ساحتان في مدينة الجامعة والمدان.

 وفي الجوف حددت الساحات بمدرستي عبدالله أبو راس والمصلاب، وفي المحويت المجمع الحكومي وشمال الجامع الكبير، وصعدة ثلاث ساحات في صعدة ومران وحيدان، وحجة ساحتان في المدينة وكشر، وإب في مركز المحافظة ويريم، والبيضاء في رداع، وريمة في الجبين، وتعز ثلاث ساحات في التعزية ومقبنة وخدير، ومأرب في الجوبة، والضالع في دمت.

ودعت اللجنة جميع النساء إلى الالتزام بالساحات المحددة والمشاركة الفاعلة في الفعاليات، التي تهدف إلى تعزيز التلاحم الاجتماعي والثقافي، وإبراز الدور المحوري للمرأة اليمنية في مواجهة التحديات والمساهمة في بناء المجتمع.