لبنان الرسمي وأوهام الدبلوماسية
آخر تحديث 04-12-2025 17:48

لم يعد لخطاب التهدئة المصطنع الذي انطلق من اجتماع "الناقورة" أي صدى على الأرض، بعد أن تحولت الكلمات الدبلوماسية إلى أوراق توتٍ سقطت أمام رسالة النار والإرهاب التي أطلقها الكيان الصهيوني.

فالإنذارات العسكرية التي استهدفت قرى في الجنوب اللبناني لم تكن سوى توقيع دامٍ على بيان سياسي واضح: الحوار الوحيد المقبول هو "التفاوض تحت النار"، والقوة هي اللغة الوحيدة التي يفهمها المحتلّ.

هذا هو الدرس الذي تكرّره آلة الحرب الصهيونية منذ عقود، لكن بعض الأرواح في أروقة السلطة اللبنانية تتعامى عنه.

فبتصريحاته الصريحة، يؤكّـد نتنياهو أن "نزع سلاح حزب الله أمر إلزامي"، ملوِّحًا بإغراءات اقتصادية وهمية كـ"حلوى مسمومة" تُقدّم في مقبرة.

ليست هذه مقايضة، بل إهانةٌ تستذكرُ منطقَ القوة الاستعماري الذي لا يعترف إلا بمنطق القوة ذاته.

لقد فرض كيان الاحتلال، عبر سنوات من العدوان المتواصل، معادلة مرعبة في الوعي السياسي العربي واللبناني: التفاوض من موقع الضعف، والقبول بالهزيمة كأمر واقع، والتطبيع مع التهديد كخلفية دائمة للحياة.

لقد حوّل الأمن القومي اللبناني إلى سلعة في سوق المزادات، حَيثُ تُعرض تنازلات اقتصادية وهمية مقابل الاستسلام الأمني والسيادي.

والطلقة الموجهة اليوم هي تذكرة بأن "سيّد المزاد" لا يزال يمسك بالمطرقة.

لكن ما تغفله الحسابات الصهيونية، وما يتعامى عنه بعض اللبنانيين الرسميين، هو أن الأرض قد تغيرت تحت أقدام هذه المعادلة البائدة.

فعلى مدى ثمانية عشر عامًا، بُنيت قوة ردع شعبيّة حقيقية كسرت احتكار العدوّ للقوة، وأعادت رسم حدود الممكن والمستحيل.

لقد سقطت ورقةُ التوت الدبلوماسية، لتظهر الحقيقة العارية: العدوّ لا يفهم إلا لغة الردع، وكل مفاوضات تجري خارج مظلة هذه القوة تكون مضيعة للوقت.

إن الإنذارات العسكرية التي تستهدف عمق الجنوب ليست سوى صرخة غضب عاجزة من آلة حربية أدركت أن سطوتها لم تعد مطلقة.

إنها تريد "نزع السلاح" لأن هذا السلاح أصبح ضمانة الحياة الكريمة والدرع الحامي من مصير مشابه لغزة والضفة.

ولكن دماء الشهداء وتجربة الاحتلال السابقة علمتا اللبنانيين أن السلاح في يد المقاومة الأمينة هو عنوان الحرية، والتنازل عنه توقيع على فقدان الكرامة.

لقد حاول "لبنان الرسمي"، بكل أدواته الدبلوماسية والعلاقات الدولية، كسر هذه المعادلة، ففشل فشلًا ذريعًا.

لأن الدبلوماسية وحدها، بمعزل عن القوة على الأرض، تشبه من يلوح بورقة بيضاء في وجه دبابة.

ففي مقابل كُـلّ حديث عن "المسارين"، يصر العدوّ على أن يريد السلاح فقط، وأنه مستعد لحرق لبنان؛ مِن أجلِه.

لكن في المقابل، هناك يقظة شعبيّة وحصانة وطنية تغرسها المقاومة في الوعي الجمعي.

هناك جيلٌ يعرف أن الحق لا يُسترد بالنواح في المحافل الدولية، بل بالاستعداد الدائم للدفاع عنه.. لقد ولدت معادلة جديدة: ردع متبادل يجعل عدوان العدوّ مكلفًا وخسائره محسوبة.

لقد انتهى زمن الصمت وزمن التفاوض من موقع الاستسلام.

فالمقاومة لم تعد خيارًا بين خيارات، بل أصبحت الشرطَ الأَسَاسي لأي حديث عن سيادة أَو استقلال أَو حياة كريمة.

والعدوّ يدرك ذلك، ولهذا يصيحُ غاضبًا؛ لأنه أمام حقيقة سياسية ونفسية جديدة: سلاح المقاومة يحول أحلامه التوسعية إلى رماد في مهب ريح التحدي والصمود.

ناصر: حضرموت وباقي المحافظات المحتلة باتت ساحة صراع لنفوذ خارجي يهدد أمن واستقرار اليمن
خاص | المسيرة نت: أكد الكاتب والصحفي، محفوظ سالم ناصر، أن تصاعد الصراع في محافظة حضرموت يعكس صراع نفوذ خارجي بين أدوات الإحتلال الإماراتي وأدوات نظيره السعودية.
مسؤول إعلام حماس في لبنان للمسيرة: سلاح المقاومة الفلسطينية خط أحمر ولن يُسلم طالما بقي الاحتلال الصهيوني
خاص | المسيرة نت: أكد مسؤول المكتب الإعلامي لحركة حماس في لبنان وليد كيلاني أن سلاح المقاومة الفلسطينية سلاح شرعي لا يمكن المساس به، مشيرًا إلى أن بقاء هذا السلاح خط أحمر يحظى بإجماع الشعب الفلسطيني، نظرًا لحقه في الدفاع عن نفسه في ظل الاحتلال الصهيوني.
الخارجية الإيرانية: واشنطن تزعزع أمن المنطقة ولا صحة لاتهامات التدخل في لبنان
المسيرة نت| متابعات: جدّدت وزارة الخارجية الإيرانية التأكيد على الموقف الثابت لبلادها تجاه ما تتعرض له غزة من عدوان متواصل، مؤكدة أن القطاع لا يزال يعيش وضعًا كارثيًا ومأساويًا، في ظل استمرار آلة القتل الصهيونية في تدمير ما تبقى من البنية المدنية والحياتية للشعب الفلسطيني.
الأخبار العاجلة
  • 23:26
    مصادر لبنانية: العدو يلقي قذيفتي إنارة في أجواء أطراف بلدتي رميش ويارون جنوب لبنان
  • 23:23
    مصادر فلسطينية: قوات العدو تقتحم بلدة دير دبوان شرق مدينة رام الله
  • 22:45
    وليد كيلاني للمسيرة: طالما وهناك احتلال وعدو يتربص بشعبنا فهناك مقاومة، وما يريده العدو منا هو الاستسلام ورفع الراية البيضاء
  • 22:45
    وليد كيلاني للمسيرة: الاتفاق لم ينص صراحة على نزع السلاح، وحماس لم توافق على كل البنود التي طرحها ترامب وإنما وافقت على بعضها
  • 22:45
    وليد كيلاني للمسيرة: نحن بحاجة إلى أن نملك السلاح لا أن نسلم السلاح، وشعبنا يعتبر المساومة في سلاح المقاومة خط أحمر
  • 22:44
    مسؤول الإعلام في حركة حماس في لبنان وليد كيلاني للمسيرة: السلاح الذي تملكه المقاومة هو سلاح شرعي لأن شعبنا الفلسطيني تحت الاحتلال