القبيلة اليمنية.. الحصن المنيع والعمود الفقري للأُمَّـة
تُمثّل القبيلة في اليمن العمودَ الفقري للنسيج الاجتماعي، والحصنَ المنيع الذي يحمي هُوية الأُمَّــة ويذود عن حياضها، وما نشهده في هذه الأيّام العصيبة التي تمرّ بها اليمن إلا تأكيدًا جليًّا على هذه الحقيقة الراسخة.
فالقبيلة اليمنية، بتشابك عروقها الأصيلة وامتداد جذورها في أعماق التاريخ، تقف اليوم بكل شجاعةٍ نادرةٍ وثباتٍ يشبه الجبال الرواسي، إلى جانب الدولة ومؤسّساتها الوطنية - وعلى رأسها القوات المسلحة الباسلة والأجهزة الأمنية - لتُشكّل معها جبهةً داخليةً متينةً لا تُخترق، ودرعًا واقيًا في مواجهة قوى الاستكبار العالمي ومشاريع الغزو والاحتلال التي تتربّص بالبلاد.
إن هذا المشهد الوطني المتجلي في
الغضب العارم، والاستنفار العام، والجاهزية القصوى التي لا تهابُ الموت، إنما هو امتدادٌ
طبيعيٌّ لسجلٍّ حَافِلٍ مشرق.
فالقبيلة اليمنية ليست كَيانًا اجتماعيًّا
فحسب، بل هي وعاءٌ لإرثٍ حضاريٍّ عريقٍ وذاكرةٍ نضاليةٍ خالدة.
لقد أثبتت عبر محطات التاريخ
المختلفة أنها صاحبةُ رسالةٍ وريادة، وأنها قادرةٌ على حفر اسمها في سجلّ الأبطال
بأحرف من نور، مستوحيةً ذلك من مخزونها الحضاري الذي صنع أمجادًا ترويها كتب
التاريخ، ومن تراثها النضالي الذي ضرب أروع الأمثلة في الجهاد والتضحية والفداء.
ولا يمكن فصل هذا الموقف البطولي عن
الفطرة الدينية الأصيلة التي تتّسم بها القبيلة اليمنية - تلك الفطرة التي ترفض
الذل والهوان، وتأبى الضيم والمهانة، ولا تقبل عيشةَ الاستكانة.
فكرامة الإنسان وحريّته، في عقيدتها،
أغلى من كُـلّ ثمن، ولو كان الثمنُ الروحَ نفسها.
وهذا ما يفسّر تلك الحالة الجماعية
الفريدة التي نراها جليّةً في الاستجابة الفطرية لدعوات النخوة القبلية، حَيثُ يتحَرّك
الناس مسلّحين بإيمانٍ راسخٍ وإرادَة حديدية، لا دفاعًا عن الأرض فحسب، بل دفاعًا
عن الكرامة والوجود.
إن هذا الخروج الجماعي في
"النكف" القبلي بهذا الزخم الهائل ليس ردّ فعلٍ عشوائيًّا، بل هو حركةٌ
واعيةٌ نابعةٌ من إدراكٍ عميقٍ لطبيعة المرحلة وخطورتها.
إنه يعكس مستوىً راقٍ من الوعي لدى
الشعب اليمني، الذي يعرف عدوّه الحقيقي، ويُحسِن قراءة الخريطة الجيوسياسية، ويدرك
أن المعركة ليست محلية، بل هي جزءٌ من مواجهةٍ مصيريةٍ مع قوى استكبارية تديرها
أيادٍ خفية.
وهو استعداد لا يعتمد على القوة
المادية وحدها، بل يتزوّد بالبصيرة النافذة التي تميّز الحق من الباطل، والإيمان
اليقيني الذي لا يتزعزع بأن النصر حليف من يستحقه.
تتشكّل في اليمن اليوم لوحةٌ
تاريخيةٌ فريدةٌ، ترسم ملامحَ صحوةٍ شعبيّة عارمةٍ تجسد أروع صور الوحدة الوطنية
والتلاحم المجتمعي.
إن الموجة العارمة من التعبئة الشعبيّة
والقبلية التي تشهدها الساحة اليمنية تمثّل ظاهرةً تستحق الدراسة والتحليل؛ فهي
تعبر عن أصالة القبيلة اليمنية، ودورها الريادي في البنية الاجتماعية والسياسية، وعن
أهميّة الوعي الجمعي والصلابة الوطنية.
هذه الصحوة الشعبيّة الواسعة لا تنبع
من فراغ، بل هي امتداد طبيعيٌّ لتراثٍ دينيٍّ وحضاريٍّ عريقٍ وتاريخٍ نضاليٍّ
مشرّف.
فالقبائل اليمنية، التي تشكّل عمق
المجتمع اليمني ونبضه الحي، تتحَرّك اليوم بدافعٍ من هويتها الإيمانية، وقيمها
الأصيلة، ومبادئها الراسخة، مستلهمةً تراثها النضالي الذي يشكّل جزءًا لا يتجزأ من
هويتها الدينية والحضارية.
إنها تتحَرّك بدافع الغَيرة
الإيمانية والانتماء العميق للأُمَّـة، وتستجيبُ لنداء الله لأداء الواجب الديني
والإنساني تجاه ما تتعرض له فلسطين من محنةٍ ومآسٍ، وما تتعرض له الأُمَّــة من
مؤامرات ومكائد تستهدف الدين والمقدسات، وسفك الدماء، وهتك الأعراض.
لقد أدرك اليمنيون - بشتى فئاتهم وتوجّـهاتهم،
في المحافظات المحرَّرة - أن المشروع الاستعماري الحديث لا يستهدف فلسطين وحدها، بل
يمتدّ ليستهدف كُـلّ مقومات الأُمَّــة: ثرواتها، وهويتها، ومقدّساتها.
وهو هذا الإدراك العام الذي دفع
بالقبائل اليمنية إلى ساحة الفعل الحضاري والنكف القبلي، لتؤكّـد أنها ليست مُجَـرّد
كيانات اجتماعية تقليدية، بل قوى فاعلة وحاضرة في المعادلة السياسية والأمنية.
إن الخروج القبلي المسلّح والدعوة
إلى النكف في المحافظات اليمنية المحرّرة يؤكّـدان وحدةَ الهدف ووضوحَ البوصلة.
ففي كُـلّ ساحة وميدان، تتجلى مظاهر
الوحدة الوطنية والتلاحم والالتفاف حول القضايا المصيرية للأُمَّـة الإسلامية.
إنها لوحةٌ تعبر عن ارتقاء دينيٍّ، وعن
وعيٍ سياسيٍّ بلغ مستوياتٍ غير مسبوقة، حَيثُ أصبح النفير العام خيارًا استراتيجيًّا
ثابتًا في مواجهة قوى الطغيان والإجرام العالمية وأدواتها المحلية، وما تواجهه
الأُمَّــة من تحديات أمنية وسياسية وعسكرية متزايدة على كُـلّ المستويات.
لقد نجحت هذه الصحوة الشعبيّة
اليمنية - المحصّنة بالإيمان - في إرباك الحسابات الإقليمية والدولية، وأثبتت فشل
جميع محاولات زعزعة النسيج الاجتماعي اليمني أَو خلق شرخٍ بين مكوناته.
لقد سقطت الرهانات الخارجية واحدةً
تلو الأُخرى: سواء تلك التي راهنت على شراء الولاءات، أَو التي حاولت تفكيك الجبهة
الداخلية، أَو التي سعت إلى تفعيل شبكات العملاء والجواسيس.
إن هذه التحَرّكات الواسعة تمثّل
رسالةً واضحة المعالم إلى المشروع الاستعماري الحديث، مفادها أن اليمن لم يعد
ساحةً فارغةً يمكن التلاعب بها أَو اختراقها، بل أصبح رقمًا صعبًا في معادلات
المنطقة، لا يمكن تجاوزه أَو تجاهله.
إنها رسالةٌ تؤكّـد أن القرار اليمني
قرارٌ مستقلٌّ، ينبع من إرادَة الشعب ووعيه، ويتشكل وفق مصالحه الوطنية وقيمه
الأصيلة.
إن التلاحم الشعبي الذي تجسّده هذه
الصحوة الشعبيّة القبلية يمثل أعلى درجات النضج السياسي والوعي الحضاري.
فهو يثبت أن اليمن، رغم كُـلّ التحديات
والحصار، يمتلك من مقومات الصمود ما يجعلُه عصيًّا على الانكسار أَو الاستسلام.
وهو يؤكّـد أن الشعب اليمني -
بقبائله ومكوناته كافة - قد اختار طريق المقاومة والتصدي، وقرّر أن يكون في طليعة
المدافعين عن كرامة الأُمَّــة ومقدساتها، تحت قيادة السيد العلم عبدالملك بدر
الدين الحوثي - يحفظه الله - الذي يتصدى لكل المؤامرات التي تحاك ضد الأُمَّــة
ومقدّساتها.
إن هذه الصحوة التاريخية تعيد صياغة
الخريطة السياسية للمنطقة، وتأسّس لمرحلةٍ جديدةٍ من موازين القوى والردع.
فهي تثبت أن إرادَة الشعوب الواثقة
بالله أقوى من كُـلّ أدوات القمع والهيمنة، وأن المشاريع الاستعمارية - مهما بلغت
قوتها وإمْكَاناتها - مصيرها الفشل أمام صمود الأُمهات وتماسك مجتمعاتها.
اليمن اليوم، بهذه الصحوة الواسعة، وبهذا
النكف الأُسطوري، يكتب فصلًا جديدًا من فصول نضاله التاريخي، ويؤكّـد للعالم أجمع
أنه حصنٌ منيعٌ من حصون الأُمَّــة، وقلعةٌ صامدةٌ في وجه كُـلّ محاولات الهيمنة
والاستبداد.
وهو بذلك لا يدافع عن نفسه فقط، بل
يرفع راية الدفاع عن كرامة الأُمَّــة ومقدّساتها، ودينها وعقيدتها، مصممًا على
المضي قدمًا في درب الجهاد والكرامة والحرية، غير مبالٍ بالصعاب، وغير هيابٍ من
التحديات أَو الأخطار أَو الحصار.
أجزم وأستطيع القول إن الدور الريادي
للقبيلة اليمنية ليس وليد اللحظة، بل هو تجسيدٌ حيٌّ لاستمرارية دورها التاريخي
والديني كحارسٍ للأُمَّـة ودرعٍ لها.
وهي بذلك تبعث برسالةٍ واضحةٍ إلى العالم
أجمع مفادها أن اليمن - بقبائله الشجاعة وشعبه الأبي - ليس أرضًا سهلةً للابتزاز
أَو الغزو، بل هو صخرةٌ صلدةٌ ستحطم عليها جميع محاولات النيل من سيادته وكرامته.
وستظل هذه الملحمة الوطنية محفورةً
في ذاكرة الأجيال القادمة، لتُذكّرهم دومًا بأن الشجاعة والإيمان هما سلاح
الأقوياء، وأن إرادَة الشعوب الحرة أقوى من كُـلّ أدوات البطش والاستكبار.
وبهذا تكون القبائل اليمنية - بتحَرّكها
الواعي وموقفها الثابت - قد أعادت تأكيد دورها التاريخي كصمام أمان للوطن، وللدين
والهوية، وحصنٍ منيعٍ ضد كُـلّ محاولات الاختراق والتبعية.
إنها بذلك تثبت أن الهُوية اليمنية الأصيلة، الممتدة في أعماق التاريخ، تظل المنبع الذي تستمد منه الأجيال قيمَ الجهاد والكرامة والحرية.
سياسي "أنصار الله" يعزّي حزب الله والمقاومة والشعب اللبناني في استشهاد القائد الكبير "الطبطبائي"
متابعات| المسيرة عبر المكتب السياسي لأنصار الله عن تعازيه الحارة في استشهاد القائد الكبير في حزب الله؛ هيثم علي الطبطبائي، الذي استهدفه العدو الإسرائيلي، عصر الأحد، في حي حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت.
حماس تخترق عمق الجيش الصهيوني
قال مراسل إذاعة الجيش الصهيوني، إن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تمكنت من اختراق استخباراتي نوعي، تمكنت خلاله من جمع معلومات حساسة للغاية حول منظومة سلاح المدرعات الأكثر تطورًا في جيش العدو، ودراسة نقاط ضعفها بدقة مدهشة، وذلك عبر متابعة آلاف الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالجنود والمجندين.-
02:05مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم بلدة زعترة شرقي مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية
-
02:05مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تداهم منزلًا خلال اقتحام بلدة بيت أمر شمال الخليل وتقتحم بلدة صوريف شمال مدينة الخليل
-
01:04المكتب السياسي لأنصارالله: مهما توهم العدو الإسرائيلي أنه قد حقق نجاحا في هذه العملية أو تلك فإنه يعيش الوهم ويشرب السراب فأيامه عدد، وجمعه بدد، ومصيره إلى زوال
-
01:04المكتب السياسي لأنصارالله: المقاومة الإسلامية في لبنان والتي تنهل من معين الإيمان، وتجود بالأرواح والدماء وتقتفي أثر القادة الشهداء قطعا ستنتصر مهما كان التآمر عليها
-
01:04المكتب السياسي لأنصارالله: ما شجع العدو الصهيوني على التمادي في عدوانه وغطرسته وفتح شهيته على المنطقة بكلها هو تخاذل الأنظمة العربية وانخراط بعضها في التآمر مع العدو
-
01:03المكتب السياسي لأنصارالله: المقاومة الإسلامية في لبنان قدمت أعظم الدروس وأروع البطولات وأزكى الدماء فداء للبنان ودفاعا عن أرضه وسيادته وانتصارا للقضية الفلسطينية