ما بعد حرب الممرات الكبرى
آخر تحديث 17-11-2025 20:07

لم تعد معركة البحر الأحمر مُجَـرّد مواجهة عابرة، بل تصاعدت لتصبحَ "حرب الممرات الكبرى"؛ الحرب التي تعيد رسم خريطة القوى العالمية، وتُسقط آخر ما تبقى من هيبة المِظلة الأمريكية فوق البحار، وتضع اليمن في قلب المعادلة كعقدة استراتيجية تتحطَّمُ عندها مخطَّطاتُ أمريكا وكَيان الاحتلال.

إنه شعب الإيمان والحكمة الذي رفض الترويض والتدجين، وخاض معركة تحرير القدس من بوابة البحر الأحمر، معيدًا توجيه بوصلة القوة في الإقليم بلا تردّد.

أولًا: قرار مجلس الأمن.. وثيقة حرب إسرائيلية برداء أممي

لم يكن القرار الأخير لمجلس الأمن بشأن اليمن قرارًا دوليًّا بقدر ما كان وثيقة حرب أمريكية-إسرائيلية، صيغت لخدمة أمن كَيان الاحتلال البحري بعد أن حولت الضربات اليمنية البحر الأحمر إلى خنجر في خاصرتها.

لم يولد هذا القرار في أروقة نيويورك، بل وُلد في غرف التخطيط في كَيان الاحتلال، وفي مراكز القيادة الأمريكية التي تسعى جاهدة لفتح شريان تنفس لكَيان الاحتلال عبر البحر.

لقد جاء القرار مصبوغًا بحبر الاحتلال، ومصاغًا بلغة أمريكية غاضبة، ومغلفًا برداء أممي خادع ليبدو شرعيًّا.

أدركت صنعاء هذه الحقيقة منذ اللحظة الأولى، فرفضت القرار ليس؛ باعتبَاره بندًا سياسيًّا، بل لكونه أمر عمليات صريح لإنقاذ الاحتلال تحت غطاء القانون الدولي.

ثانيًا: هندسة الردع اليمنية.. عقيدة تصنع عالمًا جديدًا

إن ما نشهده اليوم ليس مُجَـرّد خطاب، بل هو عقيدة ردعية متكاملة وهندسة عملياتية شيّدها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وتجاوزت حدود الجغرافيا.

هذه الهندسة المزلزلة جعلت من اليمن قوة بحرية وجوية تُربك واشنطن وتضع (إسرائيل) في حالة طوارئ دائمة.

بفضلها، تصدّعت المظلة الدفاعية الأمريكية، وتعطَّلت سلاسل الإمدَاد العالمية لأول مرة منذ عقود، وأُجبرت شركات الملاحة العملاقة على إعادة رسم خرائطها، بينما دخلت موانئ فلسطين المحتلة في شلل تام.

ثالثًا: البحر الأحمر.. مقبرة أساطيل الغطرسة

جاءت الدوريات الأمريكية-البريطانية إلى البحر الأحمر في استعراض للقوة؛ فإذا بها تتحول إلى فريسة في مرمى النيران اليمنية.

لقد سقط في هذا البحر وهم السيطرة الغربية، وهيبة الأسطول الخامس، وكذبة "الحماية الأمريكية".

لقد شهد العالم بأسره كيف تحول البحر الذي كان بحيرة أمريكية إلى ساحة نفوذ يمني، تتحَرّك فيه الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية بثقة وجرأة.

رابعًا: اليمن.. قوة تحرير تمتد من صعدة إلى القدس

لم يدعم اليمن غزة بالبيانات، بل فعل ما عجزت عنه أنظمةٌ كثيرةٌ: قطع الإمدَاد البحري عن كَيان الاحتلال، وفرض حصارًا استراتيجيًّا على موانئها، وخلق بيئة ضغط أجبرت واشنطن على إعادة حساباتها.

لقد أصبح اليمن غرفة عمليات ردعية تمتد من صعدة إلى القدس، تربط البحر بالأرض، والسلاح بالعقيدة.

أما الشهداء الذين ارتقوا في هذه المعركة؛ فقد سُكبت دماؤهم على طريق القدس، لترسم جغرافيا جديدة وتسقط هيبة زائفة وترسخ معادلة ردع حقيقية.

خامسًا: الخاتمة.. اليمن لا يكتب التاريخ، بل يفرضه بالقوة

إن النظام الإقليمي الجديد يُكتب اليوم في صنعاء، لا في واشنطن.

شاءت القوى الكبرى أم أبت، هي مضطرة للتعامل مع اليمن كقوة مقرّرة في أمن البحر الأحمر، ولاعب مركَزي قادر على قلب التوازنات.

المعركة لم تكن نهاية فصل، بل هي بداية مرحلة جديدة:

مرحلة سقوط الهيمنة.

مرحلة صعود القوى الحرة.

مرحلة التحرير الممتد من البحر الأحمر إلى فلسطين.

اليوم اليمن، وغدًا القدس، وبعد غدٍ تنهار كُـلّ مشاريع الاستعمار على صخرة الإرادَة الإيمانية اليمنية.

تأخر الرواتب وتآكل المعيشة.. حكومة الخونة تواجه أسوأ أزمة مالية
خاص| المسيرة نت: تتسع دائرة المعاناة في المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الإماراتي السعودي في ظل تقارير دولية تتحدث عن ضائقة مالية تواجه حكومة الخونة.
بن سلمان: نريد أن نكون جزءاً من اتفاقات أبراهام واستثماراتنا في أمريكا سترتفع إلى ترليون دولار
متابعات| المسيرة نت: أعلن ولي العهد السعودي المجرم محمد بن سلمان عن زيادة استثمارات بلاده في الولايات المتحدة الأمريكية لتصل إلى نحو ترليون دولار.
والاس: تصويت مجلس الأمن لصالح القرار الأمريكي حول غزة "عار مُخزٍ"
وصف السياسي الإيرلندي وعضو البرلمان الأوروبي سابقا، ميك والاس، اليوم الثلاثاء، تصويت مجلس الأمن الدولي لصالح القرار الأمريكي بشأن غزة بالعارٌ المُخزٍ.
الأخبار العاجلة
  • 22:07
    مصادر فلسطينية: جيش العدو يطلق الرصاص الحي تجاه الشبان خلال المواجهات في بلدة بيتا جنوب نابلس
  • 22:06
    وزارة الخارجية: قرار مجلس الأمن يعكس مرة أخرى عجز المجلس المستمر عن وقف العدوان والحصار المفروض على غزة
  • 22:06
    وزارة الخارجية: أي مشاريع تتجاوز حقوق الشعب الفلسطيني أو تحاول الالتفاف عليها مآلها الفشل والزوال
  • 22:06
    وزارة الخارجية: أمريكا تحاول من خلال القرار أن تُحقق الأهداف التي عجز الكيان الصهيوني عن تحقيقها من خلال الإبادة الجماعية
  • 22:06
    وزارة الخارجية: القرار تجاهل الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في إنهاء الاحتلال وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية
  • 22:05
    وزارة الخارجية: قرار مجلس الأمن الأخير بشأن غزة شرعنة للوصاية الأجنبية على الشعب الفلسطيني