محطَّاتٌ خالدةٌ من حياة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي
آخر تحديث 08-11-2025 09:57

خاص| محسن الشامي| المسيرة نت:الحديثُ عن السيد حسين هو حديثٌ عن الإنسان الذي جسَّدَ كُـلَّ معاني الإنسانية في حياته، هو حديثٌ عن الرجل الذي تجَلَّت فيه أسمى آيات الرجولة.

حديثٌ عن الشجاعة التي أذهلت العالم بكله، حديثٌ عن الإباء والعزة الإيمانية، حديثٌ عن القيم العظيمة والمبادئ السامية، حديثٌ عن السمو في أمثلته العليا، هو حديثٌ عن قرين القرآن الكريم ببصائره وبيناته وهداه، هو حديثٌ عن العظماء الذين قَلَّ أنْ يجودَ بهم الزمان.

  الميلاد والنشأة:

وُلِدَ الشهيدُ القائِدُ في شهر شعبان 1379هـ في قرية الرويس بني بحر بمحافظة صعدة، ونشــأ وترعرع في رحاب القرآن الكريم وعلـوم أهل البيت -عليهم السلام- وتعلم من أبيه العلم والعمل معــًا والشعور بالمسؤوليـة تجاه أمته ودينه، ثم تدرَّجَ الشهيدُ القائدُ في مراتب حمل المسؤولية والإحسان إلى الناس فوهَبَه اللهُ العِــلْــمَ والوعيَ والحكمة والبصيرة.

السيد حسين -رضوان الله عليه- كان محل إعجاب كُـلّ من عرفوه؛ فبعضُهم أُعجِبَ به لكرمِه وسخائِه، والآخرون كان مصدر إعجابهم شجاعتــه التي كانت مضربَ المثل في المناطق التي عرف فيها، والبعض الآخر سحرهم تواضعـه وكرم أخلاقه، وفريق آخر اندهش لعلمه ومعرفته، فوجد نفسه أمــام بحر من العلم لا يدرك قعـره، أمـا بعضهم فمدح فيه حكمتَه وبُعْدَ نظره، آخرون أحبوه لحُبِّــه للناس واهتمامه بهم، والكثير الكثير دخل قلوبهم لمواقف الإحسان التي تميز واشتهر بها..

 والدُ الشهيد القائد ومكانتُه العلمية:

والده: هو السيد المجاهد فقيه القرآن/ بدر الدين بن أمير الدين بن الحسين بن محمد الحوثي رحمه الله.

فأبوه هو الذي عُرف بين الجميع بعلمه وتقواه وخشيته من الله واستشعاره للمسؤولية، وشجاعته في قول الحق، وبأنه لا يخشى في الله لومة لائم، وعُرف بين الخَاصَّة والعــامة بالـورع والتقوى وممارسة الأعمـــال الصالحـة وكان كثير الاهتمام بإرشاد الناس وإصلاحهم وتعليمهم أمور دينهم ودنيــاهم وحل جميع مشاكلـــهم، وكان يولي الفقراء والمحتــاجين اهتمامًا خاصًّا؛ فكان بيتــه عـامرًا بطلاب العلـم وأصحاب الحاجات وحل المشــاكل وقضــاء الحوائـج؛ وكان يستخــدم مـنبر الجمعةِ والمنـاسباتِ الدينية لتربية الناس وتوعيتهم وتوجيههم.

ويوضح السيد حسين كيف كان والده يدفع به وبإخوته إلى تحمل المسؤولية الدينية مهما كانت التضحيات ففي محاضرة [توصيات لطلاب الدورة] تحدث بأن والده له ثلاثة عشر ولدًا هو أحدهم لم يسمع منه في يوم من الأيّام بأنه كان يقول لأحد من أولاده أن يترك العمل الذي فيه لله رضا أَو يطلب منه أن يحافظ على حياته وهو يتحَرّك ويعمل للحق.

ويؤكّـد السيد حسين أن ذلك لا يعني بأن والده لم يكن يهمه سلامة أولاده ولكنه يعرف بأن الأفضل لولده أن يدخل في أعمال وإن كان فيها تضحية بنفسه لا يمنعه من ذلك أَو يدفعه إلى الابتعاد عن هذا العمل أَو يربيه على الجبن والخوف أَو التخلي عن المسؤولية.

إنسانيةُ الشهيد القائد:

عُرف الشهيد القائد في أوساط العامة والخَاصَّة بمدى تفانيه وَخدمته للمجتمع فقد كان يعيشُ معاناةَ المجتمع ويتألم لواقعهم؛ فعمل على تحقيق العديد من المشاريع الخدمية في العديد من المناطق في مديرية حيدان وأنشأ جمعية مران الاجتماعية الخيرية وقدم من خلالها العديد من المشاريــع المهمة؛ فبنى العديد من المدارس الدينية والرسمية، كما عمل على المتابعة لبناء مستوصف كبير في مران وجهَّزه بكادرٍ من المنطقة وبعث بمجاميع من البنين والبنات للدورات في المجال الصحي في صنعاء وصعدة وعمل على فتح خطوط إلى المناطق التي لم يصل إليها الخط وتابع حتى حصل على العديد من البرك في عدد من المناطق وكذلك الكهرباء، تابعها حتى توفرت شبكة كهرباء لمنطقة مران والمناطق المجاورة لها وقام ببناء مُصَلَّىً للعيد في منطقة مَرَّان يتسعُ لكل أهالي المنطقة وعمل شخصيًّا في تلك المشاريع، حَيثُ كان دائمًا في مقدمة من يعملون في تنفيذ المشاريع بأيديهم.

في مجلس النواب:

عندما دخل السيد حسين إلى مجلس النواب ممثلًا للدائرة (294) في محافظة صعــده عـام 1993م نائبًا من نواب حزب الحق حرص السيد على أن يوسِّعَ علاقاتِه بالشخصيات الاجتماعية المخلصة. وكان له دورٌ بارزٌ ومهمٌّ في مجلس النواب من حَيثُ صياغة القوانين ومحاربة الفساد المتفشي داخل هذه السلطة، وعُرف السيد بين الأعضاء برؤيته الحكيمة وقدرته الخطابية وبلاغته العالية وجرأته في مواجهة الباطل حتى أن السيد حسين لم يوقع خلال الفترة التي قضاها في مجلس النواب على أي قرض لعلمه بأن هذه القروض تصلُ إلى جيوبِ المتنفذين داخل النظام، وأنها لا تعني الشعب لا من قريب ولا من بعيد.

موقفُه من الحرب على الجنوب:

كان للسيد دور بارز ومعروف فيما يتعلق بالأزمة التي تلت الوحدة اليمنية وأدت إلى حرب صيف 94م، حَيثُ كان دوره هو دور الحريص على مصلحة البلد والحفاظ على وحدته وسلامته فكان هو ضمن فريق المصالحة بين الطرفين المتصارعين وعمل بكل جد واهتمام على تجنيب اليمن حربًا كانت قد أطلت برأسها وبعدَ عناء وتعب في محاولة رأب الصدع شعر السيد أن عُشَّاقَ السلطة ذاهبون إلى الحرب فنأى السيدُ حسين بنفسه وبأتباعه أن يكونوا شُركاءَ في سفك الدماء وهتك الأعراض ومصادَرة الممتلكات؛ فقام بالخروج إلى محافظة صعدة رغم أن السلطة التابعة لبيت الأحمر كانت قد فرضت إقامةً إجباريةً لأعضاءِ مجلس النواب حتى يضفوا شرعية على الحرب الظالمة والتأثير على الرأي العام اليمني والعالمي، إلا أن السيد لم يعبأ بهذا القرار وخرج إلى محافظة صعدة وأعلن رفضَه للحرب؛ لأَنَّ الخاسرَ فيها هو هذا الشعب المظلوم، ومن خلال المظاهرات التي قادها في صعدة أعلن عن موقفِه وموقفِ أبناء هذه المحافظة مما يحصل من سفكٍ للدماء اليمنية وهتكٍ للحرمات؛ مِن أجلِ السلطة والمال، وظل على موقفه الرافض هذا حتى نهايةِ الحرب.

ولم يُخْفَ على السلطة الظالمة هذا الموقفُ المعلَنُ من السيد حسين وأنصاره في محافظة صعدة؛ فعادوا من الجنوب وهم مهووسون بجنون العظمة ونشوة الانتصار الوهمي ليصبوا جَامَ غضبِهم على أنصار السيد حسين في مران وهمدان فنزلت الحملاتُ العسكرية الكبيرة على أبناءِ مران وهمدان.

ففي يوم السبت، 16/6/1994م وصلت الأخبارُ إلى أسماعِ الناس بنزول حملة عسكرية كبيرة ظالمة، نزلت إلى مران، وعبثت بالبلاد، وضربت دُور العلماء، واعتقلت أفضلَ أبناء المنطقة، وفي جبل مران أبدى الظالمون حقدَهم بمحاولة تدمير بيت السيد العلامة بدر الدين الحوثي وبيت السيد حسين واقتادوا إلى السجن العشراتِ منهم ظُلمًا وعدوانًا أطفالًا وشبابًا وشيوخًا وبقي البعض منهم في السجن لأكثر من عام دون محاكمة وهو ثمنٌ دفعه السيدُ وأتباعُه لمواقفهم الدينية والوطنية، ولم يكن ما حصل بالشيء الذي يمكن أن يوهنَ من عزيمة السيد حسين -رضوان الله عليه- عن المضي قدمًا في مواقفه المشرِّفة والقوية في مواجهة المفسدِين والظالمين فعملوا على استهدافه شخصيًّا في صنعاء إلا أن رعايةَ الله كانت أكبرَ من مؤامراتهم.

دراستُه في السودان:

تسلَّمَ السيدُ حسين -رضوان الله عليه- منحة دراسية من جامعة صنعاء خلال عضويتـه لمجلس النواب ليُكمـِلَ دراستـَـه العليا في السودان وفي الجامعة كان للسيد حسين حضورُه المهيبُ ومداخلاته العلمية التي كانت تثيرُ إعجابَ الدكاترة والطلاب فحظي بشعبيّة كبيرة بين أوساط المثقفين هناك وبعد عدة سنوات عــاد إلى البلاد ليقومَ بتحضــير رسالة الماجستير في علوم القرآن الكريم.

السيد حسين في مرحلة التقييم لوضعية الأُمَّــة:

تأمل السيد حسين كَثيرًا في واقع الأُمَّــة وبدأ يبحَثُ ويدقِّقُ مستفيدًا من تجارب الماضي من أين أُتِيَتِ الأُمَّــة؟ ومن أين ضُربت؟ وما الذي أوصلها إلى ما وصلت إليه؟ ومن خـلال غوصه في أعماق القرآن الكريم عرف الــداء الذي يفتك بجسم الأُمَّــة والذي طرحها أرضًا تئن تحت أقدام اليـهود والنصــارى، إنها الثقافــات المغلوطة والعقائد الباطلة فقد كان يقول: [إذا تأمل الإنسان في واقع الناس يجــد أننا ضحية عقائد باطلة وثقــافات مغــلوطة جاءتنــا من خارج الثقلين كتاب الله وَعترة رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله)]، ومن كلام له في لقائه مع مجموعة من طلاب العلم: [يجب علينا أن نعتمدَ على القرآن الكريم اعتمادًا كَبيرًا وأن نتوبَ إلى الله] ومما قال: (نحن إذَا ما انطلقنا من الأَسَاس وعنوان ثقافتنا أن نتثقَّفَ بالقرآن الكريم سنجدُ القرآنَ الكريمَ هو هكذا، عندما نتعلَّمُه ونتبعُه يزكّينا يسمو بنا، يمنحنا الله به الحكمة، يمنحُنا القوة، يمنحنا كُـلّ القيم، كُـلّ القيم التي لما ضاعت، ضاعت الأُمَّــة بضياعها، كما هو حاصل الآن في وضع المسلمين، وفي وضع العرب بالذات. وشرف عظيم جِـدًّا لنا، ونتمنى أن نكون بمستوى أن نثقف الآخرين بالقرآن الكريم، وأن نتثقف بثقافة القرآن الكريم ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ” يؤتيه من يشاء فلنحاول أن نكون ممن يشاء الله أن يؤتوا هذا الفضل العظيم).

ارتباطُه القوي وثقتُه بالله:

لقد كان السيد حسين عظيمَ الثقة بالله تربطُه بالله علاقةٌ قوية يذكِّرك بالمتقين الذين وصفهم الإمامُ علي عليه السلام بقوله: (عَظُمَ الخالِقُ في أنفسهم فصَغُرَ ما دونه في أعينهم) وكان يعرف أن من أكبر أزمات الأُمَّــة أن لا تثق بالله كما ينبغي مبينًا أسباب أزمة الثقة هذه، ومما يدل على ثقته العالية بالله سبحانه وتعالى أنه في الحرب الأولى وهو محاصر وصلت إليه رسالة من الكتلة البرلمانية للمؤتمر طلبوا منه فيها أن يبعث برسالة استغاثة إلى الطاغية علي عبدالله صالح يطالبه فيها بوقف الحرب؛ باعتبَاره أحدَ مواطنيه وهم مستعدون أن يفعِّلوا هذه الاستغاثة في البرلمان، وعندما وصلت هذه الرسالةُ إلى السيد حسين رمى بها وقال: (سنستغيثُ بالله القوي العزيز).

تأصيلُه للهُوية:

وللمشروع القرآني مميزاتٌ عظيمة، أبرزها أنه ينسجمُ مع الهُــوِيَّة الإيمَـانية للشعب، والأمة بشكلٍ عام، ينطلقُ على أَسَاس القرآن الكريم، في وقت جاء البعضُ بمشاريعَ من خارج الأُمَّــة وهُــوِيَّتها، من بلدان لها هُــوِيَّة أُخرى واتّجاهات أُخرى، وحاولوا أن يفرضوها على الأُمَّــة رغمًا عنها وصنعت مشاكلَ في واقع الأُمَّــة.

ويوضح الناشط الثقافي أبو حسين الغادر أن سِرَّ استمرارية المشروع القرآني الذي أسَّسه الشهيد القائد -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- هو أنه مستوحى من القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفه، وكذلك اعتماده على المنهجية القرآنية التي تحَرّك بها أنبياء الله ورسلُه والأعلام من بعدهم.

التدخُّلاتُ الأمريكية في اليمن:

كان هذا هو عنوان محاضرة قدمها السيد قبل أكثر من عشر سنوات وهو يحذر أبناء الشعب اليمني من هذا الخطر وما سيترتب على ذلك من دمار وخزي وانتهاك للمحرمات وللأعراض ونهب للثروات على أيدي الأمريكيين إذَا لم يتنبه الشعب اليمني ويتحمل مسؤوليته في الاستعداد لمواجهة هذه المؤامرة بكل الوسائل الممكنة، ولتكن الصرخة بداية المشروع، وكذلك تثقيف المجتمع وتهيئته ثقافيًّا للمواجهة القادمة، وكذلك المقاطعة الاقتصادية.

الصرخةُ كسلاح وموقف:

يوم الخميس 17 يناير 2002م هو اليوم الذي انطلقت فيه من حناجر السيد حسين صرخة الحق والعزة والكرامة صرخة [الله أكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام] ليعلن بذلك ولادة فجر جديد لا مكان فيه للذل ولا للهوان ولا للخوف والاستكانة والخنوع، يوم فتح فيه السيد حسين بابَ العزة والحرية والمواقف المشرِّفة التي ستعيدُ للأُمَّـة مجدَها وسيادتها وتخلصها من تحت أقدام أعدائها، وترفعُها من المستنقع الذي قد انغمست فيه.

 مقدماتُ الحرب الأولى:

لقد كان من أسوأ ما ظُلِمَت به هذه المسيرة القرآنية منذ انطلاقتها وبزوغ فجرها هو ما وُوجهت به من حرب إعلامية لا تقل شراسة عن الحرب العسكرية؛ فأُنشئت وسائل إعلامية جديدة إضافة إلى ما هو موجود؛ مِن أجلِ تشويه هذه المسيرة القرآنية من خلال الكذب والدجل والافتراء وقلب الحقائق وتقديم المعتدي الغاشم ضحية والضحية معتد ظالم. ثم العمل الجاد في التهميش والتقليل لما حقّقته المسيرة القرآنية من مواقفَ مشرِّفةٍ ومن انتصارات في كُـلّ المستويات.

دوافعُ الانطلاقة للمشروع:

 وفي حوارٍ مع شبكة الـ بي بي سي أثناء الحرب الظالمة في اتصالٍ هاتفي كان منـه هذه الفقرة قال: (إن اللهَ يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولئك يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} نحن نعتقدُ أن لدينا معرفةً بالبينات والهـدى فمن واجبنا أمامَ الله ـ ونحن يجب أَلَّا نخاف إلا الله ـ أن نبين للناس فنحن بيَّنا للنـاس أن هذه المرحلة التي نحن فيها ونقولُ للجميــــع إن المسلمين اليوم في مرحلة خطيرة -حسب ما أعتقد- مرحلةَ مؤاخذة إلهية ونحن ننطلق من هذه المسؤولية الإلهية في القرآن بتبليغ الناس، هذا هو شيء أوجبه الله على من لديهم معرفة {وَإِذْ أخذ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ} فهذا عملنا من البدايــة نذكِّر الناسَ بالقرآن الكريم ومن منطلق قول الله سبحانه لرسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أنت مُذَكِّرٌ} فنحن نذكّـــر الناس بالقرآن؛ فمَن قَبِــلَ فلا بأس ومن لا يقبل لا نرغمه على ذلك ولا نفرض عليه أن يتوجّـه بتوجيهنا ولا نكفـِّره ولا نفسقه، والتذكيرُ ليس مُجَـرّد أن نذكّر أن هناك عدوًّا بل يجب أن يكون هناك رؤيةٌ تقدَّم للناس رؤية عملية يتحَرّكون فيها، على هذا الأَسَاس كان أمامنا قضيتان:-

المسار الأولى: رفع شعار: [الله أكبر / الموت لأمريكا/ الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود/ النصر للإسلام].

 المسار الثانية: مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية كواجب ديني.

كان هذا العمل هو ما تتطلبه المرحلة.

المسار الثالثة: طباعة وتوزيع الملازم.

المسار الرابعة: ترويض المجتمع على المساهمة والإنفاق في سبيل الله.

 لقد كان هذا التحَرُّكُ هو ما تتطلبه المرحلةُ وهو ما الأُمَّــة متعطشةٌ إليه فهي تواقة إلى عمل تذوقُ من خلاله طعم العزة والحرية وخُصُوصًا بعدما فقدت الأملَ في الأحزاب بكل أنواعها دينيةً وقوميةً وعلمانيةً، وسئمت حالة الذل والهوان؛ ولذلك لقي قُبولًا وارتياحًا ولو في القلوب وإن لم يترجم إلى عمل بسرعة؛ نتيجةً لحالة اليأس والإحباط التي كانت مسيطرةً على واقع الأُمَّــة).

في ولاية جورجيا الأمريكية يُعقَدُ اجتماعٌ يضُمُّ الدولَ الثمانيَ الصناعيةَ وخلافُ المعتاد يحضُرُ هذا الاجتماعَ الرئيسُ اليمني دونَ أن يعرفَ أحدٌ المغزى والهدفَ من هذا الحضور إلا الله وزعماء تلك الدول ومن يسير في فلكهم في المنطقة، ولم تكن التسريبات التي تحدث عنها الإعلامُ واللقاءات المشبوهة من قبل المخابرات الأمريكية بكل أنواعها ومسؤولي مكافحة الإرهاب حول السيد حسين والمسيرة القرآنية بالشكل الذي يكشفُ حقيقةَ هذا الحضور المشبوه للزعيم اليمني، حَيثُ لم يكن بالحسبان أن يرتكبَ الرئيسُ اليمني مثلَ هذه الحماقة بهذه السهولة ولكنه حدث ما لم يكن يتوقعُه أيُّ محلل سياسي، حَيثُ عاد علي صالح بقرارِ الحرب الظالمة.

 دورُ علماء البلاط:

 وكما هي عادةُ علماء البلاط والتكفيريين فقد أفتوا بكفرِ السيد حسين ووجوب قتاله والوقوف إلى جانب السلطة الظالمة.

 رسائلُ التهديد والوعيد:

 بدأت رسائلُ التهديد والوعيد تتوالى على السيد حسين من جهة الطاغية علي عبدالله صالح، وكلها كانت تتوعَّد السيد حسين بأنه لا بد أن يتخلى عن شعار [الموت لأمريكا الموت لإسرائيل] وما ترافق معه من التربية القرآنية أَو سوف يسلِّط عليه من لا يرحم ويقصد بذلك المجرم الدموي علي محسن الأحمر المعروفِ بولائه لأمريكا وإدارة بعض حروبها الدموية، إلا أن السيد حسين كان أكبرَ من تهديداتهم وثقته الكبيرة بالله جعلته قويًّا في مواجهةِ التحديات؛ فلم تهزه التهديدات ولم يثنِه الوعيد بل ازداد إيمانًا ويقينًا وثباتًا على مبدئه، ومع ذلك كان السيد حسين حريصًا كُـلَّ الحرص على أن يفهمَ الجميعُ صحةَ موقفِه وأن هذا العمل هو العمل الوحيد الذي سينقذُ البلدَ من مؤامرات الأمريكيين، وكان يؤكّـد للرئيس أنه ليس في صالحه أن يقدم نفسه عبارةً عن مدير قسم شرطة لدى الأمريكيين، وأكّـد له بأنه إن فعل ذلك فلن يكون مصيره أقلَّ من مصير شاه إيران وعرفات وصدام حسين وغيرهم من الزعماء الذين ضحّوا بشعوبهم إرضاءً لأمريكا فجازتهم بالتنكر لكل أعمالهم وتخلت عنهم وضربتهم في الوقت الذي قد كرهتهم شعوبهم.

 محوريةُ القضية الفلسطينية في ملازم الشهيد القائد:

 أولى الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) القضية الفلسطينية اهتمامًا بالغًا ولا نبالغُ إن قلنا إنها أخذت حَيِّزًا كَبيرًا في مشروعه القرآني الإحيائي، انطلاقًا من محورية القضية ومركَزيتها وأهميتها في كونها قضيةَ الأُمَّــة الأولى والرئيسية، وَما يمثِّلُه المسجدُ الأقصى من مكانة إسلامية مقدَّسة كثالث الحرمين الشريفين، إضافةً إلى مظلومية الشعب الفلسطيني العربي المسلم التي تعد الأكبرَ والأطول، بل إن الاهتمامَ بالقضية الفلسطينية كما قدَّمَها الشهيدُ القائدُ تُعتبَرُ المِحَكَّ والمعيار الأَسَاسي في النضوج الثقافي والفكري والوعي الديني.

 أبعادُ الثورة القرآنية:

 السيد حسين -رضوان الله عليه- بثورتِه الفكرية الثقافية الشاملة قاد أعظمَ ثورة على الثقافات المغلوطة والعقائد الباطلة التي تؤسس وتشرِّعُ للطغيان والظلم ثار على الثقافات المنحرفة التي أوصلت المئات من الطواغيت إلى سدة الحكم وهَيَّأت لهم الساحة ليحكموا الأُمَّــةَ بالقهر والغلبة، هذه الثورة هي الثورة الحقيقية الثورة الناجحة والمحصَّنة من أية اختراقات؛ فلا أمريكا ولا غيرها قادرة أن تخترق مثل هذه الثورة، ثورة اتجهت إلى بناء أُمَّـة لا تقبَلُ بالطواغيت ولا تنخدع بهم ثورة تجعل الأُمَّــة تعرف من يحكمها وفق معايير قرآنية، ثورة لا مكان فيها لتلك الأفكار المنحرفة التي أوصلت المجرمين إلى سدة الحكم ليتحكموا على رقاب الأُمَّــة الإسلامية عبر تاريخها الطويل مهَّدت الطريقَ أمامهم ليصعدوا على أكتافها ويسوموها سوءَ العذاب حتى وصل بهم الأمرُ في هذه المرحلة إلى أن يبيعوا كرامةَ وعزةَ وشرفَ وحرية وثروات شعوبهم من أعداء هذه الأُمَّــة أمريكا و”إسرائيل” وأن يتآمروا على شعوبهم وأن يسخروا أنفسهم ليكونوا أدوات قذرة لخدمة أعداء هذه الأُمَّــة في ضرب شعوبهم وإذلالها وقهرها.

 المشروع القرآني للشهيد القائد.. رؤيةٌ نهضوية ومشروعٌ عالمي شامل:

حَدَّدَ المشروعُ القرآني للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي مساراتٍ واضحةً للنهضة بالأُمَّةِ وإنقاذها من الأفكار الخاطئة والعقائد الباطلة، ووضع أُسُسًا حكيمةً على ضوء القرآن الكريم؛ لتفعيل الجانب العملي على مختلف المجالات. ويعتبر المشروع القرآني واسع الأفق وعالمي النظرة، ورؤيته وخلفيته الثقافية الشيء الأَسَاسي فيه؛ لذلك نجد هذا المشروع يتوافق مع من وصفهم الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- بأهل الإيمَـان والحكمة، وقد التفوا حول هذا المشروع العظيم؛ كونه يتلاءم مع فطرتهم وهُــوِيَّتهم الإيمَـانية.

 لقد استطاع الشهيدُ القائدُ أن يقدِّمَ قراءةً شاملة نموذجيةً للواقع من خلال المشروع القرآني كمنهجٍ للحياة ينهض بالأمة، ويعيد بناءَها ويحصِّنُها ضدَّ الأخطار المحدقة بها ويستعيدُ رؤيتها لذاتها وللآخر واستنهاضها لمسؤولياتها ليس في مواجهة عدوها وحسب بل ولدورها الرسالي والحضاري الحقيقي والمُغيَّب في هذه الحياة.

 مأساة جرف سلمان:

 واصل الطواغيت والمجرمون زحفَهم على جبل مران وبعد عناء شديد وتضحيات جسيمة قدَّمتها السلطة قربانًا للمعبد الأمريكي، وصل المجرمون إلى معقل السيد حسين بعد حرب دامت أكثر من ثمانين يومًا دفعت فيها أثمانًا باهظة فضاعت هيبتُها وكُسرت شوكتُها وهيَّأت لسقوطِها وزوالها ولو بعد حين. لقد تصوّر الظالمون بأنهم كسبوا المعركةَ بسيطرتهم على معقل السيد حسين في جبل مران وأنهم قد قضوا على المسيرة القرآنية بوحشيتهم التي أعادت إلى الأذهان كربلاءَ الطَّف مرة أُخرى عندما حاولوا إحراقَ السيد حسين وأفراد عائلته ومجموعة من الجرحى بالنار وهم في جرف سلمان من خلال قنابل كبيرة جِـدًّا وضعوها في فتحةِ الجرف من الأعلى وصبّ البترول إلى الجرف وإشعاله في وحشية لم يسمع عنها أحدٌ في تاريخنا الحديث.

 معراج الشهادة:

 وهكذا ودَّع سيدُ المجاهدين قرينُ القرآن وسليلُ بيت النبوة القائد والمؤسِّس للمسيرة القرآنية السيد حسين بدر الدين الحوثي -سلام الله عليه- هذه الحياة وقد عمل ما عليه وأسّس لبناء أُمَّـة القرآن أُمَّـة الإسلام وقلبُه مليءٌ بالثقة بنصر الله لهذه المسيرة الإلهية مهما كانت التضحيات، لقد كان يقسم بأنه واثقٌ من نصر الله حتى لو وصل جنودُ السلطة الظالمة إلى باب الجرفِ الذي كان فيه، وهكذا ختَمَ حياتَه الدنيا كما ذكر مَن كان معه وهو يردّد هذا الدعاء: (اللهم ثبِّتْني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة).

في الذكرى السنوية للشهيد.. اليمن يجدد العهد للشهداء بمشهد ملحمي من الوفاء والتضحية
خاص| منصور البكالي| المسيرة نت: شهدت اليمن تفاعلاً رسمياً وشعبياً غير مسبوق في إحياء الذكرى السنوية للشهيد، 1447هـ، التي يتصاعد زخمها وعطرها في قلوب أبناء الشعب اليمني العظيم عاماً بعد عام، مؤكدةً على الاستمرار بكل جهوزية قصوى في خوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس دفاعاً عن اليمن وإسناداً لفلسطين ولبنان وإيران وكل شعوب الأمة العربية والإسلامية، والمستضعفين في هذا العالم، واستعداداً لمعركة كبرى لتحرير مقدسات الأمة وشعوبها من الغزاة والمستعمرين والعملاء والخونة والمستبدين.
العدوان الصهيوني يتواصل على غزة تحت غطاء الاتفاق
محمد الكامل| المسيرة نت: يواصل العدو الصهيوني خروقاته اليومية لاتفاق وقف العدوان على غزة، متجاهلًا البنود الإنسانية التي تضمنها الاتفاق، ومكرّسًا سياسة التجويع والحصار ضد سكان القطاع الذين يعيشون أوضاعًا مأساوية بعد أكثر من سبعمئة يوم من العدوان والتدمير.
كوريا الشمالية: جميع التحركات التي تُهدد أمننا ستصبح أهدافًا مباشرة
حذّر وزير الدفاع في جمهورية كوريا الشمالية، من أن بلاده ستتخذ إجراءات هجومية أكثر حزمًا ضد ما وصفها بـ"تهديدات الأعداء"، مؤكداً أن هذه الخطوة تنطلق من مبدأ ضمان الأمن والدفاع عن السلام بقوة السلاح.
الأخبار العاجلة
  • 13:03
    مصادر فلسطينية: قوات العدو تقتحم بلدة بيت عنان شمال غربي القدس المحتلة
  • 13:03
    الهلال الأحمر الفلسطيني: 5 مصابين بينهم 4 متضامنين أجانب في اعتداء مستوطنين على مزارعين في بورين جنوب نابلس
  • 12:22
    مصادر لبنانية: شهيدان نتيجة استهداف مسيّرة للعدو سيارة على طريق عين عطا – شبعا في منطقة جنعم جنوب لبنان
  • 12:13
    الهلال الأحمر الفلسطيني: 3 جرحى بينهم صحفية في اعتداء مغتصبين صهاينة على قاطفي الزيتون في بيتا جنوبي نابلس
  • 12:11
    مصادر لبنانية: طيران العدو المسير يستهدف سيارة في طريق جنعم راشيا الوادي جنوب لبنان
  • 11:57
    اللقاءان القبليان المسلحان بحجة: نعلن البراءة من عملاء العدو الأمريكي والإسرائيلي والإستعداد القتالي لكل الجولات القادمة مع العدو والإلتحاق بالدورات العسكرية لقوات التعبئة العامة