الشهداء.. شُعاع الحقيقة ومِشْكاة الحرية
آخر تحديث 04-11-2025 19:45

تُطلُّ علينا مناسبة سنويةُ الشهيد في ظلِّ مرحلةٍ هي من صميم العزة والكرامة التي خلّفوها لنا، تأتي هذه الذكرى بعد تضحياتهم الجسيمة التي خَلَّدوا بها معنا العِزَّ والكرامة والاستقرار، الذي لا يتحقّق إلا بالدماء الطاهرة في ميادين سبيل الله، دفاعًا عن الأرض والعِرْض والمقدسات.

الشهادة: حياةٌ في سبيل المبادئ

الشهادة في سبيل الله هي التي جَسَّدت مبادئ الإسلام والقضايا العادلة التي لا ترضى لنفسها بالإذلال أمام أعدائها.

هي أَيْـضًا تُنير دروب الحياة، وتَرسم للأجيال معنى أن تعيش بعزةٍ وإباء.

إن الشهادة في سبيل الله لإعلاء كلمته هي الفوز العظيم في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾.

لولا هؤلاء الشهداء العُظَماء الذين يُقَدِّمون أنفسهم الطاهرة اليوم لحفظ ماء وجه هذه الأُمَّــة ودينها وممتلكاتها، لكان الأعداء اليوم يَتَجَرَّؤون على نهب حقوقها، ومن ثم تحويلها إلى مُجَـرّد ساحةٍ مُنَكَّبة بالأزمات النفسية والمعنوية، وخسران الدين والمقدسات والعِرْض.

لكن الشهداء الذين قدَّموا أرواحهم فداءً لهذه القضايا الحرة، حَوَّلوا من أنفسهم حصنًا منيعًا للأُمَّـة ضد بطش الأعداء.

تضحياتٌ في زمن التخاذل

ها هي الساحة الإسلامية اليوم تترقب بكل وضوح مدى تلك التضحيات الجسيمة من تقديم الشهداء الأبرار الذين لم يتخلوا عن نُصْرَة الدين والدفاع عنه، حتى وإن تخلَّت أغلبية الشعوب الإسلامية والعربية عن قضاياها العادلة، وعن الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس لحفظ الأرض والعِرْض والمقدسات.

إن الشهادة في سبيل الله هي التي حَوَّلت اليوم دماءها الطاهرة في الميدان إلى منصَّة لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، وصناعة الانتصارات العظيمة والمشرفة؛ لكي لا يُهزَم الحق، ولا تتحول أراضينا إلى مُجَـرّد ساحةٍ مفتوحة للغزاة الطامعين والمحتلّين.

إدراك مبكر لمعنى الوجود

لقد كان الشهداء العظماء هم مَن أدركوا مبكرًا أن الله لم يَخْلُقهم في هذه الدنيا عبثًا، بل لاتِّخاذ المواقف المشرفة، وإعلاء كلمته، ونصرة المظلوم، وتحمُّل المسؤولية الدينية والإنسانية.

لقد فهموا أهميّة العيش في ظل الاستجابة لله، وليس الاستجابة لشهوات النفس أَو الرغبات الدنيوية التي لا تَجني في نهاية المطاف سوى الخزي والإهانة في الدنيا والآخرة.

إن حب الشهادة في سبيل الله وتربية الأجيال على نهجها هو ما يصنع من الأُمَّــة حصنًا منيعًا لا يُستباح أَو ينهزم ويستسلم للطواغيت المجرمين.

ونحن نرى اليوم مدى ذلك العز الذي يعيشه اليمن ومحور المقاومة في وجه الطغاة والجبابرة، دون أن يضعف أَو يَهِن أَو يستكين أمام التحديات الصعبة، حتى وإن كانت مليئة بالتضحيات التي تُقَدِّم النفس والمال رخيصة لإزهاق الباطل ونصرة الحق.

دعوة قرآنية للمواجهة

على الرغم من أن الساحة الإسلامية والعربية اليوم تُشاهد مدى الخنوع التام، إلا أن الأُمَّــة لا تستجيب استجابة عملية في سبيل الله، حتى وهي تُستباح ويُهدر دمها ظلمًا.

إنها لا تستعد للمواجهة ضد أعداء الإسلام والإنسانية، الذين لا يميزون اليوم بين صغير ولا كبير.

يقول الله في محكم كتابه العزيز: ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأموالكُمْ وَأنفسكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.

ويقول تعالى عن كُـلّ من يتنصل من مسؤولية الجهاد: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إلى الأرض أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخرة فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخرة إِلَّا قَلِيلٌ﴾.

فمهما بلغت متعة الدنيا، فهي لا تساوي شيئًا أمام الاستجابة لأمر الله والنفير في سبيله، استشعارا للمسؤولية الإلهية.

وها هي أغلبية الشعوب الإسلامية التي تخلت عن دينها تتحمل عبء ذلك التخاذل والانهزام النفسي والمعنوي الذي كبلها عن حماية نفسها، قبل أن تستجيب لنصرة المظلوم.

خاتمة: بين العزة والذلة

ختامًا، إن الأُمَّــة التي تتحَرّك وفق ما جاء في القرآن الكريم، الذي لا يُربِّي إلا على العز والإباء والشرف والكرامة ومواجهة أعداء الله، هي الأُمَّــة التي ستحظى برضى الله، وستحفظ دينها ودنياها ومقدساتها كاملة.

ومن هنا، تبدأ الرؤية الصحيحة والنيرة المستمدة من توجيهات الله تعالى.

فالأمة التي لا تعشق الشهادة في سبيل الله، هي أُمَّـة ستُصبح ذليلة مُوهَنة.

السفير صبري: الإعلام الوطني أسقط التضليل الصهيوأمريكي وفرض معادلة الوعي على مستوى الإقليم
خاص | المسيرة نت: قدّم السفير بوزارة الخارجية عبدالله علي صبري، ورئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين سابقاً، قراءة شاملة لطبيعة الاستهداف الإعلامي الذي رافق العدوان على اليمن منذ 26 مارس 2015، متطرقاً إلى دور الإعلام الوطني في تثبيت الجبهة الداخلية وكشف تضليل الإعلام المعادي.
أبو عزة: هناك حشد دولي وعربي من أجل تمرير قرار مجلس الأمن المليء بالألغام وإرادة الفلسطينيين ستقول كلمتها
خاص | المسيرة نت: اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، صالح أبو عزة، أن القرار الدولي الأخير بشأن غزة يعكس سيطرة القوى الدولية على إدارة القطاع، بما يضعف السيادة الفلسطينية ويهدد سلاح المقاومة، موضحاً أن القرار قائم على أساس وثيقة ترامب لعام 2020، ما يعيد المنطقة إلى ما يعرف بصفقة القرن، التي رفضتها المقاومة الفلسطينية والسلطة سابقاً.
الخارجية الإيرانية ترفض قرار مجلس الأمن بشأن غزة وتحذّر من تداعياته
متابعات | المسيرة نت: اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية قرار مجلس الأمن الأخير بشأن غزة خطوة خطيرة تنحاز للاحتلال الصهيوني، وتفرض "وصاية دولية" تقوّض الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، محذّرة من تداعياته.
الأخبار العاجلة
  • 02:55
    البيت الأبيض: الالتزامات السعودية الضخمة ستتدفق مباشرة إلى البنية التحتية والتكنولوجيا والصناعة داخل الولايات المتحدة
  • 02:55
    البيت الأبيض: تم تأمين اتفاقية تسمح للسعودية بشراء ما يقرب من 300 دبابة أمريكية مما يعزز الصناعة الدفاعية الأمريكية
  • 02:52
    البيت الأبيض: السعودية ترفع التزامها "الاستثماري" في الولايات المتحدة إلى تريليون دولار بعدما كان 600 مليار دولار
  • 02:52
    البيت الأبيض: الاتفاقية "الدفاعية" مع السعودية تسهل عمل شركات السلاح الأمريكية في المملكة وتضمن مساهمات مالية سعودية لتقاسم التكاليف
  • 01:52
    حركة الجهاد الإسلامي: جريمة عين الحلوة تثبت مرة أخرى أنّ طريق المقاومة هو الطريق الوحيد لمواجهة مشروع العدو الاستعماري التوسعي
  • 01:43
    حركة الجهاد الإسلامي: إنّ الادعاءات التي يقدمها العدو الإسرائيلي لتبرير جرائمه هي ادعاءات كاذبة لا تمت للحقيقة بصلة