من وحيّ خطاب السيد القائد.. "طوفان الأقصى" محطةٌ فاصلة وهزّة للكيان والمطبعين
آخر تحديث 09-10-2025 23:15

المسيرة نت| خاص| عبدالقوي السباعي: في الذكرى الثانية لمعركة "طوفان الأقصى" البطولية، وقف السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظهُ الله- أمام مشهد تحوّلٍ جذريّ في ميزان القوى الرمزي والاستراتيجي في الصراع مع العدوّ الصهيوني.

خطاب السيد القائد لم يكن مجرد استذكارٍ لحدثٍ عابر ومناسبة عادية؛ بل خريطة قراءة للتاريخ البعيد القريب والمستقبل المحتمل، قراءةٌ ترصدُ عمقَ الجرح الفلسطيني، وتقيس بصيرةَ قوى الجهاد والمقاومة في المنطقة، وتكشف هشاشةَ منظومة الردع الأمريكي-الصهيوني والدعم المخزيّ للأنظمة المطَبعِة.

وفيما يُدرج السيد القائد "طوفان الأقصى"، في سياقٍ تاريخي ومشروعٍ جهادي، يؤكّد أنَّها لم تكن حادثةً انفصالية على الواقع أو فعلًا جديدًا بلا سياق أو رؤية؛ بل هي حصيلة 77 عامًا من الاعتداءات والاغتصاب للأرض والسيادة والسياسات التي حرمت الشعب الفلسطيني من أدنى حقوقه.

تصورٌ يجعل من المعركة محطةً فارقةً، ليست لكونها فعلًا عسكريًّا فحسب؛ بل لأنَّها كسرت مسارًا صهيونيًّا – أمريكيًّا – غربيًّا، كان يسير نحو تصفية القضية الفلسطينية والسيطرة الشاملة على المنطقة تحت عنوان «إسرائيل الكبرى».

السيد القائد، يضّع "طوفان الأقصى" في خانة الدفاع عن الوجود والحقوق والمقدسات، ويعرضه كمصدرٍ لمأسسة الموقف المناهض والمقاوم لمخططات الهيمنة سياسيًّا، ثقافيًّا، واقتصاديًّا، وهو ما يفسر ردود الفعل الدولية والإقليمية المتناقضة بعد المعركة.

وغير آبهٍ اتهم الخطاب الأنظمة المطَبعَة بأنَّها لم تكتفِ بتوقيع اتفاقيات سلامٍ مبطنةٍ بالاستسلام؛ بل ساهمت عمليًّا في مشروع تغيير الوعي لدى الأجيال الناشئة، من تغيّر المناهج الدراسية إلى فتح الأبواب لانتشار وسائل الإعلام التي تَجمّيل وجه العدوّ، ثم التجنيس وتسهيل اقتناء الأصول والعقارات، كل هذه أدوات لتمهيد نفوذ دائم يمتد من الاقتصاد إلى الهُويّة.

قراءة السيد القائد للتطبيع؛ بأنَّه ليس خطأً دبلوماسيًّا فحسب؛ بل خسارة مدوية للأمة؛ سياسيًّا يفرّط بحقوق شعبٍ بأكمله، ثقافيًّا يطمس الهُويّة، وأمنيًّا يفتح باب النفوذ المباشر للعدوّ داخل المجتمعات، وهذا التوصيف يحوّل أيّ نقاش سطحي حول "خيانة التطبيع" إلى قضيّةٍ وجودية يجب أنَّ تُقاس بمعايير المصالح القومية والدينية والأخلاقية.

لم يذهب بعيدًا حين ربط بين المخططات الصهيونية الرامية لربط اقتصاد المنطقة بموانئ وخدمات وإمدادات تهيمن عليها، من فكرة تحويل ميناء حيفا إلى محور اقتصادي إقليمي إلى مشاريع تحكم الموارد المائية، كما أنَّ التحكّم بالمياه والاتصالات والإنترنت ليس مسألة تجارية فحسب؛ بل أداة استراتيجية للهيمنة والتحكّم في قرارات الدول وحياة الشعوب.

"طوفان الأقصى"، بحسب السيد القائد، أخرَّ كثيرًا من هذه الإجراءات ووجّب إعادة تقييم مسارات النفوذ الاقتصادي، وهو ما يجعل للعمل العسكري والسياسي للمقاومة أثرًا يمتد إلى بيئاتٍ مؤثرة في صميم الأمن القومي العربي.

منوّهًا ولأكثر من مرّة إلى معركةٍ أخرى، ليست ميدانًا ولا سلاحًا تقليديًّا؛ بل معركة العقول والقلوب؛ إنَّها معركة تغيّر الخطاب الديني، إزاحة آيات من المناهج، تشجيع مشاهد "التمايع الثقافي" في بعض العواصم، كلها رؤوس لحرابٍ تهدف إلى نسف المقاومة الروحية والأخلاقية لدى الشعوب.

وصف السيد القائد ما يحدث بأنّه مُعدّ بإحكام في مخططٍ لإفساد الشباب، وتحويلهم إلى كتلة مستهلكة بلا وعيٍ أو موقفٍ حقيقي من قضايانا الكبرى، وهذه القراءة تحفّز على اعتبار الثقافة والتعليم ساحة مواجهة لا تقل أهميةً عن ساحة الجبهة، وتدعو لإعادة بناء مناهج ووسائل إعلامٍ مقاومةٍ تستعيد الفعل الوطني والهوية الدينية والكرامة.

في الخريطة الميدانية، لم يكن أبرز ما في الخطاب دور محور الجهاد والمقاومة لكنه لم يمل تلك الجهود: لبنانيًّا، عسكريًّا وسياسيًّا، أسهمت جبهة الإسناد اللبنانية في معادلة ردع لم تكن محض صدفة؛ إيرانيًّا، الدعم والنشاط الصاروخي والعمليات التي سُمّيت "الوعد الصادق" بنسختيها أعطت بُعدًا آخر للمواجهة، وفي العراق وغيرها تجلّت حالة التضامن والميل للحسم.

غير أنَّ النقطة الأساسية هنا: "طوفان الأقصى" إذ لم يكن حدثًا فلسطينيًّا بمعزلٍ عن المحيط، لقد أظهر قدرة محور الجهاد والمقاومة على تقديم خيار ميداني يُجبر العدوّ وراعيته على إعادة حساباته، ويكشف هشاشة خطط الهيمنة الإقليمية.

وشدَّد السيد القائد في وصف فشل العدوّ الإسرائيلي، على مستوى تحقيق أهدافه الميدانية والرمزية في القضاء على المقاومة أو تهجير الشعب الفلسطيني أو استعادة الأسرى بدون ثمن سياسي أو عسكري.

فشلٌ صهيوني ترافق مع تراجعاتٍ دبلوماسية وشعبية في مساحات واسعة من العالم، حيث برزت مسيرات واحتجاجاتٍ طالبت بمساءلة الكيان الإسرائيلي، وهذا التراكم النفسي والسياسي أفقد العدوّ وداعميه كثيرًا من مصداقيتهم ومكانتهم، وجعل قيادات الكيان عرضة للمساءلة والوصم على الصعيد الدولي.

السيد القائد أيضًا لم يسكت، بل أطلق تحذيرًا من "التخاذل الإسلامي ومن ضياع الفرص التاريخية"، كون "طوفان الأقصى"، قدَّم للأمة لحظةً نادرةً لاستعادة المبادرة وإنقاذ القضية الفلسطينية من مسارات التصفية؛ لكن التشتت والالتزام بالمسار الأمريكي حالا دون تحقيق هذا المدّ.

خلاصةٌ تضع على عاتق الفعل الشعبي والسياسي مسؤولية تحويل الزلزال الميداني إلى انتصارٍ دائم عبر توحيد الجبهات، ودعم الشعب الفلسطيني فعليًا، وإعادة بناء إستراتيجية عربية إسلامية تحمي الحقوق والمقدسات.

في الذكرى الثانية، لا تكمُّن مناسبة "طوفان الأقصى" في الاحتفاء بالصمت والعجز؛ بل في احتساب القوة والتضحيات في سبيل الأهداف السامية، وفي التذكير بأنَّ ثمة رصيدًا جديدًا من الزلزلة السياسية والمعنوية لا بدَّ من استثماره لصالح القضية الفلسطينية وهزيمة مشاريع الهيمنة في منطقتنا.

قراءة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، تشير إلى أنَّ الجولة الحالية انتهت ولكن الحرب لم تنتهِ بعد؛ فالحرب ليست فقط على الأرض؛ بل على البوصلة السياسية، على المناهج، على الاقتصاد، وعلى الضمير والوعي الجمعي للأمة، وإلى أنَّ تُستعاد هذه البوصلة، ستبقى ذاكرتنا تذكّرنا بأنَّ الوقوف مع الحق واجبٌ لا يزول، وهكذا كانت معركة اليمن الإسنادية وستظل.


اليمن يساند غزة بـ 1,835 عملية عسكرية ومليون متدرب وحظر بحري كامل على العدو
متابعات| المسيرة نت: كشف السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي _يحفظه الله_ في خطابة يوم أمس، عن إحصائية شاملة توثق حجم الإسناد اليمني المتواصل لقطاع غزة منذ بدء العدوان الصهيوني، سواء على الصعيد العسكري أو الشعبي.
كيف استقبل الفلسطينيون بـ غزة اتفاق وقف إطلاق النار؟
خاص| المسيرة نت: دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في قطاع غزة في خطوة تاريخية تمثل ثمرة صمود الفلسطينيين وبطولاتهم على مدار عامين من العدوان المستمر من قبل كيان العدو الصهيوني وحليفته أمريكا. وقد تمكن الفلسطينيون بصمودهم وبمساندة الجبهات الداعمة من مواجهة القوة العسكرية للعدو الصهيوني، ما أسهم في تحقيق هذا الإنجاز الهام.
إيران تدعو جميع الأطراف إلى الحذّر من خداع العدوّ الصهيوني المستمر
إيران تدعو جميع الأطراف إلى الحذّر من خداع العدوّ الصهيوني
الأخبار العاجلة
  • 06:05
    متحدث جيش العدو: مقتل رقيب في كتيبة الهندسة القتالية في معارك شمال غزة
  • 06:01
    مصادر فلسطينية: غارة لطيران العدو الإسرائيلي تستهدف وسط خان يونس جنوبي قطاع غزة
  • 05:33
    رويترز: زلزال بقوة 7.2 درجة يضرب قبالة منطقة مينداناو في الفلبين
  • 04:36
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم مخيم العين غربي مدينة نابلس
  • 04:12
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم بلدة عتيل شمال مدينة طولكرم
  • 03:43
    مكتب إعلام الأسرى: القوائم الرسمية في حال تم التوصل إلى اتفاق سيتم الإعلان عنها و نشرها عبر منصات المكتب
الأكثر متابعة