عامان على طوفان الأقصى: الدروس والنتائج

خاص| عباس القاعدي| المسيرة نت: أعادت الذكرى الثانية لعملية "طوفان الأقصى" حقيقةً أن كيان العدو الصهيوني لا يشكل خطراً على فلسطين فحسب ، بل على الأمة العربية والإسلامية.
وأثبتت كذلك عمق التغلغل الإسرائيلي العميق في المجتمعات العربية، واختراقها على مستويات التعليم والثقافة والإعلام والأمن، وصولاً إلى إضعاف القيم الأخلاقية وضرب الأسرة وتماسكها، وإفساد الأجيال الشابة، وتشويه الهوية الدينية والثقافية، ونشر الإلحاد والرذائل، وتطبيع صورة كيان العدو الإسرائيلي باعتباره “الصديق والحليف” بدلاً من “العدو والخطر”.
و
بدأنا نشهد مرحلة أشد خطراً، تُحارَب فيها المناهج التربوية الأصيلة، وتُشوَّه
القضية الفلسطينية وتُصوَّر على أنها قضية “إرهاب”، حتى يُوصم كل من يتبنى الرؤية
القرآنية تجاه اليهود بالإرهاب، وبهذا يُغلق الباب أمام كل فرد أو جماعة أو نخبة
أو عالم أو باحث يحاول التمسك بهويته وانتمائه الإسلامي والعربي، ويُعزل كل صوت
يحذر من المخطط الصهيوني في المنطقة.
وقبيل
“طوفان الأقصى”، كان مشروع المجرمين ترامب ونتنياهو يقترب من تتويج هذا المسار
بإسقاط ما تبقى من الدول العربية تحت الهيمنة الإسرائيلية المباشرة، عبر “السلام”
المزعوم و ”الاتفاقيات الإبراهيمية”، ولم يبقَ حينها سوى السعودية التي كانت
النقطة المفصلية في هذا المشروع، ليس فقط لمكانتها السياسية والاقتصادية، بل
لدورها الرمزي والديني بوصفها " قائد الأمة الإسلامية"، وكان يُنتظر أن
يكون تطبيعها بمثابة فتح الأبواب على مصراعيها للهيمنة الإسرائيلية باسم السلام
والتطبيع، ولهذا جاء طوفان الأقصى في لحظة حساسة ليكشف زيف هذه المشاريع ويعيد
الوعي بحقيقة الصراع ومركزية القضية الفلسطينية في الوجدان العربي والإسلامي
والعالمي.
ويكشف
التقرير السابق ملامح المرحلة التي سبقت طوفان الأقصى، وهي مرحلة كانت تتسم بتسارع
خطوات النظام السعودي، ممثلاً بمحمد بن سلمان، نحو إتمام ما عُرف بـ"الصفقة
الكبرى" مع كيان العدو الإسرائيلي، حيث كان يتهيأ لإعلان التطبيع الرسمي
وكأنها مناسبة احتفالية، متخيلاً لحظة التوقيع وكأنها عُرس سياسي، تزينه الأضواء
والاحتفالات، معتقداً أن هذا الإعلان سيكرّسه زعيماً ليس فقط على المملكة، بل على
المنطقة بأكملها، كإمبراطور جديد متحالف مع أمريكا والعدو الإسرائيلي.
لكن
ما لم يعلنه الإعلام الرسمي، أن محمد بن سلمان كان قد أبرم اتفاقًا غير معلن مع
الأمريكيين والصهاينة قبل أن يصبح ولياً للعهد، فبحسب ما نُقل عن دوائر القرار
الغربية، فقد طُرح عليه بوضوح: "لن نضمن لك تولي الحكم بعد والدك، ما لم
تنقلب على سياسات المملكة التقليدية تجاه فلسطين، وتتخلى عن مواقفها السابقة بشأن
القضايا العربية والإسلامية، وتساهم في التمهيد لمرحلة جديدة تُعرف بالمشروع
الصهيوني في المنطقة."
وبناءً
على هذا الاتفاق، بدأت ملامح التواطؤ السعودي تتجلى بشكل فاضح في المواقف
الإقليمية، خصوصًا تجاه غزة، فالدعم العلني وغير العلني للعدو الإسرائيلي،
والمشاركة – بشكل مباشر أو غير مباشر – في حصار القطاع، وتسهيل العدوان عليه سواء
عبر التنسيق الأمني أو الدعم المالي أو تمرير الأسلحة، يؤكد حجم التحول الذي حصل.
هذا
التواطؤ السعودي العربي تجاوز حدود الصمت أو الحياد، ليتحول إلى اصطفاف واضح إلى
جانب المشروع الصهيوني، ولهذا فإن ما يحدث اليوم هو نتيجة مباشرة لهذا التحالف غير
المعلن، الذي يهدف إلى إعادة تشكيل المنطقة تحت الهيمنة الإسرائيلية الكاملة،
وبمباركة من أنظمة ترى في الولاء للعدو طريقاً للبقاء والسلطة، حتى لو كان الثمن
خيانة قضايا الأمة ومقدساتها.
وبهذا الأسلوب تصنع أمريكا وكيان العدو الصهيوني الملوك والرؤساء في العالم العربي والإسلامي، فهم من يختارون الحكام، ويحددون من يحكم ومتى يحكم، وكيف يُفرض على الشعوب، وفي المقابل، يُطلب من الشعوب البسيطة، من الناس العاديين، الطاعة العمياء والانقياد، بينما يُساق إليهم خطاب ديني موجه من قبل بعض "علماء السلاطين" و"خطباء السوء"، الذين لا يكفون عن ترديد عبارات مثل: "أطع الأمير ولو أكل مالك وجلد ظهرك... ولو فعل ما فعل، فطاعته واجبة.
التقرير
الذي نُقل سابقاً عن قناة المنار، والمأخوذ من حفل نظمته صحيفة جيروزاليم بوست
العبرية يكشف جانباً بالغ الخطورة في مشهد التطبيع العربي مع كيان العدو الصهيوني،
ففي الحفل، تحدث مايك إيفينس، مؤسس مركز التراث الصهيوني، ناقلاً تصريحات سمعها
شخصيًا من محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، والمفارقة الصادمة – بحسب وصفه – أنه خرج
بانطباع مفاده أن هذين الشخصين أكثر حماسًا ودعماً للعدو الإسرائيلي من بعض اليهود
أنفسهم.
هذه
التصريحات ليست جديدة، لكنها تُسلط الضوء على مشكلة أعمق، وهي قصور إعلام المقاومة
في فضح حجم التواطؤ والارتباط بين بعض الأنظمة العربية وكيان العدو الصهيوني،
فبينما يواظب الطرف الآخر على الكذب والتضليل وشراء الولاءات، تقصّر وسائل إعلام
محور المقاومة في كشف الحقائق للرأي العام، وفضح عمق عمالة وخيانة هذه الأنظمة
التي باتت تمثل أدوات صريحة في المشروع الأمريكي–الصهيوني.
و
المشكلة الأكبر أننا في العالم العربي غالبًا لا نستهلك إلا إعلام هذه الأنظمة
العميلة، وهو إعلام موجّه يمارس التضليل المنهجي، ويتلاعب بثوابت الشعوب، ويموَّل
بسخاء من خزائن النفط لتحريف الوعي، وتوجيه العداء نحو المقاومين والمدافعين عن
قضايا الأمة، بينما يُدفع الناس لتقبل الصهاينة كحلفاء وشركاء في السلام والتقدم.
وفي
هذا السياق، كان التطبيع مع السعودية هو الحلقة الأهم، التي جرى التحضير لها
بعناية ليتم الإعلان عنها في حفل دولي ضخم، يحمل طابعًا تاريخيًا ورمزيًا، فهذا
التطبيع لم يكن وليد لحظته، بل تتويجاً لعلاقات خفية ممتدة، و لم يكن ينقصها سوى
الإخراج العلني والتوقيع الرسمي.
و
بالنسبة للمشروع الأمريكي–الإسرائيلي، كان هذا الإعلان بمثابة الشرارة الأولى
لإطلاق مشروع ما تسمى "إسرائيل الكبرى"، لكن من بوابة السياسة والتطبيع،
وكان هذا يعني – بشكل عملي – إعلان وفاة القضية الفلسطينية، تليها لاحقاً وفاة
الأمة العربية والإسلامية بأسرها.
هذا المجرم
نتنياهو، صرّح قبل معركة طوفان الأقصى، علنًا بأن التطبيع مع السعودية بات قريبًا،
مشيرًا إلى أن الكيان المؤقت وأمريكا والسعودية يشتركون في هدف استراتيجي واحد
يتمثل في تغيير مسار التاريخ في المنطقة، استنادًا إلى اتفاقيات
"إبراهام" التي أُطلقت برعاية المجرم ترامب.
هذا
التصريح لم يكن مجرد كلام إعلامي، بل إشارة واضحة إلى أن المشروع الصهيوني –
الأمريكي كان في أوج اندفاعه، و يسعى لتدشين مرحلة جديدة في المنطقة، عنوانها
تفكيك الهوية العربية والإسلامية، وإنهاء أي مشروع نهضوي مقاوم، لصالح مشروع
يُكرّس بداية "العصر اليهودي الإسرائيلي"، حيث تكون الهيمنة الكاملة
للصهاينة على المنطقة وشعوبها، ويتم تطويع المجتمعات وتفريغها من هويتها، لتحويلها
– في نظر قادة المشروع – إلى كيانات بلا إرادة، أقرب إلى قطعان تُقاد لا شعوب حرة
واعية.
والأخطر
في هذا السياق، أن الأنظمة العربية، التي يُفترض أنها تمثل إرادة شعوبها وتحمي
مصالحها، لم تكن سداً منيعاً في وجه هذا المشروع، بل كانت جزءًا منه، فالحكام
الذين يُفترض أن يكونوا حُماة للهوية والسيادة، ظهروا كأدوات وعملاء يخدمون
المصالح الصهيونية والأمريكية، في مقابل الحفاظ على كراسيهم، ولو كان الثمن بيع
الشعوب والتفريط بمصير الأجيال.
ولم
تكن التحضيرات التي سبقت طوفان الأقصى، والتصريحات المتكررة عن قرب تطبيع الرياض،
إلا مقدمات لخطة أوسع تهدف للقضاء التام على القضية الفلسطينية، ومن ثم تصفية ما
تبقى من ممانعة في الوعي الجمعي العربي والإسلامي، وما نشهده اليوم – بعد عامين من
العدوان المستمر على غزة – من خذلان وصمت وتواطؤ رسمي عربي، ليس سوى تجسيد عملي
لمدى حقيقة انتمائهم وولائهم وعلاقتهم وارتباطهم بالمشروع المعادي للشعوب العربية
والإسلامية.
هذا
ضابط سعودي سابق، بعدما تكشفت أمامه الحقائق حول طبيعة النظام ودور آل سعود، لم
يستطع الصمت أو البقاء داخل المملكة، فاختار الهروب والخروج منها، ومن حين لآخر،
يظهر عبر منصات مختلفة محاولًا كشف بعض مما عرفه واطّلع عليه عن قرب، بحكم موقعه
السابق داخل الأجهزة الأمنية ودوائر الحكم.
ورغم
أن بعض تصريحاته قد تبدو متأثرة بالمبالغة أو قد يناقضها ظاهر الواقع أحيانًا، إلا
أن الوقائع المتراكمة والتطورات الجارية تؤكد كثيرًا من أقواله، بل ربما تتجاوزها،
كما يُقال دائمًا: "ما خفي أعظم".
هذا
نموذج بسيط لأداء الإعلام السعودي خلال طوفان الأقصى، حيث ظهر انحيازه الكامل
لكيان العدو الصهيوني، ودفاعه العلني عن جرائمه في غزة، بما فيها من إبادة ودمار.
و
اللافت أن الإعلام السعودي، لا يكتفي
بتبرير الجرائم، بل يتوجه بخطابه إلى المواطن العربي مباشرة، ما يجعله أكثر
تأثيرًا وخطورة من الإعلام الصهيوني نفسه، لأنه يتحدث بلغة عربية ومن داخل الفضاء
الثقافي العربي، فيُخدع المتلقي بسهولة ويُمرر الخطاب التطبيعي والانهزامي بشكل
ناعم.
وهنا
تتضح بجلاء ملامح الدور الذي يؤديه إعلام ما يُسمى بـ"خادم الحرمين
الشريفين"، والذي يُفترض أن يكون صوتًا للأمة وقضاياها، فإذا به يتحول إلى
منصة لخدمة الرواية "الإسرائيلية" وتبرير العدوان على شعب عربي مسلم
محاصر تحت القصف والحصار.
ما
تحدث به هذا المتصهين السعودي، يؤكد على الثقافة العامة والسائدة في السعودية وفي
دول الخليج والدول المطبعة، حيث بدأت تتجلى ثقافة الارتباط بالمشروع الصهيوني، بعد
أن كانت تُمارس في الخفاء لسنوات، و اليوم باتت هذه الأصوات تُفصح بوضوح عن
انحيازها، وتُظهر ولاءها لليهود.
ولذلك
كانت معركة طوفان الأقصى، التي فجرها المجاهدون الأبطال في غزة، رداً عملاً لتحريك
الضمير العربي والإسلامي، وكسر حالة الرضا والامتثال التي سادت في أوساط الدول
المطبعة، فقد أدركت المقاومة أن الأنظمة العربية، وعلى رأسها نظام آل سعود،
يتجهزون للقضاء المبرم على القضية الفلسطينية من خلال التطبيع وما يسمى
بالاتفاقيات الإبراهيمية.
لقد كان هدف طوفان الأقصى إعادة القضية إلى قلب الوعي الشعبي، وتذكير الأمة بأن فلسطين قضية لا يمكن أن تُطوى من خلال ما يسمى مشروع التطبيع، الذي لا يستهدف فلسطين وحدها، بل هو مشروع لإعادة صياغة المنطقة برمتها تحت الهيمنة الصهيونية، ثقافيًا وسياسيًا وأمنيًا.
قد
يبدو أن ما يظهر من طوفان الأقصى هو الألم والمأساة، الشهداء، التضحيات، والدمار
الكبير الذي حلّ بغزة، لكن الحقيقة أن طوفان الأقصى ليس مجرد حدث عابر أو ظرف
طارئ، بل هو محطة مفصلية وتاريخية، تحققت فيها سنن الله في الغربلة والفرز، ليُميز
الخبيث من الطيب، و"ليحيا من حيّ عن بيّنة ويهلك من هلك عن بيّنة".
ولعل
من حكمة الله أن يكون هذا الحدث الكبير منطلق من غزة – المدينة المظلومة،
المحاصرة، والمجروحة – لأنها تمثل رمز الاستضعاف والكرامة، ورمز الصبر والمقاومة
في وجه المشروع الصهيوني، وفي غزة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، مجاهدون مخلصون
يجمع الناس على طهرهم وإخلاصهم.
ومن
أهم ما كشفه طوفان الأقصى أيضاً، هو زيف المشروع الطائفي والمذهبي الأمريكي –
الإسرائيلي، الذي سُوّق على مدى عقود لتفتيت الأمة وإشغالها بنفسها، بزرع العداء
بين المسلمين السنة والشيعة، فجاء طوفان الأقصى ليكسر هذا القيد، ويُظهر أن
المعركة الحقيقية ليست بين الطوائف، بل بين الصادقين والخونة، بين من يقف مع قضايا
الأمة ومن يبيعها بثمن بخس.
و من أبرز خصائص طوفان الأقصى أنه لا تُدرك أبعاده الحقيقية، ولا تُفهم أسراره، إلا من كان صادقًا، مؤمنًا، مخلصًا في انتمائه لقضايا الأمة، فهذه المعركة هي امتحان إيماني وأخلاقي، و يَظهر فيه من يحمل في قلبه صدق الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين والمظلومين، وهذا هو درب السلامة والنجاة.

حماس تعلن التوصّل إلى اتفاق لوقف العدوان على غزة وانسحاب العدو منها
متابعات| المسيرة نت: أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التوصل إلى اتفاق يقضي بإنهاء العدوان على غزة، وانسحاب العدو الصهيوني منها، ودخول المساعدات، وتبادل الأسرى.
الإعلام الحكومي: العدو الإسرائيلي يواصل مجازر الإبادة في غزة رغم دعوات وقف العدوان
متابعات| المسيرة نت: أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن العدو الإسرائيلي يواصل ارتكاب مجازر الإبادة بحق المدنيين في القطاع، رغم دعوات وقف العدوان الصهيوني.
زعيم المعارضة الصهيونية: الكيان يعاني من أزمة أمنية وسياسية واقتصادية شديدة
أكد زعيم المعارضة الصهيوني، يائير لابيد، أن الكيان يواجه أزمة متعددة الأبعاد تهدد استقرارها الداخلي والخارجي.-
02:43الرشق: ما فشل الاحتلال في تحقيقه عبر الإبادة والتجويع على مدار عامين كاملين لن يفلح في إحرازه عبر التفاوض
-
02:43الرشق: اتفاق وقف العدوان هو إنجاز وطنيي بامتياز جسد وحدة شعبنا والتحامه مع خيار المقاومة
-
02:41عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق: وقف إطلاق النار هو ثمرة التضحيات العظيمة لشعبنا وقوة صمود المقاومة
-
02:33حركة حماس : نحيي شعبنا العظيم في قطاع غزة وفي القدس والضفة وداخل الوطن وخارجه الذي سجل مواقف عز وبطولة وشرف لا نظير لها
-
02:25حركة حماس :نؤكد أن تضحيات شعبنا لن تذهب هباء وأننا سنبقى على العهد ولن نتخلى عن حقوق شعبنا الوطنية حتى الحرية والاستقلال وتقرير المصير
-
02:17حركة حماس : ندعو الدولة الضامنة للاتفاق إلى إلزام حكومة الاحتلال بتنفيذ استحقاقات الاتفاق كاملة وعدم السماح لها بالتنصل و المماطلة