عامان على حرب الإبادة.. كيف فضحت غزة نفاق العدالة الدولية؟

محمد الكامل | المسيرة نت: دخل العدوان الصهيوني على غزة عامه الثالث، غير أن تداعياته لا تزال تتردد في أنحاء العالم.
ومنذ اللحظة الأولى التي بدأ فيها الكيان المؤقت عدوانه الغاشم بعد 7 أكتوبر 2023، راقب العالم بحيرة ومزيج من الغضب والعجز ما يحدث في غزة، بعدوان شامل استهدف البشر والحجر، والبنية التحتية والمشافي والمدارس، وحتى قوافل الإغاثة، وتكرّست يومًا بعد يوم قناعة عالمية بأن ما يجري هو إبادة جماعية مستمرة، تُبث تفاصيلها على الهواء مباشرة، أمام مجتمع دولي اختار الصمت أو التواطؤ.
ولم
يمر التواطؤ الدولي دون ارتدادات على الساحة العالمية، حيث بدأت بوصلات كثيرة
تنحرف عن مسارها السياسي التقليدي، وتتحول إلى مواقف أخلاقية حادّة، ففي 25 فبراير
2024، أضرم الجندي الأمريكي آرون بوشنِل (25 عامًا) النار في جسده أمام السفارة
الصهيونية في واشنطن، مرددًا بهتاف "فلسطين حرة"، احتجاجًا على مشاركة
بلاده في دعم الإبادة في غزة، في تعبير مرير عن صدمة ضمير لم يعد يحتمل المشاهدة.
وتوالت
بعدها الأحداث، حيث بدأت استقالات علنية من داخل الدوائر السياسية الأمريكية،
حاملةً دلالات عميقة على التحول الذي أحدثته غزة في الوعي الرسمي، ومن أبرزهم جوش
بول، المدير السابق للشؤون العامة والتشريعية بهيئة الشؤون العسكرية-السياسية
بوزارة الخارجية الأمريكية، الذي قال في خطاب استقالته عبر "لينكد إن":
"لقد تنازلت عن معاييري الأخلاقية مرات لا تُحصى، لكنني أرحل اليوم لأن
المعادلة لم تعد تحتمل المزيد من التنازلات".
لاحقًا،
وفي يوليو 2024، تقدَّم مايكل كيسي، المسؤول بوزارة الخارجية، باستقالته كذلك،
قائلًا: "لقد سئمت الكتابة عن الأطفال القتلى، وسئمت محاولة إثبات أنهم ماتوا
فعلًا، إن الوضع أسوأ مما تتخيله، ولا أحد يقرأ تقاريرنا حتى لو أرفقناها
بنقود".
كانت
هذه التصريحات أشبه بكسر للصمت الرسمي، وتأكيدًا على مدى الانحدار الأخلاقي الذي
انزلقت فيه المؤسسات الغربية في تجاهل الإبادة الجماعية في غزة، ومع انكشاف المزيد
من جرائم الاحتلال الصهيوني وتوافر صور موثقة، بدأت الجماهير والشعوب على مستوى
العالم في التحرك، رغم محاولات قمعها، فمن طوكيو إلى لندن، ومن أوسلو إلى واشنطن،
اجتاحت المظاهرات الداعمة لفلسطين العواصم العالمية، مطالِبة بوقف الإبادة ورفع
الحصار عن غزة، إلا أن الاحتجاجات لم تُقابل بتفهُّم، بل بحملات قمع واعتقالات،
وملاحقات قانونية للمتضامنين، وصلت إلى طرد موظفين من أعمالهم بسبب تعبيرهم عن
تضامنهم.
والغريب
أن دولًا تدّعي الدفاع عن حرية التعبير كانت من أول الدول التي فرضت رقابة صارمة
على الخطاب المناصر لغزة، ففي فرنسا وألمانيا، حُظرت مظاهرات، وتعرّض نشطاء
للملاحقة بتهم التحريض، في وقت رُفعت فيه أعلام الاحتلال علنًا، فيما حُظر رفع
العلم الفلسطيني.
ويشير
الدكتور محمد بوحجي، في دراسة نُشرت عام 2024 بمجلة "إنترناشيونال جورنال أوف
مانجمنت"، إلى أن كلفة العدوان الصهيوني على غزة تعدّت العدد الكبير من
الشهداء والدمار الهائل في القطاع، وصولًا إلى جروح نفسية وأخلاقية في أنحاء
متفرقة من العالم، مؤكدًا أن هناك ما أسماه بالتأثيرات العاطفية والنفسية على
المتابعين، من مشاعر الذنب والعجز والعار، وصولًا إلى اضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD).
ووفقًا
للدراسة، شعر بعض المتابعين بما يُعرف بـ"الجرح الأخلاقي"، وهي حالة
نفسية ناتجة عن التعرّض لمواقف تتناقض مع المبادئ الأخلاقية الراسخة، دون القدرة
على التدخل، وعادةً ما يُصاب بهذا الجرح الجنود، لكنه بات اليوم يطال المدنيين من
صحفيين وأطباء ونشطاء، وحتى مشاهدين عاديين يشعرون بأنهم لم يفعلوا ما يكفي لوقف
المجازر في غزة.
وتطوّر
ما يُعرف بـ"إرهاق التعاطف" (Compassion Fatigue)، في عصر رقمي كثيف بالصورة، وتدفّق مستمر
للمجازر على الشاشات، وهي حالة من الخدر العاطفي تجاه المآسي.
ومع
ذلك، فإن هذا التبلّد المؤقت لا يُلغي الشعور، بل يمر الناس بدورات من الإنهاك،
يعقبها تجدُّد في الغضب والاحتجاج.. تلك الموجات من الغضب أعادت تشكيل الخريطة
الأخلاقية لدى الشعوب، فبات الشعور بالخيانة من الحكومات المتواطئة، وفقدان الثقة
بالمؤسسات الدولية، من أبرز ملامح المشهد.
وتبيّن
أن العالم، أو ما كان يُعرف بـ"النظام العالمي"، عاجز حتى عن التنديد،
فكيف بإيقاف إبادة تُرتكب على مرأى ومسمع من الجميع؟
ثمن
باهظ للصمت
وتتساءل
الباحثة آنا إيفاسيوك، في مقال نشرته بمجلة "بابليك أنثروبولوجيست":
"ما هو الحياد في وجه الإبادة الجماعية إن لم يكن تواطؤًا؟"، مؤكدة أن
النقاشات داخل الأوساط الأكاديمية الأوروبية كشفت تناقضًا كبيرًا في طريقة تعاطي
الغرب مع غزة مقارنة بأوكرانيا.
أما
الكاتب الإسباني خافيير خورادو، فقد تساءل: كيف يمكن لعقل أوروبا السياسي أن يستمر
في دعم الاحتلال، بينما تُذبح الحقيقة أمام عينيه؟ معتبرًا أن الأسابيع الأولى من
العدوان كشفت زيف الرواية الصهيونية التي ظلّت تُروَّج لعقود، وسقطت معها مقولات
"الديمقراطية الوحيدة في المنطقة".
وتحوّلت
القضية الفلسطينية إلى مقياس حقيقي لاختبار أخلاقيات العالم، كما أشار جيمس
شنايدر، فإن دعم تحرير فلسطين لا يعني فقط نصرة شعب مضطهد، بل هو جزء من النضال من
أجل الديمقراطية في الدول الغربية ذاتها، مؤكدًا أن الشعوب التي انتفضت لأجل غزة
لم تفعل ذلك فقط غضبًا لما يجري، بل أيضًا لأن مصير الفلسطينيين بات مرآة لمستقبل
الحريات في الداخل الغربي.
وتؤكد
المتخصصة في علم النفس الاجتماعي، رابيا يافوز، أن الصمت على الإبادة الجماعية
يُخلّف فراغًا أخلاقيًا، ويزرع شعورًا دائمًا بعدم الأمان في المجتمع الإنساني،
محذّرة من أن الخوف الذي يمنع البعض من التضامن اليوم قد يُعمّم في المستقبل كأداة
قمع شاملة، مما يُهدّد نسيج المجتمعات الديمقراطية ويُضعف حِسّها الأخلاقي.
وبعد عامين من الدم والنار، صارت غزة قلبًا للعالم النابض بالحق، ومرآة تكشف نفاق القوى الدولية، فغزة التي لا تملك إلا صوتها وصور جراحها، كشفت الزيف الإعلامي والسياسي، وحرّكت ضمائرًا على امتداد القارات.

الفرح: الشعب اليمني جسّد الموقف القرآني في نصرة غزة
أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله، محمد الفرح، أن الشعب اليمني كان منذ اللحظة الأولى لعملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023م حاضرًا في الميدان دعمًا للشعب الفلسطيني ومقاومته، مشيرًا إلى أن اليمنيين خرجوا في مظاهرات حاشدة يوم السبت 7 أكتوبر لمباركة العملية وتأييد المجاهدين في غزة، ومنذ ذلك الحين لم يتوقفوا عن نصرتهم بكل الوسائل المتاحة.
النخالة في الذكرى الثانية لـ"طوفان الأقصى": شعبنا صامد والمقاومة لن تستسلم لشروط العدو
حذر الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، من خطة ترامب، واصفاً إياها بأنها تحمل إعلان الاستسلام الكامل للشعب الفلسطيني.
قائد الحرس الثوري: أي خطأ يرتكبه العدو في مياه الخليج ومضيق هرمز سيواجه برد قوي وفوري
أعلن القائد العام لحرس الثورة الإسلامية، اللواء محمد باكبور، أنّ القوات الإيرانية في حالة جاهزية تامة للردّ على أي تحرّك عدائي في مياه الخليج وجزرها ومضيق هرمز، محذرًا من أنّ أي خطأ حسابي من جانب العدو سيقابل بردًّا قويًا وفوريًا يجعل المعتدي يندم على مغامرته.-
12:33الهلال الأحمر الفلسطيني: إصابة طفل بالرصاص الحي خلال مواجهات مع العدو الإسرائيلي في مخيم بلاطة في نابلس
-
12:14النخالة: نحن أصحاب حق وعلينا أن نقاتل من أجل استرداد حقوقنا
-
12:14النخالة: نخوض أقسى معركة في تاريخ نضالنا ولن نستسلم
-
12:13النخالة: يجب أن يعلم العدو وحلفاؤه أننا لا يمكن أن نستسلم لشروطهم وإملاءاتهم بعد كل هذا الثمن من التضحيات
-
12:13النخالة: بند تبادل الأسرى يمكن إنجازه بالأيام القليلة المقبلة وبذلك نكون سحبنا فتيل التفجير ومبررات العدو بالعدوان
-
12:11النخالة: المقاومة أبدت استعدادها للتفاوض على قاعدة أن هناك بنوداً يمكن التعاطي إيجابياً وأولها بند تبادل الأسرى