عامان على الطوفان
آخر تحديث 07-10-2025 14:57

«طوفان الأقصى»: حين تُعيد المقاومة تعريف النصر

********************

                               
مرّ عامان على زلزال «طوفان الأقصى»، ذلك اليوم الذي لم يكن مُجَـرّد عملية عسكرية، بل كان طلقة وَعدٍ مُلزِم، وضرورة إلهية لاسترداد كرامة أُمَّـة طالما نسيت أن الحرية لا تُشترى بالمساومات، بل تُستحق بالدم والإرادَة.

اليوم، تثبت غزة - المثخَنة بالجراح، المُحاطة بالجبروت - أن الأرض المظلومة إذَا تمسّكت بحقها، فَــإنَّها تغلب أعظم أساليب القهر والقوة.

وأن صبر شعبٍ يروي ترابه بدمائه لا يُضيّعه الله، بل يصنع منه معجزة التحرير.

وها هي غزة تكلّم التاريخ من بين الركام:

«إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا» (الشرح: 6).

الركن الأول: الأسرى - سلاح لا يُرام

لم يكن الأسرى وسيلة تكتيكية فحسب، بل كانوا رسالة استراتيجية: رسالة القوة التي تخرق جدران الجبروت.

بسرّ الأنفاق وحنكة المقاتلين، تحول الأسرى إلى سلاح ردعٍ فعّال، أجبر أعتى جيشٍ في المنطقة على الجلوس إلى طاولة لم يكن يتصور أن يُجبر عليها.

«وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ» (إبراهيم: 42).

الركن الثاني: اليمن - صاعقة البحر

ماذا لو أطبق البحر على قوافل الهيمنة؟

العمليات اليمنية في البحر الأحمر لم تكن هجمات عشوائية، بل كانت صفعة تأديبٍ موجعة لأعظم القوى، تمسّ شريانها الاقتصادي الحيوي، وتُذكّر العالم أن صورة العدل لا تُهان، وأن الحرية لا تُشترى بسعر النفط.

اليمن، بقوته الشعبيّة الباسلة، بات كابوسًا يرعد في أروقة البيت الأبيض، ويُحوّل أحلام الهيمنة الأمريكية إلى كوابيس لا تنتهي.

«وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ» (الحج: 40).

ولن تهدأ البحار حتى تهدأ القلوب في غزة.

الركن الثالث: حزب الله - حصن الشمال

لم يكن حزب الله ظلًّا داعمًا، بل كان جبلًا يُرعد فيرعد العدوّ.

بفتح جبهة الشمال، شتّت الجهود، وأرغم الكيان على تقسيم قوّاته بين جنوب وشمال، ليتحول شمال فلسطين المحتلّة إلى جحيمٍ مستعرٍ يلتهم ميزانيات الأمن الصهيوني، ويجعل كُـلّ جندي إسرائيلي يخشى نزول الليل.

وهنا تكمن وحدة المصير الحقيقية:

«مَا تَقْبَلُهُ حَمَاسٌ يَقْبَلُهُ الْمَحْوَرُ».

«وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جميعًا وَلَا تَفَرَّقُوا» (آل عمران: 103).

الركن الرابع: سرّ الصمود - دم الشهداء

الصمود ليس في الحجارة ولا في الصواريخ وحدها، بل في الولاية الإلهية التي تجعل من القلب حصنًا، ومن الدم بذرةً تنبت شجرة الحرية.

الشهداء لم يموتوا؛ بل هم أحياءٌ يرزقون، وهم من يُحيون الأُمَّــة بإيمانهم وتضحياتهم.

«وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ» (آل عمران: 169).

الركن الخامس: صرخة العالم - لغة الإنسانية

صور المجازر كسرت حجاب الصمت العالمي.

خرجت الملايين في كُـلّ قارة، من طوكيو إلى بوينس آيرس، من جاكرتا إلى لندن، تنادي باسم الإنسان، لا باسم السياسة.

هذا هو التضامن الحقيقي: لغة القلب التي لا تحتاج ترجمة، وتحَرّك ضمير البشرية النائم.

«يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا» (الحجرات: 13).

الركن السادس: خيانة القاصدين - صفعة الحق

لم تكن الخيانة فقط في الصمت، بل في التواطؤ مع الجلاد.

لقد وجه أبو عبيدة كلمةً كالسيف:

«أَنْتُمْ خُصُومُنَا أَمَامَ اللَّهِ فِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ».

وصدق الله حين قال:

«وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الأرض قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ» (البقرة: 11).

الركن السابع: «وَإِن عُدْتُمْ عُدْنَا» - وعد الأبطال

ليست هذه الكلمات تهديدًا، بل وعدًا إلهيًّا متجسّدًا على الأرض.

«وَإِن عُدْتُمْ عُدْنَا» ليست مُجَـرّد شعار، بل هي بشارة بأن كُـلّ عدوان جديد سيفجّر ردًّا أعظم، يهزّ عروش التكبر من تل أبيب إلى واشنطن.

«وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا» (الشورى: 40).

الخاتمة: صلح الحديبية العصري - حكمة الغالبين

قبول حماس بالصفقة ليس ضعفًا، بل هو حكمة الغالبين.

إنه فنّ المناورة الاستراتيجية، حَيثُ يُقدّم التنازل المؤقت لانتصار دائم.

هذه الصفقة ستكون، بإذن الله، بداية النهاية لأُسطورة "القوة الإسرائيلية التي لا تُقهَر".

أما ترامب، فقد أضاع هيبة القوة الأمريكية بسياساته العنصرية ودعمه الأعمى للإبادة، فباتت واشنطن تدافع عن جرائم تناقض كُـلّ القيم التي تدّعي حمايتها.

وسيكون إرثه التاريخي: رجلٌ أضاع أعظم قوة في التاريخ بغروره.

وأما نتنياهو، فقد دفع بكيانه إلى المصير المحتوم، فصنع من نفسه رمزًا للإبادة، ومن جيشه أضحوكة عسكرية عاجزة عن مواجهة أبطال الأنفاق، الذين لا يملكون دبابات، لكنهم يملكون إيمانًا لا يُقهَر.

في الذكرى الثانية لـ«طوفان الأقصى»، لا نحتفل بالنصر بعد، لكننا نُعلن أن النصر قادم؛ لأَنَّ الحق لا يُهزم، ولأن الدم الذي سُفِكَ على أرض فلسطين لن يضيع هدرًا.

الحكومة تبارك بيان السيد القائد وتدعو أحرار اليمن للتفاعل المسؤول مع الموجهات ردعًا للأعداء وإساءاتهم
المسيرة نت | صنعاء: باركت حكومة التغيير والبناء بيان قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بشأن التحرك لمواجهة جريمة الإساءة إلى القرآن الكريم التي ارتكبها مجرم أمريكي صهيوني مترشح للانتخابات.
أبو عزة: صمود الشعب الفلسطيني أفشل "مخطط نزع السلاح" ويجب التركيز الآن على الإيواء
المسيرة نت | خاص: تتجه الأنظار مجدداً إلى قطاع غزة في ظل تعثر الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وسط مشهد إنساني بالغ القسوة، وضغوط سياسية وأمنية متشابكة، تضع ملف الإيواء الإنساني في صدارة الأولويات، وفق ما يؤكده الكاتب والباحث الفلسطيني صالح أبو عزة، والذي جدد إشادته بالموقف اليمني، ناقلاً جانبًا من مشاعر الفلسطينيين حياله.
فنزويلا تسلّم مجلس الأمن رسالة تدين "القرصنة الأمريكية" وتؤكد أن كاراكاس ستحمي سيادتها وحقوقها
المسيرة نت | متابعات: سلمت فنزويلا، الثلاثاء، رسالة إلى رئاسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تدين فيها رسمياً انتهاكات الولايات المتحدة الأمريكية ضد سفينة خاصة مخصصة للتجارة الدولية المشروعة كانت تنقل النفط الفنزويلي.
الأخبار العاجلة
  • 00:19
    مصادر لبنانية: إطلاق نار كثيف لقوات العدو الإسرائيلي بالتزامن مع تحركات آليات قرب راميا وعيتا الشعب جنوب لبنان
  • 00:02
    مصادر فلسطينية: مدفعية العدو الإسرائيلي تقصف مناطق جنوب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة
  • 23:41
    مصادر فلسطينية: إطلاق نار من آليات العدو الإسرائيلي شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة
  • 23:17
    مجلة فايننشال تايمز البريطانية: أمريكا صعدت هجماتها على منظمة التجارة العالمية
  • 23:16
    إذاعة جيش العدو: مقتل جندي إثر إطلاق نار داخل قاعدة عسكرية في الشمال وفتح تحقيق في الحادثة
  • 23:16
    البيت الأبيض: فرض قيود كاملة على دخول رعايا 5 دول جديدة هي ‎سوريا وجنوب السودان وبوركينا فاسو ومالي والنيجر