موقف اليمن الصُّلب.. مَن سيغيِّر المنطقة

في خضمّ التحولات العاصفة التي يشهدها الشرق الأوسط، يبرز موقف اليمن الصُّلب والثابت كعامل حاسم قد يعيد تشكيل خارطة المنطقة برمتها.
لقد شكّلت التحَرّكات اليمنية، الرسمية
والشعبيّة والعسكرية، ردًّا مزلزلًا على ما يُعرف بـ "الخطة الترامبية"
والمخطّطات الأمريكية والإسرائيلية والغربية الرامية إلى فرض هيمنة جديدة وتغيير
جذري في بنية المنطقة لصالح أجندات معينة.
فبصلابة غير مسبوقة، استطاع اليمن أن
يضع العصا في دواليب هذه المخطّطات، مؤكّـدًا قدرته على إفشالها وتحويل مسار
الأحداث.
وفي لحظة تاريخية فارقة، جسّد موقف
اليمن المشرف أعلى درجات التضامن مع الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في غزة..
فلم يكن الدعم مُجَـرّد تصريحات
سياسية، بل تحوّل إلى عمل عسكري نوعي غيّر قواعد الاشتباك في المنطقة..
فقد سارعت القوات المسلحة اليمنية إلى
إسناد غزة، مُعلنةً عن حقها في الرد والدفاع عن القضية المركزية للأُمَّـة..
وشمل هذا الإسناد تنفيذ عمليات
عسكرية دقيقة استهدفت مواقع حيوية للكيان الصهيوني، حَيثُ طالت الصواريخ الفرط
صوتية وطويلة المدى والطائرات المسيرة أهدافًا استراتيجية في العمق، مثل أم الرشراش،
يافا، حيفا، وعسقلان.
هذه الضربات النوعية لم تكن مُجَـرّد
رسائل تحذير، بل كانت دليلًا قاطعًا على امتلاك اليمن لقدرات ردع متقدمة تمكّنه من
الوصول إلى أبعد النقاط لسحق قطعان المستوطنين، ما أدخل عنصرًا جديدًا ومربكًا في
حسابات العدوّ وحلفائه.
ولعلّ أكثر الخطوات اليمنية تأثيرًا
هو القرار الشجاع بفرض الحصار البحري على الكيان الصهيوني..
لقد أَدَّى هذا الحصار إلى إحداث شلل
كلي في حركة الملاحة المتجهة إلى موانئ العدوّ، وعلى رأسها ميناء إيلات، الذي
تعرّض لمنع تام من الملاحة في البحر الأحمر، البحر العربي، والمحيط الهندي.
إنّ استهداف السفن المرتبطة بالكيان
الصهيوني أَو التي خرقت قرار منع الملاحة، قد ألحق بالعدوّ خسائر اقتصادية فادحة..
ووفقًا للتقارير، فقد بلغ عدد السفن
المستهدفة منذ بدء إسناد غزة 228 سفينة إسرائيلية أَو مرتبطة بها أَو متجهة إلى موانئ
العدوّ، ما يمثل ضربة قاصمة لشريان الحياة الاقتصادي للكيان ويؤكّـد فاعلية وقوة
هذا الحصار.
الهزيمة الأمريكية التي جعلت قصف
اليمن "محظورًا"
لم يقتصر الأمر على الكيان الصهيوني،
بل امتد ليطال العدوان الأمريكي الغربي السافر على اليمن.
فقد شهد العالم على الهزيمة النكراء التي
مُنيت بها الولايات المتحدة الأمريكية في عدوانها الذي استمر قرابة 55 يومًا.
لقد تعرضت البحرية الأمريكية
لانتكاسة غير مسبوقة في تاريخها، حَيثُ استهدفت القوات المسلحة اليمنية بعزم وإصرار
كُـلّ حاملات الطائرات العملاقة التي تم جلبها إلى المنطقة، ومنها "آيزنهاور"،
"أبراهام لنكولن"، "هاري ترومان"، و"روزفلت"..
بالإضافة إلى حاملات الطائرات، تم استهداف
عدد كبير من القطع البحرية التابعة للولايات المتحدة بضربات صاروخية وبالطائرات
المسيرة، حَيثُ كانت الإصابات ناجحة ومباشرة، هذه الضربات أرغمت هذه الحاملات
والقطع البحرية على مغادرة البحر الأحمر والعربي خوفًا من تعرضها للغرق.
وتم إسقاط 3 طائرات مقاتلة من طراز F-18 وعدد كبير من الطائرات المسيرة المتقدمة من
طراز MQ-9..
هذه الخسائر الفادحة أجبرت الولايات
المتحدة الأمريكية على الإعلان عن وقف العدوان على اليمن والالتزام بعدم دعم
الكيان الصهيوني في معركته مع القوات المسلحة اليمنية، وهو ما يمثل نصرًا استراتيجيًّا
مدويًا لليمن..
ما يؤكّـد عمق هذه الهزيمة والتكلفة
الباهظة التي دفعتها واشنطن، هو ما كشفته الأحداث الأخيرة من مطالبة مجرم الحرب
نتنياهو من الرئيس الأمريكي ترامب قصف اليمن بشكل مباشر.
إلا أن رد ترامب بالرفض القاطع كان لافتًا..
هذا الرفض يشير بوضوح إلى أن هزيمة أمريكا
في مواجهة اليمن في معركة الـ 55 يومًا جعلتها اليوم حريصة جِـدًّا ولا تريد
التورط في مستنقع اليمن من جديد.
لقد أدركت واشنطن أن تداعيات الدخول
في حرب مباشرة مع اليمن مكلفة وباهظة على الولايات المتحدة الأمريكية على الصعيدين
العسكري والاقتصادي، وأن اليمن لم يعد هدفًا سهلًا يمكن قصفه بقرار عابر.
اليمن.. صانع التغيير الحقيقي في
المنطقة إنّ النقطة الفاصلة هنا، هي أنّ من استطاع هزيمة أمريكا في البحر الأحمر
والبحر العربي، وقصف حاملات الطائرات والقطع البحرية التابعة لها بالصواريخ
والمسيرات، وإجبارها على الهروب من مسرح عمليات القوات البحرية اليمنية بشكل ذليل
ومخزٍ، هو جدير وقادر على تغيير الشرق الأوسط بالشكل الذي يراه مناسبًا..
فالقوة التي أرغمت أعظم قوة بحرية في
العالم على الانسحاب هي القوة الحقيقية التي تملك مفتاح المستقبل.
لم تعد الولايات المتحدة والكيان
الصهيوني هما من يحدّدان مسار المنطقة؛ بل أصبح اليمن، بقوته العسكرية وإرادته الشعبيّة،
هو الطرف القادر على إعادة صياغة موازين القوى ودفن المخطّطات التي تحاول الهيمنة
على مقدرات المنطقة وإرادتها.
القيادة الملهمة والتعبئة الشعبيّة
المليونية..، حَيثُ يُعدّ الموقف المشرف للقيادة اليمنية ممثلة بالسيد القائد
عبدالملك بدر الدين الحوثي، يحفظه الله، الركيزة الأَسَاسية لهذا الصمود..
فمن خلال إطلالاته الأسبوعية، استمر
في إبراز معاناة الشعب الفلسطيني وحرب الإبادة الجماعية والمجاعة التي يشهدها قطاع
غزة، مؤكّـدًا على استمرار موقف اليمن في إسناد المقاومة بكل الوسائل المتاحة
والممكنة..
هذه القيادة الحكيمة والملتزمة تشكل
نبض الوجدان اليمني المتضامن..
بالتوازي مع الموقف الرسمي، يخرج
الشعب اليمني في مسيرات مليونية أسبوعية كُـلّ يوم جمعة في ميدان السبعين وفي
مختلف المحافظات والمديريات والعزل..
هذا الخروج المليوني يمثل رسالة
واضحة لا لبس فيها تؤكّـد موقف اليمن الشعبي الثابت والداعم للقضية الفلسطينية
والمؤيد تمامًا للقوات المسلحة في اتِّخاذ أي تصعيد عسكري تراه مناسبًا.
إنّ التفويض الكامل لقائد الثورة، السيد
عبدالملك الحوثي، في اتِّخاذ القرارات اللازمة لدعم القضية الفلسطينية، يمنحه
القوة اللازمة للمضي قدمًا بثبات.
إنّ هذا الحراك الشعبي الأسبوعي يمثل
رسالة واضحة للولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وكل من يقف خلفهما، بأن
موقف اليمن مكتمل رسميًّا وشعبيًّا وعسكريًّا.
فلا سبيل أمام رهان العدوّ على خلخلة
الجبهة الداخلية اليمنية أَو إشغال اليمن وتحييده عن دعم القضية الفلسطينية وإسناد
غزة.
فـ اليمن اليوم ليس مُجَـرّد دولة على الخارطة، بل هو محور صُلب في معادلة المنطقة الجديدة، ويُثبت كُـلّ يوم أن موقفه الصلب هو من سيغيّر المنطقة.

الخارجية الإيرانية تدين الهجمات الصهيونية على قوارب المساعدات المتجهة إلى غزة وتدعو لمحاسبة المجرمين
متابعات | المسيرة نت: أدانت وزارة الخارجية الإيرانية، الهجمات التي شنها الكيان الصهيوني بطائرات مسيّرة على قوارب المساعدات الإنسانية المتجهة إلى قطاع غزة قبالة السواحل التونسية، ووصفتها بأنها تجسّد "ازدراء للسيادة الدولية والقانون الدولي والحياة الإنسانية".-
04:03مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تشن حملة مداهمات للمنازل خلال اقتحام قرية المغير شرق رام الله
-
03:30صحيفة واشنطن إكزامينر: أمريكا على أعتاب حرب لا نهاية لها هذه المرة في فنائها الخلفي
-
03:30صحيفة واشنطن إكزامينر: نهج ترامب العسكري يكرر تجارب فاشلة ويستخدم القوة دون موافقة الكونغرس في خرق للدستور
-
03:29صحيفة واشنطن إكزامينر: ترامب أرسل البحرية الأمريكية إلى البحر الكاريبي وإدارته تدرس ضربات داخل فنزويلا
-
03:29صحيفة واشنطن إكزامينر: اليمنيون ما زالوا يسيطرون على الملاحة في البحر الأحمر والإيرانيون مستمرون في برنامجهم النووي
-
03:28صحيفة واشنطن إكزامينر: بعد تسعة أشهر من ولايته الثانية شن ترامب عمليتين عسكريتين في "الشرق الأوسط" بقصف في اليمن وإيران