السيد نصر الله.. شهيد الإنسانية ورمز المقاومة

لم يكن مُجَـرَّدَ رجل عاش ومات، بل كان مشروعًا أخلاقيًّا وإنسانيًّا، سيظلُّ حَيًّا في ضمير كُـلِّ مَن يؤمنُ بأن الكلمةَ الصادقةَ أقوى من الرصاصة، وأن الإنسان يستحقُّ أن يُدافَعَ عنه، حتى لو تخلى عنه العالم.
يُعد السيد حسن نصر الله من الشخصيات
التي تجاوزت حدودَ الزمان والمكان؛ إذ لم يكن مُجَـرّدَ قائد سياسي أَو عسكري، بل
كان تجسيدًا حَيًّا لفكرة المقاوَمة الإنسانية في وجه الظلم والاستكبار العالمي.
تحوّل نصر الله إلى رمزٍ أخلاقي
وثقافي، ليس فقط في لبنان، بل في وجدان الشعوب المستضعَفة التي رأت فيه صوتًا للحق
حين خفتت الأصوات، وضميرًا حيًّا حين تبلَّدت الضمائر.
إن وصفَه بـ"شهيد الإنسانية"
لا يأتي من فراغ، بل من تراكم مواقفِه التي انحازت دومًا إلى الإنسان، بغضِّ النظر
عن دينه أَو قوميته أَو جغرافيته.
لقد شكّل السيدُ نصر الله حالةً
فريدةً في الخطاب السياسي العربي؛ إذ جمع بين الصدق في التعبير والجُرأة في الموقف،
وبين التواضُع الشخصي والصلابة الفكرية.
لم يكن خطابُه موجَّهًا للنخب فحسب، بل
كان قادرًا على مخاطبة وجدان العامة، مستندًا إلى لُغةٍ وجدانية عميقة، ومواقفَ
عملية أثبتت صدقيتَها في الميدان.
في اليمن -على سبيل المثال- لم ينسَ
الشعبُ موقفَه الشجاعَ في بداية العدوان، حين قال: "إذا لم يكن اليمنيون من
العرب، فمن هو العرب؟"، وهي عبارةٌ تحوَّلت إلى شعار وجداني يردِّدُه
اليمنيون في كُـلّ مناسبة؛ تعبيرًا عن امتنانهم لقائدٍ لم يتخلَّ عنهم في لحظة عُزلة
دولية.
تحليل شخصية السيد نصر الله لا يمكن
أن ينفصلَ عن السياق التاريخي الذي عاش فيه.
فقد نشأ في بيئة مقاومة، وتربّى على
ثقافة الجهاد، لكنه لم يحصر نفسَه في الإطار العسكري، بل انفتح على قضايا
الأُمَّــة، من فلسطين إلى العراق، ومن البوسنة إلى اليمن.
كان يرى في المقاومة مشروعًا حضاريًّا،
لا مُجَـرّد رد فعل على الاحتلال، ولذلك كان حريصًا على بناء خطاب وحدوي، يتجاوزُ
الانقساماتِ الطائفيةَ والمذهبية، ويؤسِّسُ لوعي عربي وإسلامي جامع.
هذا ما جعله يحظى باحترامٍ واسعٍ حتى
من خصومه، الذين لم يستطيعوا إنكارَ تأثيره العميق في وجدان الجماهير.
رحيلُ السيد نصر الله -إن صحّ وصفُه
بالرحيل- لم يكن نهايةً لمسيرته، بل بداية لتحوّله إلى فكرة خالدة.
فالمقاومون لا يموتون، بل يتحوّلون
إلى رموز تُلهِمُ الأجيال وتُرشِدُ المسارات.
لقد أصبح نصرُ الله جزءًا من الذاكرة
الجماعية للشعوب التي تؤمن بالحق، وخُصُوصًا في اليمن، حَيثُ يُرفَع اسمُه في المَسيرات،
وتُعلّق صورُه في البيوت، ويُذكر في الخطب والقصائد، بوصفه "شهيدَ الإنسانية"
الذي لم يتخلَّ عن الإنسان في لحظة المحنة.
إن تحليلَ إرث السيد حسن نصر الله لا
يكتملُ دونَ الإشارة إلى تأثيره الثقافي؛ إذ ساهم في إعادة تعريف مفهومِ البطولة
في الوعي العربي.
لم تعد البطولةُ مرتبطةً بالقوة
العسكرية فقط، بل أصبحت مشروطةً بالصدق، والوفاء، والانحياز للإنسان.
لقد قدّم نموذجًا جديدًا للقائد، الذي
لا يختبئُ خلفَ البروتوكولات، بل يواجهُ، ويخاطِبُ، ويعتذر، ويُبكِي الجماهيرَ
بصدقه، لا بخطاباته المصطنعة.
وهذا ما جعله يحظَى بلقبِ
"الأمين"؛ ليس فقط لأَنَّه أمين على المقاومة؛ بل لأَنَّه أمينٌ على
وجدان الأُمَّــة.
في النهاية، فَــإنَّ السيدَ حسن نصر الله، شهيد الإنسانية، لم يكن مُجَـرَّدَ رجل عاش ومات، بل كان مشروعًا أخلاقيًّا وإنسانيًّا، سيظلُّ حَيًّا في ضمير كُـلِّ مَن يؤمنُ بأن الكلمةَ الصادقةَ أقوى من الرصاصة، وأن الإنسان يستحقُّ أن يُدافع عنه، حتى لو تخلى عنه العالم.

"فلسطين2" من باليستي إلى فرط صوتي ثم متعدّد الرؤوس.. اسم أرض وقضية برمزية مقدَّسة
المسيرة نت| خاص: منذ انخراطها في معركة إسناد غزة، لم تعد عمليات القوات المسلحة اليمنية مُجَـرّد رسائل دعم رمزية أَو استهداف بعيد المدى على أطراف وعمق الخارطة الصهيونية؛ بل قفزة تكنولوجية في السلاح المستخدم، ورسالة ردع تصيبُ قلب المنظومة الأمنية التي على أَسَاسها قام واستقر كيان الاحتلال الإسرائيلي.
اشتباكات عنيفة وكمين مركّب وقتلى وجرحى في قوَّةٍ صهيونيَّة بغزَّة وإعلام العدوّ يكشف التفاصيل
المسيرة نت| متابعات: كشفت وسائل إعلام صهيونية، مساء اليوم الاثنين، عن شن المقاومة الفلسطينية هجومًا معاكسًا ومنظمًا على قوَّةٍ صهيونيَّة في غزة، موقعًا قتلى وجرحى، وطائرات الإخلاء تُجلي المصابين.-
22:10وزارة الخارجية: نحمّل دول الترويكا وأمريكا التداعيات المحتملة لإعادة فرض العقوبات على إيران، وما قد يترتب عليها من تصعيد يُهدد الأمن الإقليمي والدولي
-
22:10وزارة الخارجية: سياسة الضغوط والابتزاز والعقوبات لا تجدي نفعا ولا تستطيع كسر إرادة الشعوب الحرة
-
22:09وزارة الخارجية: إعادة فرض العقوبات على إيران شاهد جديد على ما تطرقت إليه الآية القرآنية رقم "105" من سورة البقرة
-
22:09وزارة الخارجية: بالرغم من اتباع إيران نهج الحوار والتعاون إلا إن أمريكا ودول الترويكا كانت تقابل ذلك بمزيد من الانتهاكات والضغوط والعدوان
-
22:09وزارة الخارجية: نستنكر ما أقدمت عليه ما يسمى بـ "الترويكا الأوروبية" من إعادة فرض العقوبات على إيران
-
22:08وزارة الخارجية تؤكد رفض الجمهورية اليمنية السياسات العدائية تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية