محافظ عدن لـ "المسيرة": أي تحرّك صهيونيٍّ في اليمن سيكونَ بإيعازٍ من الرياضِ وأبوظبي
آخر تحديث 20-09-2025 18:34

خاص|حاوره إبراهيم العنسي| المسيرة نت: أكّد محافظ محافظة عدن طارق سلام أن زيارة العدو الإسرائيلي لمناطق الجنوب اليمني المحتلة تأتي ضمن ترتيبات ومخططات صهيونية، وأنه لا يمكن النظر إليها بمعزل عن سياقها الحقيقي، وهو التوغل الصهيوني الممنهج في المنطقة، بدعم من القوى المحتلة وأدواتِهاِ.

وأشار إلى أن هذه التحركات التي يُنفِّذها العدو الصهيوني هي محاولات لفرض واقع جديد وتثبيت موطِئ قدمٍ على التراب اليمني الطاهر لصالحِهِ، معتبراً هذه التحركات خيانةً وطعنةً في ظهر القضية الفلسطينية وفي ظهر الأمة كلها.

إلى نص الحوار

حديث أصبح على كل لسان حول زيارات العدو الإسرائيلي للمناطق المحتلة جنوبي البلاد... كيف تنظرون أستاذ طارق إلى هذه الزيارات التي بدأت بعناصر من الموساد في يونيو الماضي، أعقبتها زيارة ضباط صهاينة قبل أسابيع، بصحبة عناصر من مليشيا المجلس الانتقالي التابع للإماراتِ؟

بدايةً، يمكن القول إن زيارة اليهود لمناطق الجنوب المحتلة تأتي ضمن ترتيبات ومخططات صهيونية، ولا يمكن النظر إليها بمعزل عن سياقها الحقيقي، وهو التوغل الصهيوني الممنهج في المنطقة، بدعم من القوى المحتلة وأدواتِهاِ، فهذه التحركات التي ينفذها العدو الصهيوني ليست مجرد جولة سياحية، بل هي محاولات لفرض واقع جديد وتثبيت موطئ قدم على التراب اليمني الطاهر، وشرعنة التواجد الصهيوني على أرض يمنية عربية، و هذه الخيانة الوضيعة تمثل طعنة في ظهر القضية الفلسطينية وفي ظهر الأمة كلها وتكشف وتعري الأهداف الخفية والخطيرة لقوى الاحتلال التي تعمل من أجل تحقيق أهداف ومصالح الكيانِ الصهيونيِ.

عادةً ما يربط العدو أهدافه بخلق واقع متقلبٍ مضطربٍ وغير مستقر في المناطق التي يتواجد فيها، أَلا تربط سهولة وصول كيان العدو الإسرائيلي إلى المناطق اليمنية المحتلة بالوضع المتأزم في الجنوب، بما فيه الفساد، خلافات المليشيات وصراعاتها، أطماع المحتل، طموحات المتنافسينِ؟

هو كذلك، الوضع المتأزم في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة ليس وليدَ الصدفةِ، هو نتيجةٌ مباشرةٌ للفساد الذي زرعه الاحتلال، والخلافات التي أشعلتها ميليشياتُهُ الرخيصةُ مستندةً إلى دعمٍ وتمويلٍ من قِوى الاحتلال التي سخّرت جلَّ إمكانياتها ودعمَها لصالح ميليشياتٍ متطرفةٍ سخرت كلَّ مقدّرات الوطن لصالح مشاريعها الضيقة ومصالحٍ فئويةٍ ومناطقيةٍ بحتةٍ، لكن المهم مع كل هذا أن الشارعَ اليمنيَّ الجنوبيَّ يرفض هذه الأجنداتِ التدميرية، ويثبت كلَّ يومٍ أنّه جزءٌ أصيلٌ من النسيجِ اليمنيِّ المقاومِ الرافضِ للارتهانِ والعمالةِ.

حديث الصهاينة والذي يبدو واثقًا من توظيف أدواتِ الخيانة الخارجية، وتشمل أدواتِ السعودية والإمارات... كيف تفهمون هذه التصورات الصهيونية لمدى استجابة المرتزقة لطموحات العدو الإسرائيلي ومحاولات استهدافِ اليمنَ؟

حديث الصهاينة عن توظيف أدوات الخيانة والعمالة ليس إلا كشفًا لما كان خفيًّا، فهذه الأدوات، التي تدّعي الوطنيةَ، هي في الحقيقة مجرد بيادقَ في مشروعٍ صهيونيٍّ أوسعَ، علاقتها بالكيان الصهيوني ليست مفاجئةً، فمن يعمل لصالح السعودية والإمارات، وهما حليفان للكيان، ولا يمكن أن يكون بمعزلٍ عن أجنداتِهما، ثم إن قبول هذه الأدوات بالعمل مع العدو يعكس غيابَ الوازعِ الوطنيِّ والدينيِّ والأخلاقيِّ ويتجاهل كلَّ تلك المآسي والجرائم البشعة التي مارسها ويمارسها المحتل ضدّ إخواننا في غزة، بل إن هذه العمالةَ الرخيصةَ تكشف حالةَ الارتهانِ والوضاعةِ الرخيصةِ التي وصلتْ إليها القوىُ العميلةُ، مقابل مكاسبَ شخصيةٍ ومرتباتٍ شهريةٍ.

استهداف العدو لحكومة التغيير والبناء ثم استهداف الصحفيين والمدنيين قبل أيام، أَلا تشير إلى وجعٍ كبيرٍ للكيان الإسرائيلي أولًا من صعوبةِ اختراق الجبهة اليمنية، ثم لمدى تأثيرِ الإعلامِ اليمنيِّ وانزعاجِ العدوِّ منه كي يقوم بهذه الاستهدافاتِ ذاتِ الطابعِ المدنيِّ الخالصِ؟

استهداف العدو لحكومةِ التغييرِ والبناءِ، ثم للصحفيينَ والمدنيينَ في كلٍّ من صنعاءَ والجوفِ جريمةٌ مكتملةُ الأركانِ تُضافُ إلى السجلِّ الإجراميِّ الملطّخِ بدماءِ الأبرياءِ في كلٍّ من فلسطين ولبنان وإيرانَ وسوريا واليمنِ وصولًا إلى قطرِ.. هذه الجريمةُ البشعةُ تحمل دلالاتٍ واضحةً كونها محاولةً يائسةً لإسكاتِ الصوتِ الوطنيِّ، وتكميمِ الأفواهِ التي تكشفُ المخطّطَ الصهيونيَّ المزعومَ، وعندما يستهدف العدوُّ المؤسساتِ المدنيةَ، والصحفيينَ، والمواطنينَ، فذاكَ يؤكدُ أن هذا الكيانَ المجرمَ فقد كلَّ أوراقِهِ في مجابهةِ المقاومةِ وجبهاتِ الإسنادِ والزخمِ العالميِّ المتعاظمِ تجاهَ سياستِهِ الإجراميةِ، وأنَّه يخشى من أيِّ صوتٍ ينطقُ بالحقِّ.

 وفي الوقتِ الذي يرحبُ فيه العملاء والخونة باليهودِ على الأرضِ اليمنيةِ، فإنَّ العدوَّ يستهدفُ أبناءَ اليمنِ الأحرارَ، وهذا التناقضُ يكشفُ أنَّ هذه الأدواتِ هي مجرد أذرعٍ تنفيذيةٍ للمشروعِ الصهيونيِّ وبعيدةٌ كلَّ البعدِ عن طبيعةِ وحقيقةِ الشعبِ اليمنيِّ المجاهدِ الذي حملَ على عاتقِهِ قضيةَ الأمةِ وشرفَها وكرامتَها إلى جانبِ إخوانِهِ في المقاومةِ الفلسطينيةِ، والذي ينظرُ إلى أنَّ مدَّ اليدِ للعدوِّ الإسرائيليِّ والأمريكيِّ خيانةٌ كبيرةٌ دينيةٌ وأخلاقيةٌ.

 لجوءُ العدوِّ الإسرائيليِّ الأمريكيِّ من جديد لهذه الأدواتِ كخيارٍ لمواجهةِ الإسنادِ اليمنيِّ لفلسطين... على ما يدلُّ هذا برأيكم؟ِ

لجوءُ العدوِّ إلى أدواتِ السعوديةِ والإماراتِ لمواجهةِ الإسنادِ اليمنيِّ دليلٌ على فشلهِ الذريعِ في تحقيقِ أهدافهِ العسكريةِ في وقفِ جبهةِ الإسنادِ اليمنيةِ منذ انطلاقِ معركةِ طوفانِ الأقصى منذ قرابةِ العامينَ، رغم ما قام به العدوُّ من عملياتٍ عدوانيةٍ وسلسلةِ هجماتٍ إجراميةٍ وتحالفاتٍ إقليميةٍ ودوليةٍ متعددةٍ، ومع ذلك يضطرُّ الكيانُ المهزومُ بمعيةِ الأمريكيينَ إلى الاعتمادِ على مرتزقةٍ، وهذا إن دلَّ على شيءٍ فإنما يدلُّ على أن جبهةَ المقاومةِ اليمنيةِ قد أوجعتهُ بقدرِ ما تعرّضَ لهُ من زلزالٍ مدمرٍ على أيدي الأبطالِ في غزة، وها هو اليومَ يبحثُ عن حلولٍ بأدواتٍ "منتهيةِ الصلاحيةِ"، عبر مجموعةٍ من الخونة الوضيعينَ الهاربينَ في فنادقٍ وعواصمِ الدولِ؛ وهذا الحالُ من اليأسِ والإفلاسِ الذي وصلَ إليهِ الكيانُ الصهيونيُّ ينطبقُ عليهِ المثلُ العربيُّ الشهيرُ: كالمستجيرِ من الرمضاءِ بالنارِ

إنَّ اليمنَ، بفضلِ اللهِ وصمودِ شعبِه، وحنكةِ قيادتِهِ الثوريةِ والسياسيةِ ممثلةً بالسيدِ القائدِ عبدالملكِ بدرالدينِ الحوثي — حفظهُ اللهُ — ورئيسِ المجلسِ السياسيِّ الأعلى فخامةِ المشيرِ الركنِ مهدي المشاطِ والقواتِ المسلحةِ اليمنيةِ، أصبحَ شوكةً في حلقِ العدوِّ الصهيونيِّ وحلفائِهِ

كيف تتابعُون تفاعلَ الشارعِ في المناطقِ اليمنيةِ المحتلةِ مع عملياتِ اليمنِ العسكريةِ في عمقِ الكيانِ الإسرائيليِّ والخروج الأسبوعيِّ في كلِّ الساحاتِ إسنادًا لغَزَّةَ، أَلا يشكّلُ هذا الفعلُ غيرَ المألوفِ عربيًا وإسلاميًّا وحتى عالميًّا — بخروجهِ المستمرِّ والمنتظمِ — حالةً تاريخيةً فريدةً؟ِ

لا شكَّ إنَّ الشارعَ اليمنيَّ في المناطقِ المحتلةِ يتابعُ بكلِّ فخرٍ واعتزازٍ العملياتِ العسكريةَ التي تنفِّذها القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ في عمقِ الكيانِ الإسرائيليِّ، وما نشاهِدُهُ من خروجٍ جماهيريٍّ وشعبيٍّ متواصلٍ في أكثرَ من محافظةٍ محتلةٍ على الرغمِ من سياسةِ الأدواتِ الرخيصةِ المتحالفةِ مع الكيانِ ومنعِها لأيِّ أنشطةٍ أو فعالياتٍ تهاجِمُ سياسةَ العدوِّ الصهيونيِّ، ومع ذلك نجدُ أنَّ أبناءَ المحافظاتِ الجنوبيةَ لم يتخلّوا عن مبادئِهم أو يستسلموا لضغوطاتِ الخونة والعملاء وتحالفِ العدوانِ، وهو تعبيرٌ صادقٌ عن الولاءِ لفلسطينَ وغَزَّةَ، وتأكيدٌ على أنَّ اليمنَ كلَّهُ، بشمالِه وجنوبِه، يقفُ صفًّا واحدًا في مواجهةِ العدوِّ، و هذا التفاعلُ يثبتُ أنَّ الوعيَ الوطنيَّ أكبرُ من كلِّ محاولاتِ الاحتلالِ لطمسِ الحقائقِ وحرفِ الموقفِ اليمنيِّ عن مسارهِ الحقيقيِّ

كيف تقرأون موقفَ الشارعِ في المناطقِ اليمنيةِ المحتلةِ من تعاونِ الأدواتِ مع العدوِّ الإسرائيليِّ؟ِ

موقفُ الشارعِ في المناطقِ المحتلةِ من تعاونِ الأدواتِ مع العدوِّ الإسرائيليِّ هو موقفُ الرفضِ المطلقِ، الشعبُ اليمنيُّ بطبيعتهِ الإنسانيةِ والأخلاقيةِ والدينيةِ يرفضُ الخيانةَ، ويرفضُ التطبيعَ مع كيانٍ محتلٍّ ومغتصبٍ وجبانٍ، وإذا كانَ الشعبُ اليمنيُّ من الشمالِ إلى الجنوبِ ومن الشرقِ إلى الغربِ لا يقبلُ الضيمَ أو الباطلَ بحقِّ غيرِه، فكيفَ لهُ أن يقبلهَ بحقهِ هو؟! فالتاريخُ يشهدُ أنَّ اليمنَ لم ولن يكونَ يومًا مسرحًا للتطبيعِ مع العدوِّ وأنَّ أيَّ محاولةٍ للتطبيعِ ستواجهُ بالرفضِ الشعبيِّ الكاملِ، وسيكونُ مصيرها الفشلُ، وبالنسبة لما سيترتَّبُ على هذا الموقفِ أعتقدُ أنَّ الأيامَ القادمةَ ستحملُ في طيّاتها الكثيرَ والكثيرَ من المتغيراتِ التي ستقلبُ الطاولةَ على هذا العدوِّ والمترتِّبةِ على هذا الموقفِ الجبانِ لأدواتِ الاحتلالِ

ماذا يقولُ أبناءُ المناطقِ المحتلةِ جنوبَ اليمنَ عن استضافةِ "الزبيدي" لفريقٍ عسكريٍّ صهيونيٍّ؟ِ

استضافةُ الخائن والعميل الزبيدي لفريقٍ عسكريٍّ صهيونيٍّ لم تكن بحدثٍ غريبٍ أو مستبعدٍ، فنفسُ الشخصِ المرتزقِ العميلِ طالبَ الصهاينةَ وعبرَ شاشاتِ التلفازِ بالتطبيعِ والتحالفِ معهم دونَ أيِّ خجلٍ أو احترامٍ لمبادئِ وأخلاقِ أبناءِ عدنَ والضالعِ وكلِّ محافظاتِ اليمنِ المحتلةِ التي يأبى شرفُها وأخلاقُها الإتيانَ بمثلِ هذا الفعلِ المشينِ الذي يطبعُ على صاحبهِ وكلِّ من شاركَ فيه صمّةَ العارِ الأبديّةَ، وفي الوقتِ الذي تشهدُ فيهِ غزةُ عدوانًا وحشيًا، ويشهدُ العالمُ ثورةَ غضبٍ غيرَ مسبوقةٍ

هذا الفعلُ الكبيرُ والمحسوب على الزبيدي باستقبالِ الفريقِ الصهيوني دليلٌ واضحٌ على مدى ارتهانِ هذه الشخصياتِ للعدوِّ، وعدمِ اكتراثِها بمشاعرِ الشعبِ اليمنيِّ والأُمةِ العربيةِ.. إنَّهُ خروجٌ عن كلِّ القيمِ والمبادئِ، وتأكيدٌ على أنَّ هذه الأدواتِ لا تختلفُ عن العدوِّ في شيءٍ

لكنَّ الزبيدي أولًا وأخيرًا ليسَ إلا ورقةً إماراتيةً للعبِ، فيما القرارُ هناك؛ في أبوظبي؟!

صحيحٌ... الخيانةُ الكبيرةُ التي ارتكبها الخائن الزبيدي في هذا التوقيتِ الحساسِ جاءت تلبيةً لأوامرِ أبوظبي في إطارِ الدورِ المشبوهِ الذي تمارسهُ هذه المشيخةُ الإماراتيةُ تجاهَ الأُمةِ والشعوبِ العربيةِ، وهذه العمليةُ تأتي في إطارِ التنسيقِ الأمنيِّ والسياسيِّ بينَ الإماراتِ والكيانِ، والمرتزقُ الزبيدي مجردُ أداةٍ لتنفيذِ هذه الأجنداتِ، وهذا يجعلُنا نقولُ إنَّ من وراءَ هذا الفعلِ المشينِ بحقِّ اليمنِ، الإماراتُ أولًا ثم يأتي دور الأدواتِ الصغيرةِ

برأيكم هل هناكُ من مجنّدي الأدواتِ من يمكنُ أن يقبلَ الموتَ بصفِّ (العدوِ الصهيونيِّ) بعدَ أن كُشفت المخططاتُ وسقطتِ الأقنعةُ عن مشروعِ الاستباحةِ الكبيرِ للأُمّةِ ومنها محاولاتُ إخضاعِ اليمنَ للمشروعِ الصهيونيِّ اليهوديِّ الخالصِ؟

لا يمكنُ أن يقبلَ الموتَ بصفِّ هذا العدوِّ إلا من باعَ دينَهُ ووطنَهُ وشرفَهُ، وها نحنُ اليوم نعيشُ في زمنٍ كما أشرتَ سقطتْ فيهِ الأقنعةُ وتكشَّفتْ فيهِ المخططاتُ الخفيّةُ وتعرتْ فيهِ المواقفُ المزيفةُ عن مشروعِ الاستباحةِ الكبيرِ للأُمّةِ، ومحاولاتُ إخضاعِ اليمنَ هي جزءٌ من هذا المشروعِ، ومن يقبلُ بالعملِ لصالحِ العدوِّ، فإنه يوقعُ على وثيقةِ خيانتِهِ لشعبِه ولأمَّتِهِ، وما أقدمتْ عليهِ ميليشياتُ المحتلِّ من خطوةٍ خطيرةٍ بالتنسيقِ مع العدوِّ وفتحت المجالَ أمامَهُ ليسرحَ ويمرحَ في الأراضي اليمنيةِ إنما هي بهذه الخطوةِ قد وقعتْ على نهايتِها المحتومةِ بل وعجلتْ بذلك، وهي بذلك العملِ الوضيعِ لا تمثلُ إلا نفسها، ولا مكانَ لها في صفوفِ الشرفاءِ، أما المُجنَّدونَ فلا حولَ لهم ولا قوَّةَ، لكنهم في أقربِ فرصةٍ سيكونون خارجَ صفِّ العدوِّ، فقطَ ينتظرون فرصةً للفرارِ بأرواحِهم، فالعدوُّ يستهدِفُ كلَّ من يتفوّهُ بخلافِ رغباتِ العدوِّ وتحالفِه الصهيونيِّ

كيفَ تعلقُون على ظهورِ عناصرَ تتبعُ أو كانت تتبعُ حزبَ الإصلاحِ في قنواتٍ صهيونيةٍ، وخروجِ تغريداتٍ لعناصرٍ محسوبةٍ على الإخوانِ تدعو للتطبيعِ مع كيانِ العدوِّ ومواجهةِ اليمنِ المساندِ لغَزّةَ؟

 ظهورُ عناصرٍ تابعةٍ لحزبِ الإصلاحِ في قنواتٍ صهيونيةٍ وتغريداتُهم الداعيةُ للتطبيعِ، هو دليلٌ جديدٌ على أنَّ هذه الجماعاتِ تعيشُ في أوجِ انحطاطِها، وهي خطوةٌ تكشفُ حقيقةَ هذا الحزبِ الذي لطالما تغنّى واستثمرَ القضيةَ الفلسطينيةَ لتوسيعِ قاعدتِه ونهبِ المواطنينِ خلالَ فترةِ النظامِ المخلوعِ والفاسدِ؛ وكانوا شركاءَ في ذلك المخططِ الذي من خلالِه تُبنى إمبراطوريّاتٌ ضخمةٌ على حسابِ الشعبِ وتحتَ مسمّى القضيةِ الفلسطينيةِ، واليومَ، ومعَ معركةِ طوفانِ الأقصى، تعرّتْ حقيقةُ هذه الجماعةِ الانتهازيةِ التي فضّلت الوقوفَ في صفِّ عدوِّ الأمةِ مقابل الحفاظِ على مكاسبِها الشخصيةِ وحمايةِ مصالحِها المتناغمةِ مع الكيانِ الصهيونيِّ.

ألا ترى أنَّ تغريداتِ أولئكَ تعبّرُ عن نشازٍ ولأكثرِ من سببٍ، فهي تأتي في توقيتٍ يتصاعدُ فيه عدوانُ الكيانِ على المنطقةِ، وفي توقيتٍ يظهرُ العالمُ رفضًا للسلوكِ الصهيونيِّ بشكلٍ أوسعَ؟ هل يمكنُ أن تكونَ جزءًا من مخططِ الهيمنةِ على المنطقةِ لصالحِ المشروعِ الصهيونيِّ؟

لا شَكَّ في ذلكَ، فالجماعةُ التي تقبعُ الآن في فنادقَ الرياضِ، وهي الفنادقُ التي تُدارُ فيها نقاشاتٌ وجلساتُ المفاوضاتِ بينَ الكيانِ الصهيونيِّ والسعوديةِ ومن ورائهما رأسُ الشرِّ أمريكا، ولا يمكنُ أن تمرَّ النقاشاتُ دونَ أن تضعَ السعوديةُ في طرحِها أنَّ اليمنَ وغيرها من بلدانِ المنطقةِ سيمضونَ على نفسِ المسودةِ التي سيوقّعُ عليها الطرفانِ، كونَ اليمنَ من منظورِ الهيمنةِ لا بدَّ أن يكونَ في متناولِ اليدِ السعوديةِ.

هذه الخطوةُ وهذه المواقفُ الفاضحةُ تأتي في إطارِ تسهيلِ وتقريبِ الموقفِ لجماهيرِ الحزبِ التي ما زالت مخدوعةً بهذا الحزبِ الماكرِ الجبانِ الذي يمهّدُ للتطبيعِ مع الكيانِ وخدمةِ مصالحِه في الأراضيِ اليمنيةِ.

هناك رأيٌ موحّدٌ يقولُ: "حتى وإن ظهرَ العدوُّ الإسرائيليُّ في الأراضيِ اليمنيةِ المحتلةِ، إلا أنَّ أيَّ تحرّكٍ لن يكونَ إلا بإيعازِ الرياضِ وأبوظبي.. ما رأيكم؟

بالفعلِ، أيُّ تحرّكٍ صهيونيٍّ في الأراضيِ اليمنيةِ المحتلةِ لن يكونَ إلا بإيعازٍ من الرياضِ وأبوظبي، لأنَّ تلكَ الأنظمةِ العميلةَ هي الأداةُ التي يستخدمُها العدوُّ الصهيونيُّ لنخرِ جسدِ الأمةِ وإغراقِها بالأزماتِ والفوضى مقابلَ تسهيلِ دخولهِ وهيمنتِه على تلكَ الدولِ، كما حدثَ ويحدثُ في سوريا والسودان ويرادُ له أن يتحقَّقَ في لبنانَ، و هذه القوىُ هي من تسيطرُ على الأوضاعِ في الجنوبِ، وهي التي تسمحُ للعدوِّ بالتحرُّكِ على أرضِنا؛ وهم يتحمَّلونَ المسؤوليةَ الكاملةَ عن كلِّ ما يحدثُ وعن كلِّ خيانةٍ تقعُ على أرضِ اليمنِ.

أيُّ رسالةٍ برأيكَم يجبُ أن نوجِّهها للجوارِ بينما تحرّكاتُهم وتحركاتُ العدوِّ الإسرائيليِّ لا تُخفى على أحدٍ في مناطقِنا المحتلّةِ؟

الرسالةُ التي يجبُ أن نوجِّهَها للجوارِ واضحةٌ وصريحةٌ، وهي ما قاله وكررهُ قائدُ الثورةِ السيدُ عبد الملكِ بدرالدينِ الحوثي بتحذيرهِ السعوديةَ والإماراتَ ومَن سارَ على دربِهم، فمن سيتحركُ ضدَّ اليمنَ وشعبِه العظيمِ لن ينالَ سوى الخسرانَ والندامةَ والحسرةَ، وكلُّهم قد جرّبوا المواجهةَ معَ اليمنِ وعلى رأسِهم أمريكا التي ولّت هاربةً مهزومةً مدحورةً.

ولأولئكَ نقولُ: كفّوا تحالفًا مع العدوِّ الصهيونيِّ؛ إن تحرُّكاتِكم وتحركاتِ العدوِّ في مناطقِنا المحتلّةِ لا تُخفى على أحدٍ، إن مسيرةَ الشعبِ اليمنيِّ في مقاومةِ العدوِّ لن تتوقَّفَ، وعليكم أن تعلموا أنَّكم تخسرون ثقةَ الشعوبِ، وأنكم تسيرونَ في طريقٍ لا نهايةَ له إلا الفشلُ والخسرانُ، وإن مصيرَ هذهِ الأمّةِ ومستقبلَ شعوبِها مرتبطٌ باصطفافِنا ووحدتِنا في مواجهةِ العدوِّ، لا في التحالفِ معه.

ورسالتي للعملاءِ والمرتزقةِ: إنَّ الشعبَ اليمنيَّ لن يتسامحَ أو يتهاونَ مع أيِّ فصيلٍ أو طرفٍ استخدمَ ممتلكاتِه ومقدّراتِه لصالحِ الكيانِ الصهيونيِّ وخدمةِ مشاريعهِ الإجراميةِ، وتدركونَ عقوبةَ هذهِ الجريمةِ التي تقترفونها بحقِّ الأمةِ والشعبِ اليمنيِّ المجاهدِ.

ما بعدَ القمةِ الأخيرةِ المخيبةِ للآمالِ والتي عقدت في الدوحةَ قبلَ أيامٍ... كيفَ تنظرُون إلى مستقبلِ المنطقةِ في مواجهةِ العداءِ الصهيونيِّ؟

إن مستقبلَ المنطقةِ في مواجهةِ الداءِ الصهيونيِّ هو مستقبلٌ مشرقٌ بفضلِ اللهِ وصمودِ محورِ المقاومةِ، وإنَّ قمةَ الدوحةَ الأخيرةَ وغيرها من الاجتماعاتِ التي تُعقدُ بين حينٍ وآخرٍ على مستوى قادةِ بعضِ الأنظمةِ المتخاذلةِ مع القضيةِ الفلسطينيةِ لن تنفعَ هذهِ الأمّةَ شيئًا بقدرِ ما هي بحاجةٍ إلى اتخاذِ خطواتٍ عمليةٍ جادّةٍ، ولو أقلُّ القليلِ؛ اقتداءً بالموقفِ الغربيِ المتمثّلِ بالموقفِ الإسبانيِ المشرفِ، كما أنهُ كان يجبَ على هذهِ القمةِ أن تخرجَ بقراراتٍ قويةٍ وصارمةٍ تلبي طموحاتِ الشعوبِ العربيةِ المتعطّشةِ للحريةِ والكرامةِ، وأن تثبتَ أنَّ هناك صحوةً في المنطقةِ، وأنَّ هناك رغبةً حقيقيّةً في لمِّ الشملِ العربيِّ والإسلاميِّ لمواجهةِ هذا العدوِّ. إن كلَّ محاولاتِ التطبيعِ والتحالفِ معَ العدوِّ ستفشلُ لأنَّ الشعوبَ ترفضها، ولأنَّ التاريخَ سيثبتُ أنَّ المقاومةَ هي الطريقُ الوحيدُ للتحرّرِ والانتصارِ.

كلمةٌ أخيرةٌ لكمَ؟

في الختامِ، أودّ أن أؤكّدَ أنَّ اليمنَ سيظلُّ قلعةَ الصمودِ والمقاومةِ في وجهِ كلِّ المؤامراتِ.. إننا جزءٌ أصيلٌ من محورِ المقاومةِ، ويدنا معَ إخوانِنا في فلسطينَ وغَزّةَ، ومهما كثرتِ المؤامراتُ وتعدّدتِ الأدواتُ، فإنَّ الشعبَ اليمنيَّ لن يركعَ ولن يستسلمَ. النصرُ قادمٌ، والمجدُ للأمةِ، والخزيُ والعارُ للخونةِ والعملاءِ.

الفرح يعلق على سرقة السعودية لحن "مانبالي": ينهَبون الأرض ويسرقون التراث
علق عضو المكتب السياسي لأنصار الله، محمد الفرح، على سرقة السعودية لحن زامل يمني شهير "ما نبالي" في عيدها الوطني.
السعودية تسرق لحن زامل يمني شهير "ما نبالي" في عيدها الوطني
أثارت فرقة "الواديين" السعودية جدلاً واسعًا بعد أدائها رقصة العرضة على أنغام زامل "ما نبالي" اليمني خلال احتفالات المملكة باليوم الوطني السعودي.
رئيس كوريا الجنوبية يحذر من كارثة اقتصادية بسبب المطالب الأمريكية
أطلق رئيس كوريا الجنوبية "لي جاي ميونغ" تحذيرات غير مسبوقة من أن الاستجابة للمطالب الأمريكية الحالية قد تضع اقتصاد بلاده على شفير كارثة مالية تضاهي انهيار عام 1997.
الأخبار العاجلة
  • 03:02
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تشعل النيران في أحد المنازل خلال اقتحام قرية المغير شمال شرق رام الله
  • 02:36
    رئيس كوريا الجنوبية لرويترز: الكوريون الجنوبيون غاضبون من المعاملة الأمريكية القاسية لعمال هيونداي ونشر صورهم وهم مقيدون بالسلاسل
  • 02:35
    رئيس كوريا الجنوبية لرويترز: سحب 350 مليار دولار نقدًا للاستثمار في أمريكا بالطريقة التي تطالب بها واشنطن قد يعرضنا لانهيار مالي
  • 02:35
    رئيس كوريا الجنوبية لرويترز: إذا قبلنا المطالب الأمريكية الحالية من دون ضمانات قد يواجه اقتصادنا أزمة تضاهي انهيار 1997
  • 02:35
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تداهم عددًا من منازل المواطنين خلال اقتحامها بلدة قصرة جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية
  • 01:54
    ناشطون ضمن أسطول الصمود: طائرات مسيّرة تحلق مجددا فوق سفن الأسطول في المياه الدولية بالبحر المتوسط
الأكثر متابعة