لماذا يتطابق منطق حزب (الإصلاح) مع مواقف اليهود تجاه المولد النبوي في اليمن؟
آخر تحديث 15-09-2025 15:32

خاص| عباس القاعدي | المسيرة نت: أظهر الشعب اليمني يوم الجمعة الماضية، موقفًا جديدًا يُضاف إلى سجله الحافل بالمواقف الحرة، الصادقة، والمسؤولة، من خلال خروج جماهيري مليوني في صنعاء ومختلف المحافظات.

وجاءت المسيرات المليونية، الغاضبة والشجاعة، بعد أَيَّـام فقط من المجازر الوحشية التي ارتكبها العدوّ الإسرائيلي بحق المدنيين والإعلاميين في العاصمة صنعاء ومحافظة الجوف؛ ما أضفى على المسيرات زخمًا إضافيًّا ورسالة قوية تتجاوز حدود اليمن.

 ويراقب الأعداء عن كثب -كالمعتاد- تحَرّكات الشعب اليمني واحتشاده، لقياس مدى تأثير حملاتهم الإعلامية، وآثار تحَرّكاتهم في التضليل والحرب النفسية والمعنوية، إلا أن الشعب اليمني يثبت في كُـلّ مرة أن رهان العدوّ عليه خاسر؛ إذ يُمنى دائمًا بالخيبة والفشل والهزيمة بإذن الله.

 ويأتي الخروج المليوني كامتداد لموقف الشعب اليمني منذ اللحظة الأولى للعدوان الصهيوني على غزة، بلا تراجع أَو ملل أَو تعب، بل بوعي كامل وإدراك عميق لقيمة هذا الموقف الذي يهز دعائم الباطل، ويبعث برسائل إلى الأمم والشعوب في منطقتنا والعالم، تُظهر أن الأُمَّــة الإسلامية لا تزال حية، وأن العروبة والتضامن والإيمان ما زالت تتجسد في شعب الحكمة والإيمان.

وفي الوقت الذي تراجعت فيه الكثير من الشعوب والحكومات، يقف اليمنيون في المقدمة بشجاعة وكرامة، وكم تعرض الشعب اليمني للظلم، والتحقير من قبل الأعراب والمترفين! وكم سعى البعض إلى الحيلولة دون انطلاقته نحو بناء دولة تعبر عن إرادته وهُويته، وتعكس شموخه وأصالته، لكن يأبى الله إلا أن يظهر الحق، ويكشف حقيقة الشعوب الأصيلة مقارنة بالكيانات التي ظهرت فجأة والتي اعتقدت أن المال والحماية الأمريكية والغربية يكفيان لصنع أمجادها وسمعتها ونفوذها.

واحتفل الشعب اليمني، ومحبو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بهذه المناسبة العظيمة بحضور فاعل وتناغم جمالي، أدهش العالم بأسره، فكانت ذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام في صنعاء ومدن أُخرى لها تأثير ومعنى عميق، وشهدت حدثًا استثنائيًّا.

 لقد أصبحت ذكرى المولد النبوي الشريف تتعاظم مع مرور السنوات، وكأنها طوفان من الروحانية التي أضاءت سماء الكون؛ مِمَّـا أحدث صدمة للأعداء وأسكت الشياطين والأبالسة، وعلى رأسهم الولايات المتحدة والعدوّ الإسرائيلي.

ونقلت احتفالات المولد النبوي الشريف هذا العام، رسالة واضحة للعالم بأن الشعب اليمني لا يمكن أن يُهزم أَو يُقهر طالما أنه يمتلك رؤية واضحة ومشروعًا قياديًّا يدرك أهدافه، ووعيًا وتضامُنًا حول قيمه ودينه وثوابته ومبادئه.

ولهذا كان الأعداء يراقبون حركة الشعب وتفاعل الجماهير، ويبذلون جهودًا كبيرة للنيل من وحدة اليمنيين ووعيهم، وتوحدهم مع قيادتهم، لكن قوة الشعب تكمن في وحدته ووعيه، وهذا ما أظهرته الاحتفالات بالمولد النبوي، التي أرسلت رسالة قوية للعالم بأن الشعب اليمني لا يمكن هزيمته ما دام متمسكًا بهُويته ودينه، وأن اليمن أصبح أُمَّـة فاعلة وقوية، يمتلك رؤية ومشروعًا وقيادة واعية.

ويقدر ما يثلج مشهد المولد النبوي الشريف في اليمن صدور المؤمنين، فهو في المقابل يثير حنق وغضب وسخط الأعداء والمنافقين، وربما لا يوجد يوم ولا مناسبة أثقل على فئة اليهود وأولياء اليهود من المناسبات التي ترتبط بالرسول محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- لأن رسول الله هو رمز وحدة المسلمين، ورمز ارتباطهم بالله سبحانه وتعالى، والأعداء يريدون أن يحلوا محل رسول الله برموز يكون لهم دور في تقسيم المسلمين وتمزيقهم إلى طوائف ومذاهب وجماعات، بحيث يكون لكل جماعة أَو فئة رمز خاص بها، سواء كان رمزًا مذهبيًّا أَو رمزًا حزبيًّا.

هذا بالنسبة للناس الذين ما زال لديهم التزام ووعي، أما المنحرفون فقد أصبحت رموزهم نجوم التعري والسقوط الأخلاقي في أُورُوبا والغرب وفي مختلف بلدان العالم.

يتحدث المقطع السابق عن رصد إعلام العدوّ الإسرائيلي لفعاليات المولد النبوي الشريف في اليمن، حَيثُ أبدى اليهود اهتمامًا كَبيرًا بطريقة احتفال اليمنيين بهذه المناسبة، معتبرين ذلك مؤشرًا على صمود الشعب اليمني واستمرار حياته الطبيعية رغم العدوان الصهيوني.

وانبهر المراقبون الصهاينة بحجم الاحتفال والإنتاج الفني المرتبط بالمناسبة، وخَاصَّة مقطع إنشادي رأوه يعكس الفرح والروح المعنوية العالية، لدرجة أن أحدهم شبّه جودة الإنتاج بعمل عسكري مؤثر، وهذا أثار استغرابهم، لأنهم كانوا يعتقدون أن التهديدات ستُخيف اليمنيين وتشلّ حياتهم كما يحدث في دول عربية أُخرى، لكن الواقع كان عكس ذلك، حيثُ إن الشعب اليمني لا يزال متمسكًا بحياته وهُويته، ويرى في المواجهة مع قطعان "الصهاينة" دليلًا على صحة موقفه، وليس سببًا للخوف أَو التراجع.

وتكمن كلمة السر في الاهتمام أَو الانزعَـاج اليهودي الصهيوني، وكذلك انزعَـاج فئة النفاق من المولد النبوي الشريف في اليمن؛ لأننا في اليمن لا نحيي المولد النبوي كطقوس، بل كموقف أُمَّـة يجسد ويتبع أثر رسول الله، ويحيي سنته ومواقفه قولًا وفعلًا وسلوكًا وجهادًا، ضد أعداء الله وأعداء الإنسانية، ونصرة لإخواننا المظلومين في غزة وفلسطين.

ويمثل الاحتفال في اليمن كأمة منظمة تمتلك مشروعًا وقائدًا الامتداد لمواقف رسول الله، إحياءً يستنهض الأُمَّــة، ويقدم النموذج والقُدوة والتحفيز لبقية المسلمين ليكون لهم نفس الموقف، والعودة إلى رسول الله، واستلهام منهجه وقيمه ومبادئه للخروج من دائرة الهزيمة والذل والهوان والتيه والتبعية للأعداء، وعلى رأسهم أمريكا و(إسرائيل). القيمة السابقة، والثقافة والوعي السابق المرتبطان برسول الله، هما المزعجان والمقلقان للأعداء.

ولو كان الاحتفال بالمولد النبوي مُجَـرّد مناسبة بسيطة وطقوس معزولة عن الواقع لا أثر لها في مواقفنا وفي حياتنا، لما كان عندهم مشكلة.

هذا نموذج من إعلام المنافقين، والذي يُجسِّد جانبًا من مظاهر النفاق، خَاصَّة حين يرفع بعضهم راية الدين زورًا، ويتحدث باسم الإسلام، بينما يحمل في داخله نفس منطق اليهود أعداء الدين ويمضي في ذات المسار.

لقد سمعنا ما قاله أحد اليهود عن احتفالات المولد النبوي، والذي أشار إلى أن الكثير من الدول تحتفل بمولد محمد نبي الإسلام، لكن اليمنيين يحتفلون به بقوة، ويظهرون فيه عزيمتهم، حتى أن النساء يتبرعن بالمال والمجوهرات للقوات الصاروخية التي تقصف كيان العدوّ الإسرائيلي.

واليوم نسمع النبرة ذاتها ونفس القلق يتكرّر من إعلام حزب النفاق (الإصلاح)، الذين يخافون أن تتحول هذه المناسبة إلى حدث مؤثر في وعي الناس، يحرك مشاعرهم، ويوحِّد صفوفهم، ويبعث فيهم القوة والعزة والارتباط برسول الله كرمز جامع، تقف حوله الأُمَّــة قوية، شامخة، تواجه أعداءها بثقة وثبات.

ما يسبب الإزعاج للأعداء والمنافقين هو أن احتفال المسلمين برسول الله يُعتبر عبادة وطاعة لله، كما تكمن مشكلتهم في أن المسلم، عندما يحتفي بنبيه ويصلي عليه ويعزز ذكره ويحضر المناسبات الخَاصَّة به، يرى في ذلك تقربًا إلى الله سبحانه وتعالى وعلى أنه فعل طاعة.

هذا المنافق (الإصلاح)ي، بغبائه، يسيء وينتقص من الشعوب ومن المسلمين فقط ليبحث عن مبرّر أَو دليل يثبت به غباؤه، ولذلك قال أولًا إن الاحتفال يجب أن يكون بيوم بعثة النبي وليس بمولده، ثم عاد وقال إنه لا يوجد يوم محدّد للمولد النبوي، واستدل بأن العرب كانوا يقولون عن أنفسهم: "نحن أُمَّـة لا تقرأ ولا تحسب".

 ومن خلال هذه العبارة، يحاول المنافق أن يصوّر المسلمين على أنهم متخلفون وجهلة ليُثبت أنه هو الفاهم والذكي، كما وصف الشعوب بأنها غوغائية لأنها تحتفل برسول الله؛ أي إن من يخرج لإحياء ذكرى رسول الله يُوصف بالغوغائي، أما من يحتفل بالعاريات الساقطات في حفلات الترفيه بالسعوديّة؟ واحتفالات حزب (الإصلاح) بتأسيس الحزب؟ فَـإنَّ ذلك جائز.

أهم شيء في نظر الوهَّـابية والمنافقين هو خدمة اليهود والصهاينة، ومحاربة كُـلّ ما يعيد الشعوب والأمة إلى هُويتها وأصالتها التي هي مصدر قوتها، القوة النفسية والمعنوية، والقوى الإيمانية التي تمثل المقدمة للقوة المادية وللتحَرّك العملي في ميادين الجهاد والمقاومة، ومواجهة أعداء الله والإنسانية من قتلة الأطفال والنساء، الذين يتجاوز خطرهم ومطامعهم حدود فلسطين إلى بقية الشعوب والبلدان العربية والإسلامية.

المقطع السابق يجسد الواقع تمامًا، ولو لم يكن ارتباط المسلمين بنبيهم ورسولهم واحدًا، في ذكرى المولد التي هي محطة واحدة لارتباط عملي دائم، ولو لم تكن فعالية المولد هامة ومؤثرة ولها هدف وبرنامج ضمن مشروع متكامل، لما أولوها الأعداء هذا الاهتمام والحملات الواسعة قبل وبعد المناسبة، وما بذلوا جهودًا كبيرة لتشويهها ومحاولة خداع البسطاء باسم الدين حتى لا يتأثروا بها وبشعبها، شعب الإيمان والحكمة.

وليس صدفة أن يتطابق خطاب فئة النفاق والتكفير مع خطاب اليهود، في الشكل والمضمون، ولكن مما يزيد في كشف تناقض فئة النفاق في اليمن، لا سِـيَّـما أصحاب الخطاب الديني؛ أي حزب الخونة (الإصلاح)، أنه في الوقت الذي لم يكملوا فيه برامجهم وحملاتهم لتبديع وتكفير مظاهر إحياء المولد النبوي من قبل أبناء اليمن، نجدهم يغنون ويرقصون ويحتفلون بذكرى تأسيس حزبهم السياسي، حزب (الإصلاح).

يوجد فارق واضح بين من يتحدث إلى أبناء الأُمَّــة قائلًا: "نحن جميعًا إخوة تحت لواء رسول الله"، وبين من ينكر ويبتدع الاحتفال بذكرى المولد النبوي، كما أن هناك تباين بين من يسعى للانتماء لأمة بحجم وعظمة أُمَّـة الإسلام، أُمَّـة القرآن، أُمَّـة محمد، ويدفع نحو توحيد المسلمين وتشجيعهم للنهوض بأنفسهم والتحرّر من هيمنة أعدائهم، وبين من يركز على أهدافه وآماله داخل إطار حزبي ضيق، حَيثُ يكون الحزب هو الهدف الرئيسي وتكون مصلحة الحزب هي الأولوية، حتى إذَا كان عدد أعضائه قليلًا أَو كَثيرًا، فسيبقى مُجَـرّد حزب مهما بلغ عدده من الملايين.

فما قيمة هذا العدد إذَا كانوا منغلقين على أنفسهم في سياق حزبي مقابل أن تكون مسلمًا يتوحد مع مليارَي مسلم؟ الانتماء للإسلام ولمبادئ رسول الله هو الفارق الجوهري بين من يرفع شعار رسول الله، شعار الإسلام، ويشعر بالأخوّة مع المسلمين في أنحاء المعمورة، ومن ثم يتضامن مع غزة ويؤدي واجبه الديني والإنساني نحو أشقائه في فلسطين، وبين من يتبنى شعار الحزب مثل حزب النفاق (الإصلاح).

الكلام السابق هو لسان حال (الإخوان) المسلمين فرع اليمن، الذي يحتفلون منذ مطلع الأسبوع الحالي بمناسبة تأسيس حزب (الإصلاح)، بينما قبل أَيَّـام كانوا يهاجمون الشعب اليمني ويستنكرون الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.

حجّـة.. وقفة للقطاع الإعلامي تنديدًا بجرائم العدوّ الصهيوني بحق الصحفيين والمواطنين
حجّـة| المسيرة نت: نظّم منتسبو القطاع الإعلامي في محافظة حجّـة، اليوم، وقفة للتنديد بالجريمة المروِّعة التي ارتكبها العدوّ الصهيوني بحق الصحفيين والمواطنين في العاصمة صنعاء ومحافظة الجوف.
ردًّا على العدوان الصهيوني: قمة الدوحة الطارئة تتوعد بخطوات ملموسة وتشكيل تحالف رادع
المسيرة نت | خاص: انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الأحد، أعمال القمة العربية الإسلامية الطارئة، بحضور ومشاركة قادة وممثّلين عن 57 دولة، في اجتماع استثنائي جاء لبحث تداعيات "العدوان الصهيوني الغادر" الذي استهدف العاصمة القطرية، وسبل الردّ الموحد على هذا التصعيد الخطير.
الرئيس الإيراني: على الدول الإسلامية أن تقطع علاقاتها مع الكيان
وكالات | المسيرة نت: أكد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية مسعود بزشكيان أن على الدول الإسلامية أن تتحد وتقطع علاقاتها مع الكيان الصهيوني باتخاذ إجراءات عملية في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
الأخبار العاجلة
  • 18:44
    مصادر فلسطينية: طيران العدو يقصف عمارة سكنية مكونة من 5 طوابق لعائلة زيدية في محيط ملعب فلسطين غرب مدينة غزة
  • 18:40
    الصحة اللبنانية: جريح في قصف طيران العدو سيارة في بلدة ياطر جنوب لبنان
  • 18:39
    رسالة الرئيس الجزائري للقمة العربية الإسلامية في الدوحة: الاحتلال الإسرائيلي يهدد برسم حدود المنطقة ويرد بالتصعيد وفتح الجبهة تلو الأخرى
  • 18:34
    مصادر فلسطينية: 56 شهيدا نتيجة مجازر العدو الإسرائيلي في قطاع غزة منذ فجر اليوم
  • 18:34
    مصادر فلسطينية: شهيدان وجرحى في قصف مسيّرة العدو لمواطنين في منطقة المشاهرة بحي التفاح شرق مدينة غزة
  • 18:33
    وزير الخارجية التركمانستاني: وحدة الأمة الإسلامية أصبح أمرا ضروريا