قمة المصَدّ الأخير.. هل نرى ردًّا فعليًّا؟

الأُمَّــة العربية أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الرد الحازم الذي يردع (إسرائيل)، أَو التغاضي الذي سيفتح الباب لمزيد من الغطرسة والانتهاكات.
في أعقاب العدوان "الإسرائيلي"
على الأراضي القطرية، تتجه الأنظار إلى القمة العربية الطارئة التي تُعقد في
الدوحة، والتي يُنظر إليها على أنها "قمة المصَدّ الأخير" لاختبار قدرة
العرب على الرد الفعلي والموحد على الانتهاكات الإسرائيلية المتزايدة. هذه القمة
ليست مُجَـرّد لقاء دبلوماسي، بل هي نقطة تحول مفصلية قد تحدّد مسار الأمن الإقليمي
ومستقبل الكرامة العربية.
ما بعد الشجب والإدانة: الحاجة
إلى رد فعل ملموس
لقد اعتادت الساحة العربية على
بيانات الشجب والإدانة التي تصدر عقب كُـلّ اعتداء إسرائيلي، لكن هذه المرة، الوضع
مختلف. الاعتداء المباشر على الأراضي القطرية -وهي دولة خليجية عضو في مجلس
التعاون- يمثل تصعيدًا خطيرًا يكسر كُـلّ الخطوط الحمراء. لم يعد الأمر مقتصرًا
على الاحتلال وانتهاكاته في فلسطين، بل تعداه إلى استهداف عاصمة عربية تعتبر وسيطًا
في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة، بينما يواصل العدوّ انتهاكاته في لبنان وسوريا
واليمن، وهو ما يضع الأُمَّــة العربية أمام خيارين لا ثالث لهما:
إما الرد الحازم الذي يردع (إسرائيل)،
أَو التغاضي الذي سيفتح الباب لمزيد من الغطرسة والانتهاكات.
التغاضي عن هذا العدوان لن يمر دون
عواقب وخيمة. فـ(إسرائيل)، التي أظهرت من خلال هذا الهجوم أنها لا تبالي بالسيادة
العربية، ستعتبر أي رد فعل ضعيف بمثابة ضوء أخضر لمزيد من الاستباحة. هذا الأمر يهدّد
الأمن القومي العربي ككل، ويجعل كُـلّ دولة خليجية وعربية عرضة للاستهداف، في ظل
طموحات (إسرائيل) التوسعية التي لا تخفي حدودها — من النيل إلى الفرات.
قمة "المصَدّ الأخير":
هل تنجح في جمع الكلمة؟
تمثل القمة العربية في الدوحة فرصة
ذهبية للقادة العرب لرأب الصدع وجمع الصفوف لمواجهة هذا التحدي المشترك. لطالما
كانت الخلافات البينية نقطة ضعف استغلتها (إسرائيل) لإضعاف الموقف العربي. الآن، أصبح
الخطر يطرق أبواب الجميع؛ مما يفرض توحيد الكلمة والموقف، لا كشعار، بل كضرورة
وجودية.
المؤمل من هذه القمة أن تتجاوز مرحلة
الخطب الرنانة، وتتخذ خطوات عملية وحاسمة. يمكن أن تشمل هذه الخطوات:
قطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان
الإسرائيلي: سحب السفراء، وتجميد جميع اتّفاقيات التطبيع، وهي خطوة ذات تأثير
سياسي واقتصادي كبير على (إسرائيل)، ورسالة واضحة للعالم بأن العرب لم يعودوا
مستعدين لقبول "السلام" على حساب الدم الفلسطيني.
تشكيل جبهة عربية موحدة: تنسيق
المواقف على المستويات الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية، وإنشاء آلية ردع مشتركة
لردع أي عدوان مستقبلي، بدلًا من الاعتماد على التصريحات المنفردة.
توظيف النفوذ الاقتصادي: استخدام
النفط والغاز كأدَاة ضغط على الدول الداعمة للكيان الإسرائيلي، أَو على الأقل إعادة
النظر الجذرية في العلاقات الاقتصادية والاستثمارية معها، بما يُفقِدُ (إسرائيل) مصادرَ
تمويل حربها.
إن الأمن الخليجي والعربي هو كُـلّ لا
يتجزأ. العدوان على قطر هو عدوان على الأمن العربي، والرد عليه يجب أن يكون ردًّا
جماعيًّا يبعث برسالة واضحة للكيان الإسرائيلي:
استباحة الأراضي العربية أمر مرفوض، ولن
يمر دون عقاب.
إذا نجحت القمة في اتِّخاذ موقف صُلب
وحازم، فَــإنَّها ستكون بداية عهد جديد من العمل العربي المشترك.. عهد يعيد فيه
العرب كرامتهم وقدرتهم على حماية أراضيهم، ويُعيد تعريف دورهم في المشهد الدولي
كقوة سيادية، لا كتابع.
أما إذَا خرجت القمة ببيان تقليدي
آخر -مملوء بالشجب والنداءات الرومانسية دون أي إجراء ملموس- فَــإنَّ ذلك سيؤكّـد
ما يعرفه الجميع منذ زمن:
أن الردود اللفظية لا تكفي. وأن العدوّ
الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة. وأن التردّد سيُغريه بالتمادي، والصمت سيُحوّله
إلى حليف استراتيجي للظلم، لا عدوًّا يُحارب.

محمد الحوثي: حل الدولتين خيانة للقضية ولن يعيد حقوق الفلسطينيين أو يوقف استباحة المنطقة
متابعات | المسيرة نت:-
01:46رويترز: الجيش الفنزويلي يدرب المواطنين على استخدام الأسلحة وسط توترات مع أمريكا
-
00:47رئيس الوزراء الأيرلندي: المعاناة الهائلة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة خلال العامين الماضيين اعتداء على العالم بأسره
-
00:18رئيس الوزراء الإسباني: "إسرائيل" تعمل للقضاء على الشعب الفلسطيني ويجب وقف الإبادة الجماعية في غزة
-
00:18رئيس الوزراء الإسباني: الجوع يقتل النساء والأطفال في قطاع غزة وعلينا وقف القتل في القطاع الآن
-
00:10رئيس السنغال: الوضع في غزة تخطى كافة الحدود ونشهد مأساة يصعب وصفها وتطهير عرقي ووحشية, والتزام الصمت يمثل تواطؤا
-
23:58الرئيس البرازيلي: لا شيء يبرر قتل أكثر من 65 ألفا من الفلسطينيين في غزة واستخدام الجوع سلاحا للحرب