ربيع المولد النبوي .. للشاعر حميد الغزالي

 يمانيُّونَ مشغوفونَ أبْدَانا

بِذِكْرِ المصطفي حُباً وإيمانا

فذِكْرى عيدِ مولدِهِ تزينُنا

طقوسٌ تزدهي فرحاً ببشرانا

ربيعُ اللهِ في الميعادِ قد بَانا

بهيِّ الطَّلْعِ في الأكوانِ نشْوَانا

بحُلَّةِ عُرْسِهِ مَرِحاً فأشرقَنا

بنورِ محمدٍ هدْيَاً وتِبْيَانا

ومن أشذائِهِ العطِرَاتِ ينفحُنا

بعَرْفِ أريجِهِ رَوحَاً وريحانا

ليتْحِفَنا بليلِ مخاضِ سيدِنا

ويبهجَنا به : أرضاً وإنسانا

وحشَّدْنا اليمانيين فانطلقتْ

مواكبُهم زرافاتٍ ووُحْدَانا !!

فهبَّ الكلُّ للساحاتِ واجتمعتْ

بها الأطيافُ: كُهَّالاً وشبَّانا

وساداتٌ وقاداتٌ بها احتشدوا

رجالاً في مسيرتِهم ورُكْبانا

مواكبُهم تجوبُ الأرضَ ثائرةٌ

غبارَ النقْعِ في الوديانِ طوفانا

ملأْنا ذِكْرَهُ الآفاقَ فانتشرتْ

مدَائِحُه بهذا الكونِ ألوانا

ومن رحماتِ ربِّ العرشِ قد نزلتْ

سكينتُهُ على الساحاتِ تغشانا

فهذي ليلةٌ غراءُ قد وجبَتْ

نخلِّدُ ذكرَها في الأرضِ أزمانا

يعظِّمُ قدْرَها الرحمنُ مُشْتمِلاً

برحمَتِهِ لنا ويجلُّ مسعانا

نغيظُ بهذه الذكرى عواذلَنا

وفي الخلجانِ أعراباً وبِعُرَانا

يمانيونَ لا نخشى حواسدَنا

فعينُ اللهِ تحرسُنا وترعانا

ولم نستجدِ أمريكا وِلايتَنا

فإنَّ اللهَ فوقَ الكلِّ ولَّانَا

نوالي مَن بِدِينِ اللهِ وَالانا

وننقمُ كلَّ مَن بالدِّينِ عادانا

بهدْيِ محمدٍ ديناً ومُعْتَقَداً

حبانا اللهُ فوقَ الخلقِ سلطانا

وصلى اللهُ ما هزتْ نسائمُهُ

مدى الأيامِ أغصاناً وأفنانا

على المختارِ مَن حملتْ رسالتُه

إلى الثَّقَلينِ في الكونينِ بُرْهانا

وتغشى الآلَ والأنصارَ مَن ركبوا

خيولَ الفتحِ فرساناً ورُبَّانا !!