خناجرُ الخيانة في خاصرة غزة
آخر تحديث 06-08-2025 16:15

لولا الدعمُ العربي للكيان الغاصب، لَمَا استطاع أن يحوّل غزة إلى مسرح مفتوح للإبادة الجماعية، ولا كانت سماؤها تمطر نارًا، وأرضها تفيض دمًا، وبيوتها تتهدّم فوق رؤوس ساكنيها وهم أحياء. لم تكن المجازر لتُرتكب بهذه الوحشية، ولا الأطفال لتُقتلع أرواحهم من أحضان أُمهاتهم، لولا أن أيديَ عربية شاركت بالصمت، وقلوبًا نطقت بالخيانة، وأنظمة وقّعت صكوكَ الذبح بمداد العار والعمالة.

ما أشدَّ الوجعَ حين يكون الخنجر الذي يغرسُ في خاصرة الأُمَّــة قد صُنع بأيادٍ عربية، وما أقسى أن تتحوّل بعض العواصم التي كانت تُسمى عربية إلى ممرّات آمنة للطائرات الصهيونية وإلى مراكز رصد وتنسيق وتطبيع، تسهّل القتل، وتغسل وجه المجرم بماء المواقف المخزية.

غزة اليوم لا تواجه الكيان وحده، بل تواجه تحالفًا خفيًّا من أنظمة لم تجد في نصرة الدين والإنسانية مصلحة، لكنها وجدت في الركوع للعدو سبيلًا للبقاء. في كُـلّ صاروخ يسقط على غزة، هناك من وقّع عليه من بعيد، من قدّم له الغطاء، ومن باركه باسم الواقعية السياسية أَو المصالح المشتركة.

لو أن العواصمَ العربية التي ادّعت يومًا نصرة فلسطين صدقت ما عاهدت عليه، لما بقي طفل في غزة ينام على صوت القنابل، ولما احتاجت الأُمهاتُ أن يدفنَّ أبناءَهن بأيديهن، ولما عجز العالم أن يُنقذ من تبقّى من أنفاس في مخيمات الموت والحصار.

إن ما يحدث في غزة ليس فقط نتيجة العدوان الصهيوني، بل هو نتيجة خِذلان عربي ممنهج، بدأت خيوطه بالتمزيق، ثم التواطؤ، ثم التبرير، حتى وصل إلى التعاون الصريح والتطبيع الوقح.

وحدَها الشعوب تبكي على غزة من قلوبها، أما الأنظمة فقد باعت دماء الأبرياء على طاولات السياسة، ووقعت على صفقات الدم دون أن يرف لها جفن. فهل بعد هذا يجرؤ أحد أن يتحدث عن شرف العروبة أَو عن الحميّة والدين؟

غزة لا تحتاج إلى بيانات الشجب، بل تحتاج إلى أن لا تُترك وحدَها في مجزرة القرن. تحتاج إلى أن لا تُخوَّن من إخوتها، أن لا يُغلق دونها باب ولا يُقفل دونها ميناء، ولا تُحاصر من البحر والبر والجو بقرارات عربية قبل أن تكون صهيونية.

فيا غزة، أنت تدفعين ثمن خيانة ملوك وأمراء، وثمن صمتٍ مصنوع في مصانع الخوف، وثمن خنوعٍ باعكِ في مزادات السياسة الرخيصة. ولكن التاريخ لن ينسى، والدم لن يُمحى، والحق وإن طُمس اليوم، سيعود يصرخ في وجه العالم، بأن غزة لم تُقتل فقط بأيدي الصهاينة، بل ذُبحت بخناجر أشقاء باعوا الدين والكرامة معًا.

فيا شعوب الأُمَّــة، لا تصمتوا. لقد آن أوان الغضب، آن أوان أن تقولوا كلمتكم في وجه الزيف والخِذلان، لا تدعوهم يلبسون ثوب العروبة وهم يطعنون فلسطين من الظهر.

انهضوا من صمتكم، واملؤوا الميادين غضبًا، واجعلوا من كُـلّ شارع منبرًا يهتف:

لا للتطبيع، لا للخيانة، لا لبيع القدس والأقصى.

ارفعوا أصواتكم في وجوههم: أنتم لا تمثلوننا. فلسطين قضيتنا، وغزة كرامتنا، والساكت عن الحق شيطان أخرس.

أما أنتم، يا من تواطأتم وبعتم وتجاهلتم صراخ الأطفال تحت الركام، فاعلموا أن وعد الله لا يُخلف:

{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أنفسهِمْ، قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ؟ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأرض، قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا؟ فَأُولئك مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ، وَسَاءَتْ مَصِيرًا}

لقد جعل الله التخلّي عن نصرة المستضعفين جريمة لا تُغتفر، وإن لم يكن بوسعكم حمل السلاح، فلا أقل من أن تحملوا كلمة الحق، وترفضوا خيانة الحكّام، وتسقطوا شرعيتهم الزائفة.

إن الصمت اليوم جريمة، والتخاذل خيانة، فاختاروا موقعكم بصدق: إما أن تكونوا مع غزة، أَو تكونوا في صف من يذبحها.

وما بعد اليوم أعذار، ولا مجاملة في دين، ولا مهادنة في كرامة.

وغدًا سيُسأل كُـلّ من خذل عن دم طفلٍ في غزة، وعن صرخة أم فقدت أبناءَها، فماذا أعددتم للجواب؟


محلل اقتصادي: مركزي عدن على وشك الإفلاس
أكد المحلل الاقتصادي بسام البرق، أن البنك المركزي في عدن المحتلة، يواجه أزمة سيولة خانقة تجعله عاجزًا عن دفع رواتب الموظفين في المناطق الواقعة تحت سيطرة تحالف العدوان وحكومة الفنادق.
الفاو: 86٪ من الأراضي الزراعية في غزة مدمّرة و1.5٪ فقط صالحة للاستخدام
متابعات| المسيرة: كشفت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) عن أرقام صادمة بشأن الدمار الذي ألحقه كيان العدو الصهيوني بالقطاع الزراعي في غزة، مشيرة إلى أن أكثر من 86% من إجمالي الأراضي الزراعية في القطاع أصبحت متضررة بشكل مباشر، في ظل استمرار الحصار والقصف منذ أكثر من عشرة أشهر.
تحقيق استقصائي يكشف تعطل سلاسل الإمداد الدفاعي بفعل الحصار البحري والمقاطعة العمالية
متابعات| المسيرة نت: في تحول نوعي يعكس تعاظم أثر الضغوط الشعبية والميدانية على كيان الاحتلال الإسرائيلي، كشف موقع "شومريم" الاستقصائي الصهيوني أن الصناعات الدفاعية للعدو تواجه تحديات استراتيجية خطيرة بفعل تداخل عاملين مؤثرين: تصاعد الحصار البحري الذي تفرضه القوات اليمنية على الملاحة المرتبطة بموانئ الكيان، وتنامي حركة الاحتجاجات النقابية في عدد من الموانئ الأوروبية.
الأخبار العاجلة
  • 07:30
    مصادر فلسطينية: مدفعية العدو تستهدف شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة
  • 06:10
    لجان المقاومة: ندعو الأمة بكل مكوناتها شعوباً وأنظمة إلى إعلان النفير العام والنزول إلى الشوارع في كافة المدن نصرة لغزة وإسناداً لشعبنا الذي يقتل قصفا وجوعا
  • 06:10
    لجان المقاومة: العدو الصهيوني لن يستطيع الحصول عن أسراه لدى المقاومة إلا عبر بوابة المفاوضات وهو وحده من يتحمل المسؤولية الكاملة عن حياتهم ومصيرهم
  • 06:10
    لجان المقاومة: لن تستطيع أي قوة على وجه الأرض نزع سلاحنا فهذا السلاح هو وصية وإرث شهدائنا ومهمته تحرير الأرض واستعادة الحقوق المغتصبة
  • 06:09
    لجان المقاومة: سلاح المقاومة سيظل مشرعاً في وجه العدو الصهيوني حتى زوال الاحتلال عن أرضنا الفلسطينية
  • 06:09
    لجان المقاومة: نؤكد ان أي قوة أو دولة أجنبية ستطئ أرض غزة ستعامل كقوة معادية واحتلال وأداة من أدوات العدو الصهيوني ولن يكون مصيرها سوى الهزيمة والاندحار