المخطّط التوسُّعي لكيان العدوّ في المنطقة.. البوابة من السويداء
آخر تحديث 26-07-2025 20:23

خاص| محمد الكامل| المسيرة نت: تظهر الأحداث في سوريا وتداخلاتها المعقدة حجم المخطّط الصهيوني الذي يسعى من خلاله اليهود لتنفيذ أحلامهم التوسعية في المنطقة من بوابة محافظة السويداء السورية.

 في الأسابيع الماضية، شهدت السويداء أحداثًا دامية، لم تتضح معالمها للكثيرين، لكن تدخل كيان العدوّ الإسرائيلي وقيامه بقصف العاصمة السورية دمشق وقصف مبنى وزارة الدفاع ومبنى هيئة الأركان والقصر الرئاسي نفسه أظهر كيان العدوّ كأهم لاعب في الساحة السورية.

 وعلى الرغم من أن نظام "الجولاني" فضَّل ابتلاع الضربات، وعدم الرد، إلا أن القوى الأمريكية والغربية تدفعه نحو التصالح مع كيان العدوّ، والتعجيل بمسار التطبيع.

وتثير تصريحات المجرم نتنياهو حول تدخله في سوريا لحماية من سمَّاهم "إخواننا الدروز في سوريا" سخرية مريرة، بقدر ما تكشف عن نواياه الخفية؛ فخلف هذا الشعار الإنساني الزائف، يخفي نتنياهو غايات استراتيجية عميقة تدفعُه إلى تقديمِ الدعم العلني واللامحدود لطائفة الدروز السوريين، وُصُـولًا إلى حَــدّ التهديد الصريح للنظام السوري الجديد من أي "اعتداء" على الدروز.

لم يقتصر الأمر هنا على التهديدات اللفظية؛ فالمعلومات المتوفرة تشير إلى أن "إسرائيل" قد تجاوزت الخطوطَ الحمراءَ بتشكيل ودعم فصائل درزية وعصابات مسلحة في السويداء، تعمل تحتَ غطاء "حماية إخواننا الدروز".

ليس هذا فحسب، بل وصل الأمر إلى توفيرِ تغطية جوية مباشرة لهذه المجموعات ضد تحَرّكات القوات الأمنية السورية التابعة للشرع والقيام باستهدافها وكذلك باستهداف العشائر المسلحة الموالية لنظام الشرع.

الأهداف الحقيقية لكيان العدوّ في سوريا:

ومنذ صعود الشرع إلى السلطة، يلجأ كيان العدوّ الإسرائيلي إلى تقديم الدعم والمساندة للدروز، لكن هذا الدعم ليس نابعًا من أي حب أَو تعاطف، بل يخدِم هدفَين استراتيجيَّين رئيسيَّين يتجاوزان مُجَـرّدَ "حماية الدروز".

ويكمن الهدف الأول وجوهر هذه الاستراتيجية في سعي العدوّ الإسرائيلي الحثيث إلى منع استقرار أي نظام سوري موحَّد وقوي ومستقل؛ فالكيان المؤقت لا يريد قيام أي نظام سوري قوي ومستقر في دمشق، سواءٌ أكان سُنيًّا، أَو علويًّا، أَو درزيًّا، بل إن الهدفَ الجوهريَّ هو إبقاءُ سوريا في حالة من التفكك والتقسيم إلى دويلات صغيرة ومتصارعة طائفيًّا.

وَتستغل "إسرائيل" بمهارة الانقساماتِ الطائفية الموجودة (مثل الصراع بين السُّنة والأقليات)، وتَستخدِمُ الدروز كـورقة ضغط فعالة لضرب الجيش السوري الجديد والمؤسّسات الأمنية، وحتى الرئاسة نفسها، لمنع أي توحد أَو استقرار للنظام؛ فالاستقرار في سوريا يُعد تهديدًا مباشرًا لأمن العدوّ الإسرائيلي ومصالحه في المنطقة.

السيطرة على "ممر داوود" الاستراتيجي:

ويبرز الهدف الأكبر والأكثر خطورة الكامن في صُلب الاستراتيجية الصهيونية الأمريكية الراهنة هو في السيطرة على ما يُسمى "ممر داوود".

 هذا الممر البري ليس مُجَـرّد طريق، بل هو شريان حيوي لمخطّط جيوسياسي أوسع سيبدأ من الجولان المحتلّ، ليمر عبر مناطقَ سوريةٍ حسَّاسة مثل درعا والسويداء، وُصُـولًا إلى القاعدة الأمريكية في التنف، ومن هناك يتجه نحو مناطق الأكراد في سوريا وُصُـولًا إلى كردستان العراق.

وفي إطار هذا المخطّط التوسعي، لا يقتصرُ الطموحُ على السيطرة على هذا الممر الحيوي، بل يتعدَّاه ليشملَ ضَمَّ أراضٍ واسعة من مصر وسوريا والعراق ولبنان والكويت والسعوديّة، بالإضافة إلى جميع أراضي الأردن وفلسطين المحتلّة.

ويمثل هذا التحَرّكُ العدواني تتويجًا لحلم العدوّ الإسرائيلي التاريخي في تحقيق ما يسمى "إسرائيل الكبرى"، وهو ما يؤكّـد أن هذا الممرَّ ليس سوى خطوة محورية نحو إعادة رسم شاملة لخرائط المنطقة بما يخدِم الأجندة الصهيونية.

ويهدفُ المشروعُ إلى تحقيق عدة أهداف جيوسياسية حاسمة، منها فتحُ طريق جديد لـ "إسرائيل" نحو الخليج العربي وآسيا الوسطى، وربطها بأُورُوبا دون الاعتماد على قناة السويس؛ مِمَّـا يعني توجيهَ ضربة قاصمة للنفوذ الجيوستراتيجي لمصر، بتقليلِ الأهميّة الحيوية لقناة السويس كشريان تجاري عالمي.

وإلى جانبِ إعاقةِ مشروعِ الحزام والطريق الصيني الطموح، الذي تُعد قناةُ السويس جُزءًا لا يتجزأ منه، مع الإشارة إلى أن الأهميَّةَ القصوى للسويداء تكمُنُ في وقوعها في قلب هذا الممر الحيوي.

 لذلك، فَــإنَّ أيةَ قوة سُنية صاعدة أَو أي جيش سوري يحاولُ التماسُكَ وتنظيم صفوفه يُنظَرُ إليه كتهديدٍ مباشرٍ لهذا الممر، ويجب أن يُسحَق دون تردّد أَو اعتبار، بغض النظر عن طبيعته أَو توجّـهاته.

الفرصة الذهبية للكيان المؤقَّت:

إن ضعف النظام السوري الحالي، الذي يعتمد على قوات غير نظامية ويفتقر إلى جيش حقيقي وسلاح نوعي، يمثل "فرصة ذهبية للعدو الإسرائيلي لتوسيع نفوذه وفرض سيطرته على بلاد الشام.

وتضع هذه التطورات المنطقة أمام منعطف حاسم، فلم يعد قصف الكيان الزائل "إسرائيل" أَو تهديدها عسكريًّا هو السبيل الوحيد لإعلان الحرب أَو العدوان عليك، كما أن مهادنة "إسرائيل" أَو السعي للتطبيع معها لن يقيك من شرها؛ فالهدف الاستراتيجي "الإسرائيلي" واحد: "إسرائيل الكبرى"، التي تمتد من "النيل إلى الفرات"، ويبدو أنه يدخل مرحلة التنفيذ الفعلي، مستغلًّا الفوضى والصراعات الداخلية في سوريا لتحقيق أهدافه التوسعية.

ويتطلب هذا الوضع الخطير يقظة عربية وإسلامية ودولية لمعرفة أين تتجه هذه الاستراتيجية وما هي تداعياتها المستقبلية على استقرار المنطقة بأسرها. 

السفير صبري: الإعلام الوطني أسقط التضليل الصهيوأمريكي وفرض معادلة الوعي على مستوى الإقليم
خاص | المسيرة نت: قدّم السفير بوزارة الخارجية عبدالله علي صبري، ورئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين سابقاً، قراءة شاملة لطبيعة الاستهداف الإعلامي الذي رافق العدوان على اليمن منذ 26 مارس 2015، متطرقاً إلى دور الإعلام الوطني في تثبيت الجبهة الداخلية وكشف تضليل الإعلام المعادي.
أبو عزة: هناك حشد دولي وعربي من أجل تمرير قرار مجلس الأمن المليء بالألغام وإرادة الفلسطينيين ستقول كلمتها
خاص | المسيرة نت: اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، صالح أبو عزة، أن القرار الدولي الأخير بشأن غزة يعكس سيطرة القوى الدولية على إدارة القطاع، بما يضعف السيادة الفلسطينية ويهدد سلاح المقاومة، موضحاً أن القرار قائم على أساس وثيقة ترامب لعام 2020، ما يعيد المنطقة إلى ما يعرف بصفقة القرن، التي رفضتها المقاومة الفلسطينية والسلطة سابقاً.
الخارجية الإيرانية ترفض قرار مجلس الأمن بشأن غزة وتحذّر من تداعياته
متابعات | المسيرة نت: اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية قرار مجلس الأمن الأخير بشأن غزة خطوة خطيرة تنحاز للاحتلال الصهيوني، وتفرض "وصاية دولية" تقوّض الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، محذّرة من تداعياته.
الأخبار العاجلة
  • 02:55
    البيت الأبيض: الالتزامات السعودية الضخمة ستتدفق مباشرة إلى البنية التحتية والتكنولوجيا والصناعة داخل الولايات المتحدة
  • 02:55
    البيت الأبيض: تم تأمين اتفاقية تسمح للسعودية بشراء ما يقرب من 300 دبابة أمريكية مما يعزز الصناعة الدفاعية الأمريكية
  • 02:52
    البيت الأبيض: السعودية ترفع التزامها "الاستثماري" في الولايات المتحدة إلى تريليون دولار بعدما كان 600 مليار دولار
  • 02:52
    البيت الأبيض: الاتفاقية "الدفاعية" مع السعودية تسهل عمل شركات السلاح الأمريكية في المملكة وتضمن مساهمات مالية سعودية لتقاسم التكاليف
  • 01:52
    حركة الجهاد الإسلامي: جريمة عين الحلوة تثبت مرة أخرى أنّ طريق المقاومة هو الطريق الوحيد لمواجهة مشروع العدو الاستعماري التوسعي
  • 01:43
    حركة الجهاد الإسلامي: إنّ الادعاءات التي يقدمها العدو الإسرائيلي لتبرير جرائمه هي ادعاءات كاذبة لا تمت للحقيقة بصلة