مخاطر الصمت العربي والإسلاميّ تجاه حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة [الحقيقة لا غير]
آخر تحديث 22-07-2025 22:19

خاص| عباس القاعدي| المسيرة نت: تعتبر الأوضاعُ في قطاع غزة من أخطر القضايا الإنسانية في التاريخ، حَيثُ يعاني السكانُ من سياسةِ تجويعٍ قاسيةٍ تمارسُها القوى الأمريكيةُ والصهيونية، وتجاوزت معاناةُ الأطفال والنساء والشيوخ مستوياتٍ لا تطاق، مع تزايُدِ حالات الوفاة؛ بسَببِ الجوع في الشوارع ومراكز النزوح.


وتترافق هذه الكارثة مع تقاعس الأنظمة العربية، التي تظهر صمتًا وعجزًا وخيانة؛ مِمَّـا يمنح العدوَّين الأمريكي والإسرائيلي الضوءَ الأخضرَ للاستمرار في ممارساتهما الوحشية.




ما يحدُثُ في غزةَ يؤثِّرُ على العالم العربي بأسره، وليس الفلسطينيين فقط؛ ولذا يجب على الدول والشعوب العربية أن تراقب الوضع بعناية؛ لأَنَّ احتلال غزة قد يؤدي إلى تداعيات أكبر من مُجَـرّد الأحداث الحالية؛ فهذه الأحداثُ تمثِّلُ إنذارات لما قد ينتظرُ العربَ في المستقبل؛ مِمَّـا يستدعي التفكيرَ في العواقب المحتملة.

وتعد غزة التي لا تفصلها عن كبرى العواصم العربية سوى بضع ساعات، محاصَرة بجدرانٍ إسمنتية وجيوشٍ تمنع مرور الماء والغذاء، إلا بإذنٍ من المحتلّ الإسرائيلي القاتل، وَهذا الواقع يعكس حجم التواطؤ والخذلان، ويؤكّـد أن المأساة ليست فقط في الحصار، بل في الذين يشاركون بصمتِهم وتقييدِهم في استمرار هذا الظلم.



وعلى الرغم من صمت وتواطؤ العرب ضد أبناء غزة، وفداحة وبشاعة ما يجري في القطاع، إلا أن الضمير تحَرّك لدى الأحرار في مختلف دول العالم رغم اختلاف مِلَلِهم والمذاهب، بينما العرب لم يتحَرّك لهم ساكن أمام ما يجري وما يحدث هناك من مأساة لا نظير لها في العالم.



ولا يمكن تبريرُ الصمت والاستسلام للأنظمة والشعوب العربية، تحت مبرّر ضعف إمْكَانات وقدرات الدول العربية؛ فالضَّعفُ المالي لا يبرّر فقدانَ العزيمة والإرادَة، والدليلُ على ذلك هو أن الأنظمةَ العربيةَ لم تتخذْ حتى أبسطِ الخطوات مثل قطع العلاقات الدبلوماسية مع كيان العدوّ الإسرائيلي أَو السماح بوصول المساعدات إلى غزة، وليس هذا فقط، بل تتجهُ بعضُ هذه الدول نحو قمعِ ومهاجمةِ المتضامنين مع القضية الفلسطينية، كما نشهدُ في السعوديّة ودول عربية أُخرى.



وتكمُنُ المحنةُ الكبرى في أن هؤلاء الحكام هم أشبه بكلاب حراسة لصالح العدوّ الإسرائيلي؛ إذ يقفون في وجه دخول المساعدات ويقيمون حصارًا خانقًا؛ ولذلك فَإنَّ وضع الأُمَّــة الحالي من ذل وخزي يعود جزئيًّا إلى ما يجري في غزة من انتهاك وإبادة تخجل منها الإنسانية، ولم يكن ليحدث لولا أن الأنظمة العربية المتواطئة والخائنة هي جزء من هذه الجريمة ومن عمليات الإبادة، وجزء من المعسكر الأمريكي الصهيوني.

وتعاني الأُمَّــة من قيود داخلية، فهي في حالة هزيمة وفقدان للإرادَة والقدرة على اتِّخاذ القرار؛ ما جعل العدوّ على يقين بأن الأُمَّــة مخترقة، وأن الزعماء العرب يعملون كممثلين له.

وكـدليل على ذلك، فَإنَّ هؤلاء الحكام يوجهون الضربات لكل صوت حر، ولمواجهة أية رغبة صادقة في النهوض أَو في التغيير، فالواقع العربي والإسلامي يعد مخزيًا، وهؤلاء الحكام ليسوا إلا أتباعٌ صغارٌ لكيان العدوّ الصهيوني والأمريكي، ولا يملكون حريتَهم أَو سلطتَهم.

ولهذا إذَا لم تتحَرّك الشعوب لتفهم واقعها وعدوها من أصدقائها، فَإنَّ هؤلاء الحكام سيظلون جزءًا من الصهيونية، التي ترتكز في عقيدتها على إبادة العرب كأمة وشعوب وحضارة.



أعلنها شهيد القرآن، بوضوح منذ وقت مبكر، حَيثُ أشار إلى الجرح العميق؛ لأَنَّ أخطر ما يواجه الأُمَّــة هي مسألة ولاية الأمر؛ ولهذا السبب، نرى أن حكام وزعماء الدول العربية في الوقت الراهن يتماشون بشكل أكبرَ مع أمريكا ويتوافقون مع سياساتها.



وبقراءة متأنية، نجد أن الشعوب العربية والإسلامية لديها القدرة على تقديم التضحيات، ولو تُرك الأمر للأحرار فيها، لرأينا زحفًا مليونيًّا إلى قطاع غزة، لكن الحكام أصبحوا بمثابة القيد المحكم، لحماية اليهود، حَيثُ يواجهون أي مواطن يتضامن مع غزة بالمضايقات والمراقبة، ويتعرض الكثير من الأحرار للأذى؛ مِمَّـا يدفع العديد منهم إلى التراجع والخوف؛ فلا يجرؤون على التحَرّك.

وخلال العدوان الصهيوني على قطاع غزة سابقًا، كان هناك مجالٌ للتظاهر والتعبير والمهرجانات والبرامج الداعمة لفلسطين، حتى أن الأنظمة والحكام كانوا يصدرون بياناتٍ بلهجة مقبولة، وكان هناك مقاطعة وعدم تطبيع، أما اليوم، فقد باتت التعليمات للحكام والأنظمة تتضمن منع أية تجليات تضامنية مع فلسطين، بل أصبح من المطلوب من قبل "(إسرائيل) وأمريكا" أن يحدّد هؤلاء الحكام مواقفَهم، ويعلنون انحيازَهم الصريح والمشين لليهودية كما هو الحال اليوم.



ويقدم النفيسي هنا معلوماتٍ قديمةً ومهمة، لكنها مغيَّبة عن الشعوب، خَاصَّةً عن الغالبية العظمى من المجتمعات العربية والإسلامية؛ ولذلك، يمكن للحكام الخونة أن يخدعوا الجماهير ويظهرون كأنهم جزء من تلك الشعوب، وعلى سبيل المثال، آل سعود، الذين يُعتبرون من أبرزِ الأنظمة العربية التي تقيد الأُمَّــة العربية والإسلامية، ففي الإعلام والظاهر، يتظاهرون بأنهم حماة للإسلام وحراس للعقيدة وخدام للحرمين الشريفين، ولكن الحقيقة هي أنه لولا آل سعود، لما كان العدوّ الإسرائيلي موجودًا وباقيًا حتى اليوم.



كلام الباحث الكويتي المعروف الدكتور عبد الله النفيسي، يستحقُّ التأملَ والتفكير العميق، خَاصَّة في ضوء ما يجري حَـاليًّا في غزة من فظائع وجرائم ترتَكب بحق الأبرياء، وما يطرحه النفيسي لا يعبّر فقط عن رأي، بل يلامس واقعًا تؤكّـده الأحداث، ويكشف جانبًا من أسباب الصمت العربي المريب، بل التواطؤ الصريح أحيانًا، من قبل الأنظمة والحكام العرب تجاه العدوان الإسرائيلي المُستمرّ على غزة.

ويسلط النفيسي الضوء على جانب مهم من الحقيقة، يتعلق بعلاقة بعض الأنظمة العربية بأجهزة الاستخبارات الصهيونية، وهو ما يعزز القول بأن معظمَ الدول العربية واقعة تحت نوع من الاحتلال غير المباشر، والشعوب العربية، في الحقيقة تعيش تحت حكم وكلاءَ لا يملكون من أمرهم شيئًا، بل يديرون بلدانهم وفق ما تريده واشنطن وكيان العدوّ الإسرائيلي.

ويوضح أن بعضَ هؤلاء الحكام يستخدمون النصوَص الدينية – وعلى رأسها القرآن الكريم – لإقناع الشعوب بوجوب طاعتهم، حتى وإن كانوا عملاءَ وخونة؛ مِمَّـا أَدَّى إلى فساد عام في البنية السياسية والاجتماعية والثقافية للأُمَّـة، وأوصلنا إلى هذا الواقع المؤلم من الذل والضعف والانهيار.

وهنا يقارن النفيسي بين واقعِ أحرار العالم الذين يتحَرّكون مِن أجلِ غزة، ويتحمل البعض أقسى العقوبات في بلدانهم، بل أن يضحّيَ بعضُهم بحياته، في حين تغيب أية ردة فعل حقيقية من الحكومات العربية، بل وحتى من الشعوب التي تم ترويضُها وتحييدها على مدى عقود، وهذا هو واقعنا المؤلم، والحقيقة التي ينبغي أن تُقال بلا مواربة.



لقد تأسَّس النظام السعوديّ وتكرّس بقاؤه، إلى حَــدٍّ كبير؛ مِن أجلِ ضمان بقاء العدوّ الإسرائيلي، وهناك ترابط وثيق بين استمرار هذه الأنظمة العربية وبين استمرار المشروع الصهيوني في المنطقة.

 ولهذا، نلاحظ أن أيَّ تهديد يُوجَّه للكيان المؤقت، يقابله موقفٌ مناهضٌ من النظام السعوديّ لذلك التهديد.

 وللتوضيح فَإنَّه في حربَ تموز عام 2006، حينما تمكّن حزبُ الله من إلحاق الهزيمة "بإسرائيل"، وقفت السعوديّة خلفَ الكواليس داعمةً لهذا الكيان المجرم، ووصفت الحزبُ بأنه "مغامِر"، وكان هناك تواصُلٌ سعوديّ مع القيادات الصهيونية يحثُّهم على عدم التراجع قبل القضاء على حزب الله.

وفي ظل ما يجري اليوم في غزة من عدوان ودمار، يصبح من الضروري، بل من الواجب، أن نبحث في الأسباب الحقيقية لهذا الموت الجماعي، ولهذا الصمت العربي المريب، ولهذا التواطؤ المخزي؛ ولكي نفهم تلك الأسباب، لا بد أن نعود إلى جذور العلاقة التي تربط الحكام العرب بالمشروع الأمريكي – الإسرائيلي، وإلى طبيعة الاصطفافات التي تشكّلت منذ عقود تحت مِظلة الحفاظ على هذا الكيان الغاصب.



ويعمد الحكّام إلى إذكاء نار الفتنة بين السنّة والشيعة كلما بدأت الشعوب تصحو وتدركُ من هو عدوها الحقيقي، حَيثُ يتم تصوير الشيعة كخطر على السُّنة، وتُرتكب المجازر باسم الطائفية، لتُعاد عجلة تمزيق الأُمَّــة وإشعال الخلافات بين أبنائها، بينما يُنسى العدوّ الحقيقي، المتمثل في الكيان الصهيوني، وما يحدث اليوم من محاولات إشعال الفتن في سوريا وبلاد الشام هو خير شاهد على ذلك.

ولا يقف فساد الحُكم والحكام عند حدود السياسة، بل يترك آثارًا اجتماعية ونفسية وثقافية عميقة وخطيرة في وجدان الشعوب، وقد أشار الشهيد القائد - رضوان الله عليه- إلى خطورة هذا الواقع، وركّز على أن أنظمة الاستبداد والقمع تدفع الشعوب في نهاية المطاف إلى حالة من التبلّد والانحطاط، حَيثُ يفقد الناس حِسّ المبادرة، وتضعف قدرتهم على مواجهة التحديات والمخاطر، بل حتى مواجهة أعدائهم المباشرين.

وفي تجارب الأنظمة العربية المستبدة، نجد أن هذه الحكومات، عندما تتهدّد عروشها ويقترب الخطر من كراسيها، تسعى جاهدة لاستنهاض شعوبٍ هي نفسها من قمعتها وخدّرتها لعقود، ويحاولون إيقاظ الناس للدفاع عنهم، لا عن أوطانهم، لكنهم يفشلون، ويسقطون؛ لأَنَّ الاستبدادَ طويلَ الأمد يصنع شعوبًا فاقدةً للثقة، ميتة الحميّة، ضعيفةَ الانتماء، تعيشُ في حالة من اللامبالاة والسحق النفسي والاجتماعي، وهذه للأسف هي الحالة التي تعيشُها الأُمَّــة اليوم.



ويتضح مما يحدُثُ في غزة أن الموقف العربي الرسمي والشعبي بات جزءًا من المأساة، بل ومن أدوات الإبادة الجماعية التي تطال الشعب الفلسطيني، وأن هذا الصمت الشعبي، والضعف الجماهيري، والانهيار الأخلاقي والاجتماعي، إضافةً إلى خيانة الأنظمة وتواطؤها، كلها عوامل تكشف أن أصل المشكلة يبدأ من واقع الحكامِ والشعوب العربية.

وَللخلاص من هذا الواقع، فلا بُدَّ من الوعي بالثقافة القرآنية الأصيلة التي تحملُ في طياتها مفاهيمَ التحرّر والكرامة والوحدة، وعلى الأُمَّــة أن تعودَ إلى القرآن بفهم صحيح؛ لأَنَّه وحدَه القادرُ على أن يبني أُمَّـةً موحدةً، واعيةً، تعرف طريقَها، ونضالَها، ورسالتها.

وإذا لم نبدأْ من الوعي والثقافة، فَإنَّ العدوَّ سيسبقُنا لزرعِ فكر منحرف ووعي زائف، حين نرى مثلًا أمريكا وبعض الأنظمة الخليجية، وعلى رأسها السعوديّة، تموّل وتروّج للفكر الوهَّـابي في اليمن وغيره من البلاد الإسلامية، فَإنَّ الهدف ليس خدمةَ الإسلام، بل الحيلولة دون انتشار الوعي القرآني الحقيقي الذي يصنعُ أُمَّـةً يقظة، مقاوِمة، ترفض الذل والمهانة.

 ومن هنا، ندرك أن المعركةَ الحقيقيةَ هي معركةٌ ثقافيةٌ تربوية بالدرجة الأولى، كما أن المسؤولية لا تقع فقط على عاتق الحكام، بل تمتد لتشمل العلماء، وخُصُوصًا أُولئك الذين خانوا أمانةَ الكلمة وأصبحوا أبواقًا للسلطة، وكذلك المثقفين المأجورين، وُصُـولًا إلى كُـلّ فرد في المجتمع، كُــلٌّ حسب قدرته وتأثيره.


العموري: الحشد الجماهيري اليمني هو صوت الأمة الحقيقي في وجه الأعداء
خاص| المسيرة نت: أشاد المحلل السياسي الفلسطيني ثابت العموري بالحشد الجماهيري الكبير المرتقب في اليمن اليوم الجمعة، واصفًا إياه بأنه تجسيد حيّ لصوت الأمة الحقيقي في زمن تتعرض فيه القضية الفلسطينية لمحاولات تصفية غير مسبوقة.
المغرب: مظاهرة شعبية غاضبة تندد بجرائم الإبادة والحصار الصهيوني على غزة
متابعات| المسيرة نت: شهدت مدينة مراكش شمالي دولة المغرب العربي، مساء الخميس مظاهرة جماهيرية غاضبة، نظمتها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة تنديدا بجرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها كيان العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وذلك وسط دعم أمريكي مباشر وتواطؤ فاضح من أنظمة عربية متورطة في الصمت والتطبيع.
موسكو ترفض قرار العدو الصهيوني ضم الضفة الغربية وتصفه بالانتهاك الصارخ للقانون الدولي
متابعات| المسيرة نت: أعربت وزارة الخارجية الروسية عن رفضها الشديد لإعلان ما يسمى بـ "الكنيست" التابع لكيان العدو الصهيوني بسط ما يسمى "السيادة" على الضفة الغربية المحتلة، معتبرة هذه الخطوة مخالفة واضحة للقانون الدولي.
الأخبار العاجلة
  • 05:39
    رئيس الوزراء الأسترالي: الوضع في غزة تجاوز أسوأ مخاوف العالم
  • 05:38
    رئيس وزراء أستراليا: يجب بذل كل جهد ممكن الآن لحماية حياة الأبرياء وإنهاء معاناة وتجويع سكان غزة
  • 05:30
    وزيرة خارجية كندا: يجب على "إسرائيل" أن تسمح بتدفق المساعدات الإنسانية للوصول إلى المدنيين الفلسطينيين الذين هم في أمسّ الحاجة إليها
  • 05:30
    وزيرة خارجية كندا: الأزمة الإنسانية في غزة تزداد سوءًا يومًا بعد يوم النساء والأطفال يتضورون جوعًا هذا أمر لا يُغتفر ويجب أن يتوقف
  • 05:09
    مصادر فلسطينية: مغتصبون يلقون الحجارة على منازل الأهالي خلال اقتحام محيط قبر يوسف شرق نابلس
  • 04:19
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم بلدة عنبتا شرق طولكرم شمال الضفة الغربية
الأكثر متابعة