قراءةٌ في تحذير الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي – من ملزمة لا عذر للجميع أمام الله

الذل ليس قدرًا محتومًا، بل نتيجةٌ لتفريط الأُمَّــة، وتخلّيها عن الجهاد، والبراءة من أعداء الله.. الاستسلامَ أمام العدوّ "خيانة للإسلام وللقرآن وللشهداء".. السكوت عن الهيمنة "خنوع لا يبرّره إلا الجبن أَو التآمر".
ثقافة |
المسيرة نت: في واحدةٍ من أبرز صرخاته في وجه الظلم العالمي والتقصير الإسلامي، حذّر
الشهيدُ القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- من المآلِ الخطيرِ
الذي وصلت إليه الأُمَّــةُ الإسلامية والعربية، والمتمثل في خضوعِها المذلِّ
لليهود والنصارى، رغم أن القرآن الكريم أخبرنا عن حالهم بأنهم (ضُرِبَتْ
عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ
وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ
الْمَسْكَنَةُ).
وفي
ملزمة "لا عُذر للجميع أمام الله"، يشرح الشهيد القائد بوضوح أن هذا الانقلابَ
في موازين العزة والكرامة هو نتيجةٌ مباشرة لتخلِّي المسلمين عن مسؤوليتهم الإلهية،
وابتعادهم عن المنهج الرباني الذي أنزله الله إليهم بلُغتهم، وكرامتهم، وعلى
أيدي نبيٍّ منهم، رسولٍ عربيٍّ أمّيٍّ، بعثه الله شاهدًا ومبشِّرًا ونذيرًا، وهاديًا
وسراجًا منيرًا.
ولم
يكتفِ الشهيدُ القائد بتحليل واقع الأُمَّــة المزري؛ بل قدَّم رؤيةً عميقةً تشرح
كيف تحول من [ضُربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله" - في إشارة إلى
اليهود والنصارى – إلى مهيمنين متحكِّمين بمصير الأُمَّــة العربية والإسلامية الخاضعة
تحتَ أقدامهم].
ويقدِّمُ
الشهيدُ القائدُ رؤيةً استراتيجيةً قرآنيةً متكاملة، تسلِّطُ الضوءَ على أسباب الانحراف
عن الرسالة الإلهية، والنتائج المترتبة على ذلك، وُصُـولًا إلى دعوته الصريحة للصحوة
والموقف، العملي للخروج مما نحن فيه، وضرورة العودة إلى القرآن الكريم كمشروع عملي.
جذورُ المشكلة:
يشير
الشهيد القائد إلى أن التفوقَ والتشريفَ الإلهي للعرب، باختيار النبي الخاتم منهم
وإنزال القرآن الكريم بلسانهم، كان يحملُ في طياته مسؤولية عظيمة.
هذه المسؤولية، التي تتجلى في حمل الرسالة
الإلهية والعمل بها، قد تم التفريط فيها؛ ما أَدَّى إلى انقلاب موازين العزة
والكرامة، فبينما فرض اللهُ الذلَّ والمسكنة على اليهود والنصارى؛ بسَببِ معاصيهم
واعتدائهم، أصبحت الأُمَّــة الإسلامية، التي خُتمت بها الرسالات، ترضى اليوم بأن
تكون تحت أقدامهم.
ويعزو الشهيد القائد هذا التحول الخطير إلى "أعظم
جريمة يمكن أن تُرتكب بحق هذا الدين وهذه الأُمَّــة"، ألا وهي التفريط في
المسؤولية الكبرى، وهذا التخلي عن المنهج الرباني أورث الأُمَّــة ذُلًّا لم تكن
لتعيشه لو تمسكت بمنهجها.
تجلياتُ الذل المعاصِر:
ما حذّر
منه الشهيد القائد قبل عَقدَين من الزمن، نراه اليوم واقعًا ماثلًا بكل تفاصيله
المؤلمة، تتجلى الهيمنةُ الصهيوأمريكية في استباحة شاملة للدم العربي والإسلامي، وتطويق
الشعوب، واحتلال الأراضي، في ظل صمت مخزٍ وتواطؤ مفضوح.
ففي
فلسطينَ، تستمر جرائم الإبادة والتطهير العِرقي والاحتلال، ويُجَوِّعُ العدوَّ
الملايين دون تحَرّك جاد من العربِ والمسلمين -أنظمةً وشعوبًا-؛ مَا يعكس ذروةَ
الخضوع.
وفي سوريا، تنهب قوى الاحتلال الأمريكية، ثروات
النفط والقمح، وتبني القواعد العسكرية ويتوغَّل كيان العدوّ الصهيوني في أراضيها.
أما في العراق، فتُنتهك السيادة من قبل الطامع
الأمريكي ويستمر كيان العدوّ الصهيوني في انتهاك الأجواء في عدوانه على إيران.
وعلى
الجبهة اللبنانية، تفرض الإدارة الأمريكية عقوباتٍ خانقة لحصار قوى المقاومة وإغراق
الاقتصاد، بينما تعاني البلاد من حكومة خاضعة للمصالح الخارجية، وفي الوقت ذاته، يواصل
كيان العدوّ الصهيوني اعتداءاتِه اليومية، بعد عدوان سافر اغتال فيه قيادات
المقاومة الإسلامية لحزب الله، ودمّـر العديد من القرى والمناطق، ومُستمرٌّ في انتهاكه
للسيادة اللبنانية رغم اتّفاق وقف إطلاق النار.
أما إيران،
فها هي اليوم تتعرض لعدوان غاشم منذ ثمانية أَيَّـام، بدعم وإسناد أمريكي غربي، وتواطؤ
دول عربية للأسف، سخرت أجوائها وأراضيها ومياهها البحرية للعدو، عقبَ حصار منذ أكثر
من أربعين عامًا لرفضها الانبطاح وإصرارها على استقلالها وكرامتها.
وفي
اليمن، شُنَّت عدوان أمريكي صهيوني سعودي إماراتي لقرابة عقد لإخضاع شعب رفع شعار [الموت
لأمريكا... الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام]، في مشهد يعكس حجم
التحدي والصمود تبعه عدوان أمريكي إسرائيلي صريح ومباشر وبوجه سافر.
وفي ليبيا والسودان، تُشعل الفتن وتُقسم البلدان
خدمة لمشاريع نهب الثروات وتفتيت المجتمعات وتقسيمها.
أما دول
الخليج، فقد تحولت إلى مخازن للسلاح الأمريكي وصفقات النفط المنهوبة، وإلى منصات
تطبيع وخضوع تحت راية "التحالف الاستراتيجي" مع كيان العدوّ الصهيوني.
تحالُفٌ وَهْمي
يوفّر حمايةً مزعومةً من خطر هم مَن صنعوه، في حين أن الواقعَ يكشف عن نهب اقتصادي
فادح، ليس آخر خمسة تريليونات دولار نهبها الرئيس الأمريكي المجرم ترامب خلال أربعة
أَيَّـام فقط، في جولة حلب لم يسبق لها مثيلٌ في التاريخ.
الحلُّ في العودة إلى الله:
أمام هذا
الواقع المأساوي، يؤكّـد الشهيد القائد في ملزمته أن المشكلة ليست في قوة الأعداء،
بل في ضَعف الإيمان، وغياب الموقف، والخِذلان الداخلي.
ويؤمن
الشهيد القائد بأن الأُمَّــة تملك القوة الكافية لردع الاستكبار، لكنها بحاجة إلى
أن تؤمن بحقها وتنهض بمسؤوليتها، معتقدًا أن الاستسلامَ أمام العدوّ هو
"خيانة للإسلام وللقرآن وللشهداء"، وأن السكوت عن الهيمنة هو
"خنوع لا يبرّره إلا الجبن أَو التآمر".
"لا
عذر للجميع أمام الله" ليست مُجَـرّد عنوان ملزمة، بل هي محكمة ضمير تدين
المتخاذلين وتدعو الأحرار للنهوض؛ فما بين الواقع اليوم وتلك التحذيرات الصادقة، لا
توجد مسافة زمنية بقدر ما هي مسافة موقف وإرادَة.
وكشف الشهيد القائد ببصيرته القرآنية أن الذل
الذي تعيشه الأُمَّــة ليس قدرًا محتومًا، بل نتيجة لتفريطها، وتخليها عن الجهاد، والبراءة
من أعداء الله، والتمسك بعزتها وهُويتها.
أيُّ طريق ستختارُ الأُمَّــة؟
وبعد
كُـلّ هذا التوضيح الربَّاني، والشواهد الجلية وأثرها على من يتحَرّك بنهجِ
المشروع القرآني الذي قدمه الشهيد القائد، في اليمن واستمر به اليوم أخوه السيد
القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله-، ها هي المعركة مُستمرّة، والميدان
مفتوح، وساحة الصراع اليوم تعيدُ فرَز الأُمَّــة، فالحق بيِّنٌ، والعدوّ واضح، والسكوت
خيانة، والتفريط جرم لا يُغتفر، والتساؤل هنا: هل ستستجيب الأُمَّــة لدعوة الشهيد
القائد، وخطابات أخيه، وتعودَ إلى الله لتستعيدَ عزتَها وكرامتها، أم ستظل تحت
أقدام أعدائها، وتواجه مصيرًا مظلمًا نتيجة لتخاذلها؟
هل حان
الوقتُ لشعوب الأُمَّــة أن تفتحَ قلوبها قبل مسامعها لتوجيهات الله، وصرخات الأطفال
والنساء في غزة وغيرها؟، وهل من العقل والمنطق العودةُ الصادقة للمشروع القرآني
والقيادة الربانية كخطِّ نجاة لا بديلَ عنه، ومعرفة أن الفلاحَ الحقيقي ماثلٌ في
الاستعداد للقاء الله الذي يؤكّـد الشهيد القائد في ملزمته أنه لا عذر للجميع أمام
الله؟

اليمن الاستثناءُ الأوحد أمام المرتقَـب الأرعن
الموقفُ الأوجب على الأُمَّــة والعالمُ قُبالَةَ "مضائق" تضيقُ تحذيرًا من تدثير العدوان على إيران بسرديةِ نتنياهو وتصعيد ترامب.
المقاومة العراقية تنعَــى مسؤول وحدتها الأمنية في غارة صهيونية على الحدود العراقية الإيرانية
متابعات | المسيرة نت: نعت المقاومة الإسلامية العراقية – كتائب سيد الشهداء – مسؤول الوحدة الأمنية لديها، السيد حيدر الموسوي.
سياسي عراقي يدعو إلى إغلاق الأجواء أمام طائرات الكيان الصهيوني
خاص| 21 يونيو| المسيرة نت: انتقد الكاتب والباحث السياسي العراقي وسام عزيز، الصمت العربي والإسلامي تجاه العدوان الصهيوني السافر على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.-
22:39مصادر فلسطينية: طيران العدو يقصف منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزة
-
22:39منظمة الطاقة الذرية الإيرانية: على العدو أن يعلم بأن الاعتداءات ستجعل صناعتنا النووية أكثر تطورا وتقدما
-
22:00قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي: قضية فلسطين بالنسبة إلينا قضية أساسية وانتصار فلسطين أيضا أمر حتمي بالنسبة إلينا
-
21:59مصادر فلسطينية: جيش العدو الإسرائيلي ينسف عددا من المباني السكنية شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة
-
21:59مصادر فلسطينية: 8 جرحى بقصف للعدو الإسرائيلي قرب مركز مساعدات في محور "نتساريم" وسط قطاع غزة
-
21:51الهلال الأحمر الفلسطيني: إصابة شابين جراء اعتداء جنود العدو الإسرائيلي بالضرب في بلدة عتيل شمال طولكرم بالضفة المحتلة